أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - انتحالُ صفة: (رجل)!!!














المزيد.....

انتحالُ صفة: (رجل)!!!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6623 - 2020 / 7 / 19 - 14:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


Twitter: @FatimaNaoot

مَن لا قوامةَ له على غرائزه، كيف يزعمُ القوامةَ على النساء؟! لهذا قال تعالى: “الرجالُ قوّامون على النساء"، ولم يقل: “الذكور". فالفارقُ البين "الرجل" و"الذكر"، كالفارقُ بين الجبل الأشمّ، وكوم التراب الهشّ يذروه بعضُ هواء. الرجولةُ قوة ونبلٌ وشهامةٌ ومسؤولية وحماية ورباطةُ جأش وثباتٌ انفعالي. فيما الذكورةُ غريزةٌ هشّة تُستثارُ بفكرة أو صورة أو كلمة، أو شماعة المكوجي تحمل فستانًا. الرجولةُ تحضُّرٌ وسموّ، فيما الذكورةُ الطليقةُ همجيةٌ رعناء. لهذا فأنا أطالبُ بمحاكمة "الذَّكر" الذي قال إن ملابس النساء غير المحجبات تستفز "ذكورته"؛ بتهمة (انتحال صفة رجل ) لأنه يُقرُّ بنفسه عن نفسه أنه "ذكرٌ" لا يتحكّم في غرائزه ولا يُطيق غضَّ البصر الذي أمر به دينُنا. قال "الذَّكرُ" نصًّا: (عدم الحجاب تعري نعم، لأنكِ تُبرزين مفاتنَكِ التي تستفزُّ بالفطرة ذكورتي )! وبعيدًا عن الخطأ اللغوي في كلمة (تعري) وصحيحُها (تعرٍّ)، وهو خطأ لا يقعُ فيه من يزعم أنه رجلُ دين حافظٌ القرآن الكريم؛ الذي يضبطُ لسانَ قارئه، وبعيدًا عن مفردات غير لائقة يقولها في فيدوهاته المصوّرة مثل "جامد زوحليقة"، وغيرها من كلمات تُهينُ قائلَها ولا تليق برجل دين كما يُصوِّر لمتابعيه، إلا أن كلامَه ليس إلا اعترافًا صريحًا بعدم استطاعته التحكّم في غرائزه وشهواته، أمام أي فتاة "غير محجبة”. ولن نسألَه: (وكيف تبرّرُ التحرشَ بالمحجبات والمنتقبات والأطفال والطفلات؟) لأنه أجاب عن ذلك قائلا: (بسبب الكبت الجنسي اللي بيشوفوا من اللي بيلبسوا لبس ملفت… عمال يتشحن فبيدور على أي شيء يوجه طاقته الجسدية له)! هذا نصُّ كلامه بالحرف. وإذن، إذا افترضنا جدلا "أن جميعَ المسلمات قد تحجبن"، فهل يعطي هذا الشخصُ مبررًا للتحرش بالمسيحيات اللواتي لا يضعن الحجاب؟! الإجابة المؤسفة: “نعم"! وتلك الفكرةُ كامنةٌ في ذهنه الباطنيّ؛ باعتبار "المسيحيين كفارًا" كما صرّح هو مرارًا؛ وبالتالي يجوزُ على نسائهم ما يجوز على الكفّار في الغزوات من سبيٍ واغتصاب واسترقاق!
من كلماته المأثورة نصًّا ما يلي: (ليس من الطبيعي أن تخرج فتاةٌ بملابسَ لا تصلحُ إلا للنوم، ثم تشكو من التحرّش!) وهنا يُعطي صكَّ أمان للمتحرّش بحقه في إيذاء المرأة قولا أو فعلا، تِبعًا لملابسها! والشاهدُ أن المتحرشين لا يتحرشون بمن ترتدي ملابس مكشوفة وفاضحة، بل بفتيات الجامعة اللواتي يلبسن الملابس الكاجوال البسيطة، مثلما يتحرشون بالمحجبات والمنتقبات والأطفال، فالمتحرش (ذكرٌ هائجٌ) لا يميّزُ ولا يختارُ؛ لأن عقلَه غائبٌ وغرائزَه حاضرةٌ وجاهزة ومهيئة لإيذاء (أيّ) امرأة أو فتاة أو طفلة، أو حتى "طفل".
