|
مقتل العائلة المالكة العراقية
علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات
(Alaaddin Al-dhahir)
الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 19:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يدور الكثير من اللغط والاتهامات حول مسؤولية قتل العائلة المالكة العراقية. البعض يلقي بهذه المسؤولية على الزعيم عبدالكريم قاسم او العقيد عبدالسلام عارف او كلاهما رغم ان الملازم اول عبدالستار العبوسي تحمل تلك المسؤولية (انظر الملحق ادناه). منذ عام 1967 وأنا اجمع المعلومات عن مقتل العائلة المالكة وكنت اود ان اجعلها جزءا من ثلاثة كتب عن تأريخ العراق الحديث لكن حريقا في عام 2002 ألمَ بالمبنى الجامعي الذي فيه مكتبي مما ادى الى حرق مكتبي بكامله بما فيه النسخ المطبوعة والالكترونية لمخطوطاتي عن تأريخ العراق. للاسف اكتشفت ان شهادة فالح حنظل وهو المصدر الرئيسي عن الموضوع غير امينة فهو لم يكن شاهدا كما ادعى بل نقل عن شهود آخرين كانوا داخل القصر (كما اقر لي في احدى رسائله) وأخفى معلومات اخرى وادخل الخرافات الدينية الى الموضوع. لن اتطرق كثيرا الى تفاصيل الهجوم على قصر الرحاب بل سأحصر الموضوع اولا بمقتل العائلة المالكة ثم اناقش بعض اللغط الذي يدور حول الموضوع. لم يكن الملازم اول عبدالستار العبوسي من اعضاء تنظيم الضباط الاحرار او له علم مسبق بالثورة لكنه عند سماع البيان الاول للثورة من الاذاعة انضم العبوسي مع بعض ضباط وتلاميذ مدرسة الاسلحة الخفيفة في معسكر الوشاش (حاليا حديقة الزوراء) المقابل لقصر الرحاب الى القوة المهاجمة وكسر مستودع العتاد في مدرسة الاسلحة. كان من بين تلاميذ دورة الاسلحة الخفيفة تلك الملازم اول مصطفى عبدالله وهو كردي من السليمانية والذي انضم ايضا الى مجموعة العبوسي المساندة للهجوم على قصر الرحاب. اطلق العبوسي قذيفتين من مدفع هاون مما ادى الى نشوب حريق في القصر وسرّع في استسلام العائلة المالكة. طلب الامير عبدالاله من مرافقيه عدم حمل السلاح لكن مرافقه الرئيس (النقيب) ثابت يونس اخفى مسدسا في جيبه. هناك روايتان لما حدث للعائلة المالكة بعد خروجها من القصر لكن لاعباها الرئيسيان هما ثابت يونس ومصطفى عبدالله. الاولى يرويها موظفان سابقان في قصر الرحاب وكانا شاهدان على ما حدث. كان مصطفى عبدالله مع مجموعة من الضباط والجنود تواجه العائلة المالكة عندما سأل مصطفى عبدالله ثابت يونس عن سبب مشيه مع العائلة المالكة فرد هذا الاخير ( من انت؟ ) وسحب مسدسه واطلق النار على مصطفى عبدالله واصابه في بطنه فرد هذا بالمثل وتبعه الضباط والجنود ضمن مجموعته بالرد على ثابت يونس. الرواية الثانية رواها احد الضباط المهاجمين قبل مقتله في محاولة الشواف الانقلابية وهو الرئيس (النقيب) عبدالجواد حميد الصايغ. يقول الصايغ ان مصطفى عبدالله كان يطلق النار في الهواء من غدارته فطلب منه ثابت يونس ان يتوقف عن اطلاق النار فلما لم يتوقف اطلق ثابت يونس عليه النار واصابه كما اصاب الملازم اول حميد السراج. في هذه الاثناء كان الملازم اول