أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس















المزيد.....

ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6632 - 2020 / 7 / 31 - 10:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل الانتقال إلى مراحل سيادة اللغة العربية وتطورها، وظهور الأدب العربي الكتابي على حساب الفهلوية الساسانية، لا بد من العودة قيلا إلى الحقيقة المطروحة في الحلقة الرابعة، والتي ظهرت شكوك لدى بعض القراء، حيث واقع اللغة الفارسية حتى بدايات القرن الماضي؛ لأهميتها، والتي استندنا فيها على بعض المراجع من العمق الإيراني، وفي مراحل زمنية متباعدة، ومن ضمنها كتاب المؤرخ والأمير الكوردي شرف خان البدليسي، الواقع الذي بدأ من بداية القرن الحادي عشر وحتى نهاية الخامس عشر، ومن بعدها ومع هيمنة الصفويين إلى القجاريين، حتى العشرينات من القرن العشرين، المراحل التي لم يكن للعنصر الفارسي أي حضور، إلى أن تمكن رئيس الوزراء رضا خان بهلوي في عام 1925م من خلع أخر ملوك القجاريين واتخاذ لقب الشاه لنفسه، وفرض العنصر الفارسي، إدارة ولغة وتغييرا كليا للبلد، بطريقة مشابهة للتي فعلها أتاتورك في تركيا، مع معارضة قوية من الشعب الذي كن يرفض هيمنة الأقلية الفارسية، هذه إلى جانب قضايا سياسية، أدت إلى نفيه من قبل البريطانيين والروس، وتعيين أبنه محمد رضا بهلوي في عام 1941م شاها، وهذه هي المرحلة الفعلية في إحياء اللغة الفارسية، بعد عشرة قرون منذ انهيار المملكة السامانية والغزنوية، ومعروف لجميع المؤرخين أن رضى بلهوي لم يكن سوى ضابط فارسي من أم قفقاسية، أستلم الحكم بانقلاب عسكري، ولدعم حكمه، حاول إعادة تاريخ الأخمينية إلى الساحة، وبالتالي دعم المكون الفارسي، وعلى أثرها أقام أبنه الحفلة الأسطورية ضمن أثار برسبوليس لتمجيد الإمبراطورية الأخمينية وليست الساسانية أو السلوقية أو الاشكانية.
لم يدم حكم الضابط رضى بهلوي وأبنه سوى نصف قرن، الذي لم يكن لهم أية علاقة مع أية عائلة ملكية فارسية، ولمعرفة الشعوب الإيرانية والفرس خاصة بتاريخه، لم يقف إلى جانبه سوى الحاشية المستفادة منه، مع ذلك استمرت السلطة التي أحيت الشيعية الصفوية (أئمة ولاية الفقيه) في ترسيخ الفارسية الحديثة، قومية ولغة، وألغت كل القوميات الإيرانية من الساحة تحت شعار الأمة الإسلامية.
ولتوضيح ما كانت عليه اللغة الفارسية والمكون الفارسي (قبل انقلاب رضى بهلوي الذي مات في جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا، ونقل عائلة الخديوي في مصر، ولعلاقة عائلية حديثة، رفاته إلى القاهرة، وبعد سنوات إلى إيران؛ وبعد الثورة الخمينية دمر الشعب ضريحه) لا بد من العودة إلى كتاب رئيس وزراء إيران السابق (مشير الدولة ميرزا حسن پيرنيا 1874-1935م) ترجمة نورالدين عبد المنعم والسباعي محمد السباعي (تاريخ إيران القديم، من البداية حتى نهاية العهد الساساني) والذي يتبين، من خلال عرضه للتاريخ، إلى جانب الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي للمرحلة التي رافقته كرجل دولة، حتى إصدار الكتاب، أنه لم هناك حضور للمكون الفارسي، في جميع الحضارات التي لحقت الأخمينية. أما من حيث ملاحظة صياغة الكتاب، وما كانت عليه نوعية الحكم، والممالك السابقة للفترة التي كان الكاتب فيها وزيرا للخارجية وفيما بعد رئيسا للوزراء، تتوضح أن جميع الممالك التي لحقت الغزنوية وحتى مملكة القجاريين 1779-1925م، وأخر ملوكهم أحمد شاه والذي عزل في عام 1925، أبن محمد شاه، وما بعده لم يكن هناك ذكر للمكون الفارسي.
