|
اهمية التعايش السلمي بين الديانات
فيصل بن حليمه
الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 13:44
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض، وجعل الإنسان فيها الإنسان مستخلفاً كي يعمرها ويحييها، وخلق العديد من القبائل والأمم والشعوب، والتي تختلف فيما بينها في أشياء كثيرة، وقد تكون هذه الاختلافات جذرية، ومن الأشياء التي تميز الشعوب والأشخاص عن بعضهم البعض، اختلافهم في اللغة والثقافة والعرق والدين، والأديان على الأرض كثيرة ومتعددة، ولكل شخصٍ فيها حرية التدين والاعتقاد والإيمان فيما يُريد، ولا يوجد أي فرق بين الأشخاص إلا باختلاف تقواهم، لأنها ميزان التفاضل الوحيد بين الناس، ولهذا لا بد أن يكون هناك تعايش بين الأديان كي يعيش أهل الأرض بسلام. لقد أصبحت الحاجة إلى تكريس مبدأ التعايش الديني ضرورة ملحة في وقتنا الحالي لما وصلنا إليه من مظاهر العنف، وأدواته، وارتكابه بحق الإنسانية والإنسان عموماً في كل بقاع الأرض، وباتت الدعوة لأهمية التعايش الديني الكريم، هدفاً ومبتغى في آن.
يقول فرانك بورمانك "حين تصل أخيراً إلى القمر وتنظر إلى الأرض، كل هذه الاختلافات والسّمات القومية ستندمج بشكل جيد، وستفهم المبدأ أن هذا لربّما فعلاَ عالم واحد بالفعل، وستتساءل: لماذا بحق الجحيم لا نستطيع أن نتعلّم التعايش معاَ كأُناس محترمين؟!".
يبدو قول بورمان مجسّداً لكل الآلام والآمال معاً التي تشكل هاجساً عند الإنسان؛ حيث عانت البشرية ما عانته من ويلات الحروب والصراع الذي دفع فيه الإنسان أحياناً حياته ثمناً له، وأحياناً أخرى مظاهر حياته وشكلها الذي هددتها تلك الحروب، وقضت على طابعها الإنساني المسالم. إذا نظرنا لتعاليم الإسلام التي ما زالت موجودة في القُرآن الكريم وأحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم، يتبين لنا أنه هو الدين الأنسب لفطرة الإنسان، فالإنسان وعلى مدى قرون يُحاول وضع سياسات لإدارة البلاد وحماية حقوق المواطنين، وجميع هذه السياسات موجودة في الإسلام. تدعوا كافة الديانات للتعايش والسلام والحق لقد نقل لنا التأريخ صورا من التسامح والتآخي والاعتدال والتقارب بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة وما بعدها مما قلّ إن لم يكن انعدم نظيره في تاريخ البشرية، إذ كانوا يتوارثون بالإسلام دون النسب، اذ رُوي عن الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) آخى بين المهاجرين والأنصار عندما وصل الى المدينة المنورة فكان يرث المهاجري من الأنصاري، والأنصاري من المهاجري ولا يرث وارثه الذي كان بمكة وإن كان مسلما لقول رب العباد: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) صدق الله العظيم(3). نرى انعكاس للتسامح واالتعايش ايضاا في يومنا هذا مثال لذالك أسمى معاني التعايش بين الأديان في العراق… «النبي ناحوم» يرقد في كنيسة مسيحية جيمينا: النبي ناحوم الألقوشي من الأنبياء اليهود الذي تنبأ بسقوط مدينة نينوى،عاصمة الأمبراطورية الآشورية. وكتبت نبوءته في الكتاب المقدس ” العهد القديم” بأسلوب شعري عاطفي.كتابه جاء مرتب زمنياً بين سفر ميخا وسفر حبقوق في الكتاب المقدس. وعاش النبي ناحوم بالقرن السابع قبل الميلاد وضريحه لليوم بمدينة القوش وأهالي المدينة دائمين الزيارة لقبره. وبقرار ترحيل اليهود من العراق،بالخمسينات ارادوا ان يأخذوا قبر النبي ناحوم خارج العراق لكن أهالي ألقوش رفضوا ذلك وحافظوا على القبر في مدرسة “مار ميخا” بكنيس قديمة.كان في ذلك الوقت تعايش ومحبة بين المكونات الى حد ما وبدليل هذا القبر الأصلي الموجود منذ 70 سنة بكنيسة وكل الاهالي تزوره . يهدف التسامح الدينيّ إلى نبذ التطرّف حتّى يستطيع جميع أفراد المجتمع العيش في جو من الألفة والمحبّة والتعاون للنهوض بالمجتمع، ، ولأهميّة التسامح الديني فقد نادى العديد من المفكرين والفلاسفة بأهمية تطبيق مبادئه، لما له من آثار إيجابية على الشعوب، .جاءت العلمانيّة في عصرنا الحالي لتجنّب التصادم ما بين الدين وحكم الدولة إلا أنها لم تنجح في فصل الدين عن السياسة. لكننا نشهد محاولات فرديه تنادي بصوت الحق لتعايش والسلام سيكون لها صدى قوي بالاجيال القادمه
#فيصل_بن_حليمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اهمية التعايش السلمي بين الديانات
المزيد.....
-
-حلم بعد كابوس-.. أمريكية من أصل سوري تروي لـCNN شعور عودتها
...
-
بوتين يتوعد العدو بالندم والدمار!
-
لغز الفرعون: هل رمسيس الثاني هو فرعون موسى الذي تحدث عنه الك
...
-
كاتس من جنوب لبنان: باقون هنا للدفاع عن الجليل ولقد قلعنا أس
...
-
بين حماية الدروز وتطبيع العلاقات.. ماذا يخفي لقاء جنبلاط بال
...
-
الشرع يطمئن أقليات سوريا ويبحث مع جنبلاط تعزيز الحوار
-
الشرع: تركيا وقفت مع الشعب السوري وسنبني علاقات استراتيجية م
...
-
أمير الكويت ورئيس الوزراء الهندي يبحثان آخر المستجدات الإقلي
...
-
قديروف يتنشر لقطات لتدمير معدات الجيش الأوكراني في خاركوف
-
لوكاشينكو يدعو الشيخ محمد بن زايد لزيارة بيلاروس
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|