أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - اغتراب الغربة 10/15















المزيد.....

اغتراب الغربة 10/15


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:02
المحور: الادب والفن
    



حين بدأوا في الهبوط صاحت افريقية et nous
قال له رشيد :ترجم ليها
أجابه الروبيو :ترجم ليها آنت إلى ساليت أن خصني نرجع بالزربة
وصاح فيهم allez sortez
بدأ ا لقوم في الهبوط والسباحة التي حاولوا تعلمها في الوديان والفنادق والبحر، اهبطوا هنا .
ما تحتاج للسباحة غدي تمشي على رجلك الله يهنيك نتلقاو العام الجاي فالبلاد إيتتجيبو السيارة راك عارف العنوان bon chance
نزل رشيد كان الماء البارد جدا لكنه تجاهل ذلك وبدأ في التحرك للخروج من الشاطئ
بينما الآخرون بداوا في الصياح، كان جلهم يجهلون السباحة لسبب آو لآخر، وصل من وصل وتعثر من عجز عن مجاراة التيار بينما سقط آخران في قبضة المراقبة التي انتبهت لهم، فيما كان الروبيو يرفع سرعة مركبه للفرار قبل انفلاج بحر الصباح
استمر في التحرك بينما كان البعض قد وصل للرمال وانطلق كما تنطلق الجنود صوب المعركة
وحين لمست رجليه الرمل نزع ثيابه بسرعة واستبدلها بالأخرى التي حملها وسط بلاستيك، لقد استرجع حيويته وبدا كمن لبس لباس يوم العيد، استنشق هواء خفيفا ثم أسرع في الجري للإبتعاد قبل انكشاف أمره وحين وصل مرتفعا التفت كانت هناك أمواج أخرى تجري كل لا يلوي إلا عن نفسه ممنوع التجمع ولو في الطريق، بينما بدا له من بعيد مراكب تنزل حمولتها من السواعد الرخيصة التي أتت دون دعوة احد .




