أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة عقلانية لآية - ق والقرآن المجيد -















المزيد.....

قراءة عقلانية لآية - ق والقرآن المجيد -


يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6636 - 2020 / 8 / 4 - 20:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المقدمة :
أن " فلسفة الفهم " هي محور أساسي للعقل البشري ، لأنها المحرك الوحيد للمعرفة ، ومن دونها سوف نظل مغيبين عن أدراك حقيقة النص ، خاصة النص القرآني بالتحديد ! ، وفي هذا الصدد ، قد أوقفتني آية " ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (1) / سورة قاف " ، وهي سورة من السور المكية ، ووددت أن أقرأها قراءة عقلانية حداثوية ، وذلك بعد أن طرح بعض التفاسير الأسلامية المعتمدة التي تناولتها .
التفاسير :
بادئ ذي بدأ ، أن الكثير من المصادر تزعم عامة بأن قاف التي أقسم بها الله في القرآن في قوله ( ق والقرآن المجيد ) هي " إشارة إلى جبل قاف الأسطوري " ، وأرتأيت أولا ، أن أستعرض بعضا من التفاسير الواردة بخصوصها وفق المصادر المتداولة / سنة وشيعة وحتى من الصوفية ، ومنها التفاسير التالية ، وهي وردت على سبيل المثال وليس الحصر :
أولا - وفق تفسير القرطبي ، قال ( واختلف في معنى " ق " ما هو ؟ فقال ابن زيد وعكرمة والضحاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه ، وعليه طرفا السماء والسماء عليه مقبية ، وما أصاب الناس من زمرد كان مما تساقط من ذلك الجبل . ورواه أبو الجوزاء عن عبد الله بن عباس . وقال الفراء : كان يجب على هذا أن يظهر الإعراب في " ق " لأنه اسم وليس بهجاء . قال : ولعل القاف وحدها ذكرت من اسمه كقول القائل :قلت لها قفي فقالت قاف .. ) .

ثانيا - في موقع / أسلام ويب ، يقال الاتي بشأن الآية أعلاه ، نقل بأختصار ( .. واختلف في معنى ( ق ) فقال الواحدي : قال المفسرون : هو اسم جبل يحيط بالدنيا من زبرجد ، والسماء مقببة عليه وهو وراء الحجاب الذي تغيب الشمس من ورائه بمسيرة سنة ، وحكى الفراء والزجاج : أن قوما قالوا معنى ( ق ) : قضي الأمر وقضي ما هو كائن ، كما قيل في ( حم ) : حم الأمر . وقيل : هو اسم من أسماء الله أقسم به . وقال قتادة : هو اسم من أسماء القرآن . وقال " الشعبي " أنها تعني فاتحة السورة .

ثالثا - وفي موقع / موقع نداء الأيمان ، نستعرض التالي ، ( قال مجد الدين الفيروزابادي ، بخصوصها : إِثبات النبوّة للرّسول وبيان حُجّة التَّوحيد ، والإِخبار عن إِهلاك القرون الماضية ، وعلم الحقّ تعالى بضمائر الخَلْق وسرائرهم ، وذكر الملائكة الموكَّلين على الخَلْق ، المشرفين على أَقوالهم .. قال ابن عاشور سورة " ق " : سميت في عصر الصحابة سورة ق ينطق بحروف : قاف ، بقاف ، وألف ، وفاء ، فقد روى مسلم عن قطبة بن مالك أن النبي قرأ في صلاة الصبح سورة " ق والقرآن الْمَجِيدِ " ، وربما قال: " ق " ويعني في الركعة الأولى .

رابعا - أما في موقع / المكتبة الموالية ، فنبين التالي ، وهو وفق تفسير " القمي " / أحد أئمة المذهب الجعفري : ( بسم الله الرحمن الرحيم ق والقرآن المجيد ) قال : ق جبل محيط بالدنيا من وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم ( بل عجبوا ) يعنى قريشا ( ان جاء‌هم منذر منهم ) يعنى رسول الله ( فقال الكافرون هذا شئ عجيب‌ ء‌إذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد .. ) .