عبدالستار العبوسي على جانب لم يرَ منه ما يحدث فتقدم بسرعة واطلق النار على الجهة التي كانت ترمي على مجموعة الضباط والجنود التي فيها مصطفى عبدالله. في هذه الجهة كانت العائلة المالكة. هناك ادعاءات وردت في تقرير العبوسي وفي شهادات شهود عيان آخرين عن اطلاق نار من جهة القصر وإن كل ما قام به العبوسي هو الرد على مصدر النيران. من الصعب التأكد من هذه الادعاءات لكن الوضع كان ساحة قتال ومن الممكن ان يكون هناك اطلاق نار غير منضبط ومن اي جهة. الامر الاول ان ثابت يونس (اياً كانت الروايتان) بعدم امتثاله لأمر عبدالاله بعدم حمل السلاح وبحماقته الغبية بإطلاق النار هو الذي تسبب في حدوث تلك المذبحة التي دفع فيها هو الآخر ثمن حياته. والامر الثاني هو ان عبدالستار العبوسي كان الثاني في اطلاق النار على الجهة التي فيها العائلة المالكة لأن اول من رد بإطلاق النار على جهة العائلة المالكة كان مصطفى عبدالله بعد اصابته برصاصة من ثابت يونس. للايضاح، مصطفى عبدالله لم يستهدف العائلة المالكة وإنما استهدف ثابت يونس. وأضيف ان العبوسي لم يستهدف عمدا العائلة المالكة وأنما اطلق النار على الجهة التي كانت تطلق النار على القوة التي فيها مصطفى عبدالله. بمعنىً آخر إن كلا من مصطفى عبدالله وعبدالستار العبوسي براء من تهمة القتل العمد بل يمكن تبرير تصرفهما كدفاع عن النفس اثناء المعركة. إذن، يتحمل ثابت يونس لوحده مسؤولية مقتل العائلة المالكة. ليس هناك اي دليل عن اي امر مباشر او حتى تلميح بقتل العائلة المالكة او حتى كيفية التصرف معها لا من عبدالسلام عارف او غيره سوى توجيه عام بالسيطرة على قصر الرحاب. كل ما حدث ان عبدالسلام عارف عندما سمع بخبر مقتل العائلة المالكة هلّل الخبر واذاعه مبتهجا واخبر الناس بسحلها (سحل المتظاهرون جثة عبدالاله وتم التمثيل بها وتعليقها على بوابة وزارة الدفاع كما فعل هو مع العقداء الاربعة بعد اعدامهم) ولم تكن القوات العسكرية مرتبطة بأي عملية سحل او تمثيل بالجثث قطعا. ايضا قال عبدالسلام عارف (عفارم) اي (احسنت) لعبدالستار العبوسي عندما قدم هذا الى الاذاعة ليخبر عبدالسلام عارف بمقتل العائلة المالكة. يمكننا ان نعيب عبدالسلام عارف على سلوكه هذه لكن هذا امر اخلاقي وليس مسؤولية قانونية. بمعنىً آخر، عبدالسلام عارف هو الآخر برئ من تهمة قتل العائلة المالكة. وفيما يخص عبدالكريم قاسم ليس هناك اي دليل على اشتراكه في عملية القتل لأن لوائه التاسع عشر وصل الى بغداد بين التاسعة والنصف والعاشرة صباحا اي بعد حوالي ثلاث ساعات من مقتل العائلة المالكة. وليس هناك اي دليل على اعطائه أي امر بهذا بل على العكس كان ممتعضا من سلوك عبدالسلام عارف الذي ذكرته اعلاه. هناك امر لا بد من ذكره. قبل الثورة ارسل عبدالكريم قاسم مبعوثا الى كامل الجادرجي رئيس الحزب الوطني الديمقراطي يستفسر فيه عن ما سيفعله الثوار بالملك وعبدالاله ونوري السعيد. سأل الجادرجي المبعوث عن عدد الخرفان التي يتم ذبحها في المسلخ كل يوم وعندما سمع بالعدد قال للمبعوث: (اضيفوا ثلاثة لها). لا اعتقد ان