|
بلاغ وزارة الداخلية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6628 - 2020 / 7 / 26 - 15:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نقلت العديد من المواقع بلاغا لوزير الداخلية ، يؤكد فيه على اجبارية وضع " الكمامة " بالنسبة لجميع الأشخاص ، وبدون استثناء ، أي حتى ولو كانوا يعانون ضيقا في التنفس ، او مصابين بالرّبو ، خارج منازلهم . وأضاف البلاغ ان كل مخالف لذلك سيتعرض للعقوبات المنصوص عليها في المادة الرابعة من المرسوم بقانون 2.20.292 ، والتي تنص على عقوبة " الحبس من شهر الى ثلاثة اشهر ، وبغرامة تتراوح بين 300 و 1300 درهم ، او بإحدى هاتين العقوبتين ، وذلك دون الاخلال بالعقوبات الجنائية --- سطروا على كلمة الجنائية --- الأشد " . السؤال : 1 ) هل من عقوبات جنائية --- واسطر على الجنائية --- سالبة للحرية ، لم يناقشها ولم يصوت عليها البرلمان بمجلسيه ؟ 2 ) هل من عقوبات جنائية سالبة للحرية ، وبعد ان يقرها البرلمان بمجلسيه ، لا تضمها فصول الجرائم المنصوص عليها في القانون الجنائي المغربي الخاص ؟ 3 ) هل اصبح وزير الداخلية هيئة تشريعية تنوب على البرلمان في تجريم الممارسات او السلوكيات بعقوبات سالبة للحرية ؟ 4 ) وحين يختم وزير الداخلية كسلطوي ، بلاغه بالعبارة التالية " ... دون الاخلال بالعقوبات الجنائية – سطروا على الجنائية -- الأشد " . اليس المعالجة وفي غياب مناقشة البرلمان ، للسلوكيات التي أضحت مجرمة سالبة للحرية ، والتركيز والتشديد على كلمة " الأشد " ، هو نوع من التخويف المُمنهج لإرهاب الرعايا ، واختبارا لمعرفة درجة خوفها ، حتى تستطيع الوزارة كشف درجة قوتها في ضبط الرعايا ، وقوتها في تسييرهم ، وتوجيههم ، واكتشافها الأساليب الناجعة للتعامل معهم ، انْ حصلت هزّة ، او هبّة ، او حراكا ، او انتفاضة .... والمغرب بسبب مخلفات الجّايْحة ، واستغلال تدبيرها سلطويا ، يبقى مفتوحا على جميع الافتراضات التي لا تحكمها نظرية ولا تنظير ، وقد تأتي عفوية غير متحكم فيها ، وانْ حصلت واسبابها ودوافعها اكثر من متوفرة ، لا احد يعلم مسبقاً بطبيعتها ، ولا يعلم بنهايتها ، كما لم يعلم ببدايتها ، وهي مرشحة لغلبة التفسير الفتنوي / الأناركي ، الذي يتوقع خروج جحافل وامواجا هائجة غير متحكم فيها ، بخروجها عن السيطرة ، والضبط ، والتحكم " كاد الفقر ان يكون حراما " ، فبمجرد ذكر كلمة " التحريم " ، تبدو نوع الشعارات التي ستحاول استغلال ما سيحصل ، كما يبدو من الآن معرفة اقطاب الصراع الأساسيين والرئيسيين ، وانتظار ترديد في كل الأماكن التي ستعرف الوضع الغير الطبيعي " لا اله الا الله ، محمد رسول الله " ، أي الصراع ضد الفقر ، وضد المتسبب في الفقر .. فإذا كان وزير الداخلية الهاوي الخاوي الوفاض ، وليس المحترف المتحكم في تقنيات الترويض ، واني متأكد انه كسلطوي ، ووزيرا لوزارة اصبغ عليها السلطوية التي هي رداءة في التسيير ، لم يقرأ مجلد " ترويض القدرة السياسية " للأستاذ حسن صعب ، واتحداه ان يفهمه ، لأنه مكتوب بأسلوب لا يمتعه الاّ من يفهم كتاب الأستاذ عبدالله العروي " الأيديولوجية العربية المعاصرة " ... ، يعتقد بنجاعة أساليب التخويف والترهيب للرعايا ، حين جلدهم في الساحات العمومية ، وحين صادر ارزاقهم لتجويعهم ، وحين استشاط في اعتقال الرعية بدعوى عدم احترام الحجر المفروض بقوة السيف ، وببث الخوف ، والرعب في نفوس الرعية / العياشة ، التي حرمها من القفة ، وحرمها من الدعم التي تتباكى عليهما بكاء الابن عند فراق والده ... يعتقد انّ إتمام تدابيره العشوائية الفاشلة والمدانة ، في ترهيب الرعايا على عادة ما كان قيّاد ، وباشوات الاستعمار أيام الحماية الفرنسية ، يمارسونه على المواطنين ( لم يكن في ذاك الزمان عيّاشة ) ، سيختم نهايته ببلاغه الترهيبي والتخويفي ، بإدخال الناس الى السجن لمدد تتراوح بين شهر وبين ثلاثة اشهر ، وغرامة بين 300 و 1300 درهم ، او بإحدى هاتين الغرامتين ، ويشدد كسلطوي في نهاية بلاغه الباهت بالقول : " ... وذلك دون الاخلال بالعقوبة الجنائية الأشد " سطروا على " الأشد " ... ، انه سينجح في التحكم في الرعية ، وفي ضبطها ، وسينجح في بت الخوف والرعب في نفوسها ، اتقاءً لهزة ، او انتفاضة ، او حراك ، او نزول مفاجئ للرعايا الى الشارع في كل المغرب وفي لحظة واحدة ..... سيكون واهماً ، وسيكون خارج دائرة الفعل السياسي الذي لا يحسن منه غير فن الضرب ، والصفع ، والمصادرة الذي مارسه اعوانه السلطويين على الرعية منذ بداية ( الجايْحة ) التي خدمت النظام سلطويا ، وخدمته ماديا .. لقد نزلت ( الجايْحة ) على النظام كرحمة من السماء لم يكن ينتظرها ، ولم يكن يعلم بها . فمن جهة مكنته من معرفة نفسية الرعايا ، واختبار ردود فعلها عند الضيق السلطوي المصاحب للخوف من الوحش كورونا ، وهو خوف مزدوج ، خوف من المخزن ، وخوف من الوحش كورونا ، وقد أعطت هذه الحقيقية التي كان خبراء النظام يجهلونها ، لأسباب كشفت عنها حركة 20 فبراير التي كانت نعمة ورحمة على النظام مثل الوحش كورونا ، انّ من نجح في الالتفاف وتحنيط الحركة ، ونجح في توظيفها في خدمة مصالحه ، وتحويل كل ما حصل الى انتصار للملك وللقصر ، سوف لن يسمح مجددا بتكرار ظهور حركة جديدة بمسميات جديدة ، لان الخطر يكمن في عدم معرفة الاتجاه الذي قد تأخذه اية حركة مستقبلا ، وهنا فان النظام اذا كان يعتقد ان باستطاعته ، ومن السهولة ان ينتصر في المعارك القادمة ، وان اتخاد التدابير السلطوية لإرهاب وتخويف الرعايا ، سيحول دون تكرار لحركة 20 فبراير ، فانه سيكون متخلفاً ، وتكون التطورات الجارية بالسرعة القصوى نحو الانفجار العام ، قد تجاوزته . ان أسباب ظهور حركة 20 فبراير لم تكن انبثاق مغربي بخصوصية مغربية ، بل كانت تقليدا لما حصل في تونس ، ومصر ، وسورية ، واليمن ، والسودان ... فمطالبها كانت مطالب إصلاحية ، لكنها كانت باهتة . كما انّ جل الخارجين في المسيرات الأسبوعية التي كانت تحصل يوم الاحد ( كرنفال ) ، يجهلون أي شيء عن مطلب الملكية البرلمانية التي انخرط في المطالبة بها حتى عبدة الشيطان ، وكل الأصناف التي خرجت كموضة وليس كفكر وقناعة ، مما جعل كل الشعارات تبقى إصلاحية . ومما زاد في تعرية الحركة ، انسحاب اكبر منظمة منها بشكل