هاهو الصباح بدأ ينجلي وهاهي الجنة الموعودة كما حلم بها وكما حكوا عنها، جبال مكسوة بالثلج وزهور أذبلها الزمن القاتم، لم الجو حارا بل كان باردا رغم فصل الصيف، لكن حركاته التسخينية التي قام بها منذ أن وصل للشاطئ جعلت جسده يكون دافئا لفترة من الزمن
وبدون اتجاه وبلا بوصلة واصل الطريق كالتائه في فضاء غريب عليه إلى أين؟ من يدري؟
لا يدري هل يتجه للشمال ؟أم للشرق؟ أم للغرب؟ مادام أن الجنوب كان متيقنا أنه تركه في بلاده المغرب .
الساعة الآن الحادية عشر صباحا رغم أن ساعته مازالت تشير للتاسعة ،إذ لم ينتبه لفارق الزمني لإسبانيا مقارنة مع خط كرينيتش.
فجأة ظهر أمامه شخص، كننت بنيته قوية، أحمر البشرة، هاهو يقترب منه، بدا عليه الخوف الشديد لكنه عزم على التصدي بل استعمال سكينه الاحتياطي الذي أحضره معه للدفاع عن نفسه إذا لزم الأمر ضد كل الأخطار اسودت الدنيا في عينيه وهو يعتقد أن البقاء في الحياة رهين بالخمس دقائق القادمة لم يرد تغيير المسار ولم يفكر في الهرب فهو رجل كما تذكر أن أمه سرت له ذطات يوم في وضع صعب، فتح السكين وخبأه في مكان قريب من يده اليمنى ليسهل سله، اقتربا معا فكر في سؤال الغريب لكن أنافته دفعته لتكشير وجنتيه لإعطاء الخصم دلالة خاصة ورسالة مرموزة، مر ذلك الشخص دون سؤال إذ ذاك اعتقد رشيد وبيقين أن المار أمامه مهاجر سري مثله وظن انه غجري من أوربا الشرقية لبشرته الخاصة
بعد ساعة تقريبا أحس بالجوع لقد استنفذ كل الحمص الذي حمله معه، واعتقد أنه سيكفيه لزمن محدد لكن لان لا خيار أمامه سوى مواصلة المسار، رويدا رويدا بدا له حي من بعيد أو مزرعة كما خمن، وكلما اقترب منها بدأ قلبه يخفق سريعا .
هاهي البداية أم نهاية البداية ،استحضر كل نصائح أصدقائه ،كن شجاعا تقدم لا تتردد دافع عن نفسك حتى النفس الأخير وظف كل طاقاتك حتى ولو كانت تقمص دور الضحية أو المشرد أو الجائع أو المتكبر حسب الظروف لكسب ود من تقف أمامه ،إنها حربائية الحياة
دخل من الباب الخلفي ،لم يطرق بابا لأنه لا وجود له ولا حرس،كان هناك ضجيج قدر انه للعمال ،بدت له فتاة كانت بشرتها توحي أنها من أصل إفريقي لذلك بادرها بالقول لإقتحام عالمها الخاص bonjour
Comment t allez vous !, ?qui étés vous ?
Moi je suis marocain et toi
Je suis soudanienne que faites ici ?
Soudain du nord ou du sud
Oh du sud
Donc avec gon guarang
Exacts
Moi j aimes les soudanais j ai beaucoup des amis au maroc surtout dans le parti démocratique de l étudiant
Bravo mais que faites ici ?
Je te cherche
Bien mais pourquoi ?
Je te dit après est –ce qu il ya du pain pour manger ?je ne mange rien depuis deux jours
Bien suis moi
عبرت به مزرعة كانت مخصصة لجني العنب، بدأ يلاحظ وجوها عديدة قدر أنها من أقطار متعددة، لكن بدا له الأمر جميلا عندما سمع بعضهم يتحدث باللغة العربية، طبعا إنهم أصدقائه في الهجرة السرية
وصلت به إلى مطبخ ضيق دخل بحذر وقالت له
Voilà le pain le confiture manger
Merci
تناول الفطور المتأخر جيدا احتياطا للمستقبل فقد أوصاه الآخرون أنه يجب عليه استغلال كل الفرص فإذا تناول الفطور قد لا يجد الغداء والعشاء
كان التعب باديا عليه لذلك استغل الفرصة لينام وليستريح من تعب طال
في الثانية زوالا أيقظته السودانية التي قدمت له الفطور، ظل مترنحا ودائخا من فرط التعب لمدة دقيقة قبل أن يستقر حاله، إذ تذكر نصيحة أخرى أن الغفلة ولو لبرهة قصيرة قد تؤدي إلى القبض عليه أو سقوطه في مصيدة محتملة
تناول الغداء مع نفر آخر من الفتيات، كان بينهم كالعريس آو الديك في خم دجاج، قالت له السودانية
Voilà mes amies voici une marocaine
Oh c est bon
بادلته بابتسامة خجولة، حاولت سؤاله عن مدينته لكن السودانية واصلت حديثها
Et voilà tunisois, mauritanien, algeris, zimbzbwi
بابتسامة رقيقة عاجلته المغربية
على سلامتك
بارك الله فيك
اليوم عاد ياك ما بارد البحر بزاف تفاجأ بلكنتها التي تشبه أصول منطقته لكنه لم يتعجل لا لسؤالها عن مدينتها الأصلية فأجابها
لا غير شويا
شحال من واحد فرطتو فيه راني عارفة الميدان مزيان
تردد في بداية الأمر ومع إلحاحها أجاب هما اللي فرطو فيه أنا مارميت ماعاونت
ابتسمن جميعا من جوابه الصريح وعدم مراوغاته التي اعتدنها عند كل غريب ضحكن وخرجن بعد أن نصحوه بالبقاء هنا مختبئا وعندما خرجوا رجعت فاطمة ابنة البلد لتقول له عندما هم بالرجوع للنوم
