|
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 مع فصوله
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6634 - 2020 / 8 / 2 - 10:11
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الجزء الثالث _ الباب الثالث ( الزمن ) ف 1 و 2 و 3
ما تزال الحياة ، حياة الانسان خاصة ، أقرب إلى اللغز منها إلى الوضوح والفهم . حياة الفرد تأتي من الماضي عبر الأبوين ، وزمنه ( وقته وعمره ) يأتي من المستقبل المجهول بطبيعته . هذه الحقيقة الغامضة ، والمجهولة إلى اليوم بشكل شبه كامل ، ما تزال خارج مجال الاهتمام العلمي والفلسفي !!! النظرية الجديدة للزمن تحاول تفسيرها ، بشكل علمي ، أو بشكل منطقي وتجريبي . بعبارة ثانية ، تسعى النظرية الجديدة للزمن ، إلى المساهمة في تحويل الزمن ( كفكرة وموضوع ) من الفلسفة والتنظير المجرد إلى العلم والتجربة ، والتحديد المنطقي على الأقل . .... إلى أية درجة نجحت في ذلك ؟! هذا السؤال سوف يجيب عنه المستقبل بصورة مؤكدة . وآمل أن لا يتأخر زمن الإجابة طويلا . .... الساعة القادمة مثلا ( على خلاف الساعة الحالية ، أو السابقة ) تأتي من المستقبل بوضوح . بينما الساعة الحالية ، تتسرب إلى الماضي بطريقة غير مفهومة إلى اليوم . والساعة السابقة تبتعد في الماضي الأبعد ، ثم الأبعد ... بنفس السرعة التي تقترب فيها الساعة ( أو اليوم أو السنة ) القادمة ، وهي نفسها السرعة التي تقيسها الساعة . 1 ما هو الواقع ؟ ! قبل محاولة الإجابة عن السؤال ، من الملائم التأمل قليلا بالفرق بين الموقف العقلي ( الفردي أو الاجتماعي ) وبين الواقع ، وضرورة التمييز بينهما أولا . هذه عتبة التفكير الموضوعي ، وللأسف يفشل الكثيرون في تجاوزها . ( أعرف هذا ، لأنني ما أزال أجد صعوبة وتتزايد باستمرار ، في التمييز بين الواقع الموضوعي وبين ما أعتبره الواقع ، أو ما أعتقد أنه الواقع الحقيقي ) . بعبارة ثانية ، يعلق غالبية البشر في حالة التمركز الذاتي ، ويفشلون في التمييز بين الواقع الموضوعي ( الانسان جزء منه ) وبين المعتقد الشخصي ( وهو رأي لا أكثر ) . .... سؤال كلاسيكي في المنطق والفلسفة ، يتكرر منذ عشرات القرون : كيف نميز بين الموقفين العقليين أو بين المرحلتين الفكريتين ، الذاتية والموضوعية ؟! أعتقد بوجود طرق عديدة للتمييز بينهما ، بعدد الأفراد على الأقل ، ومع أنها تختلف بين شخص وآخر ، لكنها متشابهة من ناحية مرجعيتها المعيارية ( المنطقية والتجريبية ) . من ينجح بالتمييز بين المعتقد الشخصي وبين الواقع الموضوعي ( المجهول بطبيعته ) ، يتحرر بشكل حقيقي من التعصب والدغمائية ، ويسهل عليه ( أو عليها ) تقبل النقد وتغيير الأفكار بسهولة ( بل وبمتعة وسرور ، مع شعور الامتنان بحسب تجربتي الثقافية ) . .... لنتخيل المشهد قبل غاليلي وكوبرنيكوس ، كانت الأرض ثابتة _ ومسطحة أيضا _ وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم . ذلك الواقع كان يتطابق مع الملاحظة والشعور ، ويتعذر اختباره بشكل موضوعي . لنتخيل بعد مئة سنة ( أو خمسمئة ، أو ألف أو مليون أو ...حتى مليار سنة ) ، سوف يكتشف العلم والتطور الحضاري الكثير من أوهامنا الحالية ، التي نشعر ونعتقد أنها حقائق ، وهي مجرد أخطاء أو وهم . أعتقد أن أقل من واحد بالمئة من حقائقنا ومعتقداتنا صحيحة ، وحقيقية ، والباقي أوهام . 