أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ايليا أرومي كوكو - امراء الحرب في جوبا و سلام السودان البعيد المنال















المزيد.....

امراء الحرب في جوبا و سلام السودان البعيد المنال


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 21:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


امراء الحرب في جوبا يتفاضون و مليشياتهم في دارفور و جنوب كردفان يسحلون و يقتلون . لذلك فسلام امراء الحرب هو سلام سيظل بعيد المنال .
لا تكاد شمس الله تشرق او تغرب علي السودان دون سماع اخبار الموت سمبلا او الموت المجاني . وكل الاخبار ترد و تتواتر عن احداث الموت و القتل و الاغتصاب هنا او هنالك في مكان ما في هذا السودان ما قد كان و ما سيكون . فالقتل و الموت سمبلا باتت شيمة و ماركة سودانية مئة بالمئه .
السودانيين يموتون موت الضأن في دارفور الكبري في جبال النوبة جنوب كردفان النيل الازرق . السودانيين يقتلون يسحلون في أقصي الشمال و الشرق و الغرب و الوسط . فقد بات قتل الانسان السوداني اسهل من نحر و ذبح الخروف او الشاة . فأنت لا يمكن ان تذبح خروفاً او تنحر شاة قبيل ان تدفع ثمن هذا الخروف و قيمة تلك الشاة . بينما يستطيع الانسان السودان من قتل أخية بلا سبب او حجة و منطق . الزول السوداني يمكنه ان يقتل أخيه السوداني بدون سبب او غبينه و تلك هي المصيبة الكبري الي حلت علي السودان و استوطنت زهاء الثلاثين سنة الماضية وتربعت علي اركان السودان الاربعة .
قال لي احد ان الزمن الذي قيل فيه يأتي زمان يقتل فيه الناس بعضهم دون سبب . فلا يعرف الناس لأي ذنب قتل المقتول و القاتل نفسه لا يعرف سبباً لأقدامه علي القتل . و هذا ما يحدث اليوم في السودان الكل يستهدف الاخر قتلاً . الكل لا يريد الاخر شريكاً في الحياة و الكل لا يعترف بأنسانية الانسان الاخر و حرمة روحه و دمه و حياتة وماله .
ما يفعله السودانيين قتلاً لبعضهم خلال الفترة الماضية أي خلال اشهر جائجة كورونا كان اكبر وابشع كثيراً مما فعلته كورونا في ذات الفترة . فبالرغم من فوبيا الكورونا و الهلع و البرنقندا الاعلاميه الكورونية . لم تقتل الكورنا من السودانيين اكبر من قتل الناس في السودان لبعضهم . هذا بحسب نشرة وزارة الصحة الاتحادية ادناه بتاريخ 24 / 7 / 2020
اذ قالت وزارة الصحة الاتحادية أن إجمالى الإصابات بفيروس كورونا المستجد بلغ 11302 حالة إصابة متضمنة 715 حالة وفاة، وتعافي 5855 حالة.
فقارنوا معي عدد القتلي في النزاعات القبلية في السودان خلال فترة الحظر في الاربعة اشهر الماضية . في دارفور النزاع بين العرب و الفلاته . النزع بين المساليت و العرب . قتلي نزاعات الختلفة في شتي مدن وريف دارفور .. قتلي معسكرات النازحين و المدن نيرتتي ، كتم ، الجنينة , و .. و .. قتلي النزاعات القبلية بين النوبة و البني عامر في كسلا و حلفا الجديدة . قتلي النزاعات القبلية في جنوب كردفان جبال النوبة بين النوبة و البقاره في كادقلي و لقاوة و تلودي او او بين بطون العرب فيما بينهم في ابوجبيهه و غرب كرفان بين الحمر و المسيريه و اخرين منسيين في عموم ربوع ولايات كردفان .
ستجدون اذا تم احصاء دقيق لأعداد القتلي بسبب النزاعات القبلية مقارنة بالذين ماتوا بسبب وباء او جائحة الكورونا أقل كثيراً جداً .
خلال الثلاثين عاماً من الحكم البائد حكم المخلوع عمر البشير فقد الانسان السوداني قيمته الانسانية و صار قتل الانسان اهون من قتل الحيوان . هذا الانسان الذي كرمه الله المولي عز وجل و جعله وكيلاً و خليفة و سلطاناً علي الارض . هذا الانسان العزيز المكرم عند الخالق أهانه البشير و نظامة . فقد ازلوا الانسان و احطوا من قدره الي الدرك الاسفل و استرخصوا روحه و حياته استباحوا حرمة قتل الانسان و شرعوا ما يبيح القتل و التشريده و الابادتت الجماعية . استطاع نظام الحكم البائد من تفريق السودانيين و اشعلت في نفوسهم هوي النعرات القبلية العنصرية . ميزت بين القبائل و قسمتهم الي حمر و زرقه و اولاد بحر و غرابة و شريط طويل من التقسيمات الجهوية الدينية الطائفية و تخلخلت في النسيج الاجتماعي و هتكته و مزقتةباً ارباً اربا .
و ها السودان اليوم يجني حصاد ما تم زرع زهاء الثلاثين من الاعوام العجاف . الغبن القبلي الممنهج و عدم الاعتراف بالاخر و استباحة الاخرين في حياتهم و اموالهم و عروضهم . هذه الممارست الشنيعة البشعة غير الانسانية التي تم بذر بزارها و شتلتها خرسها و زاعتها و الاعنتاء بالقائمين عليها و تمكينهم يصعب جداً وقفها بين صبح و ضحاها .
فكلما أعلن المعلن في جوبا عن قرب السلام سبقهم أمراء الحرب في دارفور او كردفان او الشرق بفتنة قبيلة و ابعدت الخطي نحو تحقيق السلام . فأمراء الحرب المتواجدون في جوبا هم في حقيقة الامر تجار الحروب القبلية و ساداتها و القائمين علي أمرها و المحافظين علي بقائها و استمرارها .
سلام السودان الذي يتم التفاوض عليه في جوبا لا يزال بعيد المنال . فالمتفاوضون في جوبا يتفاوضون علي المحاصصات في قسمة كيكة السلطة و الثروة . و علي هذه الكيكة هم في عجلة من أمرهم . جوبا لن تحل جزور المشكلة السودانية لعدم توفر الارادة الحقيقة للمتفاوضين . و الاسئلة الخاصة بنهاية الحرب ستظل عالقة دون من يجيب عليها . هذه الاسئلة علي شاكلة كيف يحكم السودان و ليس من يحكم السودان ؟ من الذي يجيب هنا يكمن مربط الفرس . و ستظل العلمانية التي يتحاشونها هي الاس والقاسم المشترك للسلام الحقيقي الشامل الذي يوحد السودان و السودانيين و دون ذلك هو حراء و تسويف و عدم مصداقية .
منبر جوبا لم يجيب عن الاسئلة العالقة في جعبة عبدالعزيز الحلو الخاصة بعلمانية الدولة السودانية او تقرير المصير. منبر جوبا يغض الطرف عن تحقيق العدالة في تسليم المدانين لمحكمة العدل الدولية من المخلوع البشير و اعوانه. هذا المنبر عاجز و مشلول الارادة في تحقيق الحد الادني من اللمطلوبات لأنصاف الضحايا . منبر جوبا لم يحل مشاكل النازحين و اللآجئين و المشردين . منبر جوبا لم يستجيب لنداءات عبدالواحد نور و الحواكير و ما ادراك بالحواكير و المستوطنين الجدد و و .
لهذا الاسباب و لأسباب اخر كثيرة لايمكن حصرها هنا نأكد مجدداً بأن سلام السودان لايزال حلم بعيد المنال . او بالاحري هذا السلام هو سراب يلهث وراء انسان ظامئ عطشان فكلما تخيل بأنه قد اقتربت من الماء بعدت ليظل يجري وراء السراب مسافات و مسافات . سلام جوبا و هو سلام أغنية المسافة و الخيال ...!



