أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الحاجة إلى دليل بيداغوجي لكل مراحل التعليم.














المزيد.....

الحاجة إلى دليل بيداغوجي لكل مراحل التعليم.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 04:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مبادرة محمودة ، أصدرت وزارة التربية الوطنية دليلا بيداغوجيا للتعليم الأولي يهدف إلى تأطير المربيات والمربين العاملين في القطاع والارتقاء بأدائهم البيداغوجي بحيث يتم التركيز في تربية الأطفال على القيم وقواعد العيش المشترك بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى ،بالإضافة إلى تنمية الذوق الفني والحس الجمالي عبر تدريب الأطفال على تذوق الأعمال الفنية والتمرّس على مختلف تعبيراتها.
فالوزارة أدركت أخيرا أهمية التربية على القيم الكونية في مواجهة إستراتيجية الأسلمة التي تغزو المجتمع وتنخر بنياته وتشيع ثقافة الكراهية والتطرف . ومن شأن ثقافة الكراهية أن تعيق جهود الدولة في إدماج مهاجري جنوب الصحراء خصوصا وأن غالبيتهم غير مسلمين . لتيسير إدماج هذه الفئة في النسيج المجتمعي ، وخاصة أطفالها الذين يدرسون مع أطفال المغاربة في نفس المدارس ويتلقون نفس التربية ،سارعت الوزارة إلى إصدار هذا الدليل متعدد الغايات . وعلى الرغم من الأهمية التي يكتسيها الدليل ونبل الأهداف التي يتوخى تحقيقها ، فإن الوزارة مطالَبة باستحضار المعيقات التالية :
1 ــ ثقافة المربيات والمربين: أيا كان البرنامج التعليمي متقدما ومستوعبا لقيم التسامح والانفتاح على ثقافة حقوق الإنسان والتعبيرات الفنية ، فإن تنفيذه يتوقف على الخلفيات الفكرية والإيديولوجية لممارسي مهنة التربية والتعليم .ولطالما اشتكى أولياء أمور التلاميذ ، في كل مراحل التعليم وخاصة الأولي والابتدائي والإعدادي، من تطرف الأساتذة الذين يفرضون على التلاميذ عقائدهم وقناعاتهم الإيديولوجية بما فيها فرض الحجاب ومنع الاختلاط على الطفلات في التعليم الأولي وتحريم الموسيقى وكل الأعمال الفنية .فالمربي ليس داعية أو شرطي الأخلاق حتى يفرض على الأطفال قناعاته وقيمه المتطرفة. لذا يقتضي الأمر مواكبة هذا الدليل بسلسة من الإجراءات التربوية والإدارية وإعداد دورات تكوينية حقيقية تشرف عليها لجان متعدد الاختصاصات (تربوية، قانونية ، نفسية، اجتماعية ...).
2 ــ مضامين المقررات الدراسية : رغم الجهود المادية/المالية المبذولة لتغيير المقررات الدراسية ، فإن المضامين لم يشملها إلا تعديل سطحي . قد تتغير المواضيع والنصوص لكن المبادئ التي تأسست عليها المقررات الدراسية لم يشملها التغيير ولا حتى التعديل . فهي تكرس تفضيل المسلم عن غيره من أتباع الديانات الأخرى التي تعتبرها محرَّفَة مما يضرب أسس التعايش والتسامح بالإضافة إلى تكفير غير المسلمين وفئات من المواطنين بناء على قناعاتهم الفكرية أو السياسية ؛ الأمر الذي سيجعل دليل الوزارة بدون جدوى ما لم يتم تغيير جذري للمقررات وللفلسفة التي تؤطرها.
