|
التدخلات الامريكية في الشأن العراقي
حمزة الكرعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 16:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في العالم الذي تهيمن عليه القوى الغربية ( أمريكا وبريطانية وفرسنا ) ، تشكل حكومات في البلاد الضعيفة من قبل الغرب ، موالية لهم ، تحمي مصالحهم ، ومن يقدمونه يشترطون عليه أن يوقع على شروط وقيود وقروض تكبل بلده وشعبه ، وليس سهلا الخروج منها ، وتصادر إرادة الشعوب ، والمعروف عن الغرب ( الديمقراطي ) أنه يدعم الانظمة الاستبدادية ، وحدود ديمقراطيتهم وإنسانيتهم لاتتعدى حدودهم الجغرافية ، وكل شعار تطلقه أمريكا عن نشر الديمقراطية كاذب ووهمي . التخادم الامريكي البريطاني الايراني في العراق مستمر ، وعلى أعلى المستويات ، كل يشرع لنظيره في العراق ، فعندما يتحرك العراقيون للاطاحة بنظام المحاصصة الذي أوجدته أمريكا وإيران ، تتحرك أمريكا لإنقاذ جماعة إيران ، واذا خرج العراقيون ضد أمريكا تحركت إيران ومليشياتها لإنقاذ مشروع أمريكا الاحتلالي . لازال التخادم الامريكي الايراني قائما ( لولاه ولولاها ) ، وعلى نفس تلك الطريقة عندما يسقط نظام ما في العالم بإنقلاب ، تتحرك أمريكا ، وتطالب بإعادة الحكم للنظام الاستبدادي ، وتصفه بالشرعي ، أما اذا كانت هي وراء الانقلاب ، تدعمه بكل الوسائل . لماذا تتدخل أمريكا في العراق لإنقاذ نظام المحاصصة ؟. يقال وهذه تسربيات أخبار ، أن هناك إجتماعات أمريكية في مكتب الكاظمي مع الكاظمي وجناح أمريكا في العراق ، وإذا صحت الاخبار ، ولم تكن فبركات إعلامية لتخدير العراقيين ، وكل شهر يسربون لمن يرتبط بهم : ستتحرك القوات الامريكية لإقتلاع مليشيات ايران ، وطائرات تحلق فوق المنطقة الخضراء ، ويستمرون بخداع العراقيين ، وكلما تنتهي المدة التي وعدوا بها العراقيين بالتغيير ، يضعون تأريخا آخر وهكذا يستمر مسلسل الكذب الامريكي كما هو الايراني . لنبحث عن سر التدخلات الامريكية في الشأن العراقي ، تشعر أمريكا بواسطة مجساتها على الارض العراقية ، بقرب سقوط نظام المحاصصة الطائفي اللعين الذي أوجدته هي وسلمته لايران ومليشياتها ، فتتدخل بقواتها ، ولاتسمح للعراقيين بتغييره بأنفسهم ، لتحرمهم من تغيير حقيقي يفتخر به كل عراقي ، حتى يرتهن العراق للإرادة والهيمنة الامريكية ، ووجود القوات الامريكية في العراق لحماية النظام الطائفي الذي يتخادم مع صندوق النقد الدولي وشركات الغرب الكبرى . يريدون حكومة ضعيفة ، يقودها شخص تافه لايقل وساخة عمن سبق الكاظمي أو جاهل متخلف مثل مصطفى الكاظمي ، والسر هو سيطرتهم على موارد العراق ، وحرمان الشعب العراقي من الخدمات والعيش الكريم ، وسلب منهم السيادة والاستقلال والامن والاستقرار . ومن أهم الاسرار التي تدفع أمريكا وبريطانية أن تحرم العراقيين من تغيير نظام طائفي عنصري ، مصالحهم ومنها وجود شركاتهم التي تنهب النفط والغاز ، والفوسفات وغيرها من المعادن ، وهل يعلم العراقيون أن منذ 2003 وحتى اللحظة ، بوجود شركات بريطانية تسيطر على موارد الفوسفات غرب العراق ، ولم تذكر في الاعلام ولا في برامج حكومات الاحتلالين في الخضراء ؟. اذا صح خبر تدخلات امريكية جديدة ، لحماية ( حكومة الكاظمي ) أو من خلاله تأتي حكومة أمريكية تخلفه ، فهم يريدون حكومة توقع على إستمرار عمليات النهب والسطو الدولي لثروات العراق ، والاتفاق على صفقات جديدة مشبوهة ، حسب الاكتشافات لما تحت الارض العراقية . تفرجت أمريكا وقواتها وهم يرون عمليات القتل والقمع والخطف لشباب التظاهرات ، وتفرجهم أو سكوتهم هو بحد ذاته حماية لنظام المحاصصة المليشياوي الذي أوجدته إيران ، وإعطاء ضوء أخضر