أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /12














المزيد.....

سهد التهجير /12


حسام جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


العودة للمكان القديم لعائلة الأم
صدمه كبيرة تركت أثرها على الأم أكثر من المعركة الواقعة حديثا

من يمتلك القدر و من يعرف النصيب سواه ؟!! هكذا قالت (حمواله بنت قاقوه ) و هي تمسك الام و تضعها في غرفتها القديمة
لم تستطع الأم النطق كأنها نسيت الحروف
ربما سقطت منها في طريق العودة
( النطق سبيل لتفريغ المكبوت لغضب المنازل في الطبقة المتوسطة )
تضع يديها على الطفلين
تحضنهم كأنها تراهم لأول مرة
تخنقهم تعصر جسدهم بكلا اليدين
تجثو بجسدها عليهم
يغرق الوعي لديها
بأن السبب هو الإنجاب
لطالما رفضت الإنجاب و ها هي و هم يعانون في ظل النظام الطبقي الأبوي الديني الرأسمالي الحاكم
وجدت خنقهم بالأحضان سبيلا لعبور الوضع الراهن و راحه لهم من الظلم الواقع عليها من سهد التهجير و ربما عبر التهجير سهده و رحل للملكوت دون مراجعه
حلقه مفرغه لا أحد يستجيب للمطالب
و لا أحد يسمع صدى الهم و الألم
رحله حياة مجهولة دفع ثمنها أطفال لا ذنب لهم سوى القذف في رحم الأم

ها هي تحكم قبضتها عليهم ليتخلصوا و تتطهر ارواحهم و لتجتمع عليها الذنوب والخطايا و تزداد
كما فعلت أم المجاهيل ( كنشور و طنشور و سبطور )
حيث قامت بخدمة الإلهة بإرجاع الأطفال لها دون أن تتعب بمحاسبتهم لينعموا في النعيم الناعم
و تتحمل هي خطايا المصير
باعتبارها أعظم تضحيه في تصحيح مسار الحياة و تصحيح فشلها السابق بالأنجاب لتعوضه ببعثهم نحو الإلهة لتتصرف هي بوضعهم في النعيم
لان الأطفال ما دون البلوغ لا يتم محاسبتهم على جميع الخطايا التي فعلوها
و هكذا رأت الأم نشوه فرح في قطع انفاس الطفلين بالأحضان القاسية
انها فرحه النعيم بعد مراره الألم الذي سببه الكبار و النظام الحاكم لهم

لا يضحي الأشخاص في الطبقات العليا بأطفالهم بل يرسموا لهم طريق الحرير بالمستندات الرسمية لامتلاك الأراضي الشاسعة و مؤن الطعام و الرفاهية !!!
و كذلك الاشخاص في الطبقة المهمشة لا يضحوا بأطفالهم بل ينجبوا العديد للمساعدة في الإنتاج و العمل !!
الطبقة المتوسطة تضحي في الوسط دائما و لا أحد يسمع صدى لهم
لا أحد
صرخت الأم : لا أحد ...... لا أحد يسمع الصدى
.....لا أحد

و ما هي إلا لحظات حتى داهمت عملية الخنق ( صهوهو الغرازيه ) و دفعت الأم بعيدا بضربه على الرأس
اشتعل الصراخ كأنه الشمس
يكشف الصراخ الألم يسطع و يلسع
يعادل الصراخ اغراق غرفه كاملة بالضوء

تمد (صهوهو الغرازيه ) أصابعها على صدر الطفلين تدفع الرئتين و تشد الأنف تحرك الجسدان الهامدان تلمع عيونهما للغياب
أدخلت أحد الأصابع في فم الطفلين و ظهر الصراخ على حناجرهما
اخدتهم نحو الماء و غسلت الوجوه الصغيرة بيد واحده .

اجتمع الاهل و تركت الأم وحيدة في غرفه صامته تنظر إلى السقف
تنام على البلاط و لا تأكل شيئا .

- ماذا حدث لأختي كيف ذلك ؟!!!

- لا أعلم .

- انت السبب لا يوجد ام تقتل أبنائها .