الجادرجي كان دمويا لكنه كان يعبر عن سوء وكراهية الشعب للنظام الملكي. ايضا ليس هناك دليل من اي شخص بأن عبدالكريم قاسم استمع الى نصيحة الجادرجي بل كانت الخطة هي بتسفير الملك الشاب الى الخارج ومحاكمة عبدالاله ونوري السعيد مع الاستفادة من خبرة الاخير والاسرار الدولية للتعلم منها كما كان يتصور قادة الضباط الاحرار. في اعتقادي ان فرص نجاة عبدالاله من المشنقة كانت ضئيلة على عكس نوري السعيد الذي كان اذكى واقدر على المساومة لو تم القبض عليه حيا. لم ينتحر عبدالستار العبوسي عام 1970 بسبب ما عاناه من صعوبات نفسية لتحمله مسؤولية قتل العائلة المالكة. اخبرني فاضل العساف وهو من انقلابيي 17 ـ 30 تموز ان سبب انتحاره هو ارتباطه بمحاولة انقلابية ضد نظام البعث وفضّل لذلك الانتحار على التعذيب والاعدام بتهمة التجسس للمخابرات الاميركية كما كان الحال حينها. في ذات الوقت أنقذَ عبدالستار العبوسي بإنتحاره النظام البعثي من الحرج في اعدام شخص يعتبره الشعب بطلا وطنيا لقتله العائلة المالكة. لذلك اشاع النظام البعثي بأن سبب انتحاره هو شعوره بالذنب من قتله للعائلة المالكة. هذا لا يعني ان الرجل لم يعاني من شعور بالذنب خصوصا تجاه موت الملك فيصل الثاني ونساء العائلة المالكة. رغم اعلاه هناك بعض المزايدين اللذين سيسألون لماذا لم يحاسب عبدالكريم قاسم عبدالستار العبوسي وغيره على مقتل العائلة المالكة. هذا كلام فارغ من شخص لم يفهم ظروف تلك الفترة او عداء الشعب للنظام الملكي الذي اعتبر العبوسي بطلا وطنيا.
ملحق. تقرير الملازم اول عبدالستار سبع العبوسي كنت آمرآ لدورة تدريب المشاة الاساسية في مدرسة المشاة وكان موجود دورتي ( 18 ) ضابطا و68 ضابط صف وكانوا منتخبين من وحدات الجيش المختلفة . كان التدريب مبكرآ حيث تبدأ ساعة التدريب الاولى بالساعة السادسة صباحآ وقد كنت ضابط خفر ليوم 13 تموز 1958 وفي صباح يوم 14 تموز 1958 حوالي الساعة الخامسة والنصف حضر أحد الضباط المعلمين وأخبرني بوجود انقلاب في بغداد . أمرت بجمع الدورة ضباطا وضباط صف وطلبت منهم أن يستلموا البنادق العائدة لهم رغم أن التدريب في ذلك اليوم كان تدريبا على العصا وقبل الساعة السادسة سمعت أصوات رمي مستمر من ناحية قصر الرحاب وأخبرت الرئيس ( النقيب ) حميد السراج والرئيس محمد علي سعيد وطلبت رأيهم و رأي الضباط التلاميذ الباقين حول مساعدة القوة القائمة بالهجوم على القصر فاخبروا ضباط الدورة بالموضوع لمعرفة رأيهم ومقدار تأييدهم للثورة بحضوري فأيد الضباط كافة عدا ضابط واحد وهو الملازم فالح زكي حنظل وطلبت منهم استلام غدارات ( استرلنك ) وأخبرتهم بأنني سأذهب مع الرئيس محمد علي سعيد الى قصر الرحاب لمعرفة احتياج القوة القائمة بالهجوم وعند وصولنا شاهدنا جنودا ممتدين على الرصيف وقسم منهم أمام السياج المحاذي للرصيف وكانوا منبطحين من الباب الوسطي للقصر حتى الجهة الغربية من بغداد الا أنني لم اعرف كافة مواضع القوة في المحلات الاخرى فسألت الجنود المنبطحين عن احتياجاتهم لأنني لم أشاهد معهم ضابطا , فقالوا ( بأننا نحتاج