|
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3 ف 1
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 11 - 11:26
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
المشكلة العقلية بدلالة الزمن ج 2 ب 3 ف 1 إلى صديقتي الأولى 1 يتعذر التمييز بين العقل والغريزة ، بدون فهم الفرق بين الادراك والوعي . الغريزة والادراك متلازمة ، مقابل متلازمة العقل والوعي . تربط بين الادراك والوعي علاقة تتام ، حيث الادراك مرحلة أولية والوعي مرحلة ثانوية تتضمن الأولى ، بينما العكس غير صحيح . .... الادراك نظام اجتماعي يميز الأحياء عن غيرهم في الوجود ، العالم والكون . الوعي نظام انساني ( ثقافي ) يميز الانسان عن غيره من بقية الأحياء . بالإضافة إلى التمييز بينهما بدلالة الشعور والفكر ، حيث يتمحور الادراك حول الشعور وبدلالته ، مقابل تمحور الوعي حول الفكر وبدلالته . الشعور ظاهرة بيولوجية ، وعصبية بصورة أكثر تحديدا . الفكر ظاهرة ثقافية ولغوية ، ونظام رمزي بصورة عامة . ناقشت العلاقة بين الشعور والفكر ، عبر نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . 2 بين الفكر والشعور اختلاف زمني أكثر وضوحا من السابق . الشعور موضعي ويتحدد في الحاضر هنا بطبيعته ، بينما الفكر مجرد ورمزي ويتعذر تحديده ، هناك بطبيعته ( في الماضي أو في المستقبل ) . للأسف كل ما نعرفه عبر الزمن وعن الزمن ، أو بدلالته فقط هو تقريبي ، وربما يكون خطأ ، وهو المرجح كما أعتقد . .... خطوة ثلاثية جديدة في تعريف الحاضر ، وتحديده بشكل منطقي وتجريبي ... 1 _ يمثل الحاضر مجال التقاء الزمن والحياة . وهذه ملاحظة تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء . 2 _ الماضي مكان ووعي ( حياة ) فقط . هذه فرضية ، تقبل الجدل المنطقي والحوار . 3 _ المستقبل مكان وزمن فقط . وهذه فرضية أيضا ، وتقبل الجدل المنطقي والحوار . يمكننا وبسهولة تصور الحاضر بدلالة الواقع ، والعكس أيضا . وتبقى المشكلة في الغموض المزدوج ، مع الجهل شبه العام _ العلمي والفلسفي _ لكل من الحاضر والواقع . 3 قبل معرفة الواقع المباشر ، والواقع الموضوعي ، وتحديد هل هما وحدة أم تعدد وتنوع ، تبقى جميع الافتراضات ، العلمية أيضا ، تقريبية وأولية بطبيعتها واقرب إلى الخطأ غالبا . .... مثال مباشر وتطبيقي ، بدلالة النظرية الجديدة ، حيث تبين أن طبيعة الزمن سلبية بالنسبة للحياة . وتتكشف بوضوح تناقضات بعض أكثر النظريات العلمية شهرة ، مثل نظرية الانفجار الكبير ، أيضا أن الكون يتوسع ، ويصعب أخذها على محمل الجد . هل الحاضر موضوعي أم نسبي ...سؤال مكرر الحاضر دينامي بطبيعته ، ومزدوج بالتزامن . وقد ناقشت موقف نيوتن واينشتاين من الحاضر سابقا ، حيث يتركز موقف نيوتن على الحركة التعاقبية أو العمودية للوقت ( والزمن طبعا ) ، على خلاف موقف اينشتاين ، الذي يتركز على الحركة التزامنية أو الأفقية . وأعتقد أن الحقيقة الموضوعية تتضمن كلا الموقفين . .... الحاضر الموضوعي ، يشمل الوجود كله . أعتقد أن الحاضر مجال حقيقي ، وموضوعي ، مع أنني لا أعرف بعد كيف أعبر عن تصوري الحالي بشكل واضح ومفهوم . الحاضر النسبي ، يتحدد من خلال الانسان ، والفرد خاصة . ينتهي الحاضر الفردي لحظة الموت ، فهو غير محدد بشكل مسبق ويتعذر معرفته . منطقيا الحاضر الموضوعي يتضمن الحاضر النسبي ، اليس كذلك ؟! سوف أحاول تكملة هذه الأفكار ، عبر الفصول القادمة ... ما أزال أعتبر نفسي قارئ _ كاتب ، قارئ أولا وليس العكس . .... على الهامش لماذا يفشل اشخاص كثيرون ، وعلى درجة عالية من الذكاء أمثال أينشتاين ، بفهم حالة منطقية وعامة مثل الصفة الموضوعية للزمن ، وبنفس الوقت يكتشفون أشياء يتعذر فهمها بالنسبة للإنسان فوق متوسط درجة الذكاء والحساسية ، وبعد عقود ؟! 1 قبل أكثر من عشرين قرنا ، توصل بعض الشعراء والعلماء والفلاسفة إلى فهم الطبيعة الكروية للأرض . أكثر من ذلك ، تمت صياغة عدد من البراهين المنطقية على كروية الأرض ! 1 _ لو أن الأرض مسطحة ، أو غير كروية ، لكانت الشمس تغيب دفعة واحدة . كل غروب يسعفني الحظ برؤيته وتأمله ، أتذكر تلك الشخصيات والعقول بنوع من الرهبة والاجلال ! أولئك الأسلاف العظماء ، نجحوا بقيادة الجنس البشري من الوضع البدائي ، ونقله من الكهوف والمغاور وأكل جثث بعض ، إلى الأنترنيت والذكاء الاصطناعي والرحلات الفضائية....والقادم أجمل . وبنفس الوقت ، ما تزال أغلب شعوب العالم ، غارقة في الجهل والتعصب وعبادة الزعماء ، ويتعذر تعداد أسماء الطغاة الذين تعبدهم شعوب وثقافات حتى اليوم . 2 _ لو أن الأرض مسطحة ، أو غير كروية ، لكان ظل الانسان يختلف بين مكان وآخر . وخاصة في الشمال أو الجنوب عنه في البلدان المتوسطة . 3 _ الدليل الثالث بواسطة الكسوف ، وحتى اليوم لم أفهم هذا الدليل بشكل واضح . وبالطبع توجد أدلة عقلية ومنطقية غيرها لا تثير الاعجاب والدهشة ، بل الرهبة . 2 سنة 1988 ذكرى شخصية ، خلال دورة الأغرار كنا نتبادل التذمر والشكوى ، حين قال زميلنا مروان شلفون عبارة ، تبين بعد ذلك أنها خبرة مشتركة " الزمن الذي يمر هنا بسرعة ، وفي القصور ببطء ، أو في أي مكان آخر في العالم ، هو نفسه الذي تقيسه ساعاتنا التي نشعر أنها طويلة ، مع أنها نفسها واحدة هناك وهنا " ....حدث جدل عنيف وعميق ، وكنت أنصت وأستمع فقط على غير عادتي ، للحجج المتبادلة بين أسامة الشوفي وأكرم العليوي وهيثم الراهب وايمن عويس ( زملاء الخيمة ) . كأن الحادثة قبل ساعات ، ما تزال مطبوعة في عقلي ! الزمن يمر على الجميع هو نفسه ، وبسرعة واحدة " ثابتة " والمختلف شعورنا فقط ، أو تفسيرنا وفهمنا له . .... تجربة أخرى مكررة أيضا ، يعود أحد زملائنا الأكبر سنا إلى القرية بعد انتهائه من الخدمة الإلزامية ، ويستنكر تكرار العبارة من أهله ومعارفه " انتهت سنوات خدمتك ، لم نشعر بها " ... تلك العبارة وغيرها كثير ، تدل وبوضوح على الفرق النوعي بين حركة مرور الزمن ( الموضوعية ) وبين المشاعر الفردية المختلفة حيالها . 3 يتركز اهتمام الانسان عادة على جدلية الحياة والموت الظاهرة والمباشرة ، أو البداية والنهاية . العلاقة بين الزمن والحياة جدلية ومستمرة أيضا ، لكنها عكسية ، وهي غير مباشرة وليست ظاهرة طبعا . .... لا يمكن فهم أي شيء بدون اهتمام . مشكلة الاهتمام ، أنه رباعي البعد في الحد الأدنى . الاهتمام أربع مستويات متسلسلة كما أعتقد ، مع أننا نشعر بها دفعة واحدة . 1 _ الوقت ، وهو العنصر الأولي في الاهتمام . منح الوقت اللازم والكافي للحدث ، أو الموضوع ، أو الفكرة . 