أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون ..















المزيد.....

الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون ..


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 6641 - 2020 / 8 / 9 - 17:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل الحديث عن اخر جراح الأوجاع الناتجة عن نتوءات الألام والأهات والنداءات التي تستجدي الإستغاثة من شدة وهول الإنفجار الذي يُدونُ ليس لأخر مرة انه الاخطر او الأكثر غلاظة في التوصيف المقيت وطبيعياً سوف يخلفهُ إرتدادات كما انني لا اتمناها ان تكون اكثر دموية إنطلاقاً من ميناء بيروت.
تقول التقارير الواردة على السُنّ الذين يتابعون اخر ترتيب وتنسيق للأفساد والتعامل مع الاهوال بطريقة لا تمت الى الأنسانية في اي علاقة لكنها تُسوِقُ الى وضع علامات على الدول الفاسدة ! وإن كانت ولا اريد ان اعرف ما هي اسماء المنظمات التي تستطيع ان تمنح العلامات . لكننا ما نتأكد جميعاً بإن المفارقات تتعدى المراقبة من الخارج ؟ اجل من على اطلال الدول المتحاربة المتنازعة في كل شيئ خاصة الدول" الثالثعالمية "المتناحرة . في الترتيب يقع كل من العراق ،والصومال ،وبورما ، من اوائل الدول التي تسحق الأنسانية بكل معنى الكلمة والابحاث ادرى مننا جميعاً وليس حباً بالمزايدة .
النترات الأمونيومية هي المكونة والقابلة الى الإحتراق وتشكيل انفجاراً يسهلُ عملية التدمير الكامل في المساحات التي تستخدمها الدول المعنية عندما ولدى الخبراء تسلمهم مهام استخدام تلك المواد الأكثر خطراً على الانسان والبيئة وكل من يدِبُ ويتنفس على البسيطة في اليابسة وعلى المياه وقرب الموانئ البحرية .
اما ما وقع من اهوال للعمل التفجيري المروع الذي طال كل من ينبض بالحياة بعد عصر يوم الثلاثاء الماضي في "الرابع -من شهر- اب -2020 " في مرفأ مدينة بيروت كان بمثابة حدث متوقع او غير متوقع لم يعد هناك اهمية لكن الذي ساد هو تسرع التكهنات من هنا وهناك على تحديد التحقيقات الاولية للأسباب المسببة لتلك التحولات المتسارعة للتفجيرات المتتالية في عصر ذلك اليوم المشئوم الذي سوف يُدونُ في تاريخ لبنان مهما طال الزمان .
2750 طنناً من تلك المادة القابلة للإشتعال كانت مركونة في عنابر مرفأ بيروت التي يتم التخزين لكل الإستيرادات والصادرات وهناك من يُراقب ويدقق بكل خطوةً وملاحظة فوق ارض تلك المؤسسة النابضة بكامل الحياة والنشاط والمراقبة الى درجة عالية خوفا ً من إختراق بوابات المرفأ التي يحرسها قوات الامن اللبناني المدنية والعسكرية التي تتخذ نقاط التفتيش هنا وهناك قبل عبور بوابات الأمن !؟.
في صيغة قصيرة للوصف المعلن عن تلك السفينة التي كانت تُبحرُ من مرافئ اوروبية وعلى الارجح من دول الإتحاد السوفييتي المفكك ، كانت هناك اعلام مرفوعة على الباخرة لملكية البلد " المولديف " وكانت اولى ابحارها عبر جورجيا ثم اليونان وقبرص اعتقاداً انها كانت وجهتها القارة الافريقية وخصوصا دولة "الموزمبيق " . حيث كانت الحمولة المتواجدة على متنها معدة. وجاهزة لبيعها وتسليمها للسلطات في موزمبيق لإستخدامها في عمليات حفر الطرقات والخنادق والترتيبات الادارية لتعبيد الأنفاق بعد تسهيل عمليات التفجيرات الناتجة عن مزيج النيترات الأومونية تلك . لكن الافلاس لشركات التأمينات على السفن هو الذي دفع اصحاب السفينة تلك ان تتخلى عن " الجمل بما حمل " في مرفأ بيروت الدولى حسب اخر المستجدات التي سمعناها بعد الإنفجار القاتل .
العبارة الصخمة" روسوس " او التابوت للأموات اللاحق الى اكثر من "154- ضحية واكثر من 5380 جريح " الى الان لم يكن متوقعا منذ الاعوام التي تتالت بعد "2014 - 2020" كانت جميع الادارات تعلم جيداً عن عمليات التخزين والتستر عليه لأسباب في فساد ومحاصرة ومحاصصة وتعاون كل تلك الاجهزة في صمتها وتسترها على تلك الأخطار وانتظار ما قد يحدث وفعلاً وقع اكبر كارثة على ارض المرفأ في قلب بيروت "المنكوبة " اذا جاز لنا تسمية الحادثة او الواقعة الحزينة .
لكننا هنا يجب ان نكتب ونقرأ قليلاً عن احداث ما قبل وقوع الانفجار بساعات قليلة بعد ارتفاع حدة التصريحات المتضاربة بين حزب الله اللبناني والقيادة السياسية في بيروت وتلقيها التهديدات المباشرة من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتانياهو عن تدمير البنية التحتية لكل مؤسسات لبنان اذا ما فكر حزب المقاومة فتح جبهة الجنوب وإفلات بعض صواريخهِ ضد العدو .
لكن المفارقات هي اذا ما لاحقنها فسوف نستنتج بعضاً من الاسرار المعلنة والمخفية في تضارب الأراء وإختلاطها مع اولى دقائق وحدوث الانفجار المميت لكن تلك العلامات والاشتباهات في غموضها واستبعاد نظرية نسف العدو الصهيوني مرفأ بيروت وإشاعة شيئ من البلبلة ان مخازن اسلحة كانت ايران قد وردتها الى حزب الله وتم تخزينها هناك في عنابر وحاويات ومستوعبات قريبة جداً من تلك المواد النيتراتية الأمونيومية التي فاق انفجارها هولًا اكثر من كل الامكنة والازمنة عندما تعرضت بيروت الى حالات متتالية للتدمير ؟!.
مع كل تلك التحليلات والتوقعات هنا نحن نسأل ونتسائل عن هل فعلاً كانت الدولة اللبنانية لا تعلم بوجود تلك الكميات الضخمة من "المواد السامة والقاتلة تلك والمركونة" منذ اكثر من سبعة اعوام والسؤال كذلك ؟ مطروح ومفتوح على مصراعيه ويتحمل المسئولية كاملة "اجهزة السفارات الغربية الامريكية والفرنسية والألمانية " بعد حدوث انفجارات على اراضيها نتيجة اخطاء تخزين النيترات الأمونيومية في مدن غربية وذهب ضحايا كثر من الناس . اذا هنا " يعني كلن يعني كلن " مشاركون في المجزرة الجماعية سواء كان الإتهام في مكانه ام هناك من يتجنى على جهة وظلم جهة اخرى !؟.
ماذا واين هي اجهزة امن السفارات ومن يُديرها ومن يحدد البعثات العسكرية لتلك الدول الصديقة للبنان ولها توابع ومعارضين ؟.
من هو "نيرون بيروت " يقف على اعلى قمة يُشاهد اعمدة التصاعد للدخان الذي يحمل سموماً قبل الانفجار والحريق وبعد جرعات التريث في إخماد حرائق مما لا شك بها انها مفتعلة ؟ كم نيرون يجب محاكمته بعد إلتهاب الاحياء من الناس وصهرهم وكيهم قبل موتهم جياعاً ومرضاً وفقراً ؟
لا نريد لك ان تمتحن نفسك في حُب الخطابة والإطلالة عبر شرفات قصرك العالى وتتخذ مواقفاً تدين وتنتقد الافعال والبكاء على الارواح المُزهقة وانت تدرى وتعلم جيدا وفريقك المشارك في إغتصاب السلطة تحبباً وربما يروق لك اعجابك في التشبه الى صورة الحريق لبيروت وروما "نيرون "
ما زال حياً فاعلاً يتمتع بتعذيب العامة من الناس .
بعدما نتطرق في الكلام عن بيروت المدينة " الكوزموبوليتية " الرائعة التي صارت مزاراً منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي واعتبارها مدينة لها رونق خاص ومميز ومزاج لا نجده على ارض اية عاصمة اخرى عربية او معاصرة . لأسباب عديدة اولها التنوع الثقافي الناتج عن تعدد الحضارات التي تركت مسحات مدنية للإختلاط الفكري وحرية الرأي والتنور ، مما جعل من المدينة الجميلة تستقبل على مساحاتها الواسعة والمحدودة وتكون بوابة الاتصالات على شواطئ البحر الابيض المتوسط ، وكان مرفأ بيروت من اهم الموانئ المنتشرة والموزعة في حوض المتوسط وذلك له دلالات تعدد وتحديد بيروت كملتقى دولى وضامن للتجارة والاقتصاد العربي والدولى حيث انطلقت من هنا من بيروت المراكب والبواخر والسفن مبحرةً لكى تكتشف الكوزموبوليتية.
الاثارات العنيفة التي مرت على لبنان تدميراً نتيجة الألة الضخمة الصهيونية عندما كانت تنتقم من لبنان بداية تدمير مطار وطائرات لبنانية مدنية في سنوات ما بعد الإزدهار "1968- وصعوداً لغاية 1982- وصولاً الى عدوان وحرب تموز الشريرة في تدميرها 2006-" .
كذلك تدمير المنشآت الكافة في المدينة الرياضية وسحق الابنية العالية والشاهقة في شوارع اطراف العاصمة الصابرة والصامدة والعاتية والأبية . مع كل ذلك تركت اثاراً لدى الجميع في الداخل وفي الخارج .
لكن التوسع في وصف انفجار المرفأ البيروتي يوم الثلاثاء كان بمثابة تشبيه وتوصيف لتدمير المدن على غِرار " ناكازاكي - وهيروشيما- " ونابالم العدوان والحريق الهائل على ارض فيتنام وحربها القذرة المنظمة ، وبقايا اعاصير تسونامي وغيرها من الكوارث المفتعلة فى مدار العالم وجهاته المختلفة.
لكن هروب عربات الاطفال وتلويث فساتين العرائس اثناء الاستعداد للأفراح والسعادة والإقبال على الحياة لم تكن موجودة كسابقاتها ،؟!. إلا في بيروت بعد الإختناق المعمد والمدبر لمزج وتوسيخ البيئة والهواء ناتجاً من دخان المتصاعد من جهة البحر الذي قضى على الأمال والحب والوصل والتواصل في بلاد مدنية
" كلن يعنى كلن " من اصابهم مقتل وحرق الاسمال الثقيلة من افعال اكثر من " نيرون " .
ان إعتماد وإعتناق مبادئ وأنتشار وإثبات الهروب من المحاسبة اصبحت ثقافة الإفراج عن العقوبة ودفنها بعيداً وتبقى تِهم مخزنة في عقول الناس والضحايا .

عصام محمد جميل مروة. ..
اوسلو في /9/ آب / 2020/. ..



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رِثاءُ بقايا رُبوع الوطن
- كُنوز مِن مناجِمّ إبداعات كريم مروة. .. إصرار وإدخار دمج الز ...
- أثار الخراب السياسي للعراق بعد .. إحتلال الكويت منذُ الثاني ...
- الحياد الماروني الملغوم في .. مواجهة نمط المقاومة المعلوم ..
- الشارع المصري بين الوهم والحلم ... الحرية دربها ليس عقيماً . ...
- إنبعاث الغرور والعربدة والسماجة العثمانية .. مجدداً لتطال ال ...
- حاكم دار الباب العالي .. تحول الى سلطان بإسم الديموقراطية..
- لا سلام قبل الحرب .. ولا حرب إلا وبعدُها سلام .. أين نحنُ من ...
- الإتحاد السوفييتي السابق .. و روسيا اليوم ..
- عاصفة توبيخ السفيرة الأمريكية .. اعقبها مواقف مُبطنة تحتاجُ ...
- المشروع الصهيوني .. المحضون دولياً ..
- صِراع و نِزاع أحفاد عُمر المختار .. على إحتكار منابع النفط و ...
- خمسون عاماً .. ارنستو تشي غيفارا .. قابضاً على الزناد .. سعي ...
- جورج حاوي .. محسن إبراهيم .. ابو خالد فينا ..
- سيرة رحيل القومندانتا فيديل كاسترو
- أعظم دولة ملعونة تُقاصص و تُعاقب قيصرياً
- إجهاض ثورات .. الربيع العربي ..
- من جورج واشنطن .. الى جورج فلويد .. الدونية الوجه الحقيقي لل ...
- نكبة .. نكسة .. ثم هزائم .. ما زالت المقاومة
- خمسون عاماً على النكسة ونحنُ نُراوِحُ .. في المكان .. حتى تم ...


المزيد.....




- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...
- مصر.. تقرير رسمي يكشف ملابسات قتل طفل وقطع كفيه بأسيوط
- السعودية تقبض على سوري دخل بتأشيرة زيارة لانتحال صفة غير صحي ...
- القضاء الأمريكي يخلي سبيل أسانج -رجلا حرا-
- القضاء الأمريكي يعلن أسانج -رجلا حرا- بعد اتفاق الإقرار بالذ ...
- رئيس ناسا: الأمريكيون سيهبطون على القمر قبل الصينيين
- في حالة غريبة.. نمو شعر في حلق مدخّن شره!
- مادة غذائية تعزز صحة الدماغ والعين
- نصائح لمرضى القلب في الطقس الحار


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام محمد جميل مروة - الأسمال الثقيلة البالية .. لبيروت .. يحرقُها اكثرُ من نيرون ..