2 الآن في هذه اللحظة وأنت تقرأ _ ين هذه الكلمات ، تحدث حركة موضوعية ( وهي تتكرر بشكل ثابت ) حول محيط الكرة الأرضية بلا استثناء : 1 _ نحن ( أنت وأنا وجميع الأحياء ) كنا في الحاضر قبل " ساعة " ، وسوف نبقى في الحاضر حتى لحظة الموت حيث ننتقل إلى الماضي بشكل نهائي . 2 _ الأحداث بلا استثناء ( الإنسانية وغير الإنسانية أيضا ) صارت في الماضي . كيف ولماذا ؟! هذه أسئلة جديدة ، تتوضح ويسهل فهمها بعد فهم النظرية الجديدة للزمن . 3 _ لقد نقص زمن أو ( وقت ) اليوم " ساعة " بدون زيادة أو نقصان في أي نقطة على محيط الكرة الأرضية ، وتقدمت بدلا عنه ساعة من المستقبل ( هذا استنتاج منطقي ويقبل الملاحظة والتعميم ، مع أننا لا نهرف بعد كيف يحدث ذلك ولماذا ) . .... ماذا يحدث للحاضر أو في الحاضر ، وبشكل ثابت ومتكرر ؟! 1 _ الأحياء يبقون في الحاضر ، بدون استثناء ، والموتى ينتقلون إلى الماضي جميعا . 2 _ يتعوض ما ينقص من زمن الحاضر ( أو وقته ) من المستقبل ، بشكل مباشر ولكن بشكل غير معروف إلى اليوم . 3 _ سرعة اقتراب المستقبل من الحاضر ، هي نفسها سرعة ابتعاد الماضي عن الحاضر ، وهي نفسها السرعة التي تقيسها الساعة ( الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، وهي تبدأ من المستقبل ، ثم الحاضر في المرحلة الثانية ، والماضي أخيرا وفي المرحلة الثالثة ) . .... مثال تطبيقي _ الواقع الاجتماعي الأدوار الاجتماعية المفروضة على الفرد ، متناقضة بطبيعتها . وهي تلقي الضوء على صعوبة تحقيق الموضوعية ، سواء على مستوى الأفكار والمعتقدات والآراء أم على مستوى السلوك والعادات . العلاقة الاجتماعية من النوع الصفري فقط : س + ع = 0 أول مرة قرأت هذه الفكرة في أدبيات التنوير الروحي ، صدمتني بالفعل . المعايير الاجتماعية والأخلاقية أكثر متناقضة ، ولا تحمل أية قيمة إنسانية أكثر من شارات المرور أو أية لغة رمزية أخرى . .... يمثل الفرد ( كل فرد ) شبكة من الأدوار الاجتماعية ، والعلاقات الفعلية بالتزامن . مثال تطبيقي وشائع ، المرأة التي كان عليها الاختيار ، بين احد الثلاثة : الأخ والزوج والابن . المشكلة مركبة بطبيعتها ، حيث العلاقة تختلف بين شخص وآخر . لكن المشكلة الأهم كما اعتقد تكمن في ازدواجية الفرد : شخصية وموقع . وأما بالنسبة للثلاثة التقليدية ، افترض أن المواقع تتسلسل بحسب تدرج الأهمية : 1 _ الزوج_ ة 2 _ الابن _ ة 3 _ الأخ _ ة . العلاقة الزوجية أولا ، أو الانفصال . العلاقة مع الابن _ ة ، ليست خيارا هي مسؤولية ، ولا تحتمل سوى خيارين فشل وتفشل معه حياة الفرد غالبا ( الفشل بدور الأم أو الأب ، لا شيء يعوضه ) . العلاقة مع الأخ _ ة ، وإن كانت موروثة ، هي اختيار بطبيعتها تشبه الصداقة تماما . .... لا يمكن تحقيق دور البطولة بالفعل ( أو النذالة ) ، في بعض الأدوار الاجتماعية إلا على حساب ( أو لصالح ) الدور النقيض . المثال المبتذل ، المزدوج ، الاختيار التفضيلي بين الأم والزوج _ ة للمرأة أأو للرجل . لا يوجد حل صحيح وموضعي ، حقيقي ومناسب ، للمشكلة الاجتماعية . في ذهني المشكلة ( الخلاف الفكري ) بين فرويد واريك فروم ( أهم الفرويديين ) ، هي تشبه جدليا فرويد وآدلر ، وفرويد ويونغ أكثر . تشبهها ثلاثية لينين وستالين وتروتسكي . وتشبهها متلازمات ( الأخوة أو الرفاق / الأعداء ، في جميع الأديان والأحزاب ) . 