3 ــ دُور القرآن والكتاتيب ومؤسسات التعليم الأولي الخصوصي: بالإضافة إلى كون برامجها غير موحَّدة ، فإن نسبة مهمة من الأطفال والتلاميذ تدرس بالكتاتيب القرآنية ومدارس التعليم العتيق (حسب الإحصائيات الرسمية للوزارة فإن عدد الكتاتيب القرآنية سنة 2016 بلغ 2241 يدرس بها 317784 متمدرسا، ومدارس التعليم العتيق بلغت 287 ويدرس بها 27852 أما مراكز تحفيظ القرآن فقد بلغت 2073 مركزا يدرس بها 109352 متمدرسا . إذن نحن أمام نصف مليون تلميذ تلقوا تعليما دينيا بمرجعية إيديولوجية إخوانية/سلفية/وهابية لا يؤمن بقيم المواطنة.
3 ــ الخطاب الديني التي تروجه المساجد والإذاعات الخاصة والكتيبات التي تُمنح مجانا للتلاميذ : تشكل هذه المؤسسات والمنابر مصدرا أساسيا لنشر عقائد التكفير وثقافة الكراهية بين المواطنين واحتقار المرأة ومناهضة حقوقها. الأمر الذي لا ينسجم مع مقتضيات الدستور ويتعارض مع الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب . كل منابع الخطاب الديني المتشدد هذه تساهم بشكل مباشر في هدم قيم الحوار والتسامح والاختلاف والمساواة التي قد يكون التلاميذ تلقوها في المراحل الأولى للتعليم . فكل منابر الجمعة تهاجم الهيئات المطالبة برفع التجريم عن الإجهاض وكذا الاحتفال باليوم العالمي للمرأة أو برأس السنة الميلادية ، وتدعو على اليهود والنصارى بالكوارث الطبيعية والأوبئة الخطيرة.
4 ــ المكتبات الدينية التي تغزو الأحياء وتعرض كتبا وأقراصا مدمجة كلها تحريض على الكراهية وتحقير النساء واستهجان العلوم الحقة مقابل تحبيب العلوم"الشرعية". كل هذه المعروضات هي معاول هدم ما بنته المؤسسات التعليمية من قيم نبيلة ومبادئ سامية فيتم تدمير المواطن في بُعده الوطني والكوني . لهذا لا يمكن للمدرسة أن تنجح في التنشئة السليمة على أسس المواطنة وقيم الحوار والاختلاف والتسامح طالما ظلت منابع التطرف نشطة في تخريب العقول وتسميم الوجدان .
إذن كل مؤسسات التنشئة الاجتماعية اخترقتها عقائد التشدد فتحولت هي ذاتها إلى منصات لإعادة إنتاج هذه العقائد وترويجها . وما يزيد من تعقيد الأمور أن الفضائيات الدينية والمواقع الإلكترونية اخترقت سلطة الأسرة واقتحمت حرمة البيوت لتؤثر على عقول الأطفال والشباب أكثر مما تؤثر عليه مؤسسات التنشئة التقليدية .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس لبنان لكل العرب
- هل سيغير البيجيدي نهجه في تدبير الشأن العام ؟
- رسائل النهب بسوق الأضاحي ومستشفى بنسليمان.
- سيف أردوغان وديناميت طالبان .
- طمس التاريخ والتنكر لبطولات الجيش من خطط البيجيدي.
- أية وطنية للإسلاميين ؟
- هل يقبل البيجيدي بالمراجعة بالجذرية لعقائده ومواقفه؟
- إستراتيجية التمكين لدى البيجيديين.
- المغرب وإستراتيجية مواجهة الإرهاب.
- مدرسة البيجيدي تجعل الغش نزاهة وخرق القانون شفافية.
- البيجيدي يستغل كورونا لتنفيذ أجندته.
- الأمانة العامة للبيجيدي تناصر الوزيرين في خرق القانون.
- إستراتيجية جماعة العدل والإحسان للانقلاب على النظام.
- أدبيات البيجيدي وتصريحات قادته تناهض الدولة المدنية.
- هل القانون لا يسري على وزراء البيجيدي؟
- إنهم يخافون ولا يستحيون.
- جماعة العدل والإحسان والعنف المؤجًّل.
- وزير انتهاك حقوق الإنسان .
- نداء النفاق الوطني لحركة التوحيد والإصلاح.
- يساريون في خدمة أجندات الإسلاميين.


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - الحاجة إلى دليل بيداغوجي لكل مراحل التعليم.