أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى صامت - الحراك بين حلم جزائر الغد ومخاوف السقوط في الدولة الاسلامية (الجزء الثاني)















المزيد.....

الحراك بين حلم جزائر الغد ومخاوف السقوط في الدولة الاسلامية (الجزء الثاني)


مصطفى صامت

الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 19:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حينما تقرأ الاسلام من الناحية التاريخية دون مكياج وتغليب العاطفة الدينية ستنتهي الى قناعة واحدة لا ثانية لها، وهي أن الاسلام المحمدي الذي وحد بين الاتباع إنتهى في نفس اليوم الذي مات فيه نبيه، حيث تركه المسلمون لثلاثة أيام دون دفن - حسب كتب السيرة - فقط لانهم كانوا منشغلين في السياسة وفي خليفته، وستدرك كذلك أن الصحابة أنفسهم لم يحتكموا الى الشريعة بل إجتهد كل واحد بعقله حسب قناعته ومصلحته وما يراه صحيحا، وكل هذا يوم إنقسم المسلمون الى قريشيين وأنصار بعد "مؤتمر" سقيفة بني ساعدة، أما بعد واقعة الجمل (قتل فيها 17 الف مسلم) وصفين (قتل فيها 70 الف مسلم، ) اللتين إنقسم المسلمون فيها الى شيّع ،مذاهب،طرق ، مدارس وأفكار فلم يعد حتى التفكير في إمكانية اتفاق المسلمين حول نفس الفكرة أمرا ممكنا .

في جزائرنا ورغم أنها خالية من الطوائف الدينية تقريبا، الا أن الاباضيين عند اغلب السلفيين هم "خوارج" ، في نفس الوقت فإن أتباع الصوفية والاخوان حسب فتوى زعيم التيار المدخلي، الشيخ فركوس، هم ليسوا من أهل السنة والجماعة، بتعبير آخر هم ليسوا من درجة المداخلة كي لا نقول كفار، والجزائري الذي على اسلام الاخوان نراه اليوم يحارب في الوهابية والمداخلة ...

وكل هذه الجماعات في صراع عقائدي قديم ضد الشيعة... هذا رغم أن كل هؤلاء في نفس طائفة المسلمين فقط فما بالك بالعلماني، المسيحي، اللاديني والملحد ... فأي من هؤلاء يكون له الحكم يجعل من خصومه أذلاء أو مواطنين من الدرجة الثانية إن لم يقم عليهم حد الردة إمتثالا لعقيدته .

ومن هنا جاء التفكير في العلمانية كحل لجمع كل هذه النِحَل والفرق في مجتمع واحد توحدهم المواطنة التي تقف دولة المؤسسات فيها على نفس المسافة بين كل المواطنين مهما إختلفت افكارهم الدينية والسياسية ، فالدولة العلمانية (العلمانية المعتدلة وليست الاصولية) تحمي الوهابي وتصون له حريته في إقامة دينه وارتداء قميصه ولحيته وتعاقب أي معتدا يريد أن يفرض الحاده او مسيحيته عليه ، كما تعاقب ذلك الوهابي اذا حاول فرض أفكاره المذهبية على غيره او منع من ليس على مذهبه في اقامة شعائره .

هذه الدولة المدنية العلمانية هي التي جعلت المسلمة المحجبة "حليمة يعقوب" تصل الى منصب رئيسة الدولة بسنغافورة ذات الأغلبية البوذية، وهي التي جعلت حكومة أردوغان الاخوانية تصل الى الحكم في تركيا أتاتورك ، وهي من تجعل المسلمين على اختلاف مذاهبهم يهربون من أنظمتهم الاسلامية بدولهم ليجدوا كل حريتهم في ممارسة طقوسهم في الدول الغربية العلمانية ...

فإذا كان هناك نموذج سياسي لدولة اسلامية يحمي ويصون حرية بقية المواطنين على اختلاف أفكارهم ويجعل منهم مواطنين من نفس الدرجة فمرحبا به .
لكن الواقع شيئ آخر فهذا يوسف القراضاوي وهو من كبار المنظريين للفكر الإخواني يقول عن المواطنة والديمقراطية:
" ليس بمجتمع مسلم ذلك الذى تتقدم فيه العصبية الوطنية على الأخوة الإسلامية حتى يقول المسلم وطنى قبل دينى .... وأن دار الإسلام ليس لها رقعة محددة ( كتابة ملامح المجتمع المسلم الذى ننشدة،مكتبة وهبة ، 2001 ص 86 ، 80 )

وعن مفهوم المواطنة يقول " فى واقع مصر والعالم العربى .. شجع المستعمرون النعرة الوطنية هادفين إلى أن يحل الوطن محل الدين وأن يكون الولاء للوطن لا لله وأن يقسم الناس بالوطن لابالله ، ان يموتوا فى سبيل الوطن لافى سبيل الله.." (كتاب الإخوان المسلمون، مكتبة وهبة ، 1999، ص 19 ، 20 )

و يقول الاخواني محمد بديع : " لا نقبل أن ترتفع أصوات المواطنة والديمقراطية على صوت الدين والشريعة لان الديموقراطية هي زواج المثلين والوحدة الوطنية هي زواج المسلمة بالمسيحي "

سئل مراد دهينة وهو الرجل الثاني في تنظيم رشاد الاخواني عن تعاملهم مع قضية تجارة الخمور في الجزائر في حكمهم الراشد، قال أنه اذا صوتت اغلبية الشعب لإلغائها نلبي طلب الاغلبية!

