أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - ماذا في حديث جميل بايك..؟















المزيد.....


ماذا في حديث جميل بايك..؟


صالح بوزان

الحوار المتمدن-العدد: 6646 - 2020 / 8 / 14 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استمعت إلى حديث السيد جميل بايك الأخير حول الاتفاقية الاقتصادية بين الادارة الذاتية والشركة الأمريكية وحول الحوار الكردي- الكردي.
ما قاله بايك في العموم صحيح. فجميع الثروات في أي وطن يعود لكافة الشعب وليس لجزء منه. كما أن دور عبد الله أوجلان الفكري والسياسي في كردستان سوريا لا يستطيع أحد انكاره. وربما كان ذلك هو السبب في الهجوم الشرس على حزب الاتحاد الديمقراطي من قبل أعداء الشعب الكردي السوري بما فيهم اتهام بعض الأطراف الكردية هذا الحزب بالإرهاب، لأنه متأثر بفكر عبد الله أوجلان.
ولكن لدي ملاحظتان على حديثه:
تتعلق الملاحظة الأولى بحق استخدام الثروة. فحسب بعض الاحصائيات يعيش في شمال شرقي سوريا خمسة ملايين من السوريين. تعرضت هذه المنطقة وسكانها للدمار والتشريد والنهب وحتى التجويع نتيجة الحرب الأهلية. يدرك السيد بايك أن سوريا بلد ممزق اليوم. فهناك مناطق تحت سيطرة الدولة السورية مع هيمنة روسيا وايران عليها، وتعقد الحكومة السورية اتفاقيات اقتصادية وعسكرية وأمنية مع هاتين الدولتين المنتدبتين عليها في هذه المنطقة. وهناك مناطق محتلة من قبل تركيا يجري فيها التتريك والتغيير الديمغرافي وترتبط بتركيا سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وأمنياً. وتوجد مناطق تحت سلطة جبهة النصرة التي هي الأخرى ترتبط بتركيا مثل المناطق السابقة. وأخير هناك مناطق تحت سلطة الادارة الذاتية. تتعامل الدول الكبرى والاقليمية مع سوريا على أساس هذا الواقع. وبالتالي لا جهة من الجهات الثلاث (تركيا مجرد محتل أجنبي) لديها الحق الادعاء بأنها تمثل كافة الشعب السوري، وأنها الجهة الوحيدة المخولة باستخدام ثروات هذه المناطق دون غيرها.
تريد الادارة الذاتية تلبية احتياجات سكان مناطقها وكافة متطلبات المعيشة والسلامة وتمويل قواتها المسلحة للدفاع عنها. ليس لديها مصدر للتمويل سوى البترول والحبوب. وعندما تستخدم هذه الموارد فهي لا تذهب لجهة غير سورية، وإنما تذهب لقسم من الشعب السوري الذي يخرج البترول من مناطقه وبحاجة إلى متطلبات الحياة الأساسية. ولعل السيد بايك يعلم أن عائلة الأسد، منذ سبعينيات القرن الماضي كانت تضع يدها على البترول من خلف ظهر الشعب السوري، وتضع قسماً من وارداته في أرصدتها خارج الوطن. وربما سمع بفضيحة باسل الأسد بعد وفاته والكشف عن رصيده في فرنسا.
سعت الادارة الذاتية تكراراً ومراراً الاتفاق مع الحكومة السورية على كل شيء، بما في ذلك على البترول والغاز والحبوب، بشرط الاعتراف بالإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية. لكن الحكومة السورية رفضت هذا المطلب، بل طلبت من قوات سوريا الديمقراطية حل نفسها وتسليم سلاحها للجيش السوري، وكذلك تسليم كل منطقة الادارة الذاتية للحكومة بدون مقابل. لو كان السيد بايك في قيادة الادارة الذاتية هل كان سيقبل طلب الحكومة السورية هذا؟ لا أعتقد ذلك. واستخرج هذا الـ"لا أعتقد ذلك" من حديث جميل بايك نفسه، عندما يتحدث ما جرى في روجافا بالثورة. فما مبررات هذه الثورة التي قدمت أحد عشر ألف شهيد لتحرير هذه المنطقة من الجهاديين وفي النهاية تسليمها للحكومة السورية بدون مقابل. هل هناك قوة ثورية في العالم تقوم بهذا العمل العبثي؟
ملاحظتي الثانية تتعلق بالسيد عبد الله أوجلان. لا شك ما أشار السيد بايك إلى دور عبد الله أوجلان في كردستان سوريا صحيح . لكنه يدرك أكثر من غيره أن عبد الله أوجلان لغاية خروجه من سوريا كان يدعو كرد سوريا لدعم حركة حزب العمال الكردستاني ضد الحكومة التركية. لم يرد في برامج حزب العمال الكردستاني ولا في كلمات عبد الله أوجلان وكتبه حتى ذلك التاريخ أي شيء تتعلق بحقوق الشعب الكردي في سوريا. ما أعرفه أن حزب العمال الكردستاني خلال دعوته لكرد سوريا لدعم ثورته ضد الحكومة التركية كان يحتاج إلى خلق نهضة قومية بين صفوف الشعب الكردي السوري. فبدون التوعية القومية لن يذهب الكردي السوري إلى كردستان تركيا للقتال ضد الحكومة التركية. لقد كان حزب العمال الكردستاني هو الحزب الكردي الوحيد الذي دخل إلى كل بيت كردي في كردستان سوريا وخاطب الشاب والعجوز والفتاة والمرأة من أجل التوعية القومية.
عندما قامت الثورة السورية عام 2011 كان الشعب الكردي السوري جاهز من حيث الوعي القومي لتقرير مصيره. واستطاع حزب الاتحاد الديمقراطي الفتي قيادة نضال هذا الشعب بجدارة، بعكس الأحزاب الكردية السورية الأخرى التي كانت تعيش في حالة الشيخوخة الفكرية والسياسية والتنظيمية. لا يمكن انكار أن الفضل في هذه الجاهزية يعود إلى عمل حزب العمال الكردستاني السابق في سوريا.
قدم عبد الله أوجلان العديد من الأفكار السياسية الاستراتيجية للقضية الكردية من سجنه، ومنها للقضية الكردية السورية. وتبنى حزب الاتحاد الديمقراطي العديد من هذه الأفكار. لا تستوجب هذه المسألة تقديم الشكر لعبد الله أوجلان وتقديسه على منوال الأحزاب الشيوعية التي فرضت تقديس ماركس وانجلز ولينين وستالين وماو تسي تونغ وكاسترو وكيم ايل سونغ على الشيوعيين. الشخصيات التي تنتج أفكاراً لها تأثير على مصير شعوبها والانسانية لا تحتاج إلى الشكر والتقديس، بل إلى تقييم تاريخي منصف. لو نطبق هذه العقلية على الأوروبيين، فعليهم عندئذ أن يشكروا ويقدسوا قياماً وقعوداً، جان جاك روسو وفولتير وديفيد هيوم وآدم سميث وباروخ سبينوزا، والقائمة طويلة. هؤلاء المفكرون أخرجوا البشرية من الظلمات إلى النور. وبتقديري أن أفضل تكريم لعبد الله أوجلان هو قراءة ما يكتبه والاستفادة منها في النضال الوطني والقومي، وترك التاريخ بالذات أن يقوم بتقييمه.
إذا كان ذكر اسم السيد مسعود البرزاني في بيان الاتفاق السياسي بين الطرفين الكرديين السوريين أثار حفيظة السيد بايك، فأعتقد أنه يعلم أكثر من غيره أن قادة المجلس الوطني الكردي هم أزلام السيد مسعود البرزاني، وهم لا يفقهون لا في الفكر ولا في السياسة، بل يعملون بإيعازاته. فبدون موافقة السيد مسعود البرزاني لا يتجرأ قادة المجلس الوطني الكردي التوقيع على أي وثيقة. بمعنى آخر المسألة تنحصر في الاتفاقية وليس في التأثير على يقظة الشعب الكردي السوري خلال عشرين السنة الأخيرة.
في الختام أريد القول أن كلام جميل بايك يدل على حقيقتين. الأولى أن قادة روجافا باتوا ينطلقون في كل خطوة يخطونها من مصلحة شعبهم وإدارتهم وقواتهم المسلحة، وأن العلاقة بين الأحزاب الكردستانية الشقيقة لها فسحة من الاستقلالية الوطنية. والحقيقة الثانية أن عبد الله أوجلان لم يعد قائداً للحزب العمال الكردستاني، وإنما هو مفكر سياسي كردي استراتيجي، تشمل آراءه كل الحركات الكردية في عموم كردستان بغض النظر إن كنت تتفق مع آرائه أو لا تتفق. وبالتالي ممكن لقادة الحركة الكردية في أي جزء من أجزاء كردستان الأربعة الاستفادة من أفكاره دون أن تصبح هذه الحركة جزءاً من حزب العمال الكردستاني.



