أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - لبنان وفلسطين














المزيد.....

لبنان وفلسطين


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 6640 - 2020 / 8 / 8 - 15:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


التفجير الهائل في مرفأ بيروت أثار من التعاطف مع لبنان بقدر ما أثار من القلق والشكوك حول أسباب الانفجار حيث المشهد السياسي الداخلي معقد واللاعبون في الساحة اللبنانية كثيرون بالإضافة إلى عجز النظام السياسي والطبقة السياسية الحاكمة في لبنان. ومع أن ما جرى شأن لبناني وأهل لبنان أدرى بشعابها إلا أن خصوصية الوضع في لبنان وتداخله مع الصراع العربي الإسرائيلي ومع ما يجري في المنطقة في سياق ما يسمى الربيع العربي وخصوصاً في سوريا يُخرج ما يجري في لبنان من السياق الوطني الخالص ليستدعي اهتمام كل العرب بل والعالم، ليس من منطلق التدخل في الشؤون الداخلية بل في سياق الخوف على لبنان وحبه والحرص على أن يعود كما كان مفخرة للعرب كنموذج لديمقراطية ذات خصوصية وواحة للفكر والثقافة، وبالنسبة للفلسطينيين فما بينهم وبين لبنان أكثر مما بين فلسطين وأي دولة أخرى.
لأن ما بين لبنان وفلسطين من أوجه شبه ووحدة حال وتداخل في العلاقات أكبر وأكثر بكثير مما بين فلسطين وأية دولة أخرى باستثناء الأردن فإن فجيعة وألم وحزن الفلسطينيين لما أصاب لبنان لا يقل عن ألم وحزن اللبنانيين أنفسهم، والفلسطينيون صادقون في مشاعرهم لأنهم يحفظون الجميل للشعب اللبناني ولأنهم يدركون تداعيات الأحداث في لبنان على مستقبل قضيتهم الوطنية بشكل عام وعلى الوجود الفلسطيني في مخيمات لبنان على وجه الخصوص.
هذه العلاقات المتميزة في جزء منها يعود للجغرافيا والتاريخ حيث كانت تتداخل الأراضي اللبنانية مع الفلسطينية في العهد العثماني وتتداخل العائلات وتتصاهر، وإلى التداعيات المترتبة عن هجرة الفلسطينيين بعد النكبة حيث ذهب العدد الأكبر من المهاجرين وخصوصاً من مدن وقرى الشمال الأكثر تعليماً وغنى وتحضراً إلى لبنان وشكل وجودهم إضافة نوعية للبنان كما اعترف كثير من اللبنانيين الموضوعيين ومنهم الكاتب اللبناني والقومي العربي طلال سليمان في مقالته المعنونة (الفلسطينيون جوهرة الشرق الأوسط)، كما كان وجودهم أيضاً مصدر قلق للبعض بسبب طبيعة التركيبة الطائفية والمذهبية في البلاد والخوف من التوطين.
وجاءت التطورات السياسية اللاحقة لتعزز من العلاقة بين الطرفين سواء كانت علاقات توتر وخوف وحذر أو علاقات تعاون ونضال مشترك ضد عدو مشترك، وهي علاقات يحدد مسارها وشبكة تحالفاتها التركيبة الطائفية في لبنان وما تفرضه المحاور والأجندة العربية والإقليمية حيث كانت وما زالت علاقة الطرفين بهذه المحاور علاقة تبعية غالباً.
عندما كان لبنان مستقراً وقوياً كانت تُشد له الرِحال ليس للسياحة فقط حيث كان بمثابة سويسرا الشرق الأوسط، بل أيضاً كان قبلة رجال الأعمال وطلاب العلم والفنانين والمثقفين، بالإضافة إلى استيعابه واستضافته للاجئين السياسيين ولكل مضطهَد ومظلوم في بلده، بل فتح لبنان أبوابه أمام الثورة الفلسطينية عندما سُدت في وجهها الأبواب بعد خروجها من الأردن عام 1970، وكان النضال المشترك مع القوى الوطنية والقومية والتقدمية، وهي مرحلة التبست بعض فصولها وخصوصاً عند اندلاع الحرب الأهلية 1975 واصطفاف منظمة التحرير إلى جانب القوى الوطنية والتقدمية، مما أثار ليس فقط إسرائيل بل أيضاً قوى لبنانية دَفَّعت الفلسطينيين الثمن في مجزرة صبرا وشاتيلا وقبلها مخيم تل الزعتر، أيضاً أثارت غضب دول جوار وخصوصاً سوريا، وكانت قمة النضال المشترك عندما تصدت القوات المشتركة الفلسطينية واللبنانية في مواجهة إسرائيل في الجنوب اللبناني ثم عند غزو إسرائيل للبنان عام 1982.
وأخيراً فما بين لبنان وفلسطين مشترك من الخوف على المستقبل ومن المستقبل. الخوف على الدولة/السلطة ووحدة المجتمع والهوية، الخوف من تزايد التدخلات الخارجية بحيث أصبحت الطبقة السياسية في البلدين مشلولة وفاقدة القدرة والمصداقية بالإضافة إلى الحديث عن الفساد فيها، الخوف على المقاومة ومن المقاومة وسلاحها بعد تغيير وظيفتها وتوقُف دورها في تحرير الأرض والوطن وصيرورتها إشكال داخلي، الخوف من تحول الأحزاب إلى ميليشيات وجماعات مسلحة انحرفت خطاها عن طريق المقاومة والتحرير والديمقراطية.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن للدولة الواحدة أن تكون بديلاً عن حل الدولتين؟
- المزيد من التنازلات لن يجلب السلام
- الواقعية السياسية المفترى عليها
- مصر في مواجهة تهديدات غير مسبوقة
- للمشهد السياسي الفلسطيني اوجه متعددة
- العروبة ليست تهمة
- الموجة الخامسة للديمقراطية (دمقرطة الديمقراطية)
- الفلسطينيون ومعادلة (الرواتب أو الوطن)
- الانتخابات لوحدها ليس مؤشراً على وجود الديمقراطية
- التطبيع وانتهاء معادلة (الصراع العربي الإسرائيلي)
- في ذكرى النكبة الفلسطينية الثانية
- ازدواجية المعايير في الحكم على الاحتجاجات الشعبية
- ماذا بعد قرار وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل؟
- جذور وأسباب رفض إسرائيل قيام دولة فلسطينية
- السفينة الفلسطينية لم ولن تغرق
- ما بين الأصولية الإسلاموية والأصوليات الدينية الأخرى
- قرارات ملتبسة ولكن يمكن البناء عليها
- تساؤلات في انتظار إجابة من القيادة الفلسطينية
- القضية الفلسطينية بعد 72 عاماً على النكبة
- تسطيح وتجريف المشهد السياسي الفلسطيني


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - لبنان وفلسطين