أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - حديقة -الامريكان في بيتي- وشجرة الالوان














المزيد.....

حديقة -الامريكان في بيتي- وشجرة الالوان


ضحى عبدالرؤوف المل

الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 17:09
المحور: الادب والفن
    


"لأجل أن يفرح قلبك أيتها الملكة"
بدءا من الإهداء الذي وضعه نزار عبد الستار لروايته "الامريكان في بيتي" تتشكل إرادة مستخلصة من عالمين. إرادة تبدو قوية في مزج كولونيا أمريكية في "عطر روحاني للإيحاء بالالتزام"، فيتخطى القبول، و رفض الحاضر، والمستقبل، وعنف بدأ بالتهديد بركلة على مؤخرة حسن "قلت لها سأركل حسن على مؤخرته إذا تفوه بكلام لا يعجبني" إن اللغة عند نزار عبد الستار مختلفة، فلها خصائص شكلية ترتبط بالصورة، وتعتمد على التقنية المتابعة للحركة داخل النص "أمسك بربطة عنقه المارونية" و"أكثر ما أغاظني أن الأمريكان دمروا قمصاني المكوية" و "أنها تحتفظ في البنك برصيد كبير يجعلني أنفر من طيبتي الحمارية".
رؤية فكرية في تجسيد زمني بدأ في تموز عام 2005 "بعد مرور يوم واحد على نشري تقريراً عن قصف بالصواريخ." الراوي يحدد الزمن بتاريخ حدث بدأ في مطار الموصل، محاولا وضعه كإشارة للإنطلاق في وعي زمني وواقعي حقيقي في نفس القارىء.
تماه في شخصية الصحفي جلال الذي يحتل الامريكان بيته كي يراقبوا من غرفة نومه الشارع، وهو ايضا نفور من الجينات الوراثية العربية التي تتطابق العائلة فيها ، كأنها في استنساخ يشبه "قطع البسكويت" لتستقطب مناسك ملامح كوندليزا رايس القادرة على إخصاء اكبر شنب في غموض روائي بدأ به، وكأنه يؤسس سبقا صحفيا يحقق له الإنتشار والأنتصار على الفكر الأمريكي.
يقول بودلير "في بعض الحالات النفسية،التي تكاد تكون غير طبيعية، ينكشف عمق الحياة كلها في مشهد من المشاهد، يقع تحت البصر، مهما يكن عاديا".
"تدرك أنني أقدر لها تضحياتها في ان تكون مختلفة تماماً عن كل نساء الموصل." فهل نسي هنا نزار عبد الستار انه جلال؟أم أنه يبرز الموصل كوجود حضري وحضاري؟..وهل خلقت المرأة لمناهضة شراسة الحياة ؟ ..أم أننا أمام فيلم أمريكي مصوّر في العراق؟.. فالشخصيات في رواية "الامريكان في بيتي" الصادرة ببيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر أهم من الحدث بل هي الحدث نفسه لبلوغ العقدة الروائية."نعم إنهم يريدون قلادة الملكة شمشو" وكأن قلادة الملكة هي شخصية متفردة لها خاصية الملوك وتحتاج لحماية ملكية متفردة..بصيرة قوية وثقة اسلوبية في اتقان خلق أبعاد فيزيولوجية وسوسيولوجية في حقائق واقعية تصويرية وحدس أدبي متين استطاع ان يخترق مشاعرنا، لنتشارك مع مناسك قوتها، وسندس انوثتها الأربعينية، وحنان المرأة العربية البسيطة، لكنه لم يلغ الكوتا بل وقف خلفها بقوة." إذا كان بيف سان لوران يفتخر بأنه وضع النساء في السروايل، فانا أتباهى بأنني وضعت مناسك على منصتها الحقيقية" ومن ثم تكريماً لها أعطاها القلادة كحرز ثقة لتطمئن، وفي هذا فهم عميق لماهية المرأة. لكن هل ننسى كينونة شعب مقهور في نقص يعاني منه جلال. أم أنها السخرية المبطنة ."هبطت إلى الطابق الأرضي وثيابي ينقصها بوكسر رالف لورين الإغوائي"وكأن الغرب يبهرنا بمنتجاته وبمقتنيات نلهث خلفها وننسى القضية الأساسية. كلما توغلنا في صفحات رواية الامريكان في بيتي للروائي العراقي نزاز عبد الستار نكتشفت حقائق مخيفة ولقطات لا تخلو من أدب ساخر يخلق الدهشة في عقلانية ابداعية، ليعي العقل حقيقة الذات العربية التي تفتقد الوعي ويصيبها الرعب"..تساءلت ساخراً تريدني أن أكتب عن الكبة الموصلية والناس يذبحون في الشوارع؟" و"رفاقك في المهنة قتل نصفهم، ومن نجا اعتزل خوفا وجلس في بيته..نحن نريد المحافظة على ما تبقى لنا"...لنضحك في قرارة انفسنا ونسأل ماذا تبقى للوطن العربي غير التفجيرات والتشرد والصراع المذهبي؟.
لغة سينمائية ابداعية حركية زمنية سريعة، يجعلنا ننتبع عدسة خاصة يمسكها صحفي متمرس بتوظيف تقنيات فنية في تناول شخصيات حقيقية يلقي الضوء عليها في جرأة تحفز المتابعة، فيستدرجنا بذكاء لنشعر بقيمة شخصيات عراقية مغمورة مثل هرمز رسام ووشخصية انكليزية مرموقة مثل هنري لايارد وغيرهم في توثيق روائي شديد التكثيف والإستيعاب لقضايا ثروات الوطن الاثرية والمدفونة في الاعماق، فكمال لم يكن شخصية ذات وجود استثنائي في الرواية بل هو البطل المتخفي خلف جلال وهو الماضي العراقي المؤتمن عليه الحاضر في جلال "لا أعرف لماذا ينتابيني الخذلان أمام الشخصيات التي تتمتع بغرور قوي، وما هو سر الثقة التي تجعل كمال محاطاً بعدد كبير لا يرون عيوبه"..فهل أفعال الزمن الماضي المتوحشة هي التي وضعت النهايات المأساوية لكثيرين من أهل السياسة؟.. وهل أبرز الأسباب هي اخفاء عيوب الرؤساء ممن حولهم من المقربين؟.
تضامن وتعاون بين الرجل والمرأة في العمل الصحفي في واقع تفجيري مخيف يسعى إلى ابراز دور المرأة في صنع الحدث، وقوة الحب في تحديات الموت في تناسق سردي تفاعلنا معه ليضعنا بدبلوماسية امريكية على مسرح الصراع في العراق في قوة الشخصية العراقية القادرة على احتواء وجود امريكي فرض نفسه بالقوة في الرواية عبر خلق حوار يستنزف كل الجهود لحماية الإرث الوطني ..
قال ابن رشيق "ابلغ الوصف ما قلب السمع بصراِ"ً.."منذ أربعة أيام وتلفزيون الموصل يعلن عن موعد الأفتتاح، وكرر مراراً عرض تقرير مدته نصف ساعة"..الصحافة الأمريكية تحدثت عن تقديم الميجر ويمبر للمحاكمة العسكرية"..."وصلني صوت عنبر مخنوقا ومتقطعا".
وحدة بناء في ترابط موضوعي انطباعي لعناوين فصلية فنية مؤلفة من كلمتين غالباً من بداية قطع البسكويت وحتى ظهور الملائكة في دقة عنوانية ايحائية حرص نزار عبد الستار على اختيارها في توظيف طريف يطمح لومضة عنوان رشيقة نطوف من خلالها في بناء دائري يعتمد على الرؤية المصاحبة، وبهذا جعل الرواي مساويا للشخصية في فهم دقيق وعميق لتحولات العمل الصحفي في الوطن العربي. الامريكان في بيتي هي رواية الزمن القادم. زمن سمعي بصري يعتمد على ثقافة الصورة الفنية التي وظفها نزار عبد الستار، وكأنه يزرع شجرة ألوان من المعاني والكلمات التوثيقية تاريخيا في حديقة الأمريكان أمام البيت الأبيض وأمام القارئ ليقول بعدها، بكل انفعال: الامريكان في بيتي.



