|
العمل السياسي والمدني في الفعل الامازيغي : تكامل ام انقسام
انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان
الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:37
المحور:
مقابلات و حوارات
1- كيف تنظر الى انتقال الحركة الامازيغية من مرحلة العمل الجمعوي الى مرحلة العمل السياسي؟ لاول مرة في تاريخ المغرب المعاصر يقرر مجموعة من المناضلين الامازيغيين في اطار الحركة الثقافية الامازيغية نقل نضالهم من الفعل المدني الجمعوي الى الفعل السياسي و هدا التطور الملحوظ في استراتيجية المناضلين الامازيغ يمكن قراءته سياسيا بأنه احتجاج ضمني على الفعل السياسي الوطني الذي عجز عن احتضان مطالب الحركة الامازيغية والدفاع عنها بكل جدية ومسؤولية حيث ان معظم الاحزاب المغربية ماتزال تعيد في ادبياتها مواقف بعيدة عن المنطق التاريخي وعن الحقائق العلمية في تناول الهويات الثقافية حيث ان مواثيق الامم المتحدة ومواثيق القمم الاممية واعلانات حقوق الانسان تؤكد كلها على حق الشعوب بالتمتع بكافة حقوقها الثقافية والفنية والفكرية وحق استغلالها لتحقيق التنمية البشرية المأمولة لكن معظم احزابنا ماتزال تعيد الاسطوانة القومية البائدة والتي تكرس الاحادية في الفكر والدين والثقافة متجاهلة التطورات الكونية الجارفة التي الغت الدول والحدود ، فكيف يعقل ان تستمر احزابنا في اقصاء الثقافة الامازيغية وفي اعادة احياء اسطورة الظهير البربري وفي السكوت على الاقل عن التمييز الممارس على الثقافة واللغة الامازيغية في كل مرافق الدولة بدءا بالتعليم مع استمرار مايسمى بتدريس الامازيغية في عدد جد محدود من المدارس العمومية أمام تخبط منهجي وعرقلة حكومية واضحة كما ان استمرار تغييب الامازيغية في الحقل العمومي ومنع انشاء قنوات تلفزية امازيغية يجعل الاعلام دو بعد واحد ناهيك عن الظروف الصعبة والمهينة التي يعاني منها الصحفيون والمديعون العاملون بالقسم الامازيغي من التلفزة المغربية وبالاداعة الوطنية كما ان الامازيغ يعانون من تمييز واضح في القضاء حيث يبقى استعمال اللغة الامازيغية في الترافع وفي الدفاع عن المتهمين في بعض الاحيان ولدى بعض القضاة جريمة كما وقع مثلا في احدى جلسات المحكمة الابتدائية بالخميسات حيث اجبر احد القضاة متهمين لايتقنون العربية بالتحدث عن افادتهم بها امام احتجاج الدفاع الى غيرها من القضايا التي تثبت بأن الامازيغ في المغرب يعانون وضعا تمييزا لم يعد خافيا على احد. القضايا المثارة دات بعد سياسي واضح لدلك من المنهجي نضاليا ان منهجية الترافع والدفاع عن قضايا سياسية لايكون الا بنضال سياسي ومن هده القناعة انبثقت فكرة تأسيس احزاب تدافع بشكل خاص عن الثقافة الامازيغية لكن بمنظور شمولي تأخد بمرجعية المواثيق الدولية لحقوق الانسان و تناضل من اجل التعددية الثقافية والسياسية ونبد الفكر الواحد، يمكن القول بكل تأكيد بأن فكرة تسييس الامازيغية ليست بالفكرة الجديدة لدى الامازيغ رغم قدم الاسباب الموجبة حيث ان العمل بجناحين الثقافي والسياسي لاح في الافق مند مدة طويلة على الاقل مند سنة 1996 حيث طرح الاستاد حسن ادبلقاسم وثيقة العمل بجناحين و يمكن القول بأن فكرة التنسيق الوطني للجمعيات الامازيغية كانت فكرة ممهدة لتأسيس فعل سياسي امازيغي الا ان الانقسامات والاختلافات الداخلية والتطورات اللاحقة اجلت الموضوع الى ان بادر الاستاد احمد الدغرني الى تأسيس اول حزب سياسي امازيغي هو الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي ثم تلته اللجنة التحضيرية للحزب الفيديرالي الدي يشرف عليها الاستاد حسن ادبلقاسم . لكن يمكن اعتبار كثرة الاحزاب التي تدافع الامازيغية قوة في تعددها لكن قد تكون مؤشرا على تمزق النسيج السياسي الامازيغي الوليد وهو ما يبشر باستمرار ازمة الحركة الامازيغية وعدم قدرتها على ضبط اختلافاتها الداخلية وتدبير الاختلافات في اطار فهم استراتيجي اعمق يضع القضية الامازيغية ومصالحها فوق الاعتبارات الداتية. 2- ماهي العلاقة بين الثقافي والسياسي في الحركة الامازيغية بعد تأسيس الاحزاب السياسية الامازيغية ؟ في نظري المتواضع يمكن اعتبار العمل السياسي مكملا للعمل الثقافي ومن الخطأ بمكان اصطناع تناقض بينهما فالعمل السياسي له اليات خاصة وطرائق اشتغال متميزة تتصف بالمباشرة و دقة الهدف فيما العمل الثقافي له منهجيته النضالية الخاصة والتي تمتاز بالعمومية والشمولية والاستقلالية التنظيمية لدا يبقى لكل مجال نضالي الياته ودوافعه وراهنيته . العمل الجمعوي الامازيغي مطالب اليوم اكثر من أي وقت مضى بالتركيز على التثقيف الداتي وعلى تأصيل الفكر الديموقراطي التعددي في دواخله واتجاه الاخر وعلى تكوين شباب قادر على التحاور والاقناع بعيدا عن لغة الشعارات والبيانات فالعمل الجمعوي الامازيغي يجب ان يكون مدرسة للوطنية التاريخية العقلانية محصن بآليات الفكر العلمي وبالنسبية في الحكم على الاشياء وتفادي الاحكام الاطلاقية التي لاتحل مشكلة بل تزيدها تعقيدا اما الفعل السياسي الامازيغي فيجب ان يكون قدوة في تمثل القيم الديموقراطي وفي تبني قيم الحوار مع كل الفاعليين في الحقل السياسي من احزاب ومؤسسة ملكية وغيرها فلا يجب ان تكون الاحزاب الامازيغية منغلقة على داتها او متمسكة بالعقلية العرقية التي لاتمت لقيم العصر بصلة بل ان يكون نضالها وحدويا ديموقراطيا يأخد بالرأي والرأي الاخر لاسيما وان أي انزلاق للاحزاب الامازيغية الى مواقف غير ديموقراطية قد يفوت الفرصة التاريخية في مساهمة الحركة السياسية الامازيغية في دمقرطة المشهد السياسي والثقافي الوطني . وبالفعل يمكن اعتبار المذكرة التي رفعها الحزب الديموقراطي الامازيغي المغربي الى جلالة الملك والتي تتضمن مجموعة من المقترحات التي يراها الحزب اساسية لتطوير الدستور المغربي خطوة مهمة تتقاسم مجموعة من المواقف والمطالب الديموقراطية مع القوى الديموقراطية الطامحة للتغيير في بلادنا واملنا ان يستمر النضال السياسي الامازيغي نضالا ديموقراطيا يعمل من اجل اشاعة قيم العدل والمساواة والحرية. عموما الحركة الامازيغية مطالبة بالعمل بجناحين وعدم التفريط فيهما كما لايجب ان يفقد احدهما استقلاليته لحساب الاخر فكل مجال نضالي له اليته الخاصة والخلط بينهما افقار لهما جميعا. العمل الثقافي مطالب بتطوير داته وتكوين اطره والعمل السياسي مطالب بقراءة علمية للواقع السياسي لاتدرك الا بإعمال الحوار والانصات والاستفادة من الاخطاء الذاتية ومن اخطاء الفرقاء كما على النضال السياسي الامازيغي ان يتجاوز الصراعات الوهمية والمعارك المأجورة ضد كل الاطراف بل كل معركة سياسية لابد ان تكون بقراءة وتصميم وعقلانية لان السياسة حساب الممكن فيما العمل الجمعوي الثقافي عمل بالضرورة للضرورة. ويبقى على الامازيغ ان يفتحوا حوارا مهما مع المؤسسة الملكية لانها مفتاح العمل السياسي ببلادنا ولايتصور على الاقل في الامد المنظور ان يحدث تطور فعلي في أي حقل من الحقول والمجالات السياسية بدون تدخل ملكي حازم وهده حقيقة املتها موازين القوى السياسية ولاغبار على صدقيتها الانية وحجيتها ودليلنا مدونة الاسرة و الانصاف والمصالحة وغيرها من المواضيع الدي تدخلت فيها بحزم الارادة الملكية ونتمنى ان تبادر لفتح موضوع الامازيغية بشكل ينصف الامازيغية دستوريا وعلى ارض الواقع . 