|
؟ GOOGLE EARTH ماذا وراء
رضا محافظي
الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:22
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لما بدأت الشبكة العنكبوتية تمتد داخل العالم العربي و الاسلامي و العالم الثالث رأينا الأعين تجحظ و العقول تنبهر لِما وصل اليه العقل البشري من قوة في الابداع و الابتكار ، و رأينا كيف أن العالم صار فعلا – كما كان يتردّد دوما – قرية صغيرة لا حواجز فيها و لا حدود . و مرت فترة قصيرة بعدها و سرعان ما اكتشفنا أن ما وصلنا من ابداع علمي كان مستعملا منذ فترة طويلة من طرف مصالح التجسس للدول الكبرى في ستينيات القرن الماضي ، و لم ننل حظنا منه الا بعد أن استهلكت تلك التقنية و فقدت فعاليتها و لم يبق حرج و لا ضرر من وضعهـا بين أيـدي عامة الناس لاستغلالها و التمتع بها بكل الصور و الصيغ . و هكذا هـو العالـم الغــربـي اليــوم ، لا يتـقـاسـم مـع العـالمـيـن العـربي و الاسلامي و العالم الثالث الا ما يمكِّنه من البقاء في مكان الأفضـلية و موقع القوة ، و لا يقبل بأي حال من الأحوال نقل التكنولوجيا الى تلك العوالم و تقريبها من التفاصيل التقنية و الفنية التي تمكنها ربما من الاخذ بزمام الأمور في يوم من الأيام .
خرج علينا مؤخرا محرك البحث المشهور قوقل بخدمة GOOGLE EARTH و انبهر البعض من جديد بما وضع تحت تصرف عامة الناس و مختصيهم من تقنية عاليـة للتـصـويـــــر و المسح تمكّن من رؤية أية منطقة من العالم بكل تفاصيلها الدقيقة من أعلى البنايات و المنشآت الى أخفضها و حتى الى ما هو أصغر من ذلك من سيارات و أشخاص و غير ذلك. و قد صاحب هذا الانبهار في بعض البلدان حديثٌ مستفيضٌ حول انتهاك سيادة الدول و اختراق حدودها التي كانت آمنة و تمكين عامة الناس من أسرارها و تفاصيل منشآتها و مواقعها الحيوية .
انبهار البعض في تصوري ليس له مبرر لكون أنّ معطيات كثيرة سابقة و أحداث مختلفة كانت تشير بما لا يدع مجالا للشك الى تمكّن العالم المتقدم من مراقبة كل بلاد الأرض عن طريق الأقمار الصناعية ، و آخر تلك الدلائل كان استغـلال تلك الأقـمار في الحـرب علـى العـراق قبل و خلال و بعد دخول القوات الأمريكية و القوات المتحالفة معها الى أرض الرافدين خريف سنة 2003 م . و قد رأينا حينذاك كيف أن المواقع العراقية كانت تدمر الواحد تلو الآخر عن بـعـــــد و بدقة متناهية . كما أن الدلائل على ذلك التمكن و تلك القدرة متوفرة لكل فاحص اليوم . ألا نرى كيف أن القوات الاسرائيلية تتصيد طرائدها من قادة المقاومة في فلسطين و كيف تصل اليهم بصواريخها الموجهة من البحر أو من الجو و هم في سياراتهم الشخصية أو منازلهم دون أدنى نسبة فشل حين الوصول لحظة تنفيذ العملية ؟ .
أنا لم اطرح على نفسي السؤال كيف سمح قوقل – و من ورائه القوى المسيطرة على الأقمار الصناعية – بنشر تلك الخدمة على عموم الناس و مجّانا ، لأنني مقتنع أنها لم تعد شيئا ذا بال هناك وراء البحر ، و لو كان الامر غير ذلك لما وصلت الينا تلك الخدمة بكل تأكيد . أنا طرحت على نفسي سؤالا آخر : اذا كانت تلك الخدمة بما فيها من ابهار للبعض و بما فيها من أشياء جديدة كانت الى وقت قريب من الممنوعات و المحظورات و من المسائل التي لا تتوفر الا في دوائر ضيقة و أروقة خاصة ، قد وضعت بين أيدي عامة الناس في أرجاء المعمورة كي يتسلوا بها ، فعلى ماذا تتوفر القوى العظمى اليوم من تقنيات مراقبة عن طريق الأقمار الصناعية أو غيرها و التي دفعتها الى استصغار خدمة قوقل ارث و وضعها للاستهلاك الجماعي المجاني ؟ .
الجواب أنها بالتأكيد شيء أكبر و أدق بكثير مما يتوفر لدينا . و في الوقت الذي نتسلى نحن فيه بخدمة قوقل الجديدة و تتمتع بعض صحفنا بالحديث عي رؤية فيلات الأغنياء و مسابحهم فان العالم الغربي يكون مشغولا من جانبه بتقنية جديدة تزيد من اضعافنا و تزيد من استغلاله لخيرات بلادنا و عقول أبنائنا ، و سنكتشف بعد ثلاثين سنة أو يزيد – مثلما حدث لنا مع الانترنت ذاتها – أنهم أعطونا لعبة نملأ بها أوقات فراغنا في الوقت الذي يكونون هم فيه في جد و شغل كبيرين .
#رضا_محافظي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منا تعلموا هدر حقوق الانسان
-
هجرة أدمغتنا الى فرنسا
-
مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي
-
من لافريقيا ؟
-
الجزائر تعانق فلسطين
-
هوان على هوان
-
قوقل يقود حرب الخصوصية…فهل يربحها ؟؟؟
-
تجار الموت
-
تجار الموت
-
التغيير من الخارج
-
عندما يرعبنا … طير
-
الوتر الثامن
-
لا بدّ من رضاهم
-
الديمقراطية الملكية
-
تاريخنا يغور في الأرض عبر القبور
-
أمة مسلوبة الارادة
-
بأي ذنب …. أولبرايت ؟
-
رسالة العقاد و رسالتهم
-
لا تزال النفس العربية رخيصة
-
لويزات ايغيل أحريز و شرف الجزائريات
المزيد.....
-
-بعد تفجيرات البيجر-.. موقع عبري ينشر تقريرا عن حرب بين إسرا
...
-
إسرائيل لا تمتلكها.. خبير عسكري يكشف لـ RT من وراء تفجيرات ل
...
-
ماذا وراء استقالة بريتون: كيف استنفذ المفوض الفرنسي صبر رئيس
...
-
ماذا نعرف عن جهاز -البيجر- الذي اخترقته إسرائيل وأصاب العشرا
...
-
ارتفاع عدد ضحايا إعصار -ياغي-: حصيلة القتلى تتجاوز 500 في جن
...
-
اندلاع حرائق في شمال إسرائيل بعد هجمات صاروخية من لبنان
-
نتنياهو يترأس اجتماعا عاجلا يضم وزير الدفاع وقيادات عسكرية و
...
-
مصادر لبنانية لـ RT: وقوع نحو 2000 مصاب في انفجار أجهزة لا س
...
-
-رويترز-: أكثر من ألف مصاب في لبنان إثر انفجار أجهزة اتصالات
...
-
مسؤول في حزب الله يصف تفجير أجهزة الاستدعاء بـ -أكبر خرق أمن
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|