|
هل مستقبل الاوبك كواقع جامعة الدول العربية ؟
اثير حداد
الحوار المتمدن-العدد: 6637 - 2020 / 8 / 5 - 13:28
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
؟ بعد ان طال امد الاجتياح الكوروني للعالم، ومنذ اكثر من ستة اشهر، تشير اخر التقارير الاقتصادية الى اننا سنواجة ركودا اقتصاديا هائلا خلال الفترة القادمة. وبالاخص في الولايات المتحدة الامريكية اكبر اقتصاد عالمي. وقبل الدخول الى تحليل الوضع الاقتصادي العالمي لا بد من تحديد المصطلحات الاقتصاديه هنا . ما معنى ركود اقتصادي ؟. الركود الاقتصادي مصطلح يعبر عن هبوط النمو الاقتصادي. بمعنى اخر انه نتاج انخفاض الطلب العام مما يؤدي الى ركود في البضائع، ويقاس الركود عادة بفترة زمنية متوسطة نسبيا اي ستة اشهر. ومن اجل تجاوز الركودج يقترح الاقتصاديون زيادة الانفاق الحكومي الاستهلاكي وخفض اسعار الفائدة . فانخفاض اسعار الفائدة سيشجع الافراد على زيادة استهلاكهم بدل الادخار الذي يصبح غير مجدي نتيجه لانخفاض اسعار الفائدة، ومن جهة اخرى فان انخفاض اسعار الفائدة يجعل من كلف الاقتراض منخفضه، مما يشجع الشركات والمؤسسات على الاقتراض لان المخاطر تصبح منخفضة. ومن افرازات الركود تفشي البطاله مما يضعف الطلب العام، وكذلك فشل الاعمال التجارية والذي يؤدي الى زيادة نسب البطاله، و انهيارات في البنوك الوسيط البالغ الاهمية بين الفرد كمستهلك والاعمال التجارية كمستثمر. وهذا قد يقود الى الاضرابات و اعمال العنف. ما هي صورة الاقتصاد العالمي لحد يومنا الحالي ؟ استنادا الى تقارير صندوق النقد الدولي لعام 2019 فان موقع الدول وحسب الناتج المحلي الاجمالي لها مقيما بالدولار الامريكي هي كما يلي . 1-الولايات المتحدة الامريكية 87,265,226 ألف مليون دولار 2-الصين 14,439,453 ألف مليون دولار 3- اليابان 4-المانيا 5-الهند 6-المملكة المتحدة 7-ايطاليا 8-فرنسا 9-برازيل 10-كندا 11-روسيا 12-كوريا الجنوبيه اما الدول الشرق الاوسط فتستحل السعودية الموقع 18 والامارات الموقع 30 و اسرائيل الموقع 31 ومصر الموقع 40، من تسلسل حجم الناتج المحلي الاجمالي للدول. ما هي العملة النقدية المهيمنة على الاحتياطيات والتجارة والقروض العالمية؟ يمثل الدولار 61% من إجمالي احتياطيات البنوك المركزيه من النقد الاجنبي، مما يجعله العملة الاكثر شعبية و قوة في العالم . كما وان الدولار يهيمن على سوق تداول العملات الاجنبية حيث تصل مشاركته الى 90% من اجمالي تداول التجارة العالمية. وحسب فوركس، وهو اكبر سوق عملات عالميه حيث يتم عبرها تداول 5.09 ترليون دولار يوميا وهذا اكبر من حجم الاقتصاد الياباني، فانه يعرض نسب العملات من الاحتياطي النقدي الاجنبي لدى البنوك المركزيه بالشكل التالي : 1-الدولار الامريكي 61% 2-اليورو 20% 3- الين الياباني 5% 4_الاسترليني 5% 5-الرنيمين الصيني 2% كما وان 40% من ديون العالم هي بالدولار الامريكي. تبقى ملاحظة واحدة بتصوري بالغة الاهمية على مستقبل التعامل بالدولار وهي ان الصين تمتلك اكبر احتياطي نقدي اجنبي بالدولار في العالم ثم تليها اليابان. وكي لا تصبح هذه المقالة جافة الساعية للحيادية العلمية ومطولة ، تعالو معي ندخل الى الموضوع الاكثر جاذبية الا وهو النفط. النفط سلعة ستراتيجية لحد يومنا الحالي، يتميز الطلب عليه بانه طلب مشتق بمعنى ان المخبز يطلب الوقود من اجل انتاج الخبز، فان ارتفع الطلب على الخبز ارتفع الطلب على النفط. لغاية العشر سنوات الماضية كان النفط ينتج ويصدر من الدول ضعيفة التطور الاقتصادي، هذه الدول وقعت فيما سميته في مقالاتي "وهم العائد النفطي" ، بمعنى انها حصلت وسعت من اجل الحصول على ايرادات نفطيه عاليه فوجدت نفسها امام قضية وهي:اين تضع تلك الاموال، ؟ فالمصارف في هذه البلدان غير مؤهلة لاستقبال الاحجام الكبيره من العوائد، فوضعت في مصارف البلدان المتطورة مثل بريطانيا و سويسرا. قسم من هذه الودائع ذهبت كقروض لتطوير تكنولوجيا انتاج الطاقه، وهذا حديث اخر يطول.