2 الاحترام والتكلفة الاجتماعية تصلح التكلفة الاجتماعية كمعيار لعتبة الألم ، بالتزامن ، تمثل عتبة الصحة العقلية ، أو مقدرة الفرد على تحقيق الموضوعية خلال حياته كفهم وسلوك . .... حل المشكلة الاجتماعية مزدوج ، مثل بقية الحلول ، الحل بالنكوص والعودة إلى مرحلة تطورية سابقة أو بالتجاوز ، والانتقال إلى المستوى الأحدث على سلم التطور الحضاري _ الثقافي . من المرجح أن حل المشكلة الاجتماعية الصحيح والمناسب ، يكون عبر الانتقال من المعايير المحلية والوطنية ( العنصرية بطبيعتها ) إلى المعايير الإنسانية المشتركة . 3 ماهية العصور الحديثة ، ميزتها ومشكلتها بالتزامن ، تتكشف عبر سهولة تغيير الموقع الفردي ( الدور الاجتماعي على وجه الخصوص ) . .... تغيير الموقع الاجتماعي اليوم أسهل من تغيير الشخصية ، بالنسبة لغالبية الأفراد . قبل القرن العشرين ، لم يكن تصور ذلك حنى ممكنا . .... ليس من السهل التمييز بين الموقع والشخصية ( ثنائية الفرد ) . العائلة تمثل الموقع بشكل عام . بينما درجة تطور الفرد ( المستوى المعرفي _ الأخلاقي ) يمثل الشخصية بالمقابل . وتبقى الأسئلة الفردية المفتوحة عن العمر أو الاسم ... حتى البشرة وزمرة الدم . .... .... الجزء الثالث _ الباب 3 ف 2
1 الواقع والحاضر والعلاقة بينهما الواقع كمصطلح غير محدد ( بعد ) بالعربية ، بل ما يزال في مستوى المفهوم الثقافي العام ، مثل العدالة أو الحرية أو الزمن أو الحاضر وغيرها . مشكلة تحديد معنى كلمة ( الواقع ) ، لغوية أولا ، وفكرية ثانيا ، وعلمية ثالثا . وأنا الآن في موقف لا أحسد عليه ، أمامي أحد خيارين كلاهما أسوأ من الآخر : 1 _ أن اتجاهل المشكلة ( تحديد معنى كلمة الواقع بين المفهوم والمصطلح ) ، وأقبل بالتواطؤ العام ، ليس الثقافي والمعرفي فقط . 2 _ أتحمل مسؤولية كتابتي الفكرية ، رغم المخاطر والاحراجات المتوقعة ، حيث يتكشف جهل الكاتب والمستوى الثقافي المتواضع الذي يكتب بدلالته ( لا أعرف لغة أجنبية ) . .... الفرق بين المصطلح والمفهوم ، يشبه الفرق بين القيادة والإدارة مثلا ، إلى درجة تقارب التطابق . في العربية لا يوجد فرق ، ببساطة لأننا نعيش في القرون الوسطى _ للأسف . ربما يشبه أكثر الفرق بين الرشوة والهدية ، وهو البحث الذي شغلني لسنوات ، بالتزامن مع بحث القيم والأخلاق ، والنتيجة التي توصلت إليها تدعو إلى اليأس ، بالفعل . في العربية لا يوجد فرق بين الرشوة والهدية ، حتى اليوم 31 / 7 / 2020 . بعبارة ثانية الرشوة والهدية وجهان لعملة واحدة ، مثل كلمة هناك أو هنا ، بحيث يمكن استخدامها باتجاه معنى محدد بدقة وعلى نقيضه أيضا بنفس درجة البلاغة والمصداقية . وأما بالنسبة للفرق بين القيم والأخلاق ، فالأمر يتعدى إثارة الحزن ، نعيش كارثة أخلاقية بلا استثناء بين موالاة ومعارضة أو بين ( نظام وثورة ) ...شهاب الدين أضرط من أخيه . .... سوف أقوم ببحث عبر غوغل عن معنى كلمة مصطلح ، أيضا كلمة مفهوم ، وسأوضح نتيجة البحث لاحقا عبر الفصول القادمة . 