|
المشروع الوطني العراقي
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6616 - 2020 / 7 / 12 - 15:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مقدمة هذه تصورات وأفكار نقدمها لشعبنا العراقي الذي أختطف من قبل الاحتلالات المركبة ( الدولية والاقليمة والمحلية ) بماركة السلطة الدينية في النجف وكربلاء ، وحالة العراق هذه مشابهة تماما للحالة الاوربية ( حكم الكنسية ) ، ولايمكن التخلص من الواقع الاحتلالي المرتبط بسلطة الدين ، إلا بمعرفة أصل المشكلة في البلد ، وهي الدولة العميقة التي تسيطر على عقول البسطاء من الناس ، وجعلت منهم بفتاواها مليشيات مسلحة ، تقتل وتختطف وتسرق أموال الدولة وعقاراتها فضلا عن الاموال الخاصة . المرجعيات الدينية هي التي تحكم العراق ، وتسيطر على صنع القرار ، وتهيمين على سلطة القضاء والحكومة والبرلمان ، هذا معروف من خلال الواقع الذي نعيشه ، يرجعون إليها ( كمقلدين لرموزها الدينية ) ، لها الحق في تشريع القوانين ، بإعتبارها أعلى سلطة دينية تحكم العراق ، وهي التي عرض عليها دستور نوح فليدمان ، ووافقت عليه ، وأفتت للناس أن يصوتوا عليه بنعم ، ووجوب إنتخاب الاحزاب الدينية ، وفي ديباجة الدستور ذكروا أن المرجعية الدينية هي التي أمرت بكتابة الدستور ، وهو دستور منقول من الدولة العبرية ، لتشابه الحالتين ، في بداية تشكيل الدولة الاسرائيلية ، أعطي الحق للحاخامات الصهاينة في تشريع القوانين ، وكذلك في العراق . القدسية لرجال الدين الغرباء والعراقيين ، وراء تمزيق العراق ، ونهب ثرواته ، وأي تغيير يصطدم بالسلطة الدينية ، التي تتوفر على ثلثي ثروات العراقيين ، وتأسست إمبراطورية مالية ضخمة في الداخل والخارج للمرجعية الدينية ووكلاءها ، فهي تسيطر على صنع القرار السياسي ، وبيدها الاقتصاد والسلاح ، بواسطة مليشيات مسلحة ، أخطرها فرقة العباسة القتالية التي إرتكبت الجرائم بحق المتظاهرين . الدول التي تقدمت ونجحت في العالم الغربي ، لانها حيدت سلطة الدين ، وأبعدتها عن الحياة السياسية للناس ، وفصلت الدين عن الدولة ، معضلة العراق مركبة ، فصل الدين عن الدولة ، وطرد رجال الدين الغرباء من العراق ، لانهم يختطفون الدولة العراقية ، وعقول البسطاء بفتاوى التقليد وهي في العرف السياسي البريطاني ( السيطرة على سلاح الفتوى ) الذي من خلال قيادة الجماهير غير المتعلمة . يصطدم مشروع التغيير ، ومشروع الحياة والدولة الوطنية بسلطة الدين الدخيلة على العراق ، والتي تتخادم مع شركات النفط وصندوق النقد الدولي ، ونسمع ليل نهار من سلطة الاحتلالين المحلية في المنطقة الخضراء ، أنهم يحتكمون لتوصيات المرجعية الدينية في النجف وكربلاء ، وهي تصنع القرارات من خلال خطبة الجمعة ، أو بإتصال هاتفي ، وجميع الحكومات الفاسدة في العراق ، في زمن الاحتلال الامريكي الايراني ، جاءت بفتاوى من مرجعية علي السيستاني وإبنه محمد رضا ، وقد تشكلت حكومة عادل عبد المهدي بتوصية وأوامر من محمد رضا السيستاني قبل أن تنتهي ولاية حيدر العبادي بستة أشهر ، خصصت له المرجعية الدينية منزلا في المنطقة