أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - طوفان.. طوفان.. ولا سفينة في الأفق!














المزيد.....


طوفان.. طوفان.. ولا سفينة في الأفق!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 11:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملاحظة:
هذه الصرخة أسفله، صرختي أنا، صرخة مستوحاة من مقال "الطوفان والسفينة" لــنجيب محفوظ في الأهرام بتاريخ 14 ماي 1987، ص 31 من كتاب "حول العلم والعمل"، أعده للنشر فتحي العشري، الدار المصرية اللبنانية، الطبعة الأولى، 1996، 223 صفحة.

خطاب أوجهه إلى ممثلي السلطة، قبل وبعد الثورة (مثقف فقير مغمور مهمش):
دومًا تحثوني على تصديق وعودكم وأقوالكم التي تنفثونها صباحا مساءً في قنواتكم التي تملكونها في القطاع العام والخاص، يا مَن صممتم آذانكم على صرخة المظلوم وترتعدون جزعًا لصرخة الظالم، يا مَن لم يردعْكم دينٌ أو قانون، يا تجار الأوهام الدينية والديمقراطية، يا أعداءَ العدالة الاجتماعية، يا أحطَّ من دود الأرض، يا طفيليات الجسم الإجبارية، يا أمرّ من الانتظار، يا قدرًا مُقدّرًا علينا ليس من الله بل منكم أنتم أسوأ البشر، يا شُؤمًا في الغداة والرواح، يا ظُلما لم يكتبْه الله لنا، يا سُنّة لم يفرضها علينا الرسول صلى الله وسلّم، يا قمرَا أكمَدَ لا يضيءُ، يا شمسًا حارقةً لا تنيرُ، يا بلاءً لا ثوابَ يتلوهُ، يا وطنًا نَفِرُّ منه في قواربَ نجاةٍ، يا زارِعِي الإرهابَ في ربوعنا، يا مَن قتلتم الحلمَ في أعين صغارنا وسرقتم اللقمة والبسمة من أفواهنا، يا مَن تحالفتم مع أعدائنا وقزّمتم رموزَنا وأبطالَنا ودجّنتم ثم أجّرتم مثقفينا وكفاءاتنا. إني والله يائسُ تماما منكم، متشائمٌ حتى الثمالة، لا ثقة لي البتة في قولٍ أو فِعلٍ قد يصدر عنكم ولا في رجلٍ أو امرأةٍ ينطقُ أو تنطقُ باسمكم ولا في تاريخ أو حاضرٍ أو مستقبلٍ، أسلافُكم أو أنتم أو نسلُكم يكونون أبطالَه. أحقِد عليكم حقدا وجوديا، والله العظيم لو لم يحتسب الله حسنة لي غيره لدخلت به الجنة!

تعلمتُ واجتهدتُ ونلتُ أعلى الشهادات في أرقى الجامعات الفرنسية، ولم ألحَق بالجامعة بسبب محسوبيتكم فحولتموني من أستاذ ناجح محتمل إلى جليس مقاهي كسول مبتذل، الله لا يسامحكم! كتبتُ ثلاثة عشر كتابا، لم يُنشَر واحدٌ منها بسبب عدم تشجيعكم للمثقفين الأحرار. عملتُ ثماني وثلاثين سنة في مؤسساتكم وتقاعدتُ بمرتب لا يشبع ولا يُغني من جوع، ولا يحقق لي العيش الكريم، عشتُ محروما من مطالب الحياة الأساسية كالصحة المجانية والسفر وشراء الكتب والمشاركة في بناء غدٍ أفضل لي ولأبناء وطني، حرمتموني حتى من شراء خروف مثل جيراني في العيد الكبير وذلك لضيق ذات اليد. اقتلعتم من قلبي الأمل وسجنتموني في بلد كئيب، محاصرا بالزبالة والتلوث واللصوص والانتهازيين من جهة، وبأصحاب المليارات العابثين والمسؤولين الفاسدين من جهة أخرى، سجنتموني في مجتمع متدين حتى النخاع لكنه في أغلبه ضعيف الإيمان عديم الضمير، مجتمع أرضعتموه الخداع والنفاق ومَن تربّى على شيء فلن يكتسب غيره، مجتمع ينادي بلسان كاذب بسيادة العدل والقانون، مجتمع يمارس الصلاة والمنكر في نفس اليوم دون حياء، مجتمع يقول ما لا يفعل. هذا هو حالنا نحن التونسيون اليوم ولا يُستثنى منه إلا مَن سانده الحظ بأب غني أو أم غنية أو قريب إطار عالٍ في وزارة من وزاراتكم أو مَن وجد في دول الإنسان أو دول الخليج فرصة عمل تغير موازينه، فلا تحدثوني بعد اليوم عن ديمقراطيتكم أو انتخاباتكم أو وعودكم بالأمل والفلاح فلم ولن أصدقكم واتركوني أقصّر مدة انتظار الأجل المحتوم بالسجائر الرخيصة المهرّبة، وإذا لم تستحوا فافعلوا ما شئتم!

