|
حدثان كبيران في يوم واحد
محمد أحمد الزعبي
الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 12:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
15.08.2920 تعني مفردة حدثان حسب بعض قواميس اللغة العربية ، مصائب الدهر ونوائبه ، ولكننا عنينا بها في في عنوان هذه المقالة أمران وقعا في يوم واحد هما : التطبيع الإماراتي مع إسرائيل ( العدو الصهيوني ) ووفاة الدكتورالمرحوم عصام العريان القيدي في جماعة الإخوان المسلمين بمصر في سجن العقرب ، ورفض السيسي تسليم جثته إلى ذويه ، مع الإدعاء المشبوه في أن السلطات الحكومية ( السيسية ) هي من سيقوم بدفنه (!!) . وتشيركلمة المشبوه هنا - كما يرى الكاتب - إلى أن سلطة الجنرال السيسي لاتريد أن تعرف أسرته ، وبالتالي الآخرون أيضاً ، الدور الحقيقي المشين لنظام السيسي في قتل عشرات ، إن لم نقل مئات السجناء ، ولا سيما من الإخوان المسلمين ، وبمن فيهم الرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي رحمه الله . نعم إنهما حدثان كبيران ومؤسفان وقعا في يوم واحد هو الخميس الموافق 13.08.2020 . إن دويلة محمد بن زايد ( الإمارات العربية المتحدة ) الذي يتلقى أوامره وتعليماته فيما ينبغي عليه أن يفعل أو لايفعل من رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي ( ترامب ) . هي من ، من وظفها ترامب لففتح باب التطبيع مع الكيان الصهيوني (!!) ، أمام بعض المترددين من الحكام العرب ، ولا سيما الخليجيين منهم ، كيما يلج هؤلاء الحكام هذا الباب ( باب التطبيع مع الكيان الصهيوني ) دونما خجل أو وجل لامن الشعب الفلسطيني ولا من شعوبهم وذلك في طريقهم المفروشة بالورود إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث ينتظرهم في البيت الأبيض كل من ترامب وكوشنيرونتنياهو وفي يد كل منهم باقة من التقدم والتنمية والديموقراطية وحقوق الإنسان ، وأيضاً كمية من الدواء ( التطعيم ) الذي توصل إليه علماؤهم ضد وباء الكورونا ، ناهيك عن أكذوبة التوقف المؤقت ( بناء على طلب ترامب )عما عرف بعملية الضم . في أواخر القرن التاسع عشر ، كان عدد من اليهود المتدينين مايزال مترددا في قبول مقولة هرتزل أن فلسطين هي " أرض بلا شعب " وهو مايبحث عنه اليهود الذين هم حسب عراب الصهيونية العالمية " شعب بلا أرض ". أرسل هرتزل لجنة من هؤلاء المترددين إلى فلسطين ( أرض الميعاد ) ليروا بأم أعينهم حقيقة الأمر ميدانياً . وعندما وصلت اللجنة إلى فلسطين ، و رأت بأم أعينها كذب ادعاء هرتزل ، بأن فلسطين " أرض بلا شعب " أرسلت إليه من فلسطين البرقية التالية " العروسة جميلة جداً ولكنها متزوجة من آخر " وذلك في إشارة إلى تكذيب مقولته في أن فلسطين هي " أرض بلا شعب " . يبدو يبدو لنا هنا أن السيد محمد بن زايد ، قد قبل أطروحة هرتزل في أن فلسطين هي أرض بلا شعب ، ذلك أن مفهوم الشعب لاينطبق بنظرهرتزل ولاحقاً بنظر ترامب ومحمد بن زايد وشلة المطبعين - على مايبدو - على الشعب العربي الفلسطيني ، وإنما ينطبق فقط على الإسرائيليين بل وربما على الأوروبيين منهم ، من مواطني ومهاجري ماقبل و مابعد عام 1948 وفي عودة إلى الحدث الثاني ، نقول : لاأظن أن أحدا يجهل ، أن الإخوان المسلمين في مصر وفي سورية خاصة ، هم من خشي ويخشى الغرب بشقيه الأطلسيين وصولهم إلى السلطة ، ذلك أنهم يعرفون الأسباب الحقيقية لإنشاء الغرب الكيان الصهيوني في منطقة " الشرق