2 الواقع بدلالة الحاضر . الواقع يتضمن الحاضر ، بينما الحاضر يمثل الجانب المباشر من الواقع . .... الواقع ثلاثي البعد في الحد الأدنى ، مكان وزمن وحياة ( أو وعي ) . 1 _ المكان يتضمن المادة ، وتصورنا عن الكون والوجود الموضوعي . لحسن الحظ هذا الجانب من الواقع ، مركز الاهتمام منذ اقليدس وفيثاغورث ، ولدينا في العالم الحالي كمية معلومات هائلة ، وليس لدي ما اضيفه ولو كلمة . دوري يقتصر على الاستماع ( او القراءة ) لأهل الاختصاص . 2 _ الحياة وهي تتضمن الوعي ، مع أن المعرفة العلمية أقل بدرجات من معرفة المكان والمادة ، وغيرها من موضوعات البحث الفلسفي والعلمي . أيضا ، ليس عندي ما اضيفه ، رأيي الشخصي ليس بذي أهمية فلسفية أو علمية بصراحة . 3 _ الزمن وهو يتضمن الوقت ( الذي تقيسه الساعة ) ، أعتقد أن لدي ما يستحق القراءة والاستماع والاهتمام ، وتتضمنه " النظرية الجديدة للزمن " المخطوط الذي ينتظر النشر . ....
ملحق وهوامش مشكلة المعنى قديمة _ جديدة ومتجددة بطبيعتها . والموقف الحالي 31 / 7 / 2020 يتضمن كل ما سبقه ، والعكس غير صحيح طبعا . .... المعنى الحقيقي لنص مثلا ، أربع مراحل ومستويات ، هي من الأكثر أهمية إلى الأقل : 1 _ القراءة والقارئ _ة ، البؤرة الأولى لإنتاج المعنى ، والأساسية للتفسير أو التأويل ، وربما الوحيدة . 2 _ السياق أو المناخ الثقافي _ الاجتماعي ، الذي تحدث خلاله عملية القراءة والتلقي ( أيضا ذلك الذي حدثت خلاله عملية التعبير أو الارسال ) . 3 _ الرسالة أو النص أو السلوك والتعبير . 4 _ الكاتب أو المرسل ، أو مصدر الحدث . وقد ناقشت فكرة المعنى ( الحالي ) في بحث طويل ، ومنشور على الحوار المتمدن . .... بالعودة إلى العلاقة بين المصطلح والمفهوم بدلالة المعنى ؟ يمكن تصنيف الموقف الثقافي الحالي ، من الكلام واللغة خاصة عبر أربع مستويات ، تقبل الزيادة ولا تقبل الانتقاص برأيي : 1 _ الكلمة الرمز ، المفردة . 2 _ الكلمة المفهوم . 3 _ الكلمة المصطلح . 4 _ الكلمة الشيء ، الاسم . كل كلمة هي بين احد المستويات الأربعة . .... هذه خلاصة بحث سابق ، في العلاقة بين المفهوم والمصطلح . للأسف ، وبكل أسف ، لم أستطع الإضافة لها أو الحذف منها وتكثيفها بمساعدة غوغل . آمل أن يحالفك الحظ أكثر مني ... أنا القارئ / الكاتب أرغب بالعودة معك ، إلى سؤال الواقع .... نجد بعد التفكير في المواقف الثلاثة ، ... ( نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات . فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . هايدغر : يجب تحليل الحاضر ، السؤال الأهم كيف يحضر الانسان في العالم ) نجد أن ، معرفتنا الحالية للواقع تقدمت خطوة صغيرة ، لكنها حقيقية . بالتزامن مع معرفة الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . .... الواقع دينامي بطبيعته ، حركة دورية ومستمرة ، وهي مزدوجة : القسم الأول منها ( الحركة التعاقبية ) ثابت ويتكرر باستمرار ، وفق التسلسل الزمني : 1 _ المستقبل 2 _ الحاضر 3 _ الماضي . والقسم الثاني ( الحركة التزامنية ) ، حركة الزمن نفسها ثابتة ومتكررة بشكل دوري ، لكن حركة الأحداث لمرة واحدة ، مثالها الفرد أو الفردية . .... .... الجزء الثالث _ الباب 3 ف 3