الى عتاد على وشك النفاذ ) هذا حسب قول أحد الجنود فأستصحبت معي أحد نواب الضباط الذين صادفتهم بسيارة كبيرة وعند وصولي المدرسة كسرت مستودع ضابط الاعاشة الخاص بالعتاد لعدم وجود المفتاح لدي وطلبت من ضباط الصف أخراج عتاد 106 ملم وتحميل مدفع 106 ملم في أحدى سيارات الجيب بأقصى سرعة ممكنة لضيق الوقت كما طلبت من ضباط صف آخرين أخراج عتاد الغدارات أولا وتهيئة عشرة مخازن مملوءة فورا وأخراج بقية العتاد للبنادق .تناولت الغدارة المرقمة 5384 من مشجب جناح ضباط الصف كما أستلمت ثلاثة مخازن مملوءة وسلمت 3 غدارات لضباط صف كانوا بقربي وتوجهت الى رحبة المدافع بعد أن القيت كلمة صغيرة في ضباط صف الدورة بغية تشجيعهم على القيام بعمل فعال وطلبت من الرئيس سامي مجيد أن يشرف على العتاد وعلى أركاب ضباط الصف وارسالهم خلفي و ركبت في سيارة اللندروفر مع المدفع مع ضباط صف عدد 2 وثلاثة ضباط صف حاملي غدارات واربع طلقات 106 ملمتر وتقدمنا بأقصى سرعة وعند وصولنا الى الرحاب وضعنا المدفع على الرصيف مقابل الباب الرئيسية يسار الجنود الممتدين على الرصيف و وضعنا الاربعة اطلاقات التي معنا بجانب المدفع كنت أسمع اصوات الرمي من جهات مختلفة مما أضطر ضباط الصف على الامتداد على الشارع المبلط العام . كما تراجع الجنود الى نفس المحل وقد طلبت من ضباط الصف أن يملأ أحدهم المدفع فلم أسمع الا صياحهم ( سيدي أمتد لاتموت ) وظلوا في اماكنهم فأظطررت الى أن أخرج أحدى الاطلاقات بنفسي من غلافها وملأت المدفع وتحولت الى الجهة اليسرى بغية الرمي وكانت امنيتي الوحيدة أن اكمل رمي الاطلاقة ثم بعدها مرحبا بالموت لكثرة ماكنت اسمعه من دوي الرصاص فصوبت على الطابق العلوي و رميت الاطلاقة فأختفى القصر كله عن انظاري لكثرة الغبار والدخان وقد ملأت أطلاقة ثانية فوراً بالاستفادة من ذلك وانتظرت لحظة فشاهدت الرئيس ثابت يونس يخرج من الباب وبيده علامة بيضاء محاولا التقدم نحو جنودنا فتناولت الغدارة التي اندثرت في التراب و وجهتها نحوه وطلبت منه أن يقف والا كان الموت جزاؤه وقلت له : أنني لا اريد منك أن تستسلم , بل اريد استسلام القوة كلها وأنني آمرك بالرجوع فوراً لأنني كنت أخشى أن يؤثر على الجنود القريبين مني . فرجع فورآ الى الداخل وعدت الى مدفعي و وجهت الى الطابق العلوي أيضا و رميت الاطلاقة الثانية وملأت الثالثة فوراً فشاهدت بعدها العقيد طه البامرني آمر اللواء يخرج من الباب الوسطية ويصيح ( أننا مستعدون للتسليم ) فقلت له نحن حاضرون لأستلامكم تفضلوا فعاد الى الداخل ليجلب الجنود . وقد انتظرت بعض الوقت و ظننت أنه لم يكن جادأ في قوله فرميت الاطلاقة الثالثة على الطابق الاسفل وملأت الاطلاقة الرابعة و عولت أن لا أرميها لأنها الاخيرة وبعد قليل شاهدت من ناحية اليسارالعقيد طه البامرني وخلفه رتل من الجنود يحملون أسلحتهم بوضع أفقي وكانوا يسيرون على الشارع المحاذي لسورالرحاب فأخذت غدارتي وأثنين من ضباط صفي و سرت بأتجاههم فطلبت من الجنود أن يلقوا بسلاحهم وعتادهم على الارض فورآ ويتجمعوا بالقرب من السور المحاذي للجدار