أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل النصيرات - خذ الدبلة وطلّقني














المزيد.....


خذ الدبلة وطلّقني


كامل النصيرات

الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:22
المحور: كتابات ساخرة
    


خُذ الذَّبْلة وطلّقني

في أوائل التسعينات ..حينما كنتُ (كاتب كتابي ) على إحدى الدكاكين اليساريّة (وليسامحني جمال الشواهين لأنه كان في نفس الدكّانة ..بس هو ما كان كاتب كتابه وبس ؛ كان سابقني بمراحل ومخلّف منها) ..طبعاً مع الاعتذار مسبقاً عن كلمة دكّانة ؛ بس هاظ اللفظ الدارج ..ولم أكتشف ( دُكّانيّة بعض اليسار ) وزيّي الشواهين أكيد ؛ إلاّ متأخراً ..!!
اتصل بي فجأة أحد رفاقنا الكبار ..تعالوا من الغور بسرعة ..اليوم جنازة أحد رفاقنا والتجمّع في المقر بعمّان ..لم أكن أعرف الذي مات ..وعمري ما سمعت باسمه ..ولكن على ما علمت بعدين ..كان يساريّاً مُرّاً ..لذا سيكون الدفن في مقابر سحاب الإسلامية ..!!!
تجمّع الرفاق في المقر ..الحزن يغطّي الوجوه ..كانوا يعدّدون مناقبه ..إذن هو أعظم من عبد الناصر ..!! عدد الذين سيشاركون بالجنازة يزداد بشكل غير طبيعي ..السيارات تتسبّب بأزمة حقيقيّة ..توزعنا على السيارات ..حظّي دايماً مكعبل مثل حظ صدّام حسين بنتائج المعارك ..طلع نصيبي سيارة مرسيدس ميّة وتسعين ..اللهم لا اعتراض ..ويا عونة الله عونتك..!!
وانطلق موكب الجنازة ..سوّاق الميّة وتسعين أدركتُ من حديثه داخل السيارة للرفاق ( كنّا أربعة ) أنّه من علية القوم في الحزب ..وانّه بمون ..والغريب في الأمر اني لا أعرف حدا ولا حدا بيعرفني ..لذا لم يوجّه إليّ أيّ حديث ...وبدأ سيل النكت والتعليقات ..والتهكم على الجميع ..وأن الرفيق الميّت سيدخل الجنّة بالتأكيد ..وأن وأن ..وفجأة ..الرفيق إللي بمون ؛ صاحب المية وتسعين ..شغّل شريط ( خذ الدبلة وطلّقني ) ..طبعاً إحنا نقول الذبلة ..وبدأ يتمايل كالمخمور المراهق ..وسيارته في موكب الجنازة ..شاركه رفيق آخر لحظات الضحك الهستيريّة هذه ..وبدأت الدنيا تلعب لعبتها معي ..!! أين كلام قبل شويّة ..؟؟ أهكذا يودعون رفيقهم ..أهذه قيمته عندهم ..؟؟!!
في مقابر سحاب ..أعداد غفيرة ..اصطفت للسلام على أهل الرفيق الميّت ..وقّفتْ بالطابور ..والطابور طويل طويل طويل ...بحيث انني لم أكن أرى أصحاب العزاء ...ها هو دوري يقترب ..ويقترب أكثر ..رأيتُ أوّل واحد من الذين يسلِّمون عليهم ..رأيتُ الثاني ..وها أنا أرى الثالث ...لا ..مستحيل ..الثالث رجل يبكي بدموع غزيرة جدّاً جدّا ..لقد رأيته قَبْلاً ..بس وين ؟؟ آه ..تذكرت ..انه الرفيق صاحب الميّة وتسعين ..تاع خذ الذبلة وطلّقني ...تركت الطابور ولم أُسلّم على أحد..وغبتُ بين الحشود..!! يلعن أبو هيك حزن كذّاب..!!



#كامل_النصيرات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوز أمّنا الرئيس


المزيد.....




- الرئيس بارزاني يستقبل رئيس مؤسسة المدى للإعلام والثقافة والف ...
- لماذا تلهم -تفاهة الشّر- سوريّي اليوم؟
- كنز العراق التاريخي.. ذاكرة وطن في مهب الريح بين بغداد وواشن ...
- مهرجان -ربيع ماسلينيتسا- في مسقط: احتفاء بالثقافة الروسية
- مشاركة الممثلين عن قائد الثورة الاسلامية في مراسم التشييع
- ماتفيينكو تدعو إلى تجديد النخبة الثقافية الروسية بتضمينها أص ...
- جدل حول مزاد للوحات الفنية بواسطة الذكاء الاصطناعي ومخاوف من ...
- توغل بفن الراب والثورة في -فن الشارع- لسيد عبد الحميد
- -أحلام (حب الجنس)- يفوز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين ا ...
- رحيل الشاعرة السورية مها بيرقدار والدة الفنانين يوسف وورد ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كامل النصيرات - خذ الدبلة وطلّقني