تغيير العالم ليس مهمة سهلة ، لكنها أفضل ما يمكنك ، ويمكننا ، عمله . 1 الواقع بين التفسير والتأويل ناقشت سابقا ، أكثر من مرة ، العلاقة بين التأويل والتفسير ، وكان موقفي العقلي وفهمي للعلاقة بينهما يتغير ( يتطور كما أعتقد ) عبر الحوار ، أو التفكير الجدلي والمتبادل . والخلاصة : التفسير يتضمن التأويل ، والعكس غير صحيح . التأويل عملية الفهم بدلالة الرغبة والشعور ، أو بدلالة الحدس ، وهو نشاط غير موضوعي وقبل علمي . التفسير عملية الفهم بدلالة الخبرة الذاتية والمعايير الموضوعية ( المنطقية والتجريبية ) . بعبارة ثانية التأويل مرحلة أولية ، ومشتركة بين البشر ، تتمحور حول الشعور والحدس . بينما التفسير مرحلة ثانوية ، ونخبوية بطبيعتها . وهي مهارة فردية ، ومكتسبة ، عتبتها الموضوعية والمقدرة على الانتقال من اعتماد غريزة القطيع إلى تحقيق مهارة عقل الفريق . .... مثال مباشر ، عملية القراءة لهذا النص ( المختلف ) بدلالة موضوعه أو لغيره ، هي بين المستويين ، أو بين القراءة الصحيحة والمناسبة ، أو بين القراءة المتعثرة وغير الصحيحة . الأفكار التي يقترحها النص جديدة بغالبيتها ، وهي مغايرة للسائد والمألوف ، وفهمها يتطلب مرونة عقلية وفكرية عالية ومختلفة بالفعل . كما تتمحور القراءة الصحيحة بالعموم ، حول المرونة العقلية والعاطفية ، وقابلية التعلم والفهم والتغير أو التكيف بصرف النظر عن العمر . والعكس بالنسبة للقراءة المتعثرة ، حيث تفشل عماية التفاعل والتبادل الحواري الذي تقترحه الكتابة الجديدة والابداعية كبديل ، لمختلف أشكال السرد التقليدية . بعبارة ثانية ، الكتابة ( وقبلها القراءة ) أحد اشكال الحوار الثقافي ، وهي الأهم كما أعتقد . 2 لا توجد مشكلة ، أو خلاف ، في فهم البعد الواقعي الأول : المكان . المشكلة الحقيقية في فهم العلاقة الجدلية ، العكسية بطبيعتها ، بين الزمن والحياة . بكلمات أخرى ، الفهم الثقافي ، العلمي والفلسفي ، الحالي للمكان ( البعد الأول للواقع ) ، فوق مستوى الجيد . الفهم الثقافي الحالي للحياة ( البعد الثاني للواقع ) ، متوسط بالعموم . الفهم الثقافي الحالي للزمن ( البعد الثالث للواقع ) ، سيء جدا ، وهو مخطئ بالكامل . .... لا يمكن معرفة الزمن سوى بدلالة الحياة ( والمكان أيضا ) ، والعكس صحيح . متلازمة الوجود ثلاثية البعد ، وهي غامضة ومجهولة بطبيعتها . بينما العلاقة بين الحياة والزمن ، جدلية عكسية ، وهي ظاهرة تقبل الملاحظة والاستنتاج والتعميم بدون استثناء . كما أن حركة الحياة ظاهرة ومباشرة ، وهي ضمن مجال الحواس . لكن حركة الزمن نقيض ذلك ، هي غير ظاهرة وخارج مجال الحواس وهنا المشكلة . حركة الحياة في اتجاه واحد ، ثابت ، ولا يتغير : المصدر من الماضي إلى الحاضر الذي يجسد المرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا ويمثل المرحلة الثالثة للحياة . هذه ظاهرة بديهية ، ولا خلاف عليها ، بين العقلاء كما أعتقد . أما بالنسبة لحركة الزمن ، وهي غير ظاهرة ، لكنها تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بدون استثناء ، بعد فهم الجدلية العكسية لحركة الحياة والزمن وتصحيح الموقف العقلي التقليدي والمشترك . 