حسن بنونة
الحوار المتمدن-العدد: 6638 - 2020 / 8 / 6 - 23:45
المحور:
الادب والفن
إن المفهومين لا يمكن أن ينفصلا إذا ما جعلنا الكتابة لها مقاييس تختلف من مجال إلى مجال حسب مقاييس تفرض نوعا من المعرفة والثقافة المتحكم فيها حسب الموضوع الذي يستعصي فهمه كليا أو جزئيا حسب القارئ المفترض.
وبالتالي نجد أنفسنا أمام الكاتب العارف بخبايا الموضوع التي تجعل مستقبل النص يبدل جهدا أكثر من صاحبه لفهم المعنى المباشر أو المتضمن بالجملة وسياقها ومقصديتها لأسباب شخصية أو إديولوجية للكاتب.
هنا يكمن التشويق والمتعة بدرجات حسب مدى استيعاب القارئ للمضمون توافقا أو رفضا لمواقف معينة تخلق تباعدا ما شكلا ومضمونا بين المخاطب والمخاطب مما يؤدي إلى نوع من الإنزياح بين الكاتب والقارئ الذي لا يرقى إلى مستوى فهم واستيعاب كل ما يقصده صاحب النص الذي قد يبدو غريبا في بعض الأحيان للمتلقي وإن كان مثقفا.
وبالتالي مسألة النص المكتوب تطرح لنا إشكالية الإنزياح وبدرجات خاصة بين المثقف والعامة التي قد تجد نفسها خارج النص بسبب ضعف معرفتها وثقافتها ومراجيعها وتجاريبها التي لن تمكنها من النص وقد تبلغ درجة فهمها الصفر فما تحت إن وظفنا السلم الترقيمي للرياضيات بمقياس -1|-2|-3…للفهم.
إذا فإشكالية الكتابة والإنزياح لا يجب النظر إليها من منظور واقعي مادي تجريبي صرف بحت دون استحضار الذاتي وما يحمله من إسقاطات قبلية و حمولات و سلوكات ثقافية ونفسية لا شعورية وتكوينية واجتماعية…لفهم إنتاج معين لدى القارئ حتى نتمكن من تحديد مدى الدرجة النسبية للإنزياح أي المسافة التي تفرق بين الكاتب والقارء لنص معين.
#حسن_بنونة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