الأوسط " ،ودوره في إلهاء الأنظمة العربية بالصراعات البينية ،والدينية والطائفية عن التنمية وعن الحداثة وعن الدفاع عن الإنسان وحقوقه وعن المواطن وحريته وكرامته . ولذلك فهم ( الإخوان ) قد وقفوا ويقفون مع الشعب العربي الفلسطيني ، في دفاعه عن أرضه ، وعن المسجد الأقصى الذي يؤدون صلواتهم في رحابه ، والذي يخص دينياً عامة المسلمين وليس فقط الفلسطينيين . إن كل المؤيدين لإسرائيل في العالم اليوم ، ولا سيما في أوربا وأمريكا وروسيا ، بصورة أساسية ، هم من أيد عبد الفتاح السيسي في إطاحته بالرئيس الشرعي المنتخب محمد مرسي ، وقدموا له المال والسلاح ، وهم من صمت ويصمت على زج الآلاف المؤلفة من الإخوان المسلمين ، والذين من بينهم الدكتور عصام العريان ، في السجون منذ عام 2013 ، ولا سيما سجن " العقرب " منها ، وحتى اليوم ،حيث شهدت وتشهد هذا السجون استشهاد العشرات ، بل المئات منهم ، أمام أعين العالم بمشرقه ومغربه ، ومن بين هؤلاء الشهود ( شهود لاأسمع لآأرى لاأتكلم ) الدول التي تدعي لنفسها الديموقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان (!!) . إن مايبدو واضحاً هنا ، هو أن الدفاع عن إسرائيل مقدم عند هؤلاء على الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان ، ودون أن ننسى أن هؤلاء ( الديموقراطيون !) هم من أتى بدولة الخميني الشيعية ، لتتصارع مع الدول السنية في المنطقة العربية ( صراع العقارب في دارة النار )، في ظل إدارة إسرائيل والغرب لهذا الصراع ، ولا سيما في سورية والعراق واليمن ولبنان ، بما يبقي رحى هذا الصراع الطائفي تطحن الأخضرواليابس، وخاصة بعد أن جري تطعيمها ( الرحى) بدولة أبي بكر البغدادي ( الإسلامية !) داعش ( ألا لعن الله من أتى بها ومن سوّقها ) بحيث تستمر في الدوران والطحن ، بين السنة والشيعة ودونما توقف إلى أن يشاء الله !!.
#محمد_أحمد_الزعبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسدان ومحطات بداية النهاية
-
بشار الأسد ومحطات الصعود إلى القاع
-
هضبة الجولان والمتآمرون الثلاثة
-
علم اجتماع المعرفة بين العلم والفلسفة
-
المطرقة والمسمار
-
موضوعات عامة حول ثورة آذار2011 السورية
-
شر البلية مايضحك
-
ثالثة الأثافي
-
الشمال السوري بين المطرقة والسندان
-
الربيع العربي واللاءات الثلاثة
-
كلمة حول عملية نبع السلام
-
إيران وأذرعها العربية
-
بين المنامة وإدلب خواطر حائرة
-
أنقرة وثلاثي خفض التصعيد
-
مجازر الشمال السوري ومسؤوية الجميع
-
فلسطين ومطرقة السفير
-
من اسطنبول إلى المنامة
-
سوريا وإشكالية الأقليات
-
البيت الزجاجي والحجر وولي الفقيه
-
ثلاث مشكلات بثلاث إشكالات
المزيد.....
-
تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد
...
-
قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
-
وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا
...
-
مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو
...
-
الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر
...
-
مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
-
شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها
...
-
-نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام
...
-
ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
-
الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|