كامل عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1593 - 2006 / 6 / 26 - 11:31
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
الجنس فضاء مترامي الأطراف يوازي فضاء الدين والصراع الطبقي برأي المرحوم بو علي ياسين , ويزيد عليهما برأي عالم النفس الشهير فرويد – صاحب نظرية اللبيدو –
الجنس في عصرنا الحالي من أهم مكونات ثقافة العصر , وهو يفرض نفسه على علم البيولوجيا وعلم النفس وعلم الاجتماع .
كان الجنس في طفولة النوع البشري فعل غريزي مثل بقية الغرائز . دافع للتخلص من توتر ما في العضوية يتم الشعور بالتحرر منه على شكل ارتخاء يرافقه ارتياح ولذة عند انتهاء عملية الجماع , وكانت كل أنثى موضوعا صالحا للجنس لدى الذكر, وكل ذكر موضوعا صالحا للجنس عند الأنثى .
ليس من المبالغة القول أن التطورات التي طرأت على تلك الغريزة تلخص تطور تاريخ هذا الجنس وتعبر عن مستوى حضارته في كل مرحلة , وأول تطور طرأ على إشباع تلك الغريزة جاء بعد ارتداء الملابس وستر الأعضاء التناسلية , حيث انتقل المحرض على الإثارة من الداخل الى الخارج , وحيث ان رؤية هذه الأعضاء من جديد تثير الشهوة الجنسية , والتطور الثاني والأهم , هو انتقال مركز اشباع الغريزة من التخلص من توتر كيميائي في العضوية الى التخلص من توتر فيزيائي , وهو ما يمكن تلخيصه في الانتقال من العضة الى القبلة عند الانسان , والذي احتاج الى آلاف السنين لكي تصبح الشفاه جزء لايتجزأ من العملية الجنسية , مع ان لا علاقة لها بالأعضاء او الغدد الجنسية , والتطور الثالث والأهم هو تهيج الذكر لدى رؤية أنثى بعينها , او تهيج الأنثى لدى رؤية ذكر بعينه , وهو ما يعرف عند العامة باسم الغرام وعند المثقفين بالحب الجنسي , ولا ادل على أهمية ذلك من ان التاريخ لايقدم لنا حالة واحدة سببت انطفاء حياة العضوية لأنها لم تستطع التخلص من التوتر الكيميائي ( النطاف والبيوض وما يرافقها من تركيز معين للهرمونات الجنسية في الدم ) ببساطة كان الاستمناء او ممارسة العادة السرية يحل توتر العضوية من هذه الناحية , في حين يحدثنا التاريخ عن كثيرين وكثيرات ماتوا هما وكمدا وحزنا لأنهم لم يستطيعوا تحقيق الوصال مع الحبيب .
وحقيقة الأمر ان كلمة حب لاوجود لها في قاموس اللغة العلمية , و انه تعبير رومانسي من اختراع الأدب , شاع عند الناس وارتبط بالقلب وخفقانه لدى رؤية المحبوب او اضطرابه عند غيابه عنه , وآليته تعمل علميا مثل آلية الخوف , مثلا اذا التقى رجل بأسد في إحدى الطرق , فان التأثيرات السمعية والبصرية من رؤيته تصل الى المخ ونتيجة ذلك تحدث في الجسم تغيرات معينة , كان تبرز حدقتا العين ويبيض لون الجلد وينسال العرق بغزارة ويجف الحلق وتزداد دقات القلب , واختفاء تلك المظاهر او تطورها سلبا او إيجابا , تتوقف على ما سيحدث فيما بعد , اما في حلة الحب فان جفاف الحلق واضطراب القلب يسببه الظهور المفاجئ للحبيب أو سماع صوته بشكل غير متوقع .