2 _ الجهد ، وهو العنصر المتلازم مع الوقت ويتعذر فصلهما . 3 _ السلطة والقانون ، أو الانتقال الفعلي من حلقة ( اضرب أو اهرب ) إلى البديل الثالث أو المعيار : الاحترام . يحتاج الاهتمام الحقيقي إلى الاحترام كقاعدة وعتبة ، احترام الحدود والقوانين والاختلاف . 4 _ الملكية والمال . لا يستطيع الفرد قبل النضج ، فهم العلاقة الغامضة بطبيعتها بين الغاية والوسيلة . نملك أو نكون _ كتاب شهير لأريك فروم انصح بقراءته . ملحق 1 جدلية الحياة بين الولادة والموت ، سبب ونتيجة أو بداية ونهاية . جدلية الوجود بين الحياة والزمن ، هي من نوع مختلف وعكسية بطبيعتها . علاقات الحياة سببية ، وهي تتقدم بشكل ظاهر وواضح ، من الماضي إلى الحاضر ، والمستقبل أخيرا . على خلاف ذلك علاقات الزمن ، حيث يتحول المستقبل إلى حاضر ، ثم يتحول الحاضر بدوره إلى الماضي ، ويستمر الماضي بنفس الحركة والسرعة والاتجاه ... في الماضي الأبعد فالأبعد . ما نزال نجهل طبيعة الزمن وماهيته ومصدره ، لكن صرنا نعرف طبيعة حركته الثنائية ( الحركة التعاقبية التي تقيسها الساعة بالتزامن مع الحركة التزامنية التي تساوي سرعة الضوء ( وعلى الأرجح تتجاوزها ) ) . ملحق 2 تصور جديد للعلاقة بين الزمن والحياة بدلالة الخارج والداخل ( المركز والأطراف ) ... فرضية مزدوجة وهي نتيجة لما سبق : المستقبل أكبر من أكبر شيء ، والماضي أصغر من أصغر شيء . بعبارة ثانية ، المستقبل يمثل العالم الخارجي ( المحيط ) ، والماضي يمثل العالم الداخلي ( المركز ) . يمكن تخيل الحاضر بسهولة بعد ذلك ، من خلال الجدلية العكسية للحياة والزمن . يمكن المقارنة بين هذا التصور للزمن بدلالة الحاضر ، عبر علاقة الماضي والمستقبل وبين تصور قدمه تودوروف في كتاب " حياتنا المشتركة " وقد ذكرته سابقا ، حيث يأخذ على الفلاسفة تركيزهم على أصل الانسان ، واهمال أصل الفرد الذي يتكرر بشكل ثابت . للبحث تتمة
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 مع فصوله
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 ف 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 ف 2
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2 ف 1
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 الباب الأول مع فصوله
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 3
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 2
-
المشكلة العقلية _ الكتاب الخامس ( الزمن ) ج 2 باب 1 ف 1
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الجزء الأول مع أبوابه الثلاثة
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 3 مع فصوله
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) _ باب 3 ف 3
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) _ باب 3 ف 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن ) _ باب 3 ف 1
-
الكتاب الخامس _ الباب 3
-
الكتاب الخامس _ الباب 1 و 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 3
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 2
-
الكتاب الخامس ( الزمن )_ الباب 2 ف 1
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|