الخضراء ، وعندما قدم إستقالته ، وصلته الاوامر من خلال خطبة الجمعة التي ألقاها وكيل السيستاني ( الشيخ عبد المهدي الكربلائي ) ، وبيان الاستقالة كان دينيا ، وموجها للسيستاني تحديدا ، لا للبرلمان أو لرئيس الجمهورية . لايمكن أن يتعافى العراق ، وتشكل فيه حكومة بإرادة الشعب العراقي ، إلا أن تزاح وتقتلع سلطة الدين في النجف وكربلاء ، التي تمثل أعلى سلطة دينية وسياسية وقضائية وإقتصادية في العراق ، ومن يقول غير ذلك ، فهو واهم ، وسيبقى العراق في دوامة ( اللادولة ) مع وجود غرباء دخلاء ، جاءوا من خارج الحدود ، سلطتهم عابرة للقارات ، فضلا عن الارتباطات الخارجية ، لهم حصة الاسد من ثروات العراق ، في الوقت الذي يعلن إفلاس الدولة العراقية . بناء المؤسسة العسكرية يجب حل المليشيات المسلحة بتسليح دولة ، وتتلقى أوامرها من قيادات الحرس الثوري الايراني ، وبناء جيش وطني عراقي ، بعنوان : جيش ثورة تشرين ، إحتراما وإقتداء بشهداء الثورة العراقية الذين كتبوا تأريخها بالدم ، وعلى أسس وطنية ، والاختيار لعناصر المؤسسة العسكرية ( الجيش ) تحت القسم الذي يعلن فيه الضابط والجندي ولاءه للعراق فقط ، وإبعاد ضابط الدمج الذين دستهم الاحزاب الدينية في المؤسسة العسكرية والداخلية ، وهم وراء تدمير الجيش ، وإضعافه لصالح المليشيات الايرانية . دعوة وطنية لجميع ضباط الجيش العراقي السابق ، لتشكيل الجيش العراقي الذي يخلف جيش الدمج والمليشيات ، ويبعد الجيش وقوى الامن الداخلي ( الشرطة والامن والمخابرات ) عن التسييس والاحزاب والسياسة . وزارة الداخلية يجب تحريرها من سيطرة المخابرات الايرانية ، ومن منظمة بدر الايرانية ، التي تسيطر عليها بالكامل ، ووصلت الى دوائر الجنسية والاحوال المدنية والجوازات ، ومنحت المستوطنين الايرانين والباكستانين والافغان الجنسية العراقية بغير حق ، وبغياب القانون ، وكذلك تخليصها من سيطرة الاحزاب وعناصر الدمج . بناء المؤسسة الصحية في زمن سيطرة المليشيات الايرانية وحزب الله اللبناني ، لاوجود للمؤسسة الصحية ، لا مستشفيات ولا كوادر تستطيع ان تعمل بدون خوف من القتل والمساومة ، وعندما تدمر المؤسسة الصحية تعمدا ، معنى ذلك ، تنفيذ مشروع القتل للعراقيين بالقوة والفعل . رصد الاموال الكافية لبناء مستشفيات ، ودعم الكوادر الطبية ، ودعوة الاطباء والممرضين العراقيين للعودة الى العراق ، للمشاركة في بناء المستشفيات ، وتطويرها والاشراف عليها ، وكذلك مجانية العلاج للعراقيين ( الضمان الصحي ) . بناء المؤسسة التعليمة بناء الانسان العراقي يبدأ من التعليم ، من الطفولة ، تعليم حقيقي يناسب المراحل الدراسية ، وإعادة الاطفال الذين يقفون في الشوارع والطرقات ، يعملون لإعالة عوائلهم ، بسبب تردي الحالة الاقتصادية والمعاشية للعراقيين ، بغياب الدولة العراقية ، كذلك تغيير مناهج التعليم ، وإلغاء مادة التأريخ والدين في المدارس الابتدائية والمتوسطة . تشريع قوانين حماية الطفل والمرأة من يريد النهوض بالمجتمع ، عليه أن يشرع القوانين التي تحمي الطفل والمرأة من العنف الاسري والمجتمعي ، والتصدي