منذ ثمانينيات القرن الماضي تجلى واضحا عدم مقدره الاوبك على السيطرة على الاسعار العالمية، نتيجة لاسباب تعود لاختلافات جوهريه بين اعضاء الاوبك من ناحية الكثافه والمخزون الاحتياطي. فعلى سبيل المثال وليس الحصر يقدر انتاج برميل النفط العراقي من حقل مجنون ب واحد دولار /برميل. الا ان كلفته في موانئ التصدير تصل احيانا الى ما يقارب 20 دولار. بينما تقدر كلفة انتاج النفط السعودي ب 10 دولار الا ان وجود موانئ لديها يضع كلفته في منافسة كلف النفط العراقي. وهناك العديد من الامور الاخرى تطيل الموضوع، الا انني اجد ان ماذكر هنا للقارء العام يكفي. فدعونا ندخل في الزمن الحالي. ادى الارتفاع غير المدروس في اسعار النفط الى جعل الانتاج في الابار المرتفعة الكلف مجدياً، وهذا انتج 1-دخول منتجين للنفط من خارج الاوبك مثل روسيا 2-اصبح انتاج النفط من ما يطلق عليه النفط الصخري او الرملي مربحاً. كانت الاوبك كلمتفائل الساذج. فعندما قدر ان كلف انتاج برميل النفط الصخري والرملي بين 45-75 دولار/برميل ذهب قادة هذه الدول للنوم ، بينما سعت الشركات النفطيه الى تطوير تكنولوجيا استخراج النفط الصخري والرملي. ومما ساعدها في ذلك خروج ترامب من اتفاقية باريس للمناخ . فعقد اتفاقية مع كندا، الجارة الشماليه، على انشاء خط انابيب "كستون زل" الذي مكن الولايات المتحدة من ان تصبح الدولة الاولى عالميا في انتاج وتصنيع النفط ، لا وبل تصدر احيانا لبعض الدول في امريكا الجنوبيه باسعار تنافس اسعار نفط الاوبك. كورونــــــــــا وما بعدهـــــــــا ما ان اجتاحت كورونا العالم حتى ظهر ضعف الاوبك كمنظمة احتكاريه حاولت مسك العصى من طرفيها وليس طرف واحد، فحسب نظرية الاحتكار لا يمكن السيطرة على الكميه والسعر من طرف الاحتكار بل الامساك اما بالسعر او الكميه. فتهاوت الاسعار . وغرقت الاسواق بفائض الكميات المعروضه. فحاول الاوبك، بقيادة السعوديه، التعاون مع منتجين من خارج الاوبك ، روسيا تحديدا، وهذا ما اطلق عليه اوبك بلص. ولا يزال هذا الارتفاق غير فاعل بدرجة كبيره فما تزال الاسعار تتارجح مثل المصاب بالانفلاونزا قبل ان يعطس وبعدها. و اذا ما اضفنا ان هناك اجماع على ان الوضع الاقتصادي العالمي لن ينتعش قبل نهايات 2021 اذن فلن نشاهد ارتفاع في اسعار النفط الا اذا حدثت معجزه، ونحن لسنا في زمن المعجزات. بقيـــــــــة التوقعـــــــــات. في مقدمة هذه المقالى عرضت موضزوعين او احصاايات عن قضيتين مهمتين الاولى عن مواقع الدول عالميا والثانيه عن موقع الدولار في العالم .قد يتقلص الدور السياسي والعسكري للولايات المتحدة الامريكيه عالميا، لكنه لن يتنحى عن موقعه الاول فالفارق بينه وبين الثاني، الصين، كبير جدا. اما عن الدولار، وكي لا اطيل في الحديث في التحليل الخ الخ فقط تعال معي وكن واقعيا : هل تعتقد ان الصين ترغب في ان يصبح سعر صرف الدولار الامريكي بسعر التراب ؟ وهي لديها اضخم احتياطي دولاري. ولتقريب الصورة اكثر هل تعتقد ان اي شخص لديه حسابات مصرفية بالدولار سيقبل ان يصبح سعر صرف الدولار كالتراب . نعم ان النظام العالمي الحالي بدأ بالتاكل، ولكن لن ينهار في الافق المنظور على الاقل. اما عن اوبك فانها قريبه جدا من حالة جامعة الدول العربيه كل ما تقوم به هو اصدار بيانات نشجب ونستنكر. انها، اوبك، عجوز اقتربت من الخرف.
#اثير_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مستقبلنا ليس كوبي بيست من الحاضر، وحاضرنا ليس كوبي بيست من ا
...
-
-شعب مايصيرلا جاره- ...مازوخيه !
-
العلمانية مجربة ناجحه بينما الدولة الدينية خرافه !
-
العراق ....مكانك سر . 12
-
هل انجبت الكراهية مستقبل افضل ؟!
-
هل ادار الحظ ظهره لترامب ؟! 22
-
هل ادار الحظ ظهرة لترامب ؟!1_2
-
كورونا والخرافه , الرعب يخلق الوهم !
-
هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 3_3
-
هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 2-3
-
هل ما بعد كورونا مطابق لما قبلها ؟! 1_2
-
العلم يعاود الانتصار، .........منذ -ورغم ذلك فهي تدور.-
-
الصحة ام الثروة ام العكس ؟
-
التغيرات القادمه لن تشمل الدولار الامريكي
-
الدعوة لخروج العراق من اوبك غبيه
-
الدعوة لخروج العراق من اوبك غبيه
-
جري الوحوش لسوق لا هم لها سوى الربح !.
-
20 برميل نفطي يعادل واحد IPHON9
-
هل اصابت كورونا الاوبك بمقتل ؟!
-
ادرس التاريخ كي تعرف سير العربة
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|