- نعم يوجد انها اختكِ .

- انت الزوج و انت ......

- لا شأن لي انا مذهول مثلكِ تماما .

- انت زوج من حذاء متأكل و لست زوج للعائلة .


اشتعل العداء بين صهوهو الغرازيه و الاب
جعل الاب يغادر المنزل لأيام .

وصل الخبر إلى الاخ الآخر للأم ( حزاز الغيشه )الذي قاطع أخوه الاخر ( عسفان بن حبان )
و من الآخر إلى الآخر
جاء حزاز الغيشه للبيت القديم الا ان عسفان بن حبان منعه من الدخول و توسط سكان المنازل المجاورة لدخوله
و قد كان
دخل و وجد ألام مذهولة تنظر للسقف في غرفتها
مسك يدها و طبع قبله على الرأس الملفوف بالقطن و القماش الملطخ بالدم
خاطبها بأنه حزاز الغيشه
نطقت بحروف متلعثمة و اجهشت بالبكاء على صدره
كيف له أن يغيب كل هذة السنيين ؟!!!
كيف له أن يدرك الالامها بعد موت ابيها و امها ؟!!!!

دخلت لولو النهباويه الغرفه :
- اختك تمسك بشعر قسومة و تدور بها الطرقات .

جاءت صهوهو الغرازيه بعد ضرب قسمومه و فتح ملابسها أمام العامة بشق الصدر بالأظافر

سكت الجميع بعد عودة صهوهو الغرازية
نظر الجميع نحو شاشة التلفزيون
و ظهر الخط الاحمر اخيرا بعد تلوين التلفزيون للطبقات المتوسطة و ترخيص سعره بعد سقوط النظام الحاكم القديم
لكنه خط لونه يشبه الدم الساقط على الحروف
( سقوط قتلى و جرحى في انفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة تسمى السماحة و الحلاوة )
اندمج دم الضحايا بلون الخبر العاجل و اصبح الموت أمنية كل عاشق او فقير يروم لغفر الذنوب .

ذهلت العائلة من منظر الدم المتدفق على الشاشة من جوانب الجسد المسحول الممرغ بالتراب
فجأة توقفت الشاشة و لتعود بعد خمس دقائق لفقرات الغناء الفاحش و هز يا وز
الخصر ينقطع بين دقات الموسيقى بأجساد النساء .
ضحكت العائلة و طال الضحك حتى البكاء .
كأن العبوة الناسفة انفجرت على الشعب من شدة الضحك .

- يشدو الاب بقصيدة جديدة :
( قوافل الحياة
تغزو سماء احلام طفلتي
تنهش مهدها
تلوك العابها ....
بسنابك شياطينها الرجيمة
و تحيلها عارية
في غابه الورق و الرصاص
و لا قصاص ..... و لا رحيمه ! ) .

- ترد عليه الأم بقصيدة قديمة له يقول فيها :
( عند مفترق الطرق
لمحتك ايها الشاهد الوحيد
و عند مناداتك .... نسيت اسمك
كانت عربة الغربة
اسرع من حلم الطفولة
اقوى من ذاكرة الحب
أردت مناداتك
مرة أخرى
تراجع لساني خلف طابور الوطن
كلهم ينادون
ينادون
الا انا
ابتلعني الصمت و نسيت من انا
أيها الشاهد الوحيد على غربتي ) .



#حسام_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهد التهجير /11
- سهد التهجير / 10
- سهد التهجير /9
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 3
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 2
- العنصرية و العقلانية في فلسفة هيغل / 1
- سهد التهجير /8
- سهد التهجير /7
- سهد التهجير /6
- سهد التهجير /5
- سهد التهجير /4
- أغلق الباب بقوة !!!!
- التجرد من الحواس
- سهد التهجير /3
- سهد التهجير /2
- سهد التهجير /1
- سعادة الخيال المعاصر
- الإنتاج الوطني و مقاومة الاستعمار
- باعدت بين ساقيها !!!
- أنه الفستان (عن قصة حقيقية بتصرف ادبي )


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام جاسم - سهد التهجير /12