يجادل كثير من العلماء والباحثين البيولوجيين والنفسيين في هذا الموضوع بقولهم :ان خفقان القلب هنا مثله مثل أي فعل منعكس شرطي آخر وان التأثيرات السمعية والبصرية والشمية واللمسية لأي انثى أو ذكر تحدث تغيرات فيزيائية في المرء – ذكرا كان ام انثى - تجعله يمتلئ بالرغبة الجنسية وتصبح العودة الى الحالة الطبيعية متوقفة على ما سيجري فيما بعد , بمعنى ما , هم يفصلون فصلا تاما بين الحب والجنس . قيل الكثير عن الحب والجنس وعلاقتهما ببعضهما ولا نزال في أول الطريق بالنسبة لهذا العلم , ذاد الطين بلة , مسيرة الجنس البشري التي انقسمت على نفسها منذ البداية فأنتجت من يملكون ومن لايملكون , تبع ذلك ايديلوجيا معينة تخدم قلة قليلة من هذا النوع عزفت على وتر الخلاف بين الجنس والحب وحاولت تثبيت الجانب الحيواني في الجنس وهو الشهوة الجنسية والوصول اليها وإشباعها بطرق حيوانية وبدائية كما كانت سابقا , الأمثلة في التاريخ عديدة أهمها الحضارة الذكورية القائمة على التوتر بين الجنسين , حيث الرجل ينظر الى المرأة , سلعة و دمية جميلة مثيرة في الفراش , والمرأة تحاول إذلاله وتركيعه عبر نتف حواجبها وصبغ شفاهها وطلي بشرتها بالمساحيق وأدوات الزينة المتعددة , تلك الحضارة التي انتجت بيوت الدعارة من اجل تلبية الغريزة الجنسية على الطريقة الحيوانية , و من اجل تجارة رخيصة ومبتذلة همها مراكمة المال في جيوب قلة يتحكمون في هذا العصر بالدعاية والاعلانات الجنسية , والحقيقة ان اتحاد الحب والجنس لم يظهر في التاريخ الا عند قلة قليلة في المجتمع هي الصفوة , او رحيق المجتمع وعصارته , وهم نوع معين من المثقفين او الكتاب او السياسيين المرتبطين ارتباطا حقيقيا بالحركة الاجتماعية وهم الأكثر تضحية من اجل قيم عليا في المجتمع , هؤلاء وحدهم يدخل الحب المبني على الميول والمشاعر المشتركة في صلب حياتهم الجنسية.
قيل الكثير عن الحب والجنس , اين يلتقيان وأين يفترقان وانقسم العلماء والباحثون البيولوجيون والنفسيون والاجتماعيون حول الموضوع انقساما حادا بين من يفصل بين الحب والجنس بشكل تام وبين من يجعل اتحادهما حتميا في المستقبل , ونحن سنستأنس هنا برأي احد علماء النفس حول الموضوع (( بين الحب والجنس فروق من طبيعة حاسمة تجعل من غير المحتمل ان يكونا من اصل واحد ولهما الطابع ذاته , كما يؤكد المحللون النفسانيون , وتتجلى هذه الفروق على أفضل وجه عندما تتعارض كلتا الظاهرتين في شكلهما الأنقى وهاكم بعض الأمثلة . الجنس حافز بيولوجي , إنتاج للكيمياء ضمن العضوية , اما الحب فتوق انفعالي شديد , من ابداع خيال الفرد , في الجنس دافع للتخلص من توتر عضوي , أما في الحب فحاجة للفرار من الشعور بالنقص والقصور , في الأول طلب للإشباع الجسدي , اما في الثاني فسعي وراء السعادة , أولهما يعنى بخيار الجسد ,أما الآخر فبخيار الشخصية , للجنس معنى عام , للحب معنى شخصي , الأول نداء الطبيعة , اما الثاني فضرورة الثقافة , الجنس مشترك بين البشر والبهائم , أما الحب والغرام فقد ظل مجهولا آلاف السنين لدى البشر ولا يزال مجهولا بالنسبة لملايين منهم حتى الآن , الجنس أعمى لايميز بين شخص وآخر , اما الحب فموجه نحو شخص بعينه , الأول يرخي العضلات أما الثاني فيفتح مسارب الفيض في الشخصية , وحتى المشبع جنسيا يمكن ان يشعر بلوعة الحب , الدافع الجنسي يخمد بعد الفعل ,ذلك ان هناك توترا , تشنجا فإطلاقا , وفعل اللذة الأولى لا يمكن تذكره لاحقا , شانه شان طعام خاص لايمكن استرجاع نكهته بصورة حيوية , اما في ظاهرة الحب فلا يمكن ملاحظة مثل هذه اللامبالاة تجاه الموضوع , فكل إيماءة وكل كلمة من الحبيبة يتم تذكرها بصورة مشرفة , الجنس درامي اما الحب فغنائي , موضوع الجنس لا يكون مرغوبا الا خلال فترة التهيج القصيرة , ويكف عن كونه كذلك خارجها , اما المحبوب فهو موضوع حنان متصل )) (1)
اذا استثنينا موضوع الدعارة والعزف فيها على الجانب الحيواني في الغريزة الجنسية لأغراض مالية , للاحظنا ان الغريزة الجنسية تطل برأسها الحيواني القديم عند المجتمعات الأقل رقيا وعند المكبوتين بشكل عام ويمكن ايراد حادثتين من واقعنا السوري في الخمسينات لهما دلالة كبيرة .