ونتسائل هنا كيف يمكن للجزائري الذي يقصد حانة الخمور بإرادته وماله الخاص أن يزعج الجزائري المسلم المتعبد في مسجده ؟

و إذا كانت الديمقراطية هي إنفراد الأغلبية بالحكم وفرض منطقها على بقية الأطياف أو الأقليات فما هو الفرق بينها وبين الحكم الديكتاتوري الشمولي، الذي يفرض رأي جهة ما، أغلبية كانت أو أقلية (رأي الحاكم ، الملك)، على الجميع دون حق الرفض والإنتقاد ؟ وكيف يكون الحكم الاسلامي أفضل من حكم المؤسسة العسكرية وواجهتها المدنية الذي نحن فيه اليوم ؟

وهل من الديمقراطية أن تفرض رئيسة دولة سنغافورة المنحدرة من الاقلية المسلمة ( 15 %) شريعتها على الاغلبية البوذية وهم كفار بالنسبة الى دينها أم أن العلمانية عند الاسلاميين محبوبة في الدول التي يكون فيها المسلمين اقلية لأنها هي من تحميهم ومنبوذه في الدول الاسلامية من أجل اخضاع وتذويب الاقليات غير المسلمة ؟

اذا كانت العلمانية على هذا النحو فلما كل هذا التوجس منها في الجزائر ؟
بل ان السؤال الجوهري هو: هل لدينا علمانية في الجزائر ؟
أولا يجب أن نتفق على فكرة، كثيرا ما تغيب على الناس، وهي أنه لا يصلح القول بأن فلان علماني، لأن العلمانية مجرد نظام سياسي وإداري يخص القوانين وممارسات المؤسسات وليس الانسان الذي لا يمكن له أن يكون دون توجه ما ، اما ديني أو ايديولوجي، وبهذا فهو بعيد عن الحياد وغير مُطالب بأن يكون كذلك، المطلوب منه هو احترام قوانين الدولة العلمانية .

ثانيا أغلبية دعاة العلمانية في الجزائر يقصون الاسلاميين من المواطنة ويرون أن الجلوس معهم في نفس الطاولة يجعل منك ارهابي حتى ولو كنت على غير عقيدتهم ! فهذه إذا علمانية أصولية اقصائية لا تختلف عن تطرف الإسلاميين الذين يكفرون العلمانيين، فهذا يقصي بإسم الدين وذلك بإسم الايديولوجيا ، ففكرة العلمانية المعتدلة التي يمكن لنا تقنينها مع الطبيعة الجزائرية لخلق علمانية جزائرية لازالت فتية وتحتاج على مفكرين للتنظير لها .

وما نحن بحاجة اليه اليوم هو عقد إجتماعي يفرض على الجميع إحترام حد أدنى من المبادئ نابعة من فكرة أن الجزائر شارك في تحريرها الجميع ، المسلم والمسيحي، الاسلامي، العلماني، الشيوعي ... وبهذا فهي ملك الجميع، والسلطة تكون حسب البرامج التي تخدم الدولة ومصلحة جميع المواطنين كمواطنين وليس كمناضلين أو اتباع أو مؤمنين.
يتبع ...



#مصطفى_صامت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسماء حمبلي، أوراسية تخترق منطقة اللامفكر فيه بالقول أن الإن ...
- مؤرخوا البلاط أو مؤرخوا زوج دورو كما يسميهم الجزائريون ، محم ...
- القومية العربية والفينيقية في لبنان والدور الفرنسي لإسقاط ال ...
- بلغاريين في الجزائر دون علم المؤرخيين ؟؟
- خرافة عروبة الفينيقيين والدجل التاريخي للعروبيين في الجزائر
- حراك 22 فيفري بالجزائر ... خلفيات وتحديات
- لماذا تتربع ولاية تيزي وزو على قائمة الناجحين في شهادة البكا ...
- أسئلة غير بريئة في فرضية الأصل المشرقي للامازيغ
- اذا كانت العربية لغة الجنة بعد الممات كما يدعون ويعدون فإن ت ...
- اذا كانت العربية لغة الجنة بعد الممات كما تدعون وتعدون فإن ت ...
- ظاهرة الماك (MAK) في الجزائر ليست إرهابا إنما تعبير صارخ ودل ...
- لمذا تدفع منطقة القبايل الجزائرية ثمن تضحياتها كل مرة ؟
- مشكلة عثمان سعدي مع رأس السنة الامازيغية .
- صراخ المدرسة الجزائرية بعد وضع الوزيرة بن غبريت يدها على الج ...
- الاكاديمية البربرية بباريس والطابور الخامس للعربواسلاميين .


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - مصطفى صامت - الحراك بين حلم جزائر الغد ومخاوف السقوط في الدولة الاسلامية (الجزء الثاني)