خيرالله قاسم المالكي
الحوار المتمدن-العدد: 6615 - 2020 / 7 / 10 - 12:24
المحور:
الادب والفن
لم تكنْ المدينةَ خاليةً تماما" يوجد بعض العجائزِ وأطفالٍ فقدوا أهاليهم ْأستوطنوا في حفرٍ متقاربةٍ حَفروها بأيادِيهم , حفرٌ مسقفةٌ ببقايِا الأشجار المتناثرةِ قربَ حافِة النهرِ, يأكلون العشبَ الأصفرَ وما يجيدُ به ذلك النهرَ ِالمخضبِ بالزبدِ عند المدِ, يعودون عند الجزر باياداٍ فارغةٍ وأفواهٍ فاغرةٍ , اعتادوا على هذه الحالةِ لا سبيلَ لهم غيرُها .العجائزُ تشعلُ النارَ في القدور ٍالفارغةِ إلا من عشبً في مياهٍ تغلي. وجباتهم في الظهيرةِ والمساءِ قبل موعدَ النومِ الممتلئُ بأحلامِ اليقظةِ المريرةِ. كوابيسُ رهيبةٌ تُفزعُ الأجسادَ المتعبةْ .
من يتذكر المدينةِ بعد, من يعود إليها , زلزال هدّمَ البيوتِ وعاثَ بالبساتينِ سلبَ من الأطفالِ الدفءِ والحنانْ , وأضحوا مع الجزرِ عراةٌ يسترونَ عوراتِهم بالطينِ وبقايا الأوراقُ الملتصقةُ في جافةِ النهرْ,كأنهم في أدغالِ الغاباتِ المهجورةِ يتطلعون إلى السماءِ عسى أن تظّلهم ْ.............
#خيرالله_قاسم_المالكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