جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 15:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كوفي عنان وتصريف الأعمال..!
جهاد نصره
في كل مرة يتمكن الفلسطينيون من تسجيل هدف قاتل في المرمى الاسرائلي يسارع الأمين العام للأمم المتحدة السيد ـ كوفي عنان ـ إلى مناشدة الطرفين بضرورة ضبط النفس..! وهاهو اليوم وقد وصله خبر تمكن المقاتلين الفلسطينيين من تنفيذ عملية مدهشة من حيث التخطيط والتنفيذ تمكن من خلالها الفلسطينيون من قتل بعض الجنود وأسر جندي مسكين ما لبثوا أن اصطحبوه معهم بعيداً عن أمه الحنون.!
ليس في موقف الرفيق ـ كفى عنان ـ ما هو غريب أو مدهش فقد تعود الضحايا على عنينه السريع في كل مرة تستطيع فيها الضحية أن تمسك بتلابيب القاتل.! الغريب والمدهش هو في المعنى المفقود لتصريحه الأممي الخنفشاري فهو وكأنه أو ربما يظن أن معركة طاحنة قد تندلع بين جيشين كبيرين مدججين بكل صنوف الأسلحة ما لم يسارع الفلسطينيون خاطفي صغار الجنود إلى إطلاق سراح أسيرهم ويعيدوه إلى حضن أمه الثكلى معززاً مكرماً وإلا وإذا لم يكن يظن الزميل ـ كفى ـ الأمر على هذا النحو، والإملاء، فماذا إذن يقصد بضرورة ضبط النفس فيما يتعلق بالفلسطينيين تحديداً..! يعني بترجمان آخر كيف يكون كما يرى حضرته ضبط النفس الفلسطيني وهم لم يحشدوا ( ألويتهم المجوقلة ) على حدود جيرانهم الطيبين.!؟
منذ زمن طويل أصبح الأمين العام للأمم المتحدة يقوم بتصريف الأعمال لا أكثر ولا أقل، ونحن نعتقد بحسب فهمنا الأممي المتواضع، أن مهمة رجل يحتل أكبر وأعلى ومفترض أن يكون أسمى موقع على وجه البسيطة، لا تقتصر على بيزنس تصريف الأعمال..! ولهذا تحديداً، ولأن هذا هو الحال، فإن عشرات الألوف من الأسرى الفلسطينيين وأهاليهم، لا يمكن إلا يرفضوا هذه الدعوة المغرضة لأنها لو لم تكن كذلك لكان تم توجيهها لحكومة إسرائيل فقط فهي التي حشدت دباباتها الأمريكية على حدود غزة.!
أفضل ما يمكن عمله على صعيد ضبط النفس الأممي، هو ما قام به المقاتلون الفلسطينيون بعد عملية اختطاف الجندي المسكين، فقد تمكنوا بعون الله من ضبط أنفسهم جيداً واكتفوا بخطف مستوطن إسرائيلي واحد في اليوم الثاني..!؟
وهكذا سيزعل صاحبنا الأمين العام ولا أعرف إن كان يشكل زعله خسارة لأحد..! أما عن الجندي الأسير، فهو حتماً محتماً سيفرح حين سيجد إلى جانبه من يخفف عنه الوحدة، ووحشة الفراق عن الأهل.!
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