الحادثةالأولى :جرت في مدينة حمص ( كان بدوي في ريعان شبابه يجلس على كرسي صغير أمام دكان بائع أقمشة صباح ذلك اليوم التي أطلت به فتاة بمنتهى زينتها وتألقها وتبرجها , وعندما اصبحت بمحاذاته رمى بنفسه عليها . تجمع الناس وعجزوا عن فك أسرها من بين يديه , فأسرع صاحب المحل وأحضر قطعة قماش سترهما بها وطلب من الحاضرين التفرق لأن الفصل بالقوة مستحيل برأيه قبل ان تأتيه الرعشة ومن ثم ارتخاء عضلاته بعدها بشكل طبيعي )
بالطبع لايمكن ان تحصل حادثة كتلك مع أي من أبناء المدن الذين أصبحوا قادرين ببساطة على التحكم بغرائزهم والسيطرة عليها تكيفا مع عادات وتقاليد اجتماعية تربوا عليها , البدوي هنا يذكرنا بالقبائل والعشائر البدوية الأولى التي لم تكن قد عرفت بعد التحليل والتحريم في العلاقات الجنسية ولا المشاعر والعواطف المرافقة للعمل الجنسي , أي بطفولة الجنس البشري وتلبية الغريزة آنذاك بشكلها الأولي الحيواني
الحادثة الثانية جرت في أحد أحياء مدينة اللاذقية الشعبية (كان فّرّان مفتول العضلات يعمل مع ابيه في الفرن . أراد أبوه ان يزوجه باكرا كما هي العادة في الحي ليضمن استقرار الفتى . وعن طريق الخاطبة زفت له عروس بنفس عمره . وفي ليلة الدخلة عثر على الفتاة ميتة , وقد كان تقرير الطبيب يشسير الى ان سبب الوفاة عضة شديدة في الثدي الأيمن . )
هنا فعل الكبت فعل البداوة في تذكيرنا بالحالة البدائية للإنسان والتي كانت فيها العضة تساعد على الوصول الى التفريغ الجنسي التام ومن ثم الانبساط والاسترخاء في العضوية , بالتأكيد لو ان هذا الفتى قد تلقى منذ صغره تربية جنسية بحدها الأدنى وعاش حياة اجتماعية متوازنة فيها اختلاط طبيعي بين الجنسين , لتشذبت وتهذبت غريزته , ولطلبت إشباعها عبر ملامسات وقبلات تساعد في الوصل الى قمة النشوة بطريقة غير طريقة العض الحيوانية ,
الكبت الجنسي علم قائم بذاته يدرس أثر ذلك على نمو الشخصية عند الأفراد والتجمعات البشرية , ودور المشاعر والعواطف الإنسانية التي أصبحت جزءا من الفعل الجنسي , وتلك الشحنات العاطفية التي اذا لم يتم تفريغها أثرت على النمو الفيزيولجي والعقلي وحدّت من ازدهار وتفتح كثير من المواهب والقابليات التي ليس لها أي علاقة بالفعل الجنسي , يمكن ان أوضح ذلك بمثال عشته في ثانوية جول جمال منتصف الستينات , أذكر جيدا كنا في شعبة فيها المتفوقين تقريبا في الصف الأول الثانوي , وعند الانصراف لم يكن هناك من طالب واحد يذهب الى بيته فورا , بل أول ما يذهب الى ثانوية البنات وهناك يبدأ التلطيش والتغزل بفتيات هن في نفس الصف , وقد نشأت صداقات متعددة عن هذا الطريق , وقد اعترف الغالبية منا انه كان يعجز عن إتمام وظائفه في اليوم الذي لايذهب ليقوم بمثل تلك الشيطنات , كما ان الكثيرون كان يلزمهم لبدء حل المسائل الرياضية المعقدة نظرة من حبيباتهم تشير الى أنها على العهد لم تتغير بعد , اما اذا لم يأخذ ذلك الزاد قبل النوم فتظل الأمور معقدة , ونادرا ما كانت تنتهي تلك العلاقات الى الفعل الجنسي , بل كان يكفي القبل والممارسات لتجعل من يصل الى ذلك غير مكبوت بتاتا وهو في قمة انبساطه ,
يبقى موضوع الحب والجنس وعلاقتهما ببعضهما ودورهما في النمو الجنسي والجسمي والعقلي أكبر من أن نستطيع الإحاطة به في هذه العجالة , وتكفي هذه الاشارة التي قد نتفق او نختلف عليها (( أعتقد أن الادعاء العام بان الموضوعات الجنسية هي في الوقت ذاته وبصورة آلية , موضوعات للحب سوف يصبح في المستقبل البعيد أحدى الحقائق , وذلك بطرق والتفافات غريبة ما تزال مجهولة , فاتحاد الجنس والحب لن يكون واقعا انفعاليا وحسب , كما هو الآن في غالب الأحوال و بل سيصبح أيضا ضرورة سيكولوجية , وسوف يرغب الناس على نحو متزايد بالتماس الإشباع الجنسي لدى موضوعات محبوبة وحسب , ومثل هذا الاتصال الجنسي وحده سوف يضمن آنئذ إشباعا تاما . وحتى الآن صار من الصعب على الرجال المثقفين ان يمسوا امرأة دون عنصر من عناصر العاطفة الأصلية . )) (2)
.........................................................................
