أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل النجار - أنا والأنا














المزيد.....

أنا والأنا


جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر

(Gamil Alnaggar)


الحوار المتمدن-العدد: 6624 - 2020 / 7 / 21 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


طَرَقْتُ بابَ لاوعيٍ
ولم يُجبني أحد
فدفعتهُ؛ وولجتهُ؛ فوجدتهُ
على عكس ما توقعتُ
صمتاً مُريباً
يُطبق على فضاءٍ بلا مُنتهَى
صَمْتهُ، من خرائبِ الأنفس المحطمةْ
فهذى استفساراتٌ، أبدا لا تهدأ
وأبدا لا تُشتَهى.
وهذا مكانٌ، بلا امتدادٍ أومدى
وذاك فراقٌ، بلا سياقٍ أو سُدى
فراغهُ، خَيّمَ عليه رُعبُ السكونِ
عرشهُ، محكومٌ بمكر الآلهةْ
عرشٌ، يعصفُ ريحا صرصرا
في ركنه اللانهائي، حيزٌ
ينتحب بلا أنينٍ أوصدى.
في ناحيته السرمدية
أرضٌ، بلا تحفظاتٍ مُربكةْ
تجمعت فيها كل الأنحاءِ
شكّلت قوةً ناعمة .. داعمةْ
بلا غاياتٍ مُغرضةْ .. بلا حُراس
بلا خوفٍ محدبٍ، أو ميولٍ مقعرةْ
ولآتٍ حيرى، عن شقراءٍ فاتنة
تلك كانت حبيبتي بالغيبِ
رُحتُ أُهامسها وأناجيها:
أيناكِ مولاتي.. طال البعاد
حبيبتي، أنتِ كما أنتِ
كما كنتِ ولازلتِ
امرأةٌ مسكونةً بالحُسنِ
شفافةً كالجليد والألماس
مأهولةً بلمعةٍ تَحْبِسُ الأنفاس
لا، لا..
أنت امرأة من نار
نعم من نار..
نارٌ تغارُ من نارِها كل نار!
لا تنطفئ بَغْتةً وهي شامخة.
وما إن سَأَلتُ السرابَ بجَرعاتٍ صامتة؛
أمعنَتْ هي في مُساءلة عذاباتي
ووجَدْتُني؛ أهمسُ لطيفٍ عابرٍ كاغتراب أنَّاتي
برموزه الشائكةْ؛ وسكتَتِهِ الصاخِبة
فتَمفْصَلتْ لانهاياتي
بعيداً عن سطوة المصير
بمِزاجهِ البِكر
وملاحقاتِه الذابلةْ
وغدهِ المُترع بعصف الغطرسةْ.
طيف صورتها الصامتة
فيه معالمٌ، تنتحر بلا أفنيةْ
بلا صحارٍ مُبعثرة ، أو شواطئٍ محرمةْ
بلا ماءٍ آسِنٍ، أو جراحٍ نازفةْ
طفَت على سطحه، ممالكٌ بلا تخومٍ
بلا عروشٍ مُتخمةْ
ناءت بسكتتها الأبنيةْ.
مسيراتها: عكست مراياها ..
أطيافَ فكرةٍ طوطميةْ
أبحرت بلا أشرعةْ
على متن التفاتةٍ
متشحةٍ بوسمٍ من نُكران الذات
ولم تُعرها انتباها ..
تلك الالتفاتة الحيرى
بين همزات الوصل
ومرارةِ نصل صديقٍ مسموم
دخل يوما ما؛ دهاليزَ الحكمةِ
وأنفاق الفلسفات الوجوديةْ
فانصهرت سيرتهُ الذاتيةْ
في أتون الأفكار
بلا شرودٍ أشِر، بلا جمودٍ ذابل
وجانبتها الفضيلة؛ بلا ركامٍ متهالكٍ
أو نفاقٍ من رخام
بلا لونٍ مُرتجل، أو رائحةٍ من فَناء
بلا هفوةٍ حُبلى بالانكفاء المتعالي
فباتت مواضيعها الناعسةْ
بلا خلوةٍ من قطيعةْ
بلا طعمٍ من شقاء، أو رغبةٍ في البكاء
وجُنّ رصيفها الماجن
بكل أعمدة الإنارة
فبات، بلا مسافرين أو لافتات
بلا حقائب، أوصكوكٍ، أو إذاعةْ
بلا زوايا، بلا قهوةٍ، أو توترٍ أو إثارةْ
وفجأة؛ انقشع الصمتُ، عن عجوزٍ
بدا وكأنه، ضائعٌ
يرتدي أدلةَ البراءة
بلا شهود الزور .. بلا أقنعةْ
يحتسي بعضا من كبرياء
يقتات على شواهدٍ مُقْنِعةْ
يحيا بلا لحظةٍ مُحرجةْ
بلا امرأةْ
بلا وضوحٍ
بلا لمسةٍ مُفعمةْ
فاقتربتُ منه
فبدا وكأنه ينتفض
وهو يتفقد، مستودعَ الأسرار
وبعدما أحصي صوامعَ الغلالِ
بدا وكأنهُ ..
ينشغل، بصياغة فروضٍ بديلةٍ
أو صِفريةٍ غير متوقعةْ
ليحل بها، مشكلة حذائه الشتوي !
بدا وكأنه، يتلمسُ حلولا توافقية
تربط عالمه الإفتراضي، بجميع الأطراف!
بدا وكأنه، يتحسس دروبا من عدم
أو يبحث عن أملٍ مدفونٍ
في مقابرِ الإحباط
أو عافيةٍ مفقودةٍ بحانات الهوى
أو طريقةٍ للتواصلِ مع الأموات
عندها، اقتربت منه أكثر فأكثر
لامستُهُ باحتراسْ
فوجدتُ الأنا لي أنا
وأنا المُصابُ بذاتهِ
وذاتي أنا
بلا أنفاسْ !



#جميل_النجار (هاشتاغ)       Gamil_Alnaggar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملاتٌ فكرية حيرى بين التقدمية والرجعية
- تعرف على طبيعة فِكرك
- قراءة جديدة للتاريخ
- أصل العقيدة (سياقها التاريخي بين العلم واللغة)
- ما هو الوقت؟
- الديانة البوذية (سطورٍ الاستنارة البدائية المضيئة)
- مصر بإسلامييها إلى أين؟
- نفسية التشفي
- أصل النار (هل نحن حقا نعرف النار؟)
- مستقبل الدولار (الفرق بين التنبؤ العلمي والتخمين)
- انما هي نفسية البشر!
- الإدراك السليم والاضطرابات الإدراكية (معايرة إدراكنا ومدركات ...
- المعنى الغائب (للعدميين والعبثيين)
- تطور الحيتان من وحي التطور الأحيائي (12)
- نسبية الأخلاق
- حقيقة الحقيقة (ردا على الأسئلة الوجودية الكبرى 1)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل النجار - أنا والأنا