أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عرفات حجازي - الشعب العربي ضد الحكومة














المزيد.....


الشعب العربي ضد الحكومة


محمد عرفات حجازي
كاتب وباحث أكاديمي ـ رئيس اتحاد الفلاسفة العرب

(Mohamed Arafat Hegazy)


الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 11:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أمام هول المصائب التي نزلت على منطقتنا العربيّة، مُؤخّرًا، كان لجوئي إلى السينما بحثًا وتنقيبًا، فوقع اختياري على الفيلم المصريّ "ضدّ الحكومة" (1992م) لمخرجه عاطف الطّيب؛ ربّما، كحلٍّ جذريّ لبؤسنا، وما نُعانيه من أحداثٍ دامية أبت أن تنتهي..
وكأنّي بالمُخرج القدير عاطف الطّيب قد سابق الزمن بهذا العمل الفريد، وصدّر لنا (النمر الأسود/ أحمد زكي) ليقف بكلّ شجاعة وحزم ضدّ الحكومة، مُعلنًا، دون أدنى خوف: كلّنا فاسدون؛ ومُطالبًا بمُحاكمة رؤوس الفساد من أعضاء الحكومة.
عمل مصطفى خلف (أحمد زكي)، في فيلمه "ضدّ الحكومة" كوكيل للنّائب العام لمدّة سنة، ثمّ فُصِل من النّيابة بتهمة الرِّشوة المُلفّقة، ليلتحق بسلك المُحاماة، وهناك، لم يجد حرجًا في استغلال براعته في الإلمام بثغرات القانون؛ لتبرئة ساحة المُتورّطين في قضايا المُخدِّرات والدّعارة، بل والمُتاجرة بآلام ومصائب الفقراء واستغلال سذاجتهم ومُصابهم، من خلال الانضمام إلى "مافيا التّعويضات". ولم ينس، خلال ذلك، حظّه من تناول المُخدّرات ومُرافقة بائعات الهوى، بعدما انفصلت عنه زوجته، لنجد أنفسنا أمام مجموعة من الذّئاب البشريّة الّذين أصبحوا يمرحون في حياتنا مُحطّمين كافّة القيم وضاربين عرض الحائط جلّ المُقدّسات..
وتأتي الّلحظة الفارقة في حياة خلف، حينما ذهب لمُعاينة أتوبيس رحلات أطفال بعد أن اصطدم، في حادثةٍ بشعة، بأحد القطارات؛ ساعيًا بذلك وراء توكيلات أولياء الأطفال لرفع قضايا والحصول على تعويضات يستأثر بها مُنفردًا.. لتتجلّى له الحقيقة الصّادمة المُرعبة: ابنه ـ الذي لا يعلم عنه شيئًا؛ بسبب إخفاء طليقته الدكتورة فاطمة (عفاف شعيب) الأمر عنه ـ أحد مُصابي تلك الحادثة؛ وتنقلب حياة المُحامي رأسًا على عقب، ويستيقظ ضميره على وجعه الخاص.. إنّها صحوة الموت.
وبدل أن يرفع مصطفى خلف قضايا تعويضات تصبّ في مصلحته، بات الأمر مسألةً شخصيّةً، وبرغم كافّة التهديدات التي وقفت حائلًا في طريقه لمُساءلة الحكومة: بدءًا من تاريخه المهنيّ القذر الذي يُلاحقه، وزوج طليقته الدكتور إبراهيم (أحمد خليل) ـ ذلك الطّبيب الذي امتاز بحصانة الحزب الحاكم، وتعرُّضه للتّعذيب المُفرط من قِبل رجال الشّرطة وتهديده بتهمة حيازة منشورات وتنظيم إرهابيّ هدفه قلب نظام الحُكم، وصولًا إلى تهديد أستاذه في القانون الدكتور عبد النور (أبو بكر عزت) والذي يعمل كمحامٍ لرئيس الوزراء ولعددٍ منهم، إلا أنّ خلف لم يتراجع عن موقفه، بل ازداد إصرارًا في موقفه تجاه قضيّة ليست شخصيّة، بل في المقام الأوّل، غدت قضيّة بلدٍ بأكمله نخر السوس أعمدته وأوشك بُنيانه على السقوط، فإمّا أن تمتدّ الأيادي وتتشابك لتعمل معًا أو فالمصير غريب ومُوحش..
لقد تحدّى مصطفى خلف جميع قوى الشرّ والطّغيان لأجل قضيةٍ آمن بها، ووقف في ساحة القضاء، في مشهدٍ أسطوريّ، مُعلنًا بكلّ وضوح: كلّنا فاسدون.. لا أستثني أحدًا حتى بالصّمت العاجز الموافق قليل الحيلة.. ليستيقظ أمام صرخته الحقيقيّة شطر الضّمير: فها هو وفدٌ من نقابة المُحامين ولجنة الدّفاع عن الحريّات وجمعيّة حقوق الإنسان والأحزاب تنضمّ إليه، داعمةً له ولموقفه الإنسانيّ النبيل، ويتمّ الحُكم باستدعاء الوزراء المعنيّين ومثولهم أمام القضاء..
رسالة عاطف الطيب واضحة: حارب الفساد، حتى وإن كان لك من الماضي السّيء، خيرٌ لك من الرّضوخ والاستسلام. ومُجتمعيًّا نتساءل: إلى متى سنبقى نُسبّح بحمد الوزير والمُحافظ والمسئول الكبير في ظلّ انهيار التعليم، تردّي الخدمات الصحيّة، تخبُّط الإعلام وانقطاع الكهرباء أغلب اليوم، النقص الحاد لمياه الشُّرب.. التّناحر والنّزاعات المُسلّحة، التّفجيرات والعمليّات الإرهابية، الاغتيالات والتصفيات الجسديّة، الاعتقالات، الخطف والإخفاء القسريّ، عبثيّة وفوضى الانتخابات وما يتولّد عنها، البطالة، الفقر، التّخلُّف وتدنّي مستوى الوعي!
إذا كان قد اختفى الجميع من ساحتنا: غاب المُحامي الذي يطلب وزيرًا في المحكمة لمُساءلته، وغاب الإعلام الذي يقف خلف المُحامي ويُسانده، وغاب القاضي الذي يجرؤ على استدعاء وزيرٍ إلى ساحة القضاء.. فهل وقع الضّمير الجمعيّ بين مطرقة الإخصاء وسندان الإقصاء!