إمضائي
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه ويثقوا في خطابه أما أنا -واقتداء بالمنهج العلمي- أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات وأنتظر منهم النقد المفيد ولا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، وعلى كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
قال أنشتاين: "لا تُحَلّ المشاكل باستعمال نفس أنماط التفكير التي أنتجتها".

تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الجمعة 18 سبتمبر 2015.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي مواصفات الفرد التونسي التي أنتجها النمط الحضاري-الرأسم ...
- ماذا أنتظر من وزير السياحة القادم؟
- حضرتُ اليوم ندوةً حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من وجهة ن ...
- الجيش المصري أصبح في عهد السيسي جيشًا شَرِهًا نَهِمًا جَشِعً ...
- خدعوكَ أيها الشعب التونسي الفقير بقولهم أنك كريمٌ!
- مَن شابَه أباه، فقد ظلم مستقبله!
- بماذا تتباهون على الصغارْ يا كبارْ؟
- -يجبُ إعادةُ أنسَنَةِ الإنسانيةِ-: صيحةٌ أطلقها الفيلسوف الف ...
- ماذا تفعل وزارة التربية؟
- وهل رأينا كبارَنا يقرؤون حتى نلومَ صغارَنا؟
- حضرت اليوم ندوة استشارية حول إعداد قانون ترتيبي للاقتصاد الا ...
- لماذا، في بلدي؟
- أربعة نماذج للتفقد البيداغوجي في مختلف الأنظمة التربوية في ا ...
- شهادة على العصر: أستاذ تونسي متعاون في الجزائر (80-88)
- نقدٌ في العُمقِ للمدرسة الليبرالية (L`école libérale) السائد ...
- حكايتي مع الوزير
- حضرت اليوم ندوة ثقافية حول الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
- بعضُ مسبّبات الغش والعنف التلمذيَين؟
- هل يوجد لدى الطفل مستويان من الذكاء؟
- تلميذ السنة أولى ابتدائي يُفاجِئُ معلّمَه!


المزيد.....




- كوريا الشمالية تفتح أول وجهة سياحية للسياح الغربيين.. ألق نظ ...
- مسؤولة أممية: تصريحات ترامب عن الفلسطينيين في غزة تطهير عرقي ...
- بين وعود ترامب وطموحات بوتين.. هل باتت أوكرانيا خارج الحسابا ...
- بسبب لكمة قوية.. وفاة الملاكم الأيرلندي جون كوني
- كيف يمكن لأثرياء أفريقيا المساهمة في خدمة الصالح العام؟
- بيان من محلية الحزب في النجف.. يا أبناء شعبنا العراقي.. يا ج ...
- الدفاع الروسية: صد 3 هجمات مضادة في محور كورسك خلال يوم وخسا ...
- ناقلة محملة بالمازوت تتعرض لحادث في ميناء قرب بطرسبورغ
- -برق مفاجئ-.. تدريبات للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والج ...
- حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - طوفان.. طوفان.. ولا سفينة في الأفق!