ان اليسار بشكل عام يفترض ان يكون في كل مكان وزمان نصيرا لقضايا المرأة وتحررها الاجتماعي والجنسي اكثر من اليمين بكثير , وذلك لأن اليسار يعتمد في آلية عمله على قوانين علمية موضوعية لا دخل للسماء فيها , في حين ينظر اليمين الى المرأة بوصفها تابعة للرجل ومهمتها الأساسية إمتاعه وتربية أطفاله والاعتناء بطعامه وشرابه ونظافة بيته انطلاقا من تعاليم ربانية مقدسة وأبدية , ولكن يسار القرن الماضي نظر الى التحرر الاجتماعي كتابع للتحرر الاقتصادي , كون البنيان الفوقي يتبع البنيان التحتي , وهذا ما حد من عطائه تجاه تحرر المرأة واعتبر ذريعة كي لا تطالب بتحررها الجنسي , (( إن أخذ المرأة دورها يأتي نتيجة تطور حقيقي وجدي لتلك العلاقات التي تؤثر على بنية المجتمع كله , ومن حيث المبدأ أذا لم يتحقق تطور حقيقي اقتصادي واجتماعي وصناعي بشكل خاص تبقى قضية المراة غير كاملة التحقيق . .... تأخذ المرأة حقوقها نتيجة تطبيق القوانين الثورية وتغيير بنية المجتمع . ان التطور الاقتصادي للبلاد يحقق مجالات عمل واسعة للمرأة ويؤدي إلى مشاركتها الفعلية في بناء المجتمع , وهذا هو الدور الكبير التي قامت به ثورة آذار في هذا المجال . ...... ان قضية المراة هي جزء من قضية المجتمع وهي في برنامج الثورة جزء من هذا البرنامج يرتبط كليا مع مع الأجزاء الأخرى , وكل تطور في المجالات الاقتصادية والاجتماعية يؤدي الى تطور في دور المراة الاجتماعي , وان كان تطورنا التاريخي جعل الرجل ُمسيِِر بنيان الأسرة والمجتمع حتى الآن فان تغيير العلاقات الاقتصادية والاجتماعية يبرز دور المرأة , ولا شك ان تطورنا المتكامل هو الذي يعطي المراة حقوقها )) (3) . وما على المرأة ضمن هذا الفهم الثوري جدا الذي أخذ به اليسار السوري الا ان تنتظر حتى نقضي على العلاقات الرأسمالية بالكامل ويبدأ عهد الاشتراكية , وحتى ذلك الزمن لابأس من ان يبقى قانون العلاقات الشخصية الذي ينظم علاقة الرجل بالمرأة كما كان منذ أيام العثمانيين وما سنوا من قوانين وتركوها لنا بعد رحيلهم عنا , كي نتجنب المشاكل مع الاسلاميين ونعرقل مسيرة الثورة الاشتراكية !! أما الحديث عن تربية جنسية مثل التربية الدينية في المدارس والجامعات ووسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمكتوبة فتلك هرطقة يسارية طفولية لا يريد أصحابها الخير لسوريا , مع ان كل الكوادر البعثية تعلم علم اليقين ان عدم مصارحة الطفل بحقائق الحياة الجنسية قبل ان يبلغ طور المراهقة معناه تركه يكتسب معلومات خاطئة قد تتركز في عقله الباطن فيصبح من الصعب استئصالها , وان الجهل بالأمور الجنسية عند شبابنا يشكل أخصب تربة للاضطرابات العصبية عندهم , وحتى في مناهج العلوم الطبيعية كان المؤلفون يتحاشون التطرق بشكل مفصل تشريحيا وفيزيولوجيا للأعضاء التناسلية عند الذكر والأنثى و وفي تلك المناهج يمر الطلاب على جهاز الاطراح في كل الصفوف عند الحيوانات والانسان ولا يذكر الجهاز التناسلي في تلك المناهج , ولكن للإنصاف نقول انه بعد السبعينات وضع منهاج العلوم الطبيعية من قبل بعض المدرسين في الصف الثالث الثانوي بطريقة علمية موضوعية تكسب الطالب وعيا معرفيا ماديا