#محمد_عرفات_حجازي (هاشتاغ)       Mohamed_Arafat_Hegazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرات كورونا وفيلم النوم في العسل
- السعادة بين التمسك بالقيم والخروج عليها ـ قراءة لفيلم -جنون ...
- عبيط القرية وعراؤنا الأخلاقي ـ قراءة فلسفية
- -كورونا-: التاريخ وبعض سبل العلاج
- طلب نشر تفاصيل استكتاب جماعي
- فيروس -كورونا- وأزمة العقل العربي
- صراع توم وجيري وقلب القيم
- لماذا نذهب إلى السينما؟
- الهوس الجنسي قراءة فلسفية
- الدعاء للميت: مُزايدة على الله؟


المزيد.....




- صور بعض قتلى فاجعة اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية في واش ...
- شاهد كيف ردّ ترامب على سؤال صحفي بشأن رفض مصر والأردن اسقبال ...
- سموتريتش: إذا تضمنت المرحلة الثانية من الصفقة إنهاء الحرب دو ...
- من هو محمد الضيف الذي أعلنت حركة حماس مقتله؟
- تحليل: عندما توجه الجزائر بوصلتها نحو أمريكا كيف يستجيب ترام ...
- الكشف عن 3 حوادث تقارب جوي سبقت كارثة اصطدام الطائرتين في وا ...
- إنقاذ 60 شخصا في حريق شمال غربي موسكو (فيديو)
- للمرة الخامسة على التوالي.. موسكو تسجل رقما قياسيا لدرجة الح ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد قوات -الشرق- في دونباس (فيديو)
- مصر.. حريق ضخم يلتهم السفن في السويس


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عرفات حجازي - الشعب العربي ضد الحكومة