أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيرين عبدالله - التحرش الجنسي، لماذا لايمكن لوم الضحية!














المزيد.....

التحرش الجنسي، لماذا لايمكن لوم الضحية!


شيرين عبدالله
(Shirin Abdulla)


الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 23:17
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من ازقة افغانستان وشوارع واسواق المدن العراقية الى مدارس اثيوبيا والى استوديوهات هوليوود وقاعات البيت الابيض وغيرها تتعرض الفتيات والنساء يوميا الى اشكال من التحرش والتطاول الجنسي المخفية او العلنية مثل التعليق ،التصفير ،الملاحقة ،اللمس الغير مرغوب فيه، رسائل بريدية او الكترونية، والاغتصاب والاستغلال الجنسي...
بينما توجد اسباب كثيرة تساعد على انتشار هذه الظاهرة كسيادة العادات والتقاليد الذكورية وانعدام القوانين التي تحمي حقوق المراة...وغيرها، يجادل البعض بان اللوم يقع على الضحية (التي هي عادة الأضعف والأقل قوة في أي سيناريو) بدلا من الجاني. وان هذا رد فعل بشري شائع ومحبط جدا، لأنه يتجنب معالجة القضايا الأكبر واي تحدي للوضع القائم.
لنتامل قليلا في اسباب ذلك:
حسب الدراسات ليس لدى الطفل او الطفلة، على الاقل في السنتين الاولى من العمر، وعيا بالقوالب الجندرية ولكن المجتمع من حولهما رسم لهما هذه القوالب. فبدءا بالوان ثيابهما (الازرق للولد والوردي للنت) الى نوع الالعاب والى الوظائف والادوار الاجتماعية المتاحة لهما وطريقة الكلام والمشي واللبس... وتتكون لدى الجنسين منذ سن مبكرة فكرة واضحة عن ادوارهما وماهو مقبول اوغيرمقبول للذكور اوالاناث ويتم غرس هذه الافكار يوميا من وسائل الاعلام وعائلاتنا والمجتمع من حولنا.
وهكذا يرسم المجتمع قفصا يمكن للفتاة ان تعيش في اسواره وهي ان حاولت تخطي هذه الحدود ينصب عليها انظارالمجتمع وتصطدم بمنظومة اجتماعية كاملة باعتبارها مخالفة للوضع القائم، فتصبح عرضة للاتهامات والشائعات مما يولد لها فقدان الامان والشعوربالذنب والخجل والهزيمة. وهي غالبا ماتلقى اللوم من الاناث من حولها مما يزيد الضغوط النفسية عليها وان نفس هذه المنظومة الاجتماعية تبرر لمن يتطاول عليها. ولهذه الاسباب لاتدون الاغلبية العظمى من حالات التحرش والتعدي الجنسي لان اجتياز هذا الحاجز يتطلب جراة واصرارا كبيرا من الفتاة وكل من يدعمها.
ولكن المشكلة ليست هنا، بل المشكلة هي ان المراة بامكانها التحكم بما تلبسه او طريقة كلامها او مشيها و..الخ ولكنها لاتستطيع التحكم بتصرفات الاخرين او تفسيرهم لتصرفاتها. فمثلا، تدرج منظمة هيومن رايتس ووتش على صفحتها الالكترونية في فيديو عددا من المخاطر التي تتعرض لها الفتاة الافغانية في طريقها الى المدرسة، فهل هذا يغني ان الفتيات مخطئات في الذهاب الى المدرسة ام الخطا هو في فيما يجري في البلد ومن حولها.
يمكن القول بان الاثارة الجنسية لدى الرجال تختلف عن النساء او كما يشير البعض الى الكبت الجنسي كسبب للتحرش والاعتداء الجنسي ولكن ذلك لايعني أنه اثارتهم شيء لابد منه وخارج نطاق ضبط النفس. قد تكون الإثارة الجنسية شيئًا قويًا، لكن الدماغ لديه أيضًا العديد من العمليات تعطي الايعاز بقمع السلوك الجنسي فتقول له "هذه ليست فكرة جيدة، لا تفعلها". فان المسبب الوحيد للتحرش الجنسي والاغتصاب هو المتحرش والمغتصب.
ان لوم الضحية هو جزء من عملية صراع القوي ضد الضعيف، بنفس الطريقة الفقير هو السبب في فقره وليس النظام المبني على اساس اللامساواة، والهدف منه بالاضافة الى اسكات الضعيف وكل من يحاول مساعدتهم وابعاد النظر عن الجناة والاهم من ذلك التاكد من الابقاء على النظام الاجتماعي الذكوري الذي يهيء لهذه الظاهرة ويغذيها.
8.7.2020



#شيرين_عبدالله (هاشتاغ)       Shirin_Abdulla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- البرلمان الأوكراني يقترح تسجيل النساء كمتطوعات بعد خدمتهن ال ...
- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - شيرين عبدالله - التحرش الجنسي، لماذا لايمكن لوم الضحية!