حنا عطاالله
الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 05:43
المحور:
الادب والفن
المال والمونديال
إدفع لتتمتع
تنفق الدول الغالي والنفيس من أجل تحقيق الفوز بتنظيم مسابقة كأس العالم بكرة القدم وتعد العدة قبل استضافتها بسنوات لانها تعرف جيداً انها ستحقق دخلاً كبيراً وفائدة لمواطنيها...
حيث تجتهد بملفات ضخمة ومنسقة تحسب فيها كل الحسابات وتشيد المنشآت الضخمة التي تقام عليها اللقاءات كما تجهز شبكات الإتصالات والمواصلات والأمن والبنى التحتية اللازمة لإستيعاب الكم الهائل من الوافدين وتسهيل حركتهم وتقديم كل خدمة لازمة مماينعكس إيجابا" على سمعة البلد المضيف وصناعته السياحية وبالتالي تحقيق أكبر ريعية ممكنة.
أرباح طائلة
وإذا كانت واردات مونديال 2002 في كوريا واليابان قدرت بأربعة مليارات من الدولارات فإن قيمة الأرباح المتوقعة لمونديال ألمانيا 2006 تفوق المليار يورو .. كل هذا الدخل بسبب زيادة أعداد الزائرين إلي ألمانيا واستغلالهم للفنادق والمطاعم والمقاهي وسيارات الأجرة والمواصلات العامة وارتياد محلات الشراء والحصول على تذاكر المباريات أضف إلي ذلك حالة النشاط الصناعي في مصانع المنسوجات والمعادن والسيارات وأشياء أخري كثيرة.. أي ان المواطن الألماني سيحقق فائدة عالية حتماً من استضافة هذه البطولة العالمية وهي فرصة كبيرة جداً لتنشيط الاقتصاد الألماني لمدة ثلاث سنوات قادمة وربما أكثر وذلك من خلال إتاحة عشرات الآلاف من فرص العمل في وقت تئن فيه أوروبا كلها من البطالة ومشاكلها..
المونديال الإقتصادي
ويدخل المونديال الكروي المعترك الإقتصادي من أوسع أبوابه بدء" من بيع الحق الحصري للنقل التلفزيوني ( والذي كلما كان إغلاقه أكثر إحكاما" كان الربح أكبر من الشركات المحتكرة وبالتالي يرتفع المردود للفيفا ) إلى الإعلانات التجارية حيث تتهافت كبرى المؤسسات على الإشتراك في رعاية المونديال , إلى مصانع الألبسة العالمية التي تغذي المونديال بمنتجاتها إلى حصر بيع وتبديل بطاقات الدخول الشخصية بالفيفا للحيلولة دون دخولها السوق السوداء ( والتي جاءت فضيحتها من بيت الفيفا وعبر أحد أعضاء اللجنة التنفيذية).
فنون الإحتكار
ويجتهد المعنيون في التفنن في السعي للربح مستغلين هذا الحدث العالمي فالبيع يشمل حتى الأغاتي والأناشيد حيث تعتمد أغنية خاصة بالمونديال لشركة حصرية يمنع إستخدامها من قبل شركات أخرى بالإضافة إلى المطبوعات من صور وأعلام ومجموعات وبرامج ناهيك عن التعويذة الخاصة والشارة المميزة وشعار المونديال وغيرها...
هواء إستهلاكي
إذا" فكل شيء في المونديال إرتبط بالمال والأعمال ولا تكاد تخلو فقرة في هذا العرس إلا وكان للجانب الإقتصادي فيه قرص حتى أن أحد الخبثاء تساءل وكيف لا يفرض المعنيون الضريبة على هواء المونديال على أساس أنه إنفاق إستهلاكي؟!..
#حنا_عطاالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