اسمع أولد بلادي فكر مزيان البارح جاو البوليس وشدوا أربعة مهاجرين ديكلارا بيهم الباطرون وانتا ما خصك تفوت يومين هنا لا تثق أبدا لا تمشي غالط اللي خرجوا من هنا يقدروا يعلموا بيك الخدمة هنا مزيرة بزاف حتى حد جديد مادخل هادي أربعة اشهر حتى لليل ونشرح ليك
عاد رشيد لأشجانه فبعد أن فكر في الإستقرار هنا وان هؤلاء سيضمنون له قوتا يوميا هاهي ابنة البلد تحذره مبكرا لذلك عزم على الرحيل في الغد وللإستعداد أكثر فضل الخلود للنوم استعداد لسفر الأيام المقبلة الذي قد يكون أقسى مما مر به قبل أيام لذلك يجب عليه خزن طاقاته وأخذ احتياطاته
عندما رجعت المجموعة في المساء وجدته ما زال نائما حاولت إحداهن إيقاظه لكن الأخرى صاحت فيها:
Laissez le il est très fatigué
بعد طهي العشاء وكمزاح بينهن احترن في أيهن ستوقظه فتكلفت الموريطانية بالعملية
كانت وجبة العشاء سلاطة من الأرز والطماطم والفلفل وهي من الأطعمة التي زودهم بها صاحب المزرعة كابيكو إذ أن قانون العمل هنا هي أن الأجور لا يتقاضينها إلا بعد مضي مدة طويلة كما إنهن ممنوع عليهن الخروج للخارج لأن ذلك يعني الإعتقال والترحيل عن اسبانيا فهنا عاملات سريات ولاحق لهن في وضع قانوني قبل أن يستغلهن رب المزرعة لشهور ومن يدري فقد يصبح الشهر سنة وهكذا ....
بعد العشاء انفردت به فاطمة وخرجا للمزرعة في جنح الظلام للحديث واقتناء العنب
- ماإسمك ؟ ومن أي مدينة ؟
- رشيد من وارزازات
- أنا فاطمة من من أزيلال في جبال أسمرير، أقطن هنا منذ أربعة أشهر لا نتقاضى أي شئ إلا مؤونة كابيكا التي ترى، وعدنا بتسوية وضعيتنا، وإعطاءنا أجورنا عند رغبتنا في السفر، إنها وضعية مزرية لكن لا بديل، ولأضمن هذا العمل استغلني الشاف جنسيا، لكن لافرق في أزيلال كنت أمارس الدعارة لأنها الملاذ الوحيد للعيش هناك، لا تعجب فكل أولئك الذين أسكن معهم لهن نفس الحكاية.
غريب وكيف لم يسارعوا لكم بالتسوية القانونية ؟؟؟
ليس لدينا خيار فأي احتجاج أو صوت يطرح الموضوع قد يؤدي إلى إخبار البوليس فلقد رفضت إحدى التونسيات يوما إشباع غريزة أحد الإسبان هنا يوما رغم أنها كانت عشيقته المفضلة فأمرها بالخروج من المزرعة لإحضار سلعة في إطار عملها ومباشرة اخبر بها البولسي، وبعد يومين وجدت نفسها في مسقط رأسها بصفاقس ورغم ذلك استطاعت العودة وهي في مزرعة أخرى بنفس الوضعية
- وأنا آش غادي ندير الآن
- اسمع لو كنت ما شي مغربي ما نكول ليك، غدا صباحا خرج من هنا وغدي نوصي ألبيك يوسف يركبك وغادي يوصلك لفرمة فيليبي وهناك اسأل على واحد الشاف مغربي اسمو علي وقل ليه سيفطتني ليك فاطمة راه غادي يخدمك
- ولكن مالك انتي ما خدمتي معاه
- هناك ما غادي يصاوب لي الأوراق راه غادي يخدمك حتى تدبر راسك
عادت به الأشجان لما كان يسمعه بالمغرب فالوصول لإسبانيا ليس نهاية المطاف بل بداية الرحلة الطويلة ،كما أن الدخول بدون عراقيل الجمارك ليس سوى الدخول في عالم التيهان والآفاق المظلمة التي لا تنفتح إحداها إلا لتقذف بنفسها على الأخرى نشرد بذهنه نبل بدأ يحس بالندم على وصوله أصلا ،إذ تذكر عائلته التي كانت تنتظر رجوعه من الشمال بسلع بدأت في الدعاية لها قبل وصولها ،أحس بدمع تغلب على عينيه لكن تذكر انه يقف أمام امرأة قد تستهزئ به إن أطلت الدموع من مقلانه الصغيرة
شرد ذهنه لكن فاطمة عاجلته بالقول:لا تحزن إنها بداية الطريق الموصلة للأمل
- أي أمل ؟
- أمل التسوية القانونية، وحتى تصل سأعطيك مائة بسيطة عاون بها الطريق ورد بالك من الآخرين بل حتى من المغاربة.



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتراب الغربة 9/15
- حوار صحفي مع الفاعل الجمعوي محمد بلمو
- اغتراب الغربة 8/15
- الهجرة إلى............... 2* هوامش من دفاتر الأحزان
- اغتراب الغربة 7/15
- هوامش من دفاتر الأحزان
- حوار مع المبدع المغربي أحمد الكبيري
- اغتراب الغربة 6/15
- قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-2/2
- تيهان
- قراءة في رواية المبدع المصري -بورتريه لجسد محترق-1/2
- 4/15اغتراب الغربة
- اغتراب الغربة
- في ذكرى النكبة
- اغتراب الغربة 2/15
- اغتراب الغربة 1/15
- الخريطة الدينية بالمغرب من خلال صناعة النخبة بالمغرب
- نخبة النخبة بالمغرب
- العطب المدني والثقافي في المجتمع المغربي من خلال صناعة النخب ...
- الأحزاب المغربية ومتاهات السياسة من خلال كتاب صناعة النخبة ب ...


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - اغتراب الغربة 10/15