حسن رحيم الخرساني
الحوار المتمدن-العدد: 6626 - 2020 / 7 / 23 - 02:43
المحور:
الادب والفن
أيها الخوف ـ يا صديقي النبيل ـ
أنتَ الوحيدُ الذي لم يخُنْي
لماذا لا تُشاركُهم هؤلاءِ الذين صنعوا لنا الحروبَ
ثمَ قدموا لنا الموتَ بلا ثمن؟!
جعلوا للقبورِ دموعَ الأمهاتِ حدائقَ تنوحُ
ومن الوطنِ صحراءَ حبلى بالرمالِ..الرمادِ الأسودْ!
لماذا لا تُشاركهم؟
لماذا ..
أيّها الخوف ـ يا صديقي النبيل ـ
لماذا لم تُعلمْني فنونَ صمتِكَ الأبيض؟
أشعرُ بأنّكَ تتركُني دائماً رهينَ مزاجِكَ
تلعبُ بي أفكاري حتى تطمئنَ لُغتي مازالتُ حياً!
أيّها الخوف ـ يا صديقي النبيل ـ
لم أُشاهدْكَ يوما تحتَ قرصِ الشمسِ تنظرُ إلى السماءِ!
لماذا ـ يا صديقي النبيل ـ؟
ولماذا ..
تجلسُ أمامي وبينَ يديكَ رأسي الذي تُعلمُهُ
أّنّ الليلَ بستانٌ للحالمينَ
والصبحَ هو الكرسي الذي رسمَ لنا زوايا الطريقِ إليكَ!؟
أيّها الخوف ـ يا صديقي النبيل ـ
أتعلم أنَ ذلك الصوت الذي وراءَ الجبل
هو صدى وطنٍ غائبٍ
في قلوبِ من هواء!
أيها الخوف ـ يا صديقي النبيل ـ
سأرحلُ عنكَ وأتركُكَ تتعذبُ
وحيداً
أمامَ أسماكٍ تضحكُ من الموت!
#حسن_رحيم_الخرساني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