أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في المجتمع!














المزيد.....


الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في المجتمع!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6646 - 2020 / 8 / 14 - 16:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نحن في مدارسنا نُدرّسُ التربية المدنية والتربية الإسلامية ساعتين كل أسبوع (معرفة-Connaissance)، وفي جوامعنا نُدرّسُ التربية القرآنية تلاوةً وخطابًا يوم الجمعة، خطبةٌ نكررها 52 مرة في العام ( وعظ وإرشاد-Morale moralisante ). فهل نحن، العربُ المسلمون، مدنيون ومهذبون في سلوكنا اليومي في الشارع والمقهى والعمل، أم نحن كالحمار يحمل أسفارًا؟

كيف يعلّمون الأخلاقَ في التعليم الثانوي في كندا، الدولة العَلمانية متعددة الأعراق والقوميات والأديان؟
يُطالَبُ التلميذ الكندي بإنجاز 40 ساعة عمل تطوعي خلال ثلاث سنوات وبدون إنجازها لن يحصل على شهادة الباكلوريا مهما ارتفعَ معدّلُه. أسوقُ لكم مثالاً روته لي ابنتي عبير المقيمةُ بكندا: يتطوع التلامذة الكنديون (من مختلف الأديان) لخدمة المسلمين الكنديين خلال عشاءٍ جماعيٍّ ينظمونه احتفالاً بقدومِ العيدِ الصغيرِ أو العيدِ الكبيرِ، فعلٌ أخلاقيٌّ ناجعٌ (Une action) وليس درسًا نظريًّا عقيمًا (Une connaissance).

"فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" (قرآن)، والمقصود هنا بالعمل هو فعلُ الخير (Action morale) وليس الشغل في مهنة (Travail)، ونحن، العربُ المسلمون، والحمد لله -الذي لا يُحمدُ على مكروهٍ سواه- لم نفلِحْ اليوم، لا في العمل الأول ولا الثاني. أخلاقُنا في الكتب عاليةٌ جدًّا جدًّا (أمانةٌ، صدقٌ، ضميرٌ مهنيٌّ، تكافلٌ، تسامحٌ، إلخ)، أما في الواقع فهي هابطةٌ جدًّا جدًّا (خيانةٌ، كذبٌ، تكاسلٌ مهنيٌّ، أنانيةٌ، تعصّبٌ، إلخ)، والمعارفُ لا تغيِّرُ القِيمَ كما قالت الديداكتيك اختصاصي (Les connaissances ne changent pas les valeurs, sujet de ma thèse de doctorat, UCBLyon1, 2007).

قالها الفاروق منذ 14 قرنًا ولم نسمعها: "انصحوا الناس بصمت". كيف يا عمر؟ "بأخلاقكم". لو عمِلنا بهذه النصيحة فقط لَقطعنا نهائيًّا مع وعظ تُجار الدين وإرشادهم العقيمَين.

إمضائي (فكرة فيلسوف حمام الشط حبيب بن حميدة، تأثيث مواطن العالَم):
"المثقفُ هو هدّامُ القناعاتِ والبداهاتِ العمومية" فوكو
"إذا كانت كلماتي لا تبلغ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران
"على كل مقال سيء نرد بمقال جيد" مواطن العالَم

تاريخ أول نشر على حسابي ف.ب: حمام الشط، الأحد 17 ديسمبر 2017.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه هي هيبة الدولة بالحق (أمريكا، 1957)!
- الفنّانون في المجتمع: هل يَصْلُحُونَ لِشيء؟
- إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية أ ...
- اللغة العربية، التغيير والديمقراطية: أي علاقة؟
- الحداثة الغربية المعلّبة المعولمة غولٌ يغزونا بسهولةٍ وسيولة ...
- توضيح حول مقولة ماركس الشهيرة -الدين أفيون الشعوب- التي وظفه ...
- وددتُ لو تعددت العواصمُ في كل دولة؟
- أطلِقوا سراح جورج إبراهيم عبدالله، -مانديلا الشرق الأوسط- كم ...
- صرخة ضد التمييز حسب العائلة أو المهنة أو الشهادة العلمية (ال ...
- قبل أن ننقد الدولة على ما لم تفعله، علينا أولا أن ننقد أنفسن ...
- طوفان.. طوفان.. ولا سفينة في الأفق!
- ما هي مواصفات الفرد التونسي التي أنتجها النمط الحضاري-الرأسم ...
- ماذا أنتظر من وزير السياحة القادم؟
- حضرتُ اليوم ندوةً حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من وجهة ن ...
- الجيش المصري أصبح في عهد السيسي جيشًا شَرِهًا نَهِمًا جَشِعً ...
- خدعوكَ أيها الشعب التونسي الفقير بقولهم أنك كريمٌ!
- مَن شابَه أباه، فقد ظلم مستقبله!
- بماذا تتباهون على الصغارْ يا كبارْ؟
- -يجبُ إعادةُ أنسَنَةِ الإنسانيةِ-: صيحةٌ أطلقها الفيلسوف الف ...
- ماذا تفعل وزارة التربية؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في المجتمع!