لثقافة المحمول والموروث العشائري والديني القديم ، لانه عقبة أمام التعليم ، ويقف حائلا أمام مشاركة المرأة العراقية في الحياة السياسية ، وصنع القرار ، فضلا عن شغلها لمراكز في الصحة والتعليم . عندما يهان الطفل منذ صغره سنه ، تبقى عقدة الخوف والنقص تلاحقه طول العمر ، يتردد من إبداء رأيه ، خوفا من سلطة الدولة والدين والعشيرة ، وما نشهده اليوم من تخوف غالبية العراقيين من الظهور لقول كلمة في زمن التردي ، لانهم يخشون لوم الاباء ومراجع التقليد وشيوخ العشائر ، لايختلف حال الرجل العراقي الذي يبقى خائفا ، ولايدلو بدلوه ، عن حال الفتاة العراقية التي لاخيار لها في إختيار شريك حياتها ، وهذه أمور يطول تفصيلها ، لكننا نقدم مقدماتها ، وهي قابلة للمشاركة والاضافة والتعديل من قبل جميع العراقيين العارفين في الشأن العراقي . الغاء القانون العشائري من القوانين التي دمرت العراق ، واشعلت فيه الحروب الداخلية بين العشائر ، بسبب إمور تافهة ، هو القانون العشائري الذي شرعه برلمان الاحتلالين ، بمباركة المرجعية الدينية ، وجعل سلاح العشائر يختطف الحياة في مدن العراق وأريافه ، حيث تتوفر العشائر على أسلحة متوسطة وثقيلة ، فيجب أن يلغى قانون العشائر ويسحب منهم السلاح ، لان سلطة شيخ العشيرة ، حيدت القضاء العراقي ، لصالح ( سانية العشيرة ) ، وهذا خيار أرادت من خلاله القوى الدولية التي تحتل العراق ، أن نغادر خيارنا الثقافي والحضاري والمدني ، إلى خيار ثقافة العشيرة ، وهو خيار التخلف والعودة الى الوراء . سلطة العشائر والمليشيات الايرانية في العراق ، أكبر عقبة أمام تأمين العراق ، حيث تهرب رؤوس الاموال من البلد ، لان رأس المال جبان ، يبحث دائما عن بيئة آمنة للعمل فيها ، فضلا عن تعطيل السياحة للاثار العراقية ، وهذا مورد مهم يوازي مورد النفط ، فهو معطل بسبب تردي الامن في العراق ، واضرب مثلا : في زمن برلسكوني ( رئيس وزراء ايطاليا ) أعلنت الحكومة أن مورد ايطاليا من السياحة سنويا ( 120 ) مليار يورو . تشكيل مؤسسة الضرائب العراقية الغرض منها ، تأمين الاقتصاد العراقي ( الامن الاقتصادي ) ومنع تهريب أموال العتبات المقدسة الى خارج العراق ، وتمنع رجال الدين الغرباء من السيطرة على مورد الاموال التي تدخل الى العراق ( السياحة الدينية ) . حل الوقفين الشيعي والسني يجب أن يحل الوقف الشيعي والسني وكل مؤسسة دينية ، تستنزف الدولة العراقية ماليا ، وتسيطر على العقود والمناقصات ، والتجارة والصناعة ، ولاحاجة لهذه المؤسسات الطفيلية الدخيلة على العراق ، وطرد رجالاتها الغرباء من امثال ( علاء الهندي ) ومحاكمتهم بسبب جرائم السرقة والسطو على مقدرات العراق . حل البرلمان الفاسد من أولويات المشروع الوطني العراقي ، حل البرلمان الفاسد ، الذي بني على المحاصصة الطائفية ، وشرع للقوانين قتل مشروع الدولة ، من قبيل تشريع عمل المليشيات الايرانية ، وقانون العشيرة ، وتشريع عمليات السطو على ثروات العراق ، من خلال إزدواجية الرواتب ، والفضائيين ( الاسماء الوهمية ) والتصدي لعلمليات الاصلاح الاقتصادي ، وهو