وللعلم فإن اللغة الأذرية هي التي كانت السائدة في كل المراحل من عصر الصفويين وحتى نهاية القجاريين، أي من القرن الحادي عشر إلى بداية القرن العشرين كما ذكرناه سابقا، والفارسية كلغة ثقافية، كانت اللغة الثانية ضمن المنطقة الفارسية في الجنوب الإيراني، مع العربية والكوردية في مناطق متفرقة، ولهذا كتب الشاعر الكوردي المعروف بابا طاهر الهمذاني شعره بالكوردية اللورية في القرن العاشر الميلادي، سنأتي على ذكره في الحلقات القادمة. ويعتبر متن الكتاب (تاريخ إيران) مع مقدمته خير وثيقة على ما نحن بصدده، وهي تتناقض مع مدارك المترجمين، اللذين سقطا في الخطأ التاريخي في مقدمتهم للكتاب، كالتي سقط فيها الأديب الكوردي مترجم كتاب شرف نامه، السيد محمد علي العوني في مقدمته للكتاب المذكور.
وكما ذكرنا فإن عدم الدراية، أو للتغطية على ما كان عليه العنصر الفارسي، أدى إلى تكرار الخطأ أما بقصد، أو لغاية، ومع الأيام أصبحت مسلمة القول بعكسها أو تصحيحها شبه جريمة، وبالتالي فالثقافة بكل مجالاتها مخلفات الحضارات السابقة وخاصة في المرحلة الساسانية وبعدها، لا علاقة للفرس بها كمكون ولا كلغة، وما يتم ترويجه اليوم على أن الإرث الحضاري هو أرث فارسي ليست بأكثر من جريمة بحق الشعوب الإيرانية الأخرى وخاصة الكورد ورثة الحضارة الساسانية، والتي نهضت على عتباتها أغلبية الأدب والعلوم الإسلامية العربية فيما بعد، خاصة عندما بدأت حركة الترجمة في عصر المأمون، وجلهم كانوا من أحفاد تلك الحضارة.
خسرت الفهلوية الساسانية، أي اللغة الكوردية في بعدها التاريخي، السيادة الأدبية والثقافية، مع انهيار الإمبراطورية، وبرزت اللغة الفارسية لفترة قصيرة جدا مع سيادة سلطاتها، وهو ما سمح لتجاوزات بعض الكتاب العرب أمثال، الإيراني العربي الأصل يوسف عزيزي، والذي يقدم ذاته كباحث، في تشويه تاريخ اللغة الفارسية كليا، وتضخيم دور اللغة العربية التاريخي عندما يقول " ازدهرت اللغة الفارسية وترعرعت في أحضان الأبجدية العربية بعد الفتح الإسلامي لإيران" ويتممها للطعن في تاريخ اللغة الفهلوية ودورها الثقافي قبل وبعد ظهور الإسلام! ويكمل " باستطاعتي القول إن الأدب الفارسي لم يكن له وجود بارز قبل الإسلام، وقد أصبح له هذا الوجود، وهذا البروز بعد الإسلام" علما أن الأثار الأركيولوجية للحضارة الأخمينية كانت تشع ما بين الهند وحتى حدود اليونان، في الوقت الذي كانت العربية العاربة مندثرة، والمستعربة لم تكن قد اكتملت بعد، وكانت لا تزال مشتتة بين القبائل والقريشية محصورة بين مكة والمدينة. ويملي مثلها على الأدب الساساني أيضاً، ولا شك هذا الحكم يبنيه على رأي ذاتي ومن البعد التعصب العربي وليس الإسلامي، مع غياب للمصداقية في عرض التاريخ، منفيا فيها ما كانت عليه الحضارة الساسانية، ومدنها والتي كانت صروحا ثقافية وفكرية، في الوقت الذي كان لا يزال فيه الأدب العربي أدب شفاهي، ومعظم المصادر تؤكد أنها انتقلت إلى الكتابية على أسس هذه الحضارة.
ويتناقض كليا ما كتبه المؤرخون العالميون أمثال ويل ديورانت وآرثر كريستنسن، وكذلك الإسلاميون أمثال أبن الأثير والبلاذري وأبن مسكوية وغيرهم. ولا شك أن اللغة العربية ظهرت بقوة وبشكل متسارع على الساحة السياسية، وفيما بعد على ركائز اللغة الفهلوية الساسانية، واحتلت مع السلطة الساحتين الإدارية، والثقافية الأدبية، وسادت في فترة قصيرة مع تصاعد سيادة الإسلام العربي، وهيمنة اللهجة أو اللغة القريشية، أي لغة القرآن التي أصبحت لغة السلطة، علما، المعروف أنه كانت لقبائلها، لهجات مختلفة، أحيانا بمثابة لغة خاصة، وهذا ليس موضوع بحثنا، بل ما كانت عليه اللغة العربية، قبيل سيادة الإسلام.
