أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم البيك - وطن من اثنين














المزيد.....


وطن من اثنين


سليم البيك

الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 05:37
المحور: كتابات ساخرة
    


قد يفكر المرء بأن هذا الوطن الذي لم يبخل على أبنائه بالسجون
و السياط
و الأرق
و الترهيب
و القمع
و الإهانة
و البطالة
و التشرد
و الجوع
في الوقت الذي استكثر فيه عليهم الحرية
و الجمال
و الفرح
و الكلمة
و الفكرة
و العمل
و المأكل
و المسكن
و الحياة بسلام و سعادة
قد يفكر المرء بأن هكذا وطن لا يستحق التضحية حتى ولول برغيف خبز, فكيف لو بالمال و البنين و كل زينة في الحياة الدنيا؟
في وضعنا العربي المشرف, قد يبدو من الطبيعي أن يفكر البعض بهذه الطريقة, و هي طريقة مقلوبة بانقلاب وضعنا أصلاً. فإما أن هؤلاء يقعون في إشكالية الخلط و عدم التمييز بين الوطن و بين الأنظمة المسيطرة عليه و الحاكمة فيه, أو أن البعض الآخر مصاب بانفصام شخصية في وطنيتهم, و مرضهم هذا عادة ما يكون مزمناً. فهم يفصلون بين الوطن الحقيقي و ذاك المزور, و هذا ما لا يبدو مقبولا في مجتمعاتنا العربية فيكون العلاج المتعارف و المتفق عليه لهذا المرض هو "الحجر الصحي" و بزنازين, عفواً, بغرف مغلقة معزولة, تصنعها المجتمعات كي لا ينتقل المرض إليها, بعد ذلك يستلمهم الحاكم, ممثلاً بحفنة من أزلامه, من مجتمعاتهم ليبدأ معهم جلسات التحقيق, عفواً, العلاج, فسلامة المجتمع تقع على مسؤولية الزعران, عفواً, الأمن. و باعتبار أن هذا المرض مزمن, فمن المنطقي, و بحكم التجربة.. اسأل مجرب و لا تسأل حاكم, أن يقابله "حجر" حتى القبر, أما الحجر, فيتولاه المجتمع, و أما القبر, فيتولاه الحاكم.. بأمر الله.
هؤلاء المرضى, التعساء, يفرقون بين الوطن الذي يسمونه بالحقيقي و هو, كما يدعون, الناس
و التراب
و الرياح
و الورود
و البيت
و الحارة
و المدينة
و الرصيف
و سوق الخضرة
و الجيران- على أشكالهم-
و القطة التي تنتظر الطعام عند باب بيتك كل صباح
و العشيقة التي تعطي للوطن الحقيقي قيمة لا يكتمل إلا بها,
و بين الوطن المزور و هو, كما يدعون أيضاً, الدكتاتورية بأربابها
و مؤسساتها
و أحزابها
و نقاباتها
و أزلامها
و زنازينها
و زعرانها
و جيباتها.
الآن.. من المريض فعلاً؟
أهو من يصر على حالة عشق مع وطنه الحقيقي و على صون عذريته و صفائه و طهره من الأنظمة و دنسها, أم تلك المجتمعات التي لا ترى للوطن مبرراً بدون الطبقات و الأنظمة الاجتماعية و الثقافية و السياسية المسيطرة و الحاكمة؟ المجتمعات التي كبرت على أن الوطن هو كل ما يقع ضمن الممتلكات الشخصية لحاكمها.
لا يكون الوفاء إلا لواحد من الوطنين, إما الحقيقي و إما المزور, إما الطهارة و إما الدنس



#سليم_البيك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غباء بكل الأحوال
- لا مكان للمساومة
- لرؤوس أصابع طاغية
- حرية تكفي.. لجمالها
- -اقعد عاقل-
- رفيقي فلاديمير
- ألا يكفي؟
- اختلفت المسميات
- سلام لمحمد الماغوط
- -خلصونا بقا-
- سعدات: المواجهة أو الموت
- إلى سعدات مرة أخرى
- حظاً أوفر
- أتوا.. و لكن
- نحب الحياة
- زياد المختلف
- ببساطة.. لأنها فلسطين
- في مهب الجهل
- ألوان
- الكوفية... رمز ثورات


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سليم البيك - وطن من اثنين