3 اليوم الحالي ( طبيعته ، وحدوده ، وحركته ) ؟! هذا اليوم 1 / 8 / 2020 هو مشترك بيننا ( أنت وأنا وبقية البشر ) أيضا بين جميع الأحياء ، ويجسد الحاضر الموضوعي والمطلق . خلال 24 ساعة ، سوف يكون واقع الحال قد تبدل بالكامل ، وحدثت عملية تشبه العاب الخفة إلى درجة كبيرة ، حيث صار الغد هو اليوم ، واليوم صار الأمس ، والأمس صار الأمس الأول ...وهكذا في حركة موضوعية ، تتكرر بشكل دوري وثابت . ( حركة مرور الزمن ) . وبنفس الوقت ، يبقى الأحياء جميعا في الحاضر ! والسؤال : ما هي القوة ( أو القوى ، نوعها وطبيعتها ) التي تفصل بين الكائن الحي وبين أفعاله ، في كل لحظة ، بحيث يبقى الأحياء في الحاضر ( بلا استثناء ) ، بينما تتحرك الأحداث ، والأيام والسنوات ، مع حركة مرور الزمن إلى الماضي ؟! حركة مرور الزمن هي الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي أيضا ، وهو ما أحاول شرحه وتفسيره ، بشكل منطقي وتجريبي معا . وهذا الموقف أكثر من رأي واعتقاد شخصي ، لكنه أقل من معلومة ، ....وهو يشكل محور النظرية الجديدة للزمن ، التي أحاول صياغتها بصورة منطقية وتجريبية ، على أمل اختبارها الفعلي في الحياة والعالم . .... طبيعة الزمن أحد احتمالين فقط : 1 _ الزمن طاقة كونية ، موضوعية ، ومجهولة المصدر . 2 _ الزمن تركيب عقلي ، وليس له وجود موضوعي وحقيقي . من الناحية المنطقية ، كلا الاحتمالين ممكن ، والسبب لأن الزمن خارج مجال الحواس . لكن ، ومع الاهتمام الحقيقي بالحاضر ، أو بظاهرة استمرارية الحاضر خاصة ، يتكشف بوضوح أنه توجد حركة موضوعية ومركبة ( تعاقبية ...من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر ) هي التي تقيسها الساعة ( حركة الوقت ) ، بالإضافة إلى حركة ( تزامنية ... تتمثل بالفعل عبر حركة التوقيت المتفاوت للساعة ، بين الدول أو المدن الكبرى ، بحسب خطوط الطول والعرض ) . 4 العلاقة بين الزمن والساعة ( طبيعتها وماهيتها ) ؟! موضوع المستقبل ، المفتوح ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) بب 3 ف 3
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 ف 2
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 3 ف 1
-
الجزء الثالث _ الباب الثاني مع فصوله الثلاثة
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 2 ف 3
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 2 ف 2
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 2 ف 1 تكملة
-
الجزء الثالث _ ب 3 ف 1
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 مع فصوله
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 3
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 2
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ب 1 ف 1
-
الجزء الثالث _ الكتاب الخامس ( الزمن )
-
الجزء الثاني _ الكتاب الخامس ( الزمن )
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 2
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 1
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 مع فصوله
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 ف 3
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|