وأخرجت ثمانية جنود منهم وطلبت منهم أن يجمعوا العتاد فيقطع القماش الكبيرة التي كانوا يحملونها وبعد ذلك طلبت من ضباط الصف أن يأخذوا هؤلاء و يوزعوا العتاد على سرية المشاة القريبة منا والتي أتت الى الرحاب لإحتلاله وطلبت من باقي الجنود أن يتحركوا الى الحديقة المحاذية للشارع العام و وضعت عليهم بعض الجنود رأسآ عليهم وفي هذه الاثناء شاهدت مدرعتين تتقدمان على الشارع المحاذي للسور بأتجاه الباب فطلبت من أحدى المدرعتين تتقدمان على الشارع المحاذي للسور بأتجاه الباب فطلبت من أحدى المدرعتين أن تدخل من باب السور وتقوم بالرمي ثم تتقدم الاخرى بغية الاستتار خلفها وعند وصول المدرعة الى الباب الداخلية تأكدنا بأن الرمي قد انقطع من الداخل، فتقدمت الى الباب الداخلية فشاهدت الرئيس ثابت يونس وسألته عن الملك وعبد الاله فأقسم لي بأنه لايعلم شيئا عنهم وكنت متأكدا بأنه كاذب في قسمه وفي هذه الاثناء شاهدت الرئيس سامي مجيد و محمدعلي سعيد والرئيس حميد السراج والرئيس عبد الله الحديثي والرئيس مصطفى عبد الله والملازم الاول عبد الكريم رفعت والملازم الاول حبيب شبيب فدخل بعضهم الى داخل القصر وكان لوجودهم أثر كبير في تقوية معنوياتنا وقد عدت الى الباب الرئيسية لأنني كنت أشعر بوجود خدعة تدبر ضدنا وبينما كنت أسير وأذ بأحدهم يصيح (جو , جو , جو) فألتفت فجأة الى الخلف فشاهدت عبد الاله والى يساره الملك وكان على يمين عبد الاله والى الخلف أمرأة تلبس فستاناً أخضر وكانت بيضاء تميل السمره وشعرها أصفر وكان خلفهم عدد من حاشيتهم وخلفهم بعض الضباط و بينما تقربوا مني سمعت أطلاقات نارية أتجاهي فأجبت عليها بالمثل بصورة غير ارادية و على اثر ذلك سقط عبد الاله والملك والمرأة على الارض وطلبت من العقيد البامرني أن يتقدم معي للذهاب الى فوج الحرس الملكي في قصر الزهور، فأخبرني بأنه توجد ثلاث سرايا بكامل اعتدتها وأسلحتها وآلياتها فمن المستحسن أن تسمح لي بأن اتصل بالمساعد لكي يستلم الاسلحة والاعتدة لكي لاتحدث مذبحة فوافقت على ذلك بعد أن هددته بالقتل أذا آمر بعكس ذلك فأقسم بشرفه العسكري بأنه سيعمل لمساعدتنا فأتصل بالمساعد من غرفة حرس الرحاب فأخذ المساعد بتسليم السرايا والاسلحة والعتاد ثم طلبت منه أن يصعد بسيارة اللاندروفر ثم صادفت المقدم العمري وزودني بمدرعتين و كان الملازم الثاني الاحتياط محمد جواد غصيبة يرافق هذه المدرعات و وعدني بأرسال غيرها خلفي بعد حركتنا وركب سيارة اللاندروفر في الخلف مع بعض ضباط الصف حاملي الغدارات ووجهت غدارتي صوب العقيد طه البامرني وتقدمنا الى قصر الزهور وخلفي أحدى المدرعات، وأعتقد بأن المدرعة الثانية ذهبت من الشارع الثاني المؤدي الى الفوج. وعند وصولنا الى منتصف الطريق شاهدت أحدى الدبابات قد عقبت المدرعة، فطلبت من سائق سيارة اللاندروفر أن يقف حتى تصل الدبابة. اجتازت الدبابة المدرعة حتى وصلت أمام المدرعة ووقفت على مسافة 50 ياردة من سيارتي، فأستغربت من وقوفها ونزلت من السيارة لأرى السبب ! فشاهدت ضابطا برتبة رئيس أول في الدبابة، فسألته عن عدم تقدمه؟ فهمس في أذني عند صعودي الدبابة بأنه ليس عنده عتاد وأنه ينتظر وصول العتاد الان، فقلت له : تقدم ( للهيبة ) وتقدمت بسيارتي وعقبتني الدبابة والمدرعة وعند وصولنا الى مسافة 100 ياردة شاهدت حرس قصر الزهور يصوبون بنادقهم نحونا . فأقترح العقيد أن يترجل هو بنفسه اليهم وكنت أسير على مسافة عشرة ياردات منه فأخذ يصفر اليهم ويطلب منهم ألقاء سلاحهم، فتقدمت مع ضباط الصف وجردت الحرس من أسلحتهم وعتادهم وأبدلتهم بحرس من ضباط صف المشاة ثم دخلت الفوج بعد أن دخلت أمامي الدبابة، استلمت المشاجب ومفاتيحها ووضعت جماعة حرس عليها وبعد قليل والعقيد نوري الراوي آمر اللواء الجديد وسلمته المفاتيح والفوج ورجعت للمدرسة ثم الاذاعة وأخبرت العقيد عبد السلام محمد عارف بما حصل فأجابني (عافرم زين سويت) في الختام أود أن اضيف بأن ضباط وضباط صف دورة تدريب المشاة مراتب مدرسة المشاة كان لهم أثر كبير في انجاح الهجوم على الرحاب لواء حرس . (أقسم بالله العظيم وبرسوله بأن كل كلمة في هذا التقرير صحيحة و دقيقة وقد توخيت من هذا التقرير أن اذكر دوري والاشخاص الذين صادفتهم خلال اعمالي في الهجوم ويجوز أن يكون هنالك بعض الاشخاص الذين قاموا بأعمال أخرى لم اصادفهم في طريقي لذلك اقترح أن يكتب كل شخص عن دوره لكي تكون القصة كاملة) . التوقيع م .أول عبد الستار سبع العبوسي
#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)
Alaaddin_Al-dhahir#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دردشة عن بعض الاستخدامات اللغوية
-
جريمة قتل جورج فلويد وموقف العراقيين من جماعة ترمب منها والج
...
-
جمع (عيدية) للحكومة العراقية
-
دردشة عن بعض الزملاء 2
-
دردشة عن بعض الزملاء 1
-
فايروس كورونا يفضح الاديان
-
ناظم كزار مجرم قاتل وسافل
-
الازمة التورنغية في المانيا
-
رحيل عزيز الحاج
-
الله هو الحقيقة والحقيقة هي الله؟
-
حرب حزيران في الذاكرة: هزمتنا النسوان
-
شر البلية ما لا يجعلك تفكّر
-
العرب لا يقرأون والحرب اليمنية
-
هل كان نوري السعيد فعلا داهية؟
-
انقلاب 17 تموز 1968
-
إضافة ل عمالقة الرياضيات في التعليم الثانوي
-
بعض عمالقة الرياضيات في التعليم الثانوي
-
بائس من زمن البائسين، هادي خماس ومذكراته
-
مستوى حكام العراق منذ 1968
-
العبرة بين بيع الاوهام والاكاذيب والحقيقة
المزيد.....
-
القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
-
زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع
...
-
ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
-
حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع
...
-
بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا
...
-
الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف
...
-
شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في
...
-
ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
-
الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
-
أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|