سعد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 21:27
المحور:
الادب والفن
( نورسٌ حكيم )
وحدي ... هنااااااك
حيثُ السماءُ قريبةٌ ونظيفة
وحيثُ الأعالي بلا ضغائن
وبلا رصاص
وحيث لا حمقى
ولا مخبرون
ولا مفخخون
وحيثُ لا حفّارو قبورٍ
في قلوبِ الإمهات
*
وحدي ... هنااااك
مثل نورسٍ حكيمٍ
وناصعٍ
ولكنني محتشدٌ
بروحي الزاهدة
(قلوب تمشي على الارض )
إِخوتي البعيدونَ
كانوا سبعةَ قلوبٍ
تمشي على الأَرضِ
لكنني لمْ أَفتقدْ منهم
سوى واحدٍ
وكانَ قدْ ماتْ
في حربِ الثمانِ سنواتْ
إلّا أَنني كنتُ ومازلتُ أَبكي
ولاأَدري هل أَنا أَبكي عليهِ
لأَنَّهُ قُتلَ في حربٍ مُضحكةٍ
وليسَ لها معنى؟
أَمْ أَبكي لأَنني
وحيدٌ
مثل طائرٍ
في متاهة ؟
( وحشة الوحيد )
أَنا الآنَ
( وحيدٌ مثل الله )
كما قال صديقي الشعري
( محمد الماغوط )
الذي عاشَ حياتَهُ
أَعزلاً وحزيناً
بعدَ أَن اختطفَ الموتُ القاسي
حبيبتَهُ الشاعرة النادرة
مثل ايقونةٍ خالدة
*
وأَنا الآنَ
أَشعرُ أَنني سأموتُ
في ايَّةِ لحظةٍ
بسببِ وحشةِ غيابكِ الفوضوي
ولذا سأَذهبُ الى أَقربِ حانةٍ
في هذهِ المدينةِ المجنونةِ
لأَشربَ نبيذاً عسلياً
نخبَ حضوركِ المؤجل
حتى اشعالٍ آخر
#سعد_جاسم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