#ضحى_عبدالرؤوف_المل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خط النجمة البيضاء في رواية الشوك يزهر للروائي هاري مارتينسون ...
- هل الرواي اداة وظيفية دالة..؟
- صلاة لبداية الصقيع
- زمن ما قبل الذاكرة – قراءة في رواية ساق البامبو
- المشرقي القادم من شريط حدودي محتل
- شاعرات من الدول العربية في اليوم العالمي للمرأة والشعر
- مكانة الشعر في الفصل بين المفردات العاطفية وبناء منطق القصيد ...
- القوة الثقافية في تحديات قوى الدول الكبرى وصناع الحروب
- دورة حياة ووجود واحدة
- لحظة الكشف الاصيلة
- تحطيم القيم الموضوعية بعض مظاهر ادب الحروب
- الحياة الاجتماعية في ظروف المناطق الغامضة
- الحرب والكشف الذاتي لعقد الانسان
- قوة التعبير البصري المحمل بالدعم اللوني وحبكة اللوحة التشكيل ...
- رمزية ادب الحرب في كشف دواخل الانسان
- مبدأ الصدمة وسقوط الانسانية في متاهات الحروب
- النفس الانسانية وامكانية اعادتها الى النهج الصحيح من خلال ال ...
- نقطة ارتكاز قراءة في كتاب- السياسة الدولية في الشرق الأوسط - ...
- الإدارة الثقافية للحوارات... مفهوم الحرية كل متكامل
- مؤثرات القضية الفلسطينية وتاثيرها على فن البوستر الفلسطيني


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضحى عبدالرؤوف المل - حديقة -الامريكان في بيتي- وشجرة الالوان