|
حوار مع الكاتب سرمد الطائي
امير عبد عباس
الحوار المتمدن-العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 22:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
س/ التوسع الأيراني في المنطقة عموما، هل هو مستند بالفعل الى (أيديلوجية دينية) تحت عنوان (تصدير الثورة ) ام هو من أجل مصالح ومنافع ؟ ج/ كل عمليات التوسع السياسي الجغرافي عبر التاريخ تحتاج الى بناء اعتقاد محدد يخلق قوة واستعدادا للمغامرة والخسارة والتضحية، هناك مزج دقيق للعقيدة والغنيمة، كما شرحه المفكر المغربي محمد عابد الجابري باستفاضة في كتابه المهم عن العقل السياسي العربي، اذ ان الامر لا يختص بأمة دون اخرى. العقيدة ليس من المهم ان تكون صادقة بالكامل، بل وظيفتها تقوية عزيمة المحاربين وتبرير افعالهم، ولذلك فان ايران مثلا تضحي بمصالح شيعة العراق وغيرهم في سبيل تثبيت المصالح الايرانية، ويطلقون على انفسهم تعبير "ام القرى" او المركز الاسلامي الذي يجب ان نضحي جميعا من اجل تثبيته وتقويته، وهذا شائع عند مفسري وشارحي المصلحة ضمن اطار ولاية الفقيه، وكتب عنه كثيرا مفكرهم المعروف محمد جواد لاريجاني شقيق رئيس البرلمان الايراني السابق. س/ هل بالفعل فكرة (الجيوش الرديفة) المتمثلة بنماذج من قبيل حزب الله والحشد وغيرهم، هي فكرة الخميني باعتباره لا يثق بالجيوش الرسمية لأن تأسيسها غربي؟ ج / فكرة الانقلاب مهيمنة طوال القرن العشرين، على اجواء السياسة الايرانية، فقد عاشوا انقلابا بعد الحرب العالمية الثانية خلع رضا شاه وجاء بابنه، ثم انقلابا اخر ضد رئيس الوزراء محمد مصدق، وكانت ثورة ١٩٧٩ تخشى حصول انقلاب من الجيش، خاصة بعد ان استحوذ تيار الخميني على كل شيء وبدأ يطيح بخصومه الاسلاميين والعلمانيين على حد سواء، فكان اضعاف الجيش وتاسيس بديل له هو حل كبير كجزء من تصفية الخصوم، ولم تعد السلطة بعد ذلك تخشى جيشا ولا برلمانا ولا مظاهرات ولا صحف معارضة، لان كل شيء من الثقافة الى الاقتصاد هو تحت قيود حرس الثورة، وهذا طموح واضح في العراق لدى الموالين لافكار الخميني. خصوصا وصفهم كل من يعارضهم بأنه عميل للغرب واسرائيل الخ. س/ هل الولايات المتحدة الامريكية هي من سمحت بالتغلل الأيراني في المنطقة. ام ايران هي بالفعل تمتلك قوة ونفوذ وحنكة وسياسة عميقة أهلها لهذا التغلغل ؟ ج / الاخطاء الامريكية تشبه اخطاء صدام حسين، في هذه الزاوية، لا يمكن القول ان صدام سمح بتوسع ايران لكن الهفوات القاتلة التي وقع فيها ادت الى تدمير النظام الامني الاقليمي والنظام السياسي العربي، وقبله كذلك عبد الناصر، والا كيف يمكن لايران ان تصبح اقوى من مصر، لولا الحروب الخاسرة التي تورط بها ناصر، وكيف يمكن تفكيك الموقف العربي لولا الصراعات الدامية بين بعث سوريا والعراق، واجتياح صدام للكويت..الخ. ايران ماهرة في ملء فراغ القوة الذي ينشأ في محيطها، ومستعدة للانخراط في اي عملية تقويض للنظام الاقليمي لتأسيس نظام جديدة تتسيده، ونقطة ضعفها هي انعدام شرعيتها الدولية لانها تتصرف كعصابة لا كدولة، وانعدام شرعيتها الداخلية امام شعبها الذي ضاق ذرعا بالاستبداد طوال اربعة عقود، ودخل مرحلة التجويع المؤلمة بدون اسباب مقنعة لا سياسيا ولا دينيا. ايران غير مؤهلة لان تتوسع جيوبولوتيكيا كما هو الوصف في حقل العلوم السياسية، فهذا التوسع يتطلب قبولا، وايران مرفوضة على نطاق واسع، واكبر اختبار لها كان في المناطق ذات الغالبية الشيعية في العراق، وخسرته بشكل فنطازي. وهناك الف قوة في العالم تشكل بديلا لايران، التي استنزفت امكاناتها في الصراعات ولم تستثمر جيدا وبما يكفي للمنافسة، في مجالات العلوم والتنمية. س/ كشفت صحيفة نيو يورك تايمز الامريكية عن تقارير استخبارية ايرانية مسربة عن مخطط ايران للنفوذ الاقليمي، وأحد هذه التقارير أشار الى ان ايران تفوقت على الولايات المتحدة لأنها جندت عملاء (سي اي ايه CIA ) عقب الأنسحاب الأمريكي من العراق وكذلك جندت مسؤولا بالخارجية الامريكية لمدها بخطط واشنطن في العراق؟ ما مدى صحة هذه التقارير؟ وهل الولايات المتحدة بهذا القدر من الغباء الذي يجعلها تكون مخترقة بهذا الشكل المخزي؟ وهل هذ الوثائق رسمية؟ هي تسريبات لكن احيانا تجري المبالغة في حجمها، حتى نظام صدام والقذافي منحوا اموالا لضباط اميركان متوسطي الاهمية في محاولة للوصول الى معلومات، وكانت واشنطن في كثير من الحالات تسمح لضباطها بتسريب معلومات، حرب المخابرات موجودة لكن الاقوى في موارده ونفوذه هو الذي يفوز فيها، ويستطيع ان يطاول. س/ هل صحيح هؤلاء الذين يتجسسون لصالح ايران هم اساساً كانوا يتجسسون لصالح الولايات المتحدة الامريكية. لكن بعد الأنسحاب الأمريكي الجزئي من العراق وجد هؤلاء العملاء انفسهم عاطلين عن العمل ويخشون القتل من قبل ايران لذا ارتموا مباشرة بالحضن الايراني؟ هذا الجانب تفصيلي يتعلق بشبكات عراقية عملت ضد تنظيم القاعدة، وجرى اهمالها في زمن نوري المالكي، او القاؤها في السجن احيانا بطريقة "شبك لحية بلحية" لاثارة نزاعات عشائرية واجتماعية، وحاولت ايران اختراقها ايضا لتثبيت نفوذ داخل المنطقة الاستراتيجية على حدود سوريا والاردن بشكل خاص، فهي تتطلع لطريق الى البحر المتوسط، وتعتقد ان بامكانها ملء فراغ القوة بعد تداعيات الانهيار في خضم الربيع العربي. س/ هل انت مع التحليل الذي يتبناه اياد جمال الدين والذي يؤكد على ان التدخل الايراني يدرك ولايوصف, مثل الحب والكره يعني الانسان يشعر بالحب لكنه لايستطيع ان يراه والتدخل الايراني من هكذا نمط؟ ج / لا افهم ما يقصده السيد، فايران شيء واضح يمكن لمسه ووصفه وتقويضه، بالنسبة للخبراء فيها، لكن هناك جهلا عربيا واسعا بايران، كان العرب لعقود يعتقدون انهم لاحاجة لهم بفهم ايران، والان بدأوا يدركون ضرورة ذلك، وهذا ما يصدق على تركيا كذل، فطهران وانقرة لديهما خبرة كبيرة بالعرب ولغتهم وادابهم وثقافتهم، وهذا امر تاريخي فقد عمل البلدان مع خلفاء بغداد طويلا، لكن العرب لايكادون يعرفون الفارسية والغاز المجتمع الايراني، والان بدأت محاولات لذلك بعضها مفيد
#امير_عبد_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأهداف الخفية للمسلسلات التاريخية التركية
-
شهرزاد بنصف عقل
-
دعاة حرية المرأة نبراس يزيل ظلامنا
-
القلق الوجودي مابين راما وتشارفاكا
-
العاقبة الاخلاقية
-
أطني درب
-
نقد فتاوى غريبة ! احمد الفنجري انموذجاً
-
الاستهواء
-
صورة (سيلفي) مع الزهاوي !
-
السياسي العراقي يفند (ثورندايك)
-
خرافاتنا الى اين؟
-
المرض النفسي( 2_2)
-
المرض النفسي (1_2)
-
ايهما احق
-
التمهيد للدولة المدنية
-
تسييد العقل
-
غرس النارنج
المزيد.....
-
قرية زراعية عمرها 300 سنة.. لِمَ يعود إليها سكانها بعد هجرها
...
-
فيديو حصري من زاوية جديدة يوثق لحظة تصادم الطائرتين في واشنط
...
-
حزب -القوات اللبنانية- يطالب الحكومة بالتوضيح بعد مسيّرة -حز
...
-
قنبلة داعش الموقوتة تهدد بالفوضى في الشرق الأوسط - التلغراف
...
-
أبو عبيدة يعلن أسماء الرهائن الإسرائيليين المتوقع الإفراج عن
...
-
اتفاق الهدنة: إسرائيل وحماس تتبادلان قوائم المقرر إطلاق سراح
...
-
بعد تمرير خطة اللجوء.. هل انكسر -الجدار الناري- عن اليمين ال
...
-
أيقونة معمارية شاهدة على التاريخ.. العزبة القيصرية -إيزمائيل
...
-
بالفيديو والصور.. موجة ثلوج غير مسبوقة تشهدها بعض المدن الجز
...
-
الرئيس الجورجي: دول غربية ضغطت علينا للوقوف ضد روسيا في نزاع
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|