مفاجئ " جماعة العدل والإحسان " ، التي يحق القول ان الجماعة حين انخرطت فيها ، ورغم تجذير بعض مطالبها مثل " الجماعة لا تلزم بسقف سياسي ، أي ممكن المطالبة بالجمهورية " ، فهي استفادت منها كثيرا حين نجحت في استقطاب منتمين كثيرين لها .. ان انسحاب الجماعة الذي كان باتفاق مع الدولة ، اربك الحركة ، فأعلنت موتها النهائي ، وللإشارة فنادية ياسين ابنة مرشد الجماعية الشيخ عبد السلام ياسين ، فضحت كوْلسة الجماعة مع الدولة بمقبرة ( الشهداء ) حين دفن زوجة ابيها .. وقد أبدت ندمها على الكولسة .. ( المخزن قْوالْبي خطير ) ... ما يجهله أمثال الوزير السلطوي الذي اصبغ السلطوية على وزارة الداخلية ، انّ القادم انْ قدم ، فأسبابه لن تكون موضة ، او تقليدا كما حصل مع حركة 20 فبراير الإصلاحية التي كانت النظام يتحكم فيها ، لكن انّ القادم سيكون خطيرا ، لأنه نابع من وسط ساخط ، جائع ، ومقموع ، ومفلس ، وليس له أي تكوين ثقافي ، ولو من مستوى الابتدائي .. واذا كانت " السّلْمية " كما كانوا يرددون في شعاراتهم البئيسة " سِلْمِيَّ سلمية ، لا حجْرة لا جنْوية " ، هي ما ميز حركة 20 فبراير ، فان الجحافل القادمة سترفع شعار " لا اله الا الله محمد رسول الله " ، لكن ستكون مصحوبة برمي الحجارة ، واستعمال " الجّنْوية " ، لان القادم سيكون عفويا ، غير منتظرا ، وغير متحكم فيه . فحين ينزل الرعايا الجاهلة الى الشارع ، وعلى رأسهم الاميون ، والجهلة ، وغير المنظمين ، والمجرمون ، والمحرومون ... وكل المتضررين الساخطين على الدولة ، وعلى كل مظهر البذخ والتزلف ، والناقمين على أوضاعهم ... اكيد يجب انتظار الطوفان الذي سيأتي في طريقه على كل شيء ، دون استثناء أي شيء ، أي التدمير من اجل التدمير ، والتخريب من اجل التخريب ... والنهاية طبعا ستكون مجهولة ، وغالبا سيرتبط كل شيء ، مع كيفية تدبير الدولة ( للجايْحة ) الحقيقية ، التي ستاتي على الأخضر واليابس .. وكما يقول المثل العربي " على نفسها جنت براقيش " ... وبراقيش هنا هم أمثال هذا الوزير السلطوي الذي يتفنن في إعادة اخراج شَبهُ الباشا لگلاوي حاكم مراكش ، والمتخصص في صفع ، وجلد ، وتعذيب المغاربة بتغطية لسلطات الحماية الفرنسية بالمغرب ، والكل يتذكر كيف جاء الباشا لگلاوي مثل العبد والكلب راكعا بين ارجل الملك محمد الخامس ، يستجدي السماح والغفران ، وقد بلغت به الدونية والحقارة ، ان يقبل ويلحس حذاء الملك ، حتى يفلت بجلده من جريمة خيانته للمغرب وللشعب المغربي ... ان البلاغ الذي أصدره الوزير السلطوي ، لتخويف وإرهاب الرعايا ، بإدخال الناس الى السجن بعقوبات سالبة للحرية ، ودون مناقشتها من قبل البرلمان بمجلسيه ، ودون ان يصوت عليها البرلمان ، وغير موجودة ضمن الجرائم الجنائية التي ينص عليها القانون الجنائي المغربي ، بل والخطير ان يشدد الوزير السلطوي في بلاغه الأكثر من سلطوي على تشديد العقوبة " .. ... وذلك دون الاخلال بالعقوبات الجنائية / سطروا على الجنائية / الأشد " ، ليُنمّ عن نوع الطبيعة النفسية والسايكولوجية لهذا الشخص الفنان في جلد ، وضرب ، وصفع الناس ، ومصادرة ارزاقهم ، وهي ممارسات مسجلة ومحفوظة ، والتي بلغت احداها انّ قايْدة تسببت في ازهاق روح مسنة بعمالة إقليم " تاونات " دون ان تخضع للمسائلة الجنائية ... فحين ينتشر مرض الصادية Le sadisme في اكبر جهاز بالدولة ، فانتظروا الساعة التي لا ريب فيها ... وأتمنى ان تكون نهاية صادية الباشا لگوي المريض ، عبرة لكل صادي لا يتردد في ضرب ، وصفع ، ومصادرة ارزاق المواطنين ... ففرق بين دولة القانون ، ودولة بها صاديين يتفننون في كل اشكال الصادية المقيتة ، والمرفوضة ، والمدانة ... ان ضرب ، وجلد ، وصفع الناس ، وفي الأماكن العمومية ، ومصادرة ارزاقهم التي يكسبون بها رزقهم ، والاستشاطة في إهانتهم ، وإذلالهم ... وتهديدهم بالدخول الى السجن بعقوبات سالبة للحرية ، لم يصوت عليها البرلمان ، وغير منصوص عليها في القانون الجنائي المغربي الخاص ، هي جرائم لا يقوم بها الاّ المرضى النفسانيون المضطربون الذي عوض إيداعهم مستشفيات الامراض النفسية للعلاج ، يتبوؤون المناصب على عهدة الباشا لگلاوي ، وقيّادْ الاستعمار ... انهم يسرعون الاقتراب من الفتنة الكبرى ... أناس بدون ثقافة ولا ضمير ...
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محاولة الحكومة مصادرة مقر المنظمة الطلابية - الاتحاد الوطني
...
-
وهم الاسطورة السياسية
-
في الزمن الرديء ، الزمن الموبوء ، تصبح الخيانة نضالاً باسم ح
...
-
هل النظام المخزني قابل للإصلاح ؟
-
- شرق عدن غرب الله -
-
محكمة العدل الدولي تصدر قرارا ضد الحضر الجوي على إمارة قطر
-
بين تصريح الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، وتصريح أبا بشرايا
...
-
من المسؤول عن عرقلة حل نزاع الصحراء الغربية ؟
-
إسبانيا الأمة العظيمة ، ترتعش من شدة الخوف ، من الجار المغرب
...
-
مواصلة الصراع السياسي في المغرب
-
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يدعو النظام المغربي الى تقديم
...
-
هل من علاقة بين التناوب / الانتقال الديمقراطي ، وبين المنهجي
...
-
هواة سوق الوهِم ، سوق الانتخابات
-
حملة مسعورة قريْشية ، سعودية ، إماراتية ، ضد شعوب شمال افريق
...
-
الحلف الاطلسي - ( الناتو )
-
تهديد مصر بالحرب
-
الدعوة لإستقالة الوزير مصطفى الرميد
-
دعوة الى مغادرة المغرب
-
المغرب / فرنسا
-
مصر تطرق ابواب مجلس الأن ، بعد فشل مفاوضات سد النهضة
المزيد.....
-
بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن
...
-
جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر
...
-
بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا
...
-
الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا
...
-
تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
-
غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
-
بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود
...
-
أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق
...
-
النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع
...
-
خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|