عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6638 - 2020 / 8 / 6 - 17:14
المحور:
الادب والفن
يَقِظاً رَماني الّليـلُ فـــي ذِكراكِ
فأنينُ موّالي صـــــداها الحاكي
ضمآنُ أنهلُ من لذيـــذِ سُلافِها
كأساً تَقطّرَ مـــن عذيب لَماكِ
عادتْ كأزهار الربيعِ رطيبةً
وشممتُ منتشياً شــذاها الزاكي
وكأنّ ما بيني وبينـُــــــك ماثلٌ
فأصيحُ بالأيـــــــامِ ويكِ كفاكِ
وكفاكِ قد نلتِ الّــــــذي تبغينَهُ
فإذا قصدتِ أذىً فمـــا أقساكِ
وذكرتُ كــــل دقيقةٍ كانتْ بها
طيراً يحـــطّ على فمي شفتاك
هبّتْ عليَّ نســــــائمٌ منها وقد
عبَقَتْ صَباها من شميمِ صِباكِ
وإذا بما بين الأضـــــالعِ طائرٌ
يهفو إلى وَكَنٍ بغصـــنِ أراكِ
حتى إذا مسّته أضغاثُ الرؤى
نفضَ الجناح وطارَ كي يلقاكِ
أنفقتُ عمرالورد أنتـظرُ المُنى
فتعطّلَتْ وتعلّلَت بجَفــــــــــاكِ
الوردُ جفَّ وظــلّ منهُ هشيمُهُ
فمتى سينبتُ عـُــــودُهُ وأراكِ
وتدافعتْ خيلُ الهموم وأبحرتْ
سُفُنُ الخيالِ وَماجَ بحرُ لظاكِ
فسِمعتُ ديكاً صـاحَ مرّتْ ليلةٌ
من عمرِ ذي لُــبٍّ وذي إدراكِ
وتحطّمت كأسُ الخيالِ وأشرقت
شمسٌ وأيقظتِ الفــؤاد الشاكي
وأطاحَ بالحلم الجميلِ ضياؤها
نجمٌ هوى مــن دورةِ الأفلاكِ
فإذا بعيني قد تقاطـــــرَ دمعُها
كالعِقدِ منفرطاً مــن الأسلاكِ
فوجدتُ في ذِكراكِ ألفَ ذريعةٍ
لأقولَها يا عينُ مـــــا أسخاكِ
لاتبخلي بالدمـــــعِ إن شؤونَهُ
شأنٌ تجشمهُ الفــــــؤاد خلاكِ
حتى إذا كفكفتُ دمعي وانتهى
سيظلُّ في قلبي رفيــفٌ باكِي
ولقد رأيتُــــكِ والســماءُ مليئةٌ
بحفيفِ أجنحةٍ وصـوتِ ملاكِ
وإذا نهيتُ الروحَ عنك تمردتْ
وتعللت أن تشـــــفقي فعساكِ
غنّتْ على وترالصبابةِ خلسةً
حتى تعالى صوتُـــــها أهواكِ
أنا ما نسـيتُكَ لحظةً ونسيتني
دهراً وحتى الموت لن أنساكِ
قدرُ الذين هواكِ قد أزرى بهم
عمراً غدوا بعد النـوى قتلاكِ
شهدوا بأن العشـــق من آياته
أن يُبعثوا ورداً يُقبّــــــلُ فاكِ
وشقائق النعمان بعضُ نزيفِهم
من بعدِ ما أودتْ بهــم عيناك
أنا كنتُ من بيــن الذين قتلتِهم
وتنصلَتْ عمّــــــا جنتهُ يداكِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