وفي مقابل جميع الترهات السابقة التي قالها ذلك "الذكر"، نجد بيان دار الإفتاء الحكيم الرصين يقول: (إلصاقُ جريمة التحرش النكراء بقَصْر التُّهْمَة على نوع الملابس وصفتها؛ تبريرٌ واهمٌ لا يَصْدُر إلَّا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة؛ فالمسلم مأمورٌ بغضِّ البصر عن المحرَّمات في كل الأحوال والظروف. والـمُتحرِّش الذي أطلقَ سهام شهوته مُبرِّرًا لفعله؛ جامعٌ بين منكرين: استراق النظر وخَرْق الخصوصية به، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "إياكم والجلوسَ على الطُّرقاتِ"، فَقَالُوا: ما لنا بُدٌّ، إنما هِي مجالسُنا نتحدَّثُ فيها، قال: "فإذا أبيْتُم إِلَّا المجالسَ، فأعطوا الطَّريقَ حقَّها"، قَالُوا: وما حقُّ الطريق؟ قال: "غَضُّ البصرِ، وكفُّ الأذى، وردُّ السَّلامِ، وأمْرٌ بالمعروفِ، ونَهيٌ عنِ المنكَرِ”.)
وقبل أن يرمينا أحدُ السفاسطة بما لم نقصد، ويُغيّر مسارَ الحديث عن موضعه، على نهج (مغالطة رجل القش) التي ينهجُها ذلك (الذكر) في جميع محاوراته، فهذا المقال، وجميعُ قولنا السابق واللاحق، لا يدعو إلى السُّفور ولا يهاجم الاحتشامَ، ولا يناقشُ أصلا حرية المرأة في ارتداء ما تشاء من ملابس بما يتفق مع طبيعة المجتمع ومناسبة الملبس للمكان. إنما نطرح في مقالنا عدة أفكار ومغالطات واضحة، وهي:
1- “عدم التحكم في الغزائز" لدى "الذكر"، ثم ادّعاء "القوامة"؛ وتلك قضية متناقضة.
2- تبرير التحرش والاغتصاب لغير المحجبات، بزعم أنهن "يتعرين" بهدف التحرش بهن، وفق قول ذاك الشخص!
3- تبرير التحرش واغتصاب المحجبات والمنتقبات والأطفال، مادام هناك "امرأة واحدة" في المجتمع "غير محجبة" تستثير شهوات "الذكر"؛ فيلجأ إلى تفريغ شهوته الجسدية في أي شيء يجده، وفق قول المذكور.
4- إعطاء رخصة للتحرش بالمسيحيات، كونهن غير محجبات، وكونهن "كفّارًا"، وفق زعم ذاك "الذكر" وأمثاله.
5- فضُّ الخلط بين مفهومي: “الرجولة" كمسؤولية وقيادة وريادة، و"الذكورة" كانبطاح وانقياد وتبعية.
وللحديث بقية. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحترم الوطن.”
***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرُّش… وصعوبةُ أن تسكنَ جسدَ امرأة!
- حينما تصيرُ المرأةُ: سيارةً ب قِفل!!!
- رجاء الجدّاوي … الجميلةُ التي غادرت
- كيف أشرق نورُ 30 يونيو؟
- مانديلا … محمود أمين العالم … وثقافة السُّموّ
- شريف منير …. وجدائلُ الجميلات
- درس شريف منير ... لكريماته
- عيدُ الأبِ …. الخجولُ
- اللّهُمَّ اشفِ مرضانا … ومرضى -العالمين-!!!
- الكمامة والقمامة ولغةٌ (قايلة) للسقوط
- احترام فيروس كورونا!
- البابا تواضروس … في شهر رمضان
- التكفيريون: بارتْ تجارتُهم
- منسي: اللي زيّنا عمرُه قُصَيّر
- الطبيعةُ تتنفَّس!
- لا تسخروا من السُّخرية… في السخرية حياةٌ
- -فرج فودة- الذي عاش أكثر من قاتليه
- أخيرًا… وصايا السَّلف الصالح في مناهجنا
- مسلسلات رمضان … في زمن الكورونا
- يُفطرون على دماءِ الصائمين… شكرًا للإرهاب!


المزيد.....




- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...
- الكويت.. مراسيم جديدة بسحب الجنسية من 1145 امرأة و13 رجلا
- نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من ...
- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاطمة ناعوت - انتحالُ صفة: (رجل)!!!