#صالح_بوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصبينة السياسية كردياً
- الدكتور برقاوي -دفاعاً عن العرب-
- قليل من التفكير العقلاني كردياً
- سعيد كاباري لك الرحمة
- لنوقف هذا الجهل حتى لا يتحول إلى كارثة
- (خيارات الكورد الصعبة في سوريا وسط معطيات معقّدة)
- ما أصعب مواجهة الحقيقة (حول مقال الدكتور آزاد علي: نقد الروم ...
- نيجرفان برزاني رئيساً
- الحركة الكردية السورية بين أربيل وقنديل
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الثالث
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب- القسم الثاني
- الاسلام مشكلتنا وليس مشكلة الغرب - القسم الأول
- حساسية تركيا
- استراتيجية العلاقة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب العمال ال ...
- الكرد السوريون والعلاقات الاستراتيجية (حزب الاتحاد الديمقراط ...
- يقظة الرجعية الكردية
- حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة- الخاتمة
- ماذا حقق سيدا للكرد وماذا حقق حزب الاتحاد الديمقراطي؟
- حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة - القسم الثان ...
- حين تُعرض الشهادة الأكاديمية على بازار السياسة


المزيد.....




- استعانوا بطائرات هليكوبتر.. كاميرا تُظهر إنقاذ مئات المتزلجي ...
- عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط ...
- ضابط شرطة يطلق النار على كلب عائلة ويقتله.. وخلل فني في كامي ...
- تحطمت فور ارتطامها بالأرض واشتعلت.. كيف نجا بعض ركاب الطائرة ...
- إعلام حوثي: إسرائيل قصفت مواقع في صنعاء والحديدة.. ولا تعليق ...
- رويترز عن مصادر: نظام الدفاع الجوي الروسي هو الذي أسقط الطائ ...
- إعلام عبري يكشف تفاصيل جديدة عن تفجيرات إسرائيل لـ-بيجرات- ح ...
- نائب أوكراني: زيلينسكي فقد ثقة الشعب والقوات في بلاده
- مقتل العشرات ونجاة آخرين إثر تحطم طائرة ركاب في كازاخستان
- قوات -أحمد- الروسية: الجيش الأوكراني يتحصن عند أطراف مقاطعة ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح بوزان - ماذا في حديث جميل بايك..؟