خامسا - ومن موقع / المكتبة الشيعية ، أسرد تفسير أبن عربي ، أحد أئمة الصوفية ( تفسير سورة ق من [ آية 1 - 14] * ( ق ) * إشارة إلى القلب المحمدي الذي هو العرش الإلهي المحيط بالكل كما أن ( ص ) إشارة إلى صورته على ما رمز إليه ابن عباس في قوله : (ص) جبل بمكة كان عليه عرش الرحمن حين لا ليل ولا نهار، ولكونه عرش الرحمن ، قال : قلب المؤمن عرش الله ، وقال : لا يسعني أرضي ولا سمائي ويسعني قلب عبدي المؤمن .، قيل : * ( ق ) * جبل محيط بالعالم وراء العنقاء لإحاطته بالكل وكونه حجاب الرب لا يعرفه من لم يصل إلى مقام القلب وإنما يطلع عليه من طلع هذا الجبل . أقسم به وبالقرآن المجيد أي : العقل القرآني الكامل فيه الذي هو الاستعداد الأولي الجامع لتفاصيل الوجود كله .. ) .

القراءة :
1 - الأية ببنيتها اللغوية هي قسم ، والقَسَم (بفتح القاف والسين) أو اليمين .. كتعريف ( هو لفظ لإثبات حقيقة أو وعد يذكر فيه المؤدي للقسم شخصاً أو شيئاً ما عزيزاً عليه وعادة ما يكون هو الله باعتباره الشاهد على هذا القسم / نقل من موقع الويكيبيديا ) ، ولكن البناء النصي هنا يختلف حيث أن الله نفسه هنا يقسم ، فالسؤال : هل يحتاج الله قسما لأثبات صحة ما يقول هذا أولا ، وثانيا أن القسم وفق التعريف يجب أن يكون موجها لفرد أو لذات أكبر مكانة وأكثر قدسية من الذي يقوم بفعل القسم ! ، والسؤال هل من ذات أكثر قدسية من الله ليوجه أليه القسم ! .

2 - والقرآن ككتاب مملوء بالعشرات من آيات القسم ، منها – وفق موقع / منتدى عطر الحياة ، التالي" -1 لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ [الحجر 72] (لعمرك) خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أي وحياتك (إنهم لفي سكرتهم يعمهون) يترددون . 2- وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ [يس 2] (والقرآن الحكيم) المحكم بعجيب النظم وبديع المعاني . -3 وَالصَّافَّاتِ صَفّاً [الصافات 1] (والصافات صفا) الملائكة تصف نفوسها في العبادة أو أجنحتها في الهواء تنتظر ما تؤمر به " . وسائل يسأل لم هذا الأكثار من أيات القسم ، وهل يحتاج الله ل " مصداقية أو تاكيد " ليقسم دوما على صحة نصوصه !! .

3 - رجوعا للآية ، نلاحظ أن المفسرين وكعادتهم ، يفسرون حسب أهوائهم ووفق قابلية الفهم التي يتميزون بها ، فمنهم من قال أنه أن " ق " هي ( جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء اخضرت السماء منه .. ) وأخرين قالوا ( قضي الأمر وقضي ما هو كائن ، كما قيل في " حم " : حم الأمر . ) ، أو ( هو اسم من أسماء الله أقسم به ) ، أما قتادة فقال ( هو اسم من أسماء القرآن ) وقال الشعبي أنه ( فاتحة السورة ) . وعن قطبة بن مالك قال : أن " ق " تعني الركعة الأولى ، والذي أستوقفني تفسير " ق " على أنه ( جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء .. ) ، وأرى في هذا التفسير أشكالية كارثية ، فهل يعقل أن قاف جبل بهذه المواصفات الأسطورية ! والذي زاد التفسير جهالة ، هو ما ذكره كتاب الثعالبي في مؤلفه ( عرائس المجالس ) ، حيث بين " أنّ عبدالله بن سلام سأل الرسول عن أعلى جبال الأرض ، فأجابه النبي هو جبل قاف ، حيث إنّ ارتفاعه مسيرة خمسمئةِ سنة ، وطوله مسيرة ألفي سنة ، وأنّه مخلوقٌ من زمردٍ أخضر " ، فأذا كان هذا جواب الرسول ، وهو الذي لا ينطق ألا بوحي من الله ، وفق الأية التالية " { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } (3) { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } (4) / سورة النجم " ، أذن من حق الدارسين أن يسألوا عن جهالة جواب الرسول ، وعن يتبينوا عن أي منطق معلوماتي كان جوابه ! ، ولكن شيوخ الأسلام كعادتهم يعتمون على كوارث سرديات الموروث الأسلامي ! .

