أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - كيف سيشعر بالماء الذي يسري من تحت خيمته !















المزيد.....

كيف سيشعر بالماء الذي يسري من تحت خيمته !


نيسان سمو الهوزي

الحوار المتمدن-العدد: 6627 - 2020 / 7 / 25 - 00:16
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ زمن بعيد تراودني هذه الأفكار وهذا الكابوس ولكننا لم نكن نجرأ على الحديث عنه او حتى الاقتراب منه ، اما الان وبعد انتشار التويتر والإنترنت بين قبائل وأفراد تلك العشائر وظهور البعض من الحقائق من داخل تلك الخِيًم وخروج أصوات لبعض وجهاء العشيرة وحتى هروب وإلتجاء البعض منهم الى قبائل اخرى ( نصف الشعب التركي صار من مهاجري تلك القبائل المعارضة للنظام القبلي المعمول به ) وكذلك ونحن نطالع الجرأة والحريّة التي وصلت اليها بعض ابيات الشعراء التي تخرج من تلك الباحة والتي تتغنى وتشتكي لما هو حاصل ، وحتى ظهور صوت المرأة المنادي بالتغيير والمطالبه بحقوقها ( الى فترة وصول الترند كانت هي كائن عاقر وممنوع الظهور ) وبعد وصول الأقمار الصناعية الى رؤوس تلك الخيم ونقل مايجري في تلك المراعي مباشرة لكل العالم لم يبقى هناك اي سبب للخوف او قول الحقيقة . وصوتنا هنا ليس كصوت معارض بل هو خدمة ونصيحة لشيوخ عشائرنا وقبائلنا ( نقولها نحن افضل بمليون مرة من ان يُعرعر بها هارب غير معروف من مآذن آيه صوفيا الجديدة ) !!!!
كل إنسان على وجه الارض يمر بمراحل صحية كانت او عمرية ، فيقل الأداء ويتذبذب الإجراء والتفكير والتحرك في تلك المرحلة . هذا الوضع والحال يتعرض إليه كل إنسان على وجه الارض ان لم يمت بطريقة غريبة او فجائية او إنتحارية ! لا يوجد استثناء لمن كان ، إنسان عادي ، شيخ عشيرة او قبيلة ، دكتور ، مهندس ، محامي كذاب ، وزير حرامي ، رئيس وزراء ( لاء ، الوزير حرامي كافي ) ، رئيس جمهورية ، او حتى ملك . طال الله بعمرهم جميعاً ( حتى لا يتهمونا بالدعاء العكسي ) .
الخطورة التي نحن بصددها والمصيبة التي نحن فيها هي بقاء ذلك المسؤول ( اقصد شيخ القبيلة ) في منصبه الى ان يتوقف آخر وريد في جسده ( حتى لو بقى الصنبور ينضب قطرة واحدة كل اسبوع ) .
تستمر هذه الحالة مع الكثيرون ولسنوات طويلة الى ان تنقطع الكهرباء نهائياً ( المصيبة يبدأون بتشغيل المولد كإجراء احترازي ) . معظم القبائل المصابه بهذا الانقطاع الكهربائي تتعرض في تلك السنوات الاخيرة من التذبذب الصحي الى هلكان وفلتان تصل بها الامور الى نقاط لا يمكن ترميمها بعد ان تنقطع الكهرباء ويخلص مازوط المولد نهائياً ..
تشاهد شيخ العشيرة او راعي القبيلة يستقبل أُناس لا يعرفهم ولا يعي ماذا يجري او حتى لا يعي لماذا استقبل هؤلاء الناس او ماذا يقول لهم ! لأنه وصل للتو من المشفى وهو تحت تأثير المخدر ويعود الى المشفى بعد اللقاء مباشرة ( الإسعاف تكون واقفه بجانب الخيمة ) . ماذا سيفعل هذا الانسان الذي وصل به العمر ( اطال الله بأعمارهم ) الى مراحل متقدمة جداً وهو تحت تأثير البنج ولا يقدر ان يستند على ساقيه ! كيف سيتصرف ! ماذا سيقول ! كيف سيعي غرض الزيارة ! كيف سيتذكر الزائر ! كيف سيعطي التعليمات الضرورية وهو تحت تأثير البنج منذ سنوات طويلة ! ماذا يعي عن آخر التطورات العالمية وكيف سيدرك المصائب التي عصفت بعشيرته وهو غائب عنها لسنوات طويلة ! كيف سيعالج الملفات التي تحدثت وتطورت في غيابه الطويل ! ( يا شيخ ترى كل العالم تغير خلال غيابك ، والعشيرة ضربها الإعصار وطالها الاٍرهاب واستفحل فيها الفساد وتفككت الاحزاب وباعت خيمتها وانت في الغيبوبة ) ! .
كيف سيستوعب الشيخ كل هذه البلاوي والإسعاف تنتظره لنقله الى الحجر الصحي قبل ان ينتهي مفعول المسكن والحُقنة المساعدة لتنصيب الساقين ! لا والمصيبة الأعظم هي ان في بعض الحالات هذا الشيخ يقود العشيرة وهو في الحجر الصحي وفاقد الوعي وعلى بعد عشرات الآلاف من الكيلومترات ( هسة هذا اطال الله بعمره راح يفكر بصحته او عدد حالات الطلاق في العشيرة ) ! احدهم حكم الديرة ورعى أمور العشيرة لأكثر من عشر سنوات وهو في المشافي الفرنسية . كان مقيماً دوماً ولَم يترك مشفى افرنجي ( يعني كافر ) إلا وتكرم عليه بما انعمه الله له . كان يُنقل له البريد اليومي ويمسكوا بيده ليساعدوه على الموافقة والامضاء ولكنه لا يعي بما هو فاعل ( حتى لو قدموا له دستور عشيرة عدوة تنويباً لدستور عشيرتهم يختم الرجال وهو مبتسم ) !
هذا الشيخ وهو في هذه الحالة الصحية المتأخرة كيف سيعي بأن الآلاف من ابناء عشيرته قد أعلنوا طلاقهم لزوجاتهم او تزوجوا للمرة الخامسة ! كيف يدرس ويحلل ما يحصل في العشائر المجاورة ! كيف وبأي وسيلة سيستوعب ما يحصل ويدور في رؤوس الشيوخ المعادية ! كيف سيستنبط تحركات وتنقلات العشائر الصديقة ! كيف سيعي سبب انخفاض أسعار الناقة وارتفاع أثمان العجولة والماعز !كيف يعي كم كيلو من الصوف تحتاج عشيرته لهذه السنة لخياطة عباءات جديدة ! كيف سيشعر بالماء الذي يسري من تحت خيمته !
تهلك أمور العشيرة في الكثير من الجوانب وشيخها غائب عنها إدارياً وعملياً لسنوات طويلة ، وفِي كل هذه السنوات يتم استغلال ضعفه ووهانته ومرضه من قبل بعض المنتفعين والمستغلين لتقوية عضلاتهم وتضخيم بطونهم ! وهو بداية للصراع القادم بين وجهاء العشيرة واعوانها .
وعندما يتذكر الله شيخه ويأمر بنقله بجواره يبدأ النق والنفاق ويقومون بإتهام الشيخ بالتقصير وينسبون كل الوضع المذري الذي تمر بها القبيلة الى المرحوم بالرغم من انه لا ذنب له ولَم يكن يعلم بما يجري من حوله ولسنوات طويلة ( والله هاذا خوش تكتيك ) .
ولكن هناك مَن يقول بأن الحال هذا يحصل مع كل رؤساء القبائل وشيوخها ومنذ عقود طويلة . اذا لماذا لا يقوم الشيخ بإختيار خليفة له وهو في كامل قواه العقلية والصحية وعندما يشعر بأي ضعف او تعب يترك الخيمة لخليفته ! لماذا ينتظر كل شيخ عشيره الى آخر ثانية والى ان يفقد الوعي ويدخل الغيبوبة ومن ثم يؤشر على اي شخص قريب منه ويعينهُ خليفة له ! ألا يعلم ذلك الشيخ مدى الصراع الذي يدخل اليه اعوانه ووجهاه عشيرته وأبناء عمومته في تلك الفترة الطويلة التي يكون هو غائب عن الوعي . ألا يعي بأن الصراع الذي يبدأ مباشرتاً بعد رحيله بين ابناء العم والخال والاخوان واولادهم هو بسبب تأخره كل هذه الفترة المرضية في تعيين خليفة له ! أم إن كل هذا التأخر سببه ليس الشيخ بل منتفعين يحاولون استغلال كل تلك الفترة المرضية لتقوية مراكزهم السياسية والاقتصادية ويبنون في تلك الفترة خيمتهم التي تكبر مضايف الشيخ بعشرات المرات .
في هذا نصل الى نهاية حلقة اليوم ونصل الى بداية السؤال !
مَن الذي لا يسمح بالإقتراب من شيخ العشيرة الى آخر رمق في حياته ولماذا ؟

لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر ... !! نيسان سمو ..
نيسان سمو 24 /07/2020



#نيسان_سمو_الهوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى سيخجل السياسي العراقي ! الفرق بين قوادي الامس واليوم !
- جريمة مَقتل الاستاذ هشام الهاشمي ومَن الذي سَيليه وكيفية الت ...
- لا فرق بتاتاً بيني وبين تلك العَقْرَبة من حيث التَدوين !
- هل انتهى مفعول الاديان بعد ضرب الكورونا !
- فيروس الكورونا اضحى نعمة وحرية المسلم !
- عندما تصل جثمان الجنود الاتراك الى انقرة سيهرب اردوغان !
- هل سيكون فيروس الكورونا داءاً للعراق للتخلص من السيطرة الإير ...
- العالم كُله مُبتَلي بإمة لا إله إلا الله !
- مطلوب شخص نظيف في العراق ولبنان لكي يصبح رئيساً للحكومة !
- العراق ..... والدويلات الاربعة العدوة !!
- نشكر كل مَن شاركَ في تفجير البالون الهوائي بعيداً عن الارواح ...
- هل أخطأ ترامب أم إنتصرت إيران !
- هَل الشعب الفرنسي افضل من الشعب العراقي !
- سيناريو مقتل بن لادن يتكرر مع البغدادي !
- الأكراد وغضب الله عليهم !
- الحمد لله لم اكُن رئيساً لدولة عربية أو إسلامية !
- رد على مداخلة الاخ عبد الحكيم عثمان على كلمتي السابقة !
- لماذا هاجم ترامب العضوات الاربعة ذو الاصول الاجنبية وماهو ال ...
- فأما أنا حاقد وحقير أو هذا العالم ساقط وتافه !
- هروب الاميرة هيا فضيحة أصغر بكثير مما يعتقده البعض !


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نيسان سمو الهوزي - كيف سيشعر بالماء الذي يسري من تحت خيمته !