للمليشيات لترتكب الجرائم ، فلو كانت أمريكا جادة ، وتريد تصحيح ( أخطاءها ) لما تركت التظاهرات في مواجهة سلاح المليشيات الايرانية ؟. تدخل أمريكا لانقاذ نظام المحاصصة ، لحرمان العراقيين من الحياة ، ومن تغيير حقيقي ، وإدامة الفساد والاحتلال ونهب ثرواتهم ، لانها شعرت بقرب سقوطه بثورة عراقية وهذا لايخدم المصالح الامريكية . من يعول على تغيير تأتي به أمريكا ، عليه أن يعيد حساباته ، لانها تلعب على الساحة العراقية أدوارا قذرة ، ولا ننتظر خيرا من قوى إحتلال ؟. نظام المحاصصة الذي أعلن إفلاس العراق تابع لإيران ، وعندما أوشك على السقوط ، تدخلت أمريكا بكل قواها ، لتقدم نظاما مشابها له ، أو تعديله حسب دستور نوح فليدمان الذي باركه سيستاني ، ومزق العراق . الحل يجب أن يكون عراقيا ، وأمقت كل من يقول : لابد لنا من الاعتماد على قوى دولية وووالخ ، ماهي نتيجة هذا الاعتماد على أمريكا منذ اليوم الاول للاحتلال حتى اللحظة ؟. بلد ممزق ، ثرواته تنهب ، شعبه يقتل ، وبرضا أمريكا المختطفة من قبل اللوبي الصهيوني . على شعب العراق أن يرفض أمريكا وإيران ، وكل التدخلات الخارجية ، واذا توحد العراقيون ودعموا ثورة تشرين ، لاتستطيع القوى العظمى الوقوف أمام ثورة شعب . وأظن أن التدخل الامريكي لصالح الكاظمي ، لايغيير نظام المحاصصة ، بل يريدون ترتيبه حسب المصالح الامريكية ، وغضب أمريكا من سلوك مليشيات إيران ، لا أنهم يقتلون العراقيين ، بل لأنهم يهددون المصالح الامريكية ، فلو إتفقت إيران مع أمريكا ، ومنعت مليشياتها من تهديد المصالح الامريكية ، لإكتفت أمريكا وتوقفت ، وتركت المليشيات الايرانية تستيطر على العراق . من هي الجهة التي تختطف أمريكا وصناعة القرار فيها ؟. المحافظون الجدد ، واللوبي الصهيوني ، وهولاء يتواجدون في العراق ، ويسعدهم أن تسيطر مليشيات ايران على العراق ، وتدمر وتقتل ، لان الاهداف والمصالح تلتقي في تدمير العراق ، وهذا مطلب أمريكي بريطاني اسرائيلي إيراني كويتي . لايريدون رئيس حكومة في العراق ، إلا على شاكلة مصطفى الكاظمي وأمثاله ، ضعيف جاهل متخلف ، لايعرف ماهي مصلحة العراق .
#حمزة_الكرعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
للعراقيين فقط : سري للغاية
-
من هم مراجع الدين ؟
-
نقد المرجعية الدينية في النجف
-
حكومة 9 نيسان الإستفزازية
-
الحديث عن حرب عالمية ثالثة
-
إغتيال النساء في العراق
-
الجهاد في زمن الاحتلال
-
صناعة داعش وأخواتها
-
إستبدال الدين بالتكنلوجيا
-
الاسلام السياسي والثقافة
-
البصرة المنكوبة
-
معركة الدجاجة ( المقدسة ) في القادسية
-
خصخصة المظاهرات في العراق
-
جامعة الكفيل وتفريس العراق
-
تشريعات برلمان النكاح
-
مقتدى الصدر و إصلاح الاحتلال
-
النزاعات العشائرية في العراق
-
متى يتحرر العقل العراقي ؟
-
الترحم على الحصة التموينية
-
بشراء الاصوات والذمم سقطت الدولة العراقية
المزيد.....
-
معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف:
...
-
مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر..
...
-
نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
-
-نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل
...
-
بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية
...
-
-معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد
...
-
شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11
...
-
صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا
...
-
بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي
...
-
-إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|