فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6639 - 2020 / 8 / 7 - 15:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لن يکون على حق أبدا من يتصور بأن الاوساط السياسية في نظام الملالي بإيران، لاتأبه ولاتهتم لما قد بات يثار على خلفية مجزرة صيف عام 1988، والتي راح ضحيتها أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق، وإنها لاتأبه ولاتکترث للمواقف المختلفة المثارة على الصعيد الدولي ولاسيما في أوساط القرار الدولي، ذلك إن هذا النظام يعلم علم اليقين بأن تلك المجزرة کانت واحدة من أکبر الاخطاء السياسية والانسانية بشاعة في تأريخ الجمهورية الاسلامية الايرانية کما وصف منتظري"نائب خميني"، ذلك في الشريط الصوتي الذي تم إعلانه في 9 آب2016، لکن ماقد أدلت به المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورجان أورتاغوس: "يمثل التاسع عشر من يوليو بداية لما يسمى بلجان الموت في إيران"، ومطالبتها بتشکيل لجنة تحقيق دولية مستقلة من أجل التحقيق في هذه الجريمة ضد الانسانية، تطور غير عادي في هذه القضية ومن شأنه أن يسحب المتورطين في هذه المجزرة أمام المحاکم الدولية خصوصا مع توفر الظروف المناسبة والتي لم يعد صعبا توفيرها.
هذه الجريمة البشعة التي تعتبر فريدة من نوعها في تأريخ السجناء السياسيين والتي إعتبرتها منظمة العفو الدولية جريمة ضد الانسانية وطالبت بمحاسبة المسٶولين المتورطين بها من نظام الملالي، والاهم إن هذا النظام لا يستطيع من الفکاك والتخلص منها على الرغم من کل الاوامر والتعليمات الصارمة التي يصدرها بخصوص عدم التطرق لها بأي شکل من الاشکال، غير إن الجريمة وبعدما صارت تحت الاضواء وصارت حقيقة وأمرا واقعا ليس بالمقدور تجاهله أو نفي حدوثه، فإنها صارت کواحدة من أهم القضايا التي يمکنها أن تحدد مصير النظام برمته وإن ماقد أعلنته وطالبت به المتحدث بإسم الخارجية الامريکية يمهد لذلك فعلا.
على مر الاعوام السابقة وخصوصا بعد حملة المقاضاة التي قادتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، وإرتفاع أصوات ونداءات المطالبة الدولية من جانب مراکز قرار دولية وأوساط سياسية ومنظمات وهيئات حقوقية في مجال حقوق الانسان، والتي دعت بقوة لمحاسبة القادة والمسٶولين المتورطين في تلك المجزرة وسحبهم أمام المحکمة الجنائية الدولية حتى ينالوا جزاءهم العادل، قد أصبح أمرا ممکنا بعد أن توفرت أرضية دولية مناسبة دحضت وفندت الموقف الرسمي الواهي للنظام الايراني، والذي يثير قلق وخوف الاوساط الحاکمة في نظام الملالي هو إنه ليس بمقدورها أن تفعل شيئا ازاء ذلك بل إنها تقف منتظرة ماستتداعى عنها الاحداث والتطورات، وهو موقف لم يسبق لهذه الاوساط أن کانت قد جربت نظيرا له من قبل، ولذلك يمکن القول بأن ماينتظر نظام الملالي هو الامر والادهى.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