3- ماهو دور المناضليين الامازيغ داخل الاحزاب السياسية الاخرى في الدفع بالمطالب الامازيغية الى الامام ؟ الوعي بالامازيغية يجب ان يكون وعيا جمعيا وطنيا بل امميا جامعا املته مشروعية القضية الامازيغية من حيث هي قضية شعب ثقافته مضطهدة ومنسية ودلك يتعارض مع كل المواثيق الدولية لحقوق الانسان ، ان يناضل المناضل الامازيغي داخل الاحزاب السياسية الاخرى عمل مهم وضروري بل هو محوري لان من شأن النضال داخلها ان يوسع من رقعة المتعاطفين والمناصرين للقضية الامازيغية خارج اوساط الحركة الامازيغية ، كما ان اقناع الاحزاب الديموقراطية بالمطالب العادلة الامازيغ عمل لايمكن الا من داخل الاحزاتب في التأثير على المقررات التوجيهية والسياسية والايديولوجية في المؤتمرات وفي كل المواقع الممكنة لدلك من الخطأ اغفال دور المناضلين الامازيغ داخل الاحزاب السياسية بل هم سند حقيقي للحركة الامازيغية وهم في الصفوف الامامية خندق المواجهة الايديولوجية والسياسية مع الفكر القومي الاقصائي، كما ان تطوير وعي جاليتنا بالخارج بأهمية مناصرة القضية الامازيغية وفي كل المحافل الدولية عمل من الاولويات التي يجب تسطيرها والتخطيط لها بعناية وتركيز لأن الجالية بالخارج قد تلعب ادوارا طلائعية في نشر الوعي بالقضية الامازيغية لدى الرأي العام الاوروبي وغيره ودلك من شأنه ان يعطي للحقوق الامازيغية سندا جديدا فاعلا ومؤثرا.
استجواب الاستاد انغير بوبكر عضو اللجنة الوطنية للشبكة الامازيغية من اجل المواطنة والمشرف العام على مركز الجنوب للتنمية والحوار والمواطنة وعضو تنسيقية خير الدين للجمعيات والفعاليات الامازيغية بالجنوب مع جريدة بيان اليوم.
#انغير_بوبكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مادا يحدث في بلدية بويزكارن ؟
-
الامم المتحدة تحاكم الحكومة المغربية بسبب احتقارها للأمازيغ
-
ماذا تريد السفارة الامريكية بالمغرب من الامازيغيين ؟
-
تجربة الانصاف والمصالحة بالمغرب :انصاف من والمصالحة مع من ؟
-
الامازيغ وقضية الصحراء : التاريخ والجغرافيا
-
الحركة الامازيغية و العلمانية
-
دراسة تأثير المنظمات الغير الحكومية على تنمية العالم القروي
-
الامازيغ خوارج والتجديديون من الفرقة الناجية
-
حسن نصر الله ضد الخصخصة وجنبلاط مع العولمة ؟
-
الكونغريس العالمي الامازيغي في ليبيا : السياقات والدلالات
-
الأبارتيد الثقافي بالمغرب: التمييز ضد الامازيغ قضية ثابتة
-
قناة الجزيرة : الرأي والرأي الآخر
-
ماذا لو نجحت الديموقراطية العراقية؟
-
حزب الله اللبناني من التحرير الى التبرير
-
النظام الفيديرالي بالمغرب كمخرج سياسي لقضية الصحراء.
-
الامازيغ : مواطنون ام رعايا ؟
-
الاسلام السياسي : مقاربات نقدية
-
سوريا بين مطرقة تقرير ديتليف ميليس وسندان تقرير تيري رود لار
...
-
الديمقراطية والاصلاح السياسي وانظمتنا القمعية :هل يصلح العطا
...
-
متى تعلنون حياة الشباب المغربي؟
المزيد.....
-
أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن
...
-
-سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا
...
-
-الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل
...
-
صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
-
هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ
...
-
بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
-
مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ
...
-
الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم
...
-
البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
-
قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|