برلمان يتوفر على مليشيات مسلحة ، ومكاتب إقتصادية ، وحصص في الوزارات ودوائر الدولة ، حيث سطت الاحزاب على الحصة التموينية ، وسرقت أعلاف الحيوانات ، فضلا عن سرقتهم لأحلام العراقيين . يجب أن يحل البرلمان ، ويحاكم جميع من شارك فيه ، لحماية رموز الفساد في مفاصل الدولة العراقية . إصلاح القضاء العراقي ، ويجب ان يكون مستقلا ، ليكون هو الحكم في الفصل بين الناس بعضهم البعض وبينهم وبين الحكومة والدولة ... في هذا تفاصيل . إلغاء رواتب كل من هو خارج العراق ، وخصوصا ضباط الدمج الذين وظفتهم الاحزاب الدينية في الجيش والشرطة لأيام ، وأحالتهم على التقاعد برتب عسكرية عالية ، لأجل إستلام الرواتب مناصفة مع سلطة الاحزاب ، فعادوا الى دولهم في اوربا وشمال امريكا ، برواتب خيالية ، وكذلك أعضاء البرلمانات الذين يستنزفون الدولة ماليا . إصلاح عمل دوائر الكمارك العراقية ، وإبعاد المليشيات المسلحة عنها . حريات غير محدود للعراقيين ( حرية التعبير والصحافة والعبادة ) وغيرها ، لانها تسهل وتساعد على الابداع والمشاركة في صنع القرارات ، وتقديم الافكار لبناء الدولة ومؤسساتها ، فضلا عن بناء الانسان العراقي . دعم القطاع الخاص ، لانه معطل بسبب هيمنة المليشيات المسلحة . ربط الجامعات العراقية بجامعات اوربا وامريكا وكندا . تشغيل المصانع العراقية التي تعمدت سلطة المليشيات تعطليها لصالح إيران . دعم المنتج الوطني ( الزراعي والصناعي ) . يتبع
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نسألكم الدعاء مولاي ودعاؤكم أحوج
-
التدخلات الامريكية في الشأن العراقي
-
للعراقيين فقط : سري للغاية
-
من هم مراجع الدين ؟
-
نقد المرجعية الدينية في النجف
-
حكومة 9 نيسان الإستفزازية
-
الحديث عن حرب عالمية ثالثة
-
إغتيال النساء في العراق
-
الجهاد في زمن الاحتلال
-
صناعة داعش وأخواتها
-
إستبدال الدين بالتكنلوجيا
-
الاسلام السياسي والثقافة
-
البصرة المنكوبة
-
معركة الدجاجة ( المقدسة ) في القادسية
-
خصخصة المظاهرات في العراق
-
جامعة الكفيل وتفريس العراق
-
تشريعات برلمان النكاح
-
مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال
-
النزاعات العشائرية في العراق
-
متى يتحرر العقل العراقي ؟
المزيد.....
-
نتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة خلال زيارته إلى أم
...
-
السودان: أكثر من 60 قتيلا في هجوم لقوات الدعم السريع على سوق
...
-
هيغسيث: -داعش- تكبدت خسائر جراء الضربة الأمريكية في الصومال
...
-
قلق في إسرائيل بسبب منصب رئيس وفد المفاوضات مع حماس
-
وزير الخارجية المصري: لن تنعم المنطقة بالسلام ما لم تقم دولة
...
-
تقدم روسي.. وترمب يصر على الحل بأوكرانيا
-
لقطات جوية من مكان تحطم طائرة طبية في مدينة فيلادلفيا الأمري
...
-
بولندا.. مرشح المعارضة للرئاسة يتعهد بإعادة 20 مليون بولندي
...
-
ويتكوف ونتنياهو يتفقان على بدء مفاوضات المرحلة الثانية لوقف
...
-
الدفاع الروسية: القوات الأوكرانية ارتكبت جريمة حرب جديدة بقص
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|