أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نهويل مورينو - نقد مسلّمات تروتسكي الأساسية حول الثورة الدائمة















المزيد.....


نقد مسلّمات تروتسكي الأساسية حول الثورة الدائمة


نهويل مورينو

الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 09:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



تروتسكي اشتق مادة لينين السياسية (الحزب الثوري) في صياغته للعام 1927 حول الثورة الدائمة، حيث يتسنى لك أن تقرأ المسلمات الأساسية للثورة الدائمة، والتي تفيد بأن الطبقة العاملة يجب أن تقود الثورة، وأن تكون، في الوقت ذته، تحت قيادة الحزب الشيوعي الثوري.

صياغة تروتسكي الثانية تفترض أن الثورة الإشتراكية عالمية. إنها تفترض شيئاً مماثلا لما كان قد افترضه حول الثورة الروسية. نظريته الأولى تتعلق بالثورة الروسية، أو غالبا، البلدان “المتخلفة” ذات البروليتاريا الأقوى، دون أن تشمل تلك المتخلفة للغاية.

ومن ثم أضاف مادة سياسية: لقد دمج كلا الموضوعين –الاجتماعي والسياسي- (وقام بوضعهما) في دائرة الفعل.

رفيق: إنه يضيف الموضوع السياسي كما طرحه لينين.

مورينو: تماما. حزب شيوعي ثوري بإرادة الاستيلاء على السلطة هو ما نحتاجه لقيادة الجماهير.

هذا يؤصل لنقاش واسع مع بريوبراجينسكي، بريوبراجينسكي قال: “أنت تقيم بنية كاملة، وأنت لا تفعل هذا كماركسي جيد. ستربح النقاش لأنك تكتب أفضل بكثير مما أفعل، ولكن التاريخ سيثبت أنني على حق، لهذا أريد أن أناقشك. أنت حددت سمة الثورة استنادا إلى من يقوم بصنعها، أية طبقة، أي عبر العامل الإجتماعي، بينما يبدو أنك تولي أهمية ثانوية للمحتوى الاجتماعي الموضوعي للعملية. ليست كل الظروف ستكون شبيهة بالوضع الروسي. ثم إنه إذا كانت الثورة في الصين برجوازية ديمقراطية، فإن ظهور حزب برجوازي صغير (الذي يمكن أن يقود الثورة) أمر لا يمكن استبعاده. بين الفلاحين الروس هذا لم يحدث، ولكن لا يمكن إهماله في الصين. “الواقع” يتغير. لماذا أنت على يقين بأن هذا (الطبقة العاملة) هي الفاعل؟ فقد تكون هي أو لا تكون. لا تغلق الباب أمام إمكانية وجود عامل آخر. هذا منطق ذاتي للغاية، عوضا عن كونه موضوعيا. إذا كانت الثورة الديمقراطية البرجوازية ممكنة، فإن بزوغ تيار (برجوازي صغير) للمضي بها، وإقصاء الإمبرياليين.. الخ، لا يمكن تجاهله. إذا حدث هذا فإن نظريتك لن تقدم لنا أي توجه سياسي. إنّها نظرية متطرفة: إنها تعمم ثورة أوكتوبر بينما نحن ندخل للتو إلى العالم الشرقي ولا نعلم كيف تسير الأمور. فدعنا لا نتسرع”. هذا هو النقد.

بعدها، تروتسكي في رده، الذي سبق وأن ذكرته، غير وجهة نظره، وقال شيئاً أساسيا بالنسبة لنا، ولكن للأسف لم يقم بتطويره أكثر. تروتسكي قال لبريوبراجينسكي: “سوف آخذ حجتك بعين الاعتبار. دعنا نفترض أننا سوف نطرد الإمبريالية، ونعطي الأرض للفلاحين الصينيين. في الصين، طرد الإمبريالية ومنح الأرض للفلاحين هو اشتراكية، إنه ثورة اشتراكية. في الصين لا يوجد نبلاء أرض: تجار الشعب المرابون يقومون باستغلال الفلاحين.

ثم إن الثورة الزراعية في الصين تستهدف البرجوازية الحضرية والريفية. بخلاف ذلك لا يوجد مخرج. بعبارة أخرى، إنها الصيرورة الموضوعية تماما. إذا كانت هنالك صيرورة لثورة ديمقراطية، فإن هذه الثورة ستكون اشتراكية تماما في مضمونها. الشيء ذاته سيحدث إذا ما أقصت الإمبريالية: إذا ما جردت ملكية المصانع، يعني هذا تجريد ملكية المصانع الرأسمالية الأكبر، والموانئ، وكل ما له علاقة بجوهر البنية الاجتماعية- الاقتصادية الصينية. بعد هذا، لا يهمني من هو الفاعل. أيا يكن الفاعل فإن النتيجة هي الثورة الإشتراكية”.

على أية حال، رغم هذه الإجابة، واصل تروتسكي القتال من أجل تفسيره (استنادا إلى) الفاعل: الثورة في الدول المتخلفة يمكنها أن تحدث فقط إذا ما تولت الطبقة العاملة إلى جانب حزب شيوعي ثوري قيادتها.

نعتقد أن الحقائق بينت أن هنالك خطأ كبيرا في نص المسلمات الأساسية لنظرية الثورة الدائمة. لأننا سبق وأن رأينا أن الطبقة العاملة المنظمة والحزب الثوري لم يقوما بقيادة الثورات في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. فقط الرجل الأعمى من سيحافظ عليها (المسلمات)، رجل متعصب لتروتسكي، رجل يؤمن بتروتسكي إلى أبعد الحدود، وتروتسكي سيكون أكثر من يعارضه.

ولكن، مازلنا متعصبين لنظرية الثورة الدائمة. لماذا؟ لأننا نعتقد أنها النظرية الوحيدة التي، رغم هذا الخطأ الهائل، تتناسب مع الواقع.

كان هناك عمليات ثورة دائمة جردت ملكية البرجوازية، حيث مضت في ثورة عمالية واشتراكية دون قيادة الطبقة العاملة أو الحزب الشيوعي الثوري. بكلمات أخرى، فإن العاملَين الخاصين بتروتسكي، العامل الاجتماعي والعامل السياسي، فشلا بالنسبة للحظة التاريخية، حيث لم يبلغانها في الوقت المناسب. ولكن، رغم الفشل في اللحظة التاريخية، مازلنا نعتقد أن نظرية الثورة الدائمة هي أعظم اكتشاف لهذا القرن من الناحية النظرية. وكوننا القلة التروتسكية التي تُصرّ دائما على أن تروتسكي العظيم كان مخطئاً، فإنني أتساءل لماذا لانزال متعصبين لهذه النظرية!

رفيق: لأنها لم تكن خاطئة في هدفها.

مورينو: جيد جدا. ومع ذلك، فإن هناك شيء آخر أكثر أهمية، الأكثر أهمية، والذي لا يجعل أي شخص آخر يضاهى تروتسكي كمنظّر: أنه كان محقاً في أن الثورة عالمية؛ ستكون هنالك ثورات في كافة البلدان.

هنا تدخل الثورة المضادة. لأن تروتسكي قال إنه إما أن تتعمق هذه الثورات، وتمتد حول العالم، وتصبح أكثر اشتراكية، أو أنها ستتوقف أو تتراجع، وستتقدم الثورة المضادة. بكلمات أخرى، لا توجد إمكانية للحفاظ على الوضع الراهن، على مستوى عالمي، بين الثورة والثورة المضادة. هذا الجزء من المسلمات الأساسية قد تحقق بالكامل. لدرجة أن العامل السياسي، أي الأحزاب التي لم تمتلك الإرادة لصنع الثورة الاشتراكية، قد اضطرت إلى فعل هذا بسبب الظرف الموضوعي.

بعبارة أخرى، نعتقد أن تروتسكي لم يطور إجابته لبريوبراجينسكي حول كيف أن العملية الموضوعية تدفع بالثورة الإشتراكية. لا توجد إمكانية للركود، بكلمات أخرى، للتوازن، والحفاظ على الوضع. إما أن تتقدم الثورة، أو الثورة المضادة.

وبالتالي، فإن هذا هو الاكتشاف العظيم لتروتسكي! النظرية الموضوعية الحقيقية للثورة الاشتراكية العالمية. ضمن الثورة الإشتراكية العالمية، فإن كل ثورة قومية هي جزء من الثورة الإشتراكية العالمية. هي ليست مجموع من الأجزاء، ولكن كل ثورة قومية هي جزء منها.

ترجمة تامر خورما



#نهويل_مورينو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطروحة تحديث البرنامج الانتقالي - الأطروحة التاسعة: بعض الحق ...
- اشتراكية في بلد واحد أم ثورة دائمة؟
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (16)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (15)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (14)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (13)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (12)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (11)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (10)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (9)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (8)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (7)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (6)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (5)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (4)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (3)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (2)
- أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (1)


المزيد.....




- صحيفة تركية: أنقرة ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في ...
- صحيفة: تركيا ستسمح لحزب مؤيد للأكراد بزيارة أوجلان في سجنه
- ترامب يخاطب -اليساريين المجانين- ويريد ضم كندا وغرينلاند وقن ...
- من الحوز إلى تازة: دخان مدونة الأسرة وانعكاسات تمرير قانون ا ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الجبهة الديمقراطية تندد باعتقال السلطة أحد قادتها خلال مسيرة ...
- الحزب الشيوعي ودكتاتورية الأسد
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 584
-   الحلم الجورجي يستيقظ على العنف
- جيش الاحتلال يقر بإطلاقه النار على عدد من المتظاهرين السوريي ...


المزيد.....

- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - نهويل مورينو - نقد مسلّمات تروتسكي الأساسية حول الثورة الدائمة