سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 20:35
المحور:
الادب والفن
كارثةٌ أو مسخرهْ
أنْ يصبحَ التغريدُ كالعطسةِ أو كالغرغرهْ
لكنني سأمسك الشِّعر كما المذْنِب من ياقتهِ المُزَرَّرَهْ
مهدِّداً إيّاهُ أن يطيعني أو أهجرَهْ
أوأحجزُ الآن لطاووسٍ شذا الريح كأغلى تَذكِرهْ
مستنبتاً أرياشهُ الأبهى على جلد غرابي
آهِ مَن غيَّرَ لونَ البَشَرهْ !؟
فقد تغارُ البطةُ الأجمل والبلبلُ والخُطافُ كُلّاً
وأنا غرتُ وبَعدي حانَ دور القُبَّرهْ
أو أحتسي الغيم كما الراح وأمحو أثرَهْ
أو أدفع التأريخَ بالعِصيِّ نحو المقبرهْ
فليس ينقص العِدا بكل ما بالأمس قد جاؤوا به
من حذرٍ وثرثرهْ
إلاّ بأنْي سوف أكتفي غداً من كل جناتِ العلا
بسُفرة مثل صحارى مقفرهْ !
حشدُ سواقٍ كمآقٍ في بلادي بجفافٍ تحتفي
وهو جفافٌ بات يمشي باحتراسٍ
فوق قوسٍ من سحابٍ راجفٍ كقنطرهْ
قل لي وقد تفرقوا هل هذه صداقة
أم يا تُرى مجزرةٌ تناسلت عن مجزرهْ !؟
قد كان هذا واسمحي لي،
فعلَ أمرٍ ماضياً فاهَ به الحَجْرُ فأرجو المعذرهْ
ذكرتُه بالأمس للبحر فدوّى ضاحكاً
ثم رمى لي قبل أن أرمي شِباكي فوقَ موجٍ دررَهْ
قلتُ له قد ضيَّعوا حزني وها هُمْ ضيَّعوا لي منبرَهْ
صافٍ كما أزعمُ حزني لا كوابيسَ ولا أوطانَ إلا ما تبدّى
من حماماتٍ تغني (يا خليَّ القلب)
تذكيراً بعودٍ كُدتُ أُعديهِ بجرثومِ اشتياقاتي وأُعدي وتَرَهْ !
وسط سهولٍ مقمرهْ
من دون حبٍ هاتي ليْ خلودكَ المرجوَّ كي أذرعَه بالمسطرهْ !
أو أحضِري قوامَك الناريَّ كي يحرقني
كقلعةٍ وبَعدَها سأنثني لأشكرَهْ
فليس عندي غير ما يلذُّ لي
من أملٍ، وأرتضي أن أخسرَهْ
فالشوق جرحٌ باهرٌ وفيه يحلو النبض حتى إنْ يكنْ كالمجمرهْ
قلبي إذن يفنيك في مدارهِ
إذا تقاعستِ عن الوجد نعمْ وعند قلبي المقْدِرهْ
كم رمَّمَ الكسورَ في سناكِ مبضعي تُرى،
وروحيَ المثلومةُ المنكسرهْ
كم أرَّقوا النارنج بالأنسام تجري مخملاً مرتبك الخطوات،
والنارنج لا همَّ له إلاّ يدٌ مخمورة يحلمُ أن تعتصرَهْ
كم أوهموني أنهم أهلٌ لحفظ العهد، عهدِ الله والإيمان بالساعة
والموعد عند الشطِّ تحديداً وليسوا كفرهْ !
ــــــــــــــــ
تموز ـ 2020
برلين
#سامي_العامري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