فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)
الحوار المتمدن-العدد: 6640 - 2020 / 8 / 8 - 22:32
المحور:
مقابلات و حوارات
كان ظهور الشعر الحر في الساحة العربية حدثًا قد أدخل جموعًا من الشعراء الجدد ساحة الشعر، حتى أن الشاعرة نازك الملائكة صاحبة أول قصيدة بهذا الشكل كتبت في سنة 1954 في مجلة الأديب قائلة "إن حركة الشعر الحر ستتقدم في السنين القادمة حتى تبلغ نهايتها المبتذلة، فهي اليوم في اتساع سريع وصاعق، ولا أحد مسؤول عن أن شعراء قليلي المواهب، ضحلي الثقافة سيكتبون شعرًا غثًا بهذه الأوزان الحرة" .
وغواية الحرية قد أضلت كثيرًا ممن تجرأوا على كتابة الشعر، "فما يبدو للشعراء لأول وهلة من مزايا في الأوزان الحرة ينقلب حين نفحصه إلى مزالق خطرة، وهذه المزالق قادرة على أن تخلق من إمكانيات الابتذال والرخاوة في الشعر الحر ما هو خليق بأن يسبب للشاعر قلقًا محقًا على شعره".
8: فقدمارس أغلب الشعراء في العالم العرب تقنيات الشعر الحر وأرهصوا بقصيدة الومضات مستخدمين إيقاع الأفكار وإلماعية الفكرة بدلًا من إيقاع القافية، لتحقيق الانسجام والوحدة والتوازن الفني في بنيتها العامة.. هل دانَيتَ قطوف الومضة في بعض أشعارك أم أخلصت للقصيدة العربية وانقدت لشروطها ؟
يجيبنا متفضلًا الشاعر النزال،قائلًا:
سأعتبر السؤال ذا شقَّين؛ أولهما الومضة وثانيهما النص النثري الذي سأتحدث عنه متسائلًا: هل الشعر الحر هو ما يسمى قصيدة النثر؟ أظنه ذلك، وابتداء أقول إن هذا اللون الأدبي ظلمه مبدعوه بتسميته لونًا من ألوان الشعر فبات وباتوا تحت نيران شعراء العمود والتفعيلة يؤازرهم في ذلك نقاد وأكاديميون وذوّاقون.
كذلك ظلمته صفة (الحر) فتخيّل ملايين الفاشلين أن ذلك يعني (خربشات منفلتة) فجرَّدوا أقلامهم وأطفأوا الأنوار وأشعلوا الشموع وحرصوا على إعداد فناجين القهوة لكي تكتمل الصورة التي يقنعون أنفسهم الحالمة أنها اللوحة المكتملة لما يظنونه قصيدة وهم واهمون!
إن أهم عاملين في هذا اللون الأدبي هما الإيقاع والصورة الجديدة فإن تمكن المبدع منهما كتب نصًّا محلِّقًا يستحق عليه التثمين العالي.
وعلى عكس ما يجري اليوم من إنتاج ملايين النصوص التافهة، سيكون هذا النَّص نادرًا وربما لن يشكِّل أكثر من واحد للألف من الذي نقرأه كل يوم، وربما كل لحظة.
نعم، كتبت في هذا اللون، لكني أُقرّ أنه ليس ساحتي ولا ملعبي.
أما الومضة فهي من ألوان النثر الأدبي الجميل وهي مقطوعة مختصرة قد تعبِّر – إن نجحت – عن الكثير بكلمات قليلة.
لي في هذا اللون الكثير من النتاج الذي شجعتني المنتديات الأدبية على كتابته.
تمرّ غيمةٌ تحمل منك رسالة
يا إلهي...!
يبدو أنها أخطأت العنوان
وأنني سأنتظر الغيث مرة ً أخرى!
.
سكبتُ من الحبر ما يكفي لتلوين البحر بمزيد من زرقة
وما زال قلمي يتدفق حبرًا
ولا يكفّ عن محاولة رسم لوحة ملامحها أنت
فيعرف حينها أنه قد نجح في امتحان الإبداع
.
دمعتان على خدّيْ الصباح
واحدة للشوق
والأخرى لذكرى غائب
وبسمةٌ توشكُ أن تتلألأ
في أمل ٍ للقاء جديد
.
أديم النظر إليك
أتأملك
أنسى من وما حولي
كأني جغرافي انبهر حين اكتشف قارة جديدة
.
أرى دمك يسيل من جراحي
ودمعي يفيض من عينيك
.
#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)
Fatima_Alfalahi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