خاتمة :
ان الموروث الأسلامي عامة يخضع لعدة تأويلات تفسيرية من قبل فقهاء وشيوخ الأسلام ، والكثير منها لا تطابق أو لا تتساير ، فيما قاله أو تحدث به الرسول ، او ما سنه من سنن ، وهذا الأمر يضعف من مكانة الموروث الأسلامي ، وما ورد في موقع / نون والقران وعلومه - أنقل بأختصار ، يبين التالي بأن " ق " ليس لها معنى ، لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين تفسير قوله تعالى : ( ق والقرآن المجيد ) يقول الله : { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } [ق:1] ( ق ) : حرف من الحروف الهجائية التي يتركب منها الكلام العربي ، وهي كسائر الحروف ليس لها معنىً في حد ذاتها ، ومن المعلوم أن القرآن نزل باللسان العربي ، وإذا كانت هذه الحروف ليس لها معنىً باللسان العربي ، أذن " فهي كذلك ليس لها معنىً في كتاب الله من حيث المعنى الذاتي لها . " .. وهنا الشيخ بن عثيمين / 1929 – 2001 وهو من شيوخ السلفية - فقيه ومفسر ، ينسف كل ما قاله الرسول من أن " ق " هو : " جبل من زمرد .. " ، ونحن كمهتمين بالمورث الاسلامي ، ذهلنا من تضادد روايات الفقهاء والمفسرين ، أذن أي رواية من الروايات الواردة في أعلاه نصدق أو نعتمد !! .



#يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعتراف
- القضم
- النهوض ..
- الأنقلاب الداخلي في الأسلام المبكر
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية / ...
- غزوة كنيسة آيا صوفيا والخذلان العالمي والكنسي
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية / ...
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية - ...
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية / الجزء الثاني - الخلافة ...
- قراءة في أستنساخ الخلافة الأسلامية ( الجزء الاول - ...
- قراءة نقدية ل .. كلمتي - الله أكبر - في علم العراق
- قراءة في ... التمايز والتصنيف الفوقي في الموروث الأسلامي
- الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “ صلاح الدين الأيوبي
- عراق اليوم والأسلام السياسي
- الأسلام .. و ”وهم صنع الأبطال “ ...
- هل يقف التاريخ والفكر عند ظهور - محمد و الأسلام -
- قراءة خاصة .. في أي قرآن يقرأ المسلمون
- قراءة في .. أنقلاب الصحابة على الرسول وآل بيته
- تساؤلات في الشريعة الأسلامية
- رجال الدين و - عدة الشغل - !!


المزيد.....




- هل اعتدى مؤيدون لفلسطين على مخبز يهودي في فرنسا؟
- لندن.. أعضاء أكبر هيئة يهودية يدينون هجوم إسرائيل على غزة
- خبراء يحذرون من -دمج الإخوان- بعد كشف مخطط تخريب الأردن
- سوريا: فصل الجنسين في الجامع الأموي بدمشق يثير جدلا واسعا
- أردوغان يهنئ الأتراك من الطائفة اليهودية بمناسبة عيد الفصح
- قادة يهود في بريطانيا يرفعون الشعار ضد نتنياهو
- شاهد.. آلاف المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بالقدس المحتلة! ...
- مفتي القاعدة السابق يتحدث عن نمط حياة بن لادن وإدارته للتنظي ...
- إقتحام الأقصى والمسجد الابراهيمي
- الفاتيكان: معماري كاتدرائية ساغرادا فاميليا -على طريق القداس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف يوسف - قراءة عقلانية لآية - ق والقرآن المجيد -