مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 15:17
المحور:
حقوق الانسان
من باريس و تشارلي هيبيدو إلى جورج فلويد و أخيرا مرفأ بيروت مرورا بكل موت تراجيدي لأي إنسان في العالم , من سارة حجازي إلى نعيمة بزاز , وجدنا نفس البشر الغارقين في أنفسهم لدرجة الهوس العاجزين عن رؤية أي شيء خارجهم الذين يعتقدون بعصمتهم ككانئات فوق البشر يردون بنفس الطريقة : إلى جهنم و بئس المصير , تم الدعس , يستحقون , كفار , شيعة نجسون , مجوس كلاب , سنة عراعير , ملحدون , شواذ الخ الخ .. الحقيقة لا أعرف من قال لكم أن العالم خلق فقط لكم , أن على الآخرين أن يفعلوا كل ما يمكنهم أولا لكي يتأكدوا من أنكم أكلتم و شربتم و تناموا هانئين ثم يمكنهم بعدها أن يفكروا بأنفسهم و يفعلوا شيئا ما لأنفسهم أو للآخرين .. إن كان من أحد عليكم أن تذهبوا إليه و تطلبوا منه ذلك فهم والديكم الذين ضاجعوا بعض ليأتوا لهذا العالم بهذه الوجوه الكالحة , لا أحد مدين لكم بشيء أكثر مما أنتم مدينون للآخرين .. اذهبوا إلى من قال لكم أنكم ستذهبون إلى جنته لأنكم لستم مثليين و أنكم قضاة على الآخرين تصنفونهم و تقتلون و تدعسون و تكفرون من تشاؤون و من لا يشبهكم .. ستة ملايين يهودي و مليون و نصف أرمني و آلاف مؤلفة من المسيحيين و البوذيين و الهندوس و هيروشيما و ناغازاكي و دريسدن لكن كل هؤلاء اليوم إذا أرادوا أن يأكلوا أو أن يحتلوا بلدا أو أن يحكموا غيرهم أو أن يعيشوا "أحرارا" فإنهم يذهبون إلى العمل , يقاتلون بدمائهم , يعرقون و يفعلون و لا يكتفون بالبكاء , كل هذا و ليسوا وكلاء الله على الأرض و ليسوا خير أمة أخرجت إلى الناس .. ما حاجة خير أمة أخرجت للناس و ربها الذي سيحكمكم برقابنا و سيحرقنا جميعا في جحيمه و إذا كانت سارة حجازي و نعيمة بزاز و رسامي تشارلي هيبيدو و كل من لا يشبهكم لا يستحق أن يكونوا إخوتكم في الإنسانية فلا بد أنكم في المرة القادمة التي ستحدثونها فيها عن مظلوميتكم و قلة نومكم و أوجاع أمعاءكم تعرفون جيدا الجواب الذي ستجدوه منا , نفس جهنم و بئس المصير
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