ونستطيع معرفة ذلك من خلال ما كان عليه الشعر والغناء العربي، كأحد فروع الأدب العربي، مقارنة بما كانت عليه اللغة الفهلوية والأدب الساساني حتى بعد قرنين من انهيارها وسيادة السلطات الإسلامية العربية التي لعبت وعلى مر التاريخ دوراً محورياً في تطوير أو تحطيم لغات وأدب شعوب المنطقة التي هيمنت عليها ومن ضمنها، منابع اللغة الكوردية وأدبهم.
بدايات الشعر والغناء العربي
تطويرهما أو تطورهما خير مثال للمقارنة بين مراحل مسيرة أداب الشعوب في المنطقة، والتي ظلت دون مستوى فنون وأدأب الحضارة الساسانية، حتى في مرحلة الترجمة أي في القرن الثاني الهجري، والتي سادت فيها السلطة العربية الإسلامية على المنطقة.
فمنذ خروج العرب من شبه الجزير العربية فيما إذا عرضناهما من يومنا هذا، وقصر عمرهما لو نظرنا إليها من مرحلة الوحي المعتبر من قبل معظم المؤرخين، واللغويين، لوجدنا تفاوت واسعا بينهما. فرغم أن اللغة العربية الحالية، فرضت ذاتها بعد الوحي، وبعد نزول القرآن، ونقصد لهجة القريش، المكتوب بها النص الإلهي، وسادت على اللغة الفهلوية الساسانية بعد انهيارها بقرون قليلة، تدوينا وليست ثقافة، ورغم أنها لم تكن تعرف الكتابة بها، إلى فتاته، يوم كانت المراكز الثقافية في الحضارة الساسانية، كالتي في كوندي شابور، ونصيبي وأربيل، ومدائن، وغيرها تستقبل الوفود العلمية من الطلاب والمدرسين من الحضارة الرومانية والبيزنطية، ومن الهند، وكتب أنه كانت لتلك المراكز علاقات مع مراكز ثقافية في الإمبراطورية الصينية، وعلى أثرها يوم خسر يزد كورد، أو يزد جرد، حاول السفر إلى الإمبراطور الصيني طلبا لمساعدة، قبل أن يقتل على أطراف مدنية مرو...

يتبع...

الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
1/5/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء الخامس
- مات البعث يا أيها الإيتام، المشكلون ل (التجمع الوطني العربي ...
- مات البعث أيها الإيتام المشكلون ل (التجمع الوطني العربي في ا ...
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء الرابع
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الثالث
- حق يراد به باطل في الجزيرة-جنوب غرب كوردستان
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية - الجزء الخامس
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الرابع
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الثالث
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟ -الجزء الثالث
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الثاني
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الأول
- نداء الخيانة العروبي الداعي إلى تقسيم سوريا
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الثاني
- الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الثاني
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الأول
- من يقف وراء بيان الكراهية ضد الكرد ولماذا؟
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام؟ -الجزء الأول
- كيف يطعننا أصدقاؤنا من المعارضة السورية -2/2


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود عباس - ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس