|
علم المستقبل
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6636 - 2020 / 8 / 4 - 11:46
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
1 تتمحور النظرية الجديدة للزمن حول فكرة جديدة ومغايرة تماما ، وهي تنطوي على مفارقة : " يجسد الماضي مستقبل الزمن وماضي الحياة ، والعكس دوما ، المستقبل ماضي الزمن ومستقبل الحياة ". كيف يمكن فهم هذه الفكرة ، الخبرة ، وقبل ذلك هل يمكن اثباتها بشكل منطقي وتجريبي ؟! سوف أناقش هذه الفكرة أولا بطريقة مألوفة ، وعبر أمثلة واضحة إلى درجة الابتذال ، وأختم المناقشة بمثال كررته سابقا ، بدلالة العلاقة بين الحفيد _ ة والجد _ ة ، ومن يأتي أولا ... .... مثال مكرر : تلامذة صف مختلط ، عددهم 20 ، عشر طالبات وعشر طلاب . ثلاثة طلاب يحملون نفس الاسم ( سامر ) ، أيضا ثلاثة طالبات يحملن اسم ( سلمى ) . يتعذر على المدرس _ ة أو الطالب _ ة الجديد _ ة التمييز بينهم بدلالة الاسم فقط . ولكن المشكلة أكثر تعقيدا ، لبعض الطلاب والطالبات أكثر من اسم أو لقب ؟! الحلول المنطقية تختلف غالبا عن الحلول الحقيقية ، أو الواقعية ، كما تحدث بالفعل بين _ أو مع الزملاء أو الاخوة أو الجيران ، أو الغرباء . من الحلول المنطقية مثلا ، تغيير الأسماء ( المشكلة اللغوية ) . أو استخدام الأرقام بالإضافة إلى الكلمات ( المشكلة المعرفية _ الرمزية ) . .... الحلول الفعلية لمشكلة من هذا النوع ، متشابهة بين الثقافات والمجتمعات . بتكرار التجربة والخطأ ، يتعلم غالبيتنا الطرق المناسبة للتعامل ، والسلوك . ومع التطور وتعاقب الأجيال ، تبتدع الأجيال الجديدة طرقا جديدة ومبتكرة دوما ، وهي تجمع بين الفائدة والمتعة فيتم توارثها من قبل الأجيال اللاحقة ، أو تندثر إذا لم تتناسب مع الجديد والمجهول بطبيعته . .... بالعودة إلى كلمات الماضي والمستقبل ، وإمكانية تحديد دلالتها بدقة وموضوعية ، على الرغم من تعدد الدلالات ، واختلافها إلى درجة التناقض أحيانا ؟! بحدود العاشرة ، ينجح أغلبية الأطفال ( من الجنسين ) بالتمييز بين الماضي والمستقبل ، بسهولة وبشكل صحيح وحقيقي ، بدلالة الحاضر طبعا . أولا ينجحون بفهم العلاقة بين الأنواع الثلاثة لليوم : الأمس والحاضر والغد . يثير السخرية والهزء ، الطفل الذي يحدد موعدا في الأمس . يفهم الطفل _ة المتوسط _ ة بدرجة الحساسية أو الذكاء بثقة ، ووضوح أن الأمس مضى ، وتحول إلى أثر أو وهم ، وهو يبتعد كل لحظة في الماضي الأبعد ، ثم الأبعد . بالتزامن ، يفهم غالبية الأطفال أن الغد يقترب ، وهو يتحول بصورة مؤكدة إلى اليوم ، ثم الأمس ، وليس العكس مطلقا . .... الماضي مجموع أيام ( وساعات ولحظات ، أيضا سنوات وقرون ) الأمس . بعبارة ثانية ، الأمس أحد أجزاء الماضي ومكونات ، والماضي مجموع مضاعفات الأمس . المستقبل مجموع أيام ( وساعات ولحظات ، أيضا سنوات وقرون ) الغد . بعبارة ثانية ، الغد أحد أجزاء المستقبل ومكوناته ، والمستقبل مجموع مضاعفات الغد . .... الماضي ( كل ما هو خلف الحاضر ) مصدر الحياة وبدايتها ، وهذه ظاهرة تقبل الملاحظة والتجربة والتعميم بلا استثناء . بالتزامن الماضي يمثل مستقبل الزمن ، لكن هذه حقيقة غير مباشرة ، يمكن استنتاجها من خلال الملاحظة والاهتمام . المستقبل ( كل ما هو أمام الحاضر ) مصدر الزمن وبدايته ، وهذه الظاهرة يمكن ملاحظتها بشكل غير مباشر ( كما نلاحظ اتجاه الريح مثلا بواسطة أدوات ووسائل توضيحية ) ، والحاضر هو المرحلة الثانية في حركة الزمن ، بينما الماضي هو المرحلة النهائية والأخيرة في حركة الزمن . على العكس تماما من حركة الحياة ، مع أن الحاضر يجسد المرحلة الثانية للحياة أيضا . .... يمكن الاستنتاج بسهولة ، أن الحاضر يمثل مجال التقاء الزمن والحياة . بينما الماضي ، لم يصله الزمن بعد . والمستقبل ، لم تصله الحياة بعد . 2 الصعوبة في فهم النظرية الجديدة للزمن فكرية ولغوية أولا ، وليست أسلوبية . أرجو من القارئ _ة محاولة تفهم ما أحاول مناقشته بشكل منطقي وتجريبي بالتزامن . .... مثال العلاقة بين الحفيد _ ة والجد _ ة ، فهي تنطوي على مفارقة ( ليست مغالطة ) ، من يأتي أولا كموقع وشخصية الجد _ة أم الحفيد _ة ؟! بدلالة الموقع ، الجد _ة أولا ، وهو يسبق الحفيد _ة بشكل بديهي . والتطبيق المباشر على أي علاقة ثلاثية ، فهي بحسب تسلسل زمن حدوثها الجد _ة أولا ، الأم والأب ثانيا ، الحفيد _ ة ثالثا . لكن بدلالة الشخصية ، يكون العكس تماما : وهنا تنفجر المفارقة في وجوهنا !؟ الحفيد _ ة أولا . والأم _ الأب ثانيا ، والجد _ ة ثالثا وأخيرا ( وليس أولا ) . بالتطبيق المباشر تتوضح الفكرة ، عبر النظر إلى أي طفل _ة دون العاشرة ، هما الآن في دور الحفيد_ ة بالفعل ، وقد يصير أو تصير في دور الجد _ ة كاحتمال فقط . 3 الجديد في الحياة مصدره الماضي ، مثال تطبيقي ولادة طفل _ة . يرث الطفل _ة جسده من الأبوين ، وفق قانون السبب والنتيجة . الجديد في الزمن مصدره المستقبل ، المثال نفسه ولادة طفل _ة . عمر الطفل أو وقته ( زمنه ) مصدره المستقبل المجهول ، وفق قانون الصدفة والنتيجة . .... لنتخيل أي طفل _ة سوف يولد بعد سنة 2021 ، وحتى نهاية الزمن والحياة ، توجد مفارقة مدهشة وتمثل أعظم لغز في الوجود : _ جسده وحياته ، يوجدان الآن في الماضي ( عبر جسد كلا الأبوين ) . بالتزامن _ وقته وعمره ، يوجدان الآن في المستقبل ( المجهول بطبيعته ) . بعبارة ثانية ، كل عملية ولادة جديدة ، تمثل البرهان التطبيقي والتجريبي ، بالإضافة إلى المنطقي ، على صحة النظرية الجديدة للزمن ، وتحقيقها للشرط العلمي بالفعل . للبحث تتمة ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 مع فصوله
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) بب 3 ف 3
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 ف 2
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 ف 1
-
الجزء الثالث _ الباب الثاني مع فصوله الثلاثة
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 2 ف 3
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 2 ف 2
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 2 ف 1 تكملة
-
الجزء الثالث _ ب 3 ف 1
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 مع فصوله
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 3
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 2
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 1
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن )
-
الجزء الثاني _ الكتاب الخامس ( الزمن )
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 2
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 1
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 مع فصوله
المزيد.....
-
بأكثر من 53 مليون دولار.. مرسيدس تعرض سيارة سباق نادرة للبيع
...
-
-مخطط لتهجير المواطنين-.. السلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل بتو
...
-
دور الصحافة بمكافحة -التضليل الإعلامي- في سوريا.. مسؤول في م
...
-
مرتديا -ملابس الإحرام-.. أحمد الشرع يصل إلى جدة لأداء العمرة
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير مستودعات أسلحة لـ-حزب الله- في ج
...
-
هل يشهد لبنان أزمة مياه هذا العام؟
-
نتنياهو في واشنطن لعقد -اجتماع بالغ الأهمية- يبحث المرحلة ال
...
-
انفجار يستهدف مجمعا سكنيا فاخرا في موسكو ويوقع قتيلا وأربعة
...
-
هجوم من ماسك وترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية: -
...
-
أكثر من 200 هزة أرضية تضرب -إنستغرام-.. اليونان تغلق المدارس
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|