ليس في الجنس فقط بل وفي الفلسفة ايضا , فقد بدأ بطرح مشكلة ظهور الحياة على هذا الكوكب والنظريات العلمية حولها والتي أعطت أول ما اعطت الفيروسات كحلقة وصل بين الجماد والأحياء , وواكب مسيرة التطور من البسيط الى المعقد ومن ضمنها التكاثر اللاجنسي والتكاثر الجنسي وانتهى بفصل عن التكاثر الجنسي عند الانسان ,ولا أزال أذكر الفصل الأخير وما جاء فيه ( كوني رسته ثلاثة سنوات كاملة من عام 1974 الى عام 1977 ), ورسومه التشريحية للأعضاء التناسلية , وكيف كان يفتش عليها الطلاب من كل الصفوف ويتغامزون حولها , وقد جاء فيه ايضا بحث مفصل عن الدارة المبيضية والرحمية والهرمونية عند المرأة وفيه ذكر الأيام التي تكون فيها الأنثى أكثر استعدادا لتقبل الجنس بناء على تركيز الحاثات الجنسية المفروزة من الدارة المبيضية ( حسب تطور الجريب البيضي ) أما الذكر فقد درست حاثاته الهرمونية أيضا التي لها علاقة بالغريزة الجنسة مثل البروجسترون والتستوسترون وعلاقة ذلك بالجملة العصبية الودية وغير الودية , الطريف في الأمر ان أساتذة العلوم الطبيعية كانوا يمرضون او يتمارضون او يؤخرون الوصول الى الفصل حتى ينصرف الطلاب كالعادة في سوريا بعد عيد الجلاء ’ والبلاء الأعظم اذا كان المدرس يدرس في ثانوية مختلطة في الريف (4) حيث تحمر وجوه وتبيض وجوه , وحيث يتلعثم المدرس في ذكر كلمة الخصية والقضيب , وحيث يمكن ان ينبري طالب ليقول للمدرس أستاذ اذا اكملت بهذا الشكل – رح يجي ضهري - وهو تعبير شائع عن الانتعاظ او الوصول الى قمة النشوة عند الذكر والانثى والتي تظهر عند الذكر بقذف السائل المنوي , وذلك اللغط سببه بالضبط عدم وجود أي مقدمات تربوية عند الطلاب حول الجنس في الصفوف السابقة , وقد أثار الكتاب ضجة في اوساط الاسلاميين داخل الوزارة وتمكنوا بطرقهم المعهودة من تشويه المنهاج ليعدل في أواسط الثمانينات ويصبح خليطا من البحوث لا رابط بينها ,مثل بحث وحدة العضوية وتوازنها في الوسط الحي , وبحث التكاثر والنمو عند الكائنات الحية , وبحث استمرارية الحياة واتجاهات تطورها ( الأحقاب الجيولوجية ) لم يكتفوا بذلك بل بدؤوا بتدريس أصل الحياة في جوامعهم التي تبدا من ابينا آدم أول الخلق , وألحقوها بتربية جنسية اسلامية تجعل طعام المرأة نجسا عندما تكون في فترة الحيض , وادخلوا ذلك ما استطاعوا في مادة التربية الدينية داخل المدارس ليردوا على ذلك المنهج العلمي المتماسك المعروض في الكتاب .
ونتيجة اشراف الجوامع على تربية شبابنا جنسيا وتجنب ذلك في صحفنا ووسائل إعلامنا ازدهرت التجارة والسياحة الجنسية لتتم تلبية الغريزة الجنسية في بلادنا على الطريقة الحيوانية . (5)
اما بالنسبة للحزب الشيوعي السوري بأصول وفروعه فإنه كان أكثر انتظارية من حزب البعث للثورة الاشتراكية الكاملة غير المنقوصة حتى تقضي على العلاقات الرأسمالية كي تحرر المراة , وهم محقون عندما يتفاخرون في مجالسهم الخاصة بان الشيوعيين سرقوا من مدرستهم المبدأ الثوري – التحرر الاقتصادي كشرط أساسي للتحرر الاجتماعي , وهم أكثر ثقة بمبدأ الحتمية التاريخية ولذلك ناموا على حرير وتركوا الاسلاميين يعملون في كل مجالات المجتمع , اما بالنