سعيد الجعفر
الحوار المتمدن-العدد: 6647 - 2020 / 8 / 15 - 10:53
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
هنالك آلية (ميكانزم) في ما يسمى بالانزياح المجازي في اللغة تتلخص في أن التسمية تبدأ مادية ( رعوية أو زراعية) ليتطور منها لاحقا معنى أو دلالة مجازية. الأمثلة الاكثر شيوعا على ذلك هي أن الفعل كتب أخذ أصلا من مجموعة الخيول التي تعني كتيبة فوصفوا ضم الحروف الى بعضها بالكتابة اسقاطا على معنى ضم الخيول الى بعضها . كانت العرب تسمي من يملك ألف ناقة بالمؤلف ومنها جاء مجازيا اسم المؤلف اي من يملك ألف صفحة في كتاب . شحم سنام البعير يسمى بالجمال وكان عرب الصحراء يدهنون به رؤوسهم ومنه مجازيا جاء المعنى المجازي " الجمال" ، ومجازيا ايضا اشتقت الاناقة من الناقة، واشتقت الجناية مجازيا من الفعل جنى، الذي كان يعني ان تقطف الثمار بدون علم صاحب البستان، والجريمة اخذت ايضا مجازيا من الفعل جر+ م وهو ايضا فعل يعني القطف غير المشروع للفواكه او الغلال كما يورده د. ابراهيم السامرائي. بناء على ما تقدم نجد ان اسم الدم وآدم وجنة عدن والادب كلها اخذت مجازا من اسم الطين في السومرية ادابو، وتعني اصلا الداكن وآدم الذي كان اسمه ادامو لدى الاكديين ثم الاراميين، مستعيرين المفردة من السومرية، جاء إلينا عبر العبرية بإسم آدم. والشئ بالشئ يذكر فإن اسم مصر آرامي حيث أن كمت وكميت تعني الارض الداكنة ومع التحويلات الصوتية صارت كبت ومنها جاء اسم القبط ولاحقا ايجبت في اللغات الافرنجية. اي ان الارض الداكنة ( المكتظة بالخضرة) تعاكس الارض الشقراء وهي الصحراء. وأظن أن ارض السواد هي ترجمة استنساخية من المفهوم الارامي فالكميت اي الارض الداكنة ترجمت الى العربية فصارت ارض السواد..يقول المتنبي إذا اردت كميت اللون صافية وجدتها وحبيب القلب مفقود....
#سعيد_الجعفر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