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعيين والي شمال كردفان و خبط عشواء !
- كادقلي ... كادقلي و لا حياة لمن تنادي !
- بولس كوكوكافي كودي في سفر الخالدين
- في اليوم السابع للأعتصام كل السودان نيرتتي
- سد النهضة و عملية شد الاطراف
- الزعيم الحلو رقم يصعب و يستحيل تجاوزه حرب و سلم
- معاً لسن قوانين لمكافحة التمييز العنصري
- الجنيه السوداني في متاهته الاخيرة
- علي كوشيب الشاهد الملك في لاهاي
- ايها النوبة اتحدوا و توحدوا ...
- ذكري لفض الهامش السوداني المنسي !
- الثورة الفلويدية ستقتلع دونالد ترامب من جزوره.. !
- ثورة الامل و التغيير لأمريكا جديدة
- جورج فلويد ضحية في قائمة العنصرية البغيضة ..
- العلمانية الخيار الامثل لنظام الحكم في السودان
- جنوب كردفان شريعة الغاب و الجريمة بلا عقاب !
- في كادقلي كتمة و حرب في شوارع السوق !
- حرب الشوارع في سوق كادقلي !
- الي متي مسلسل الاقتتال الدامي بين النوبة و البني عامر ؟
- الاقتتال بين النوبة و البني عامر في شرق السودان .


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ايليا أرومي كوكو - امراء الحرب في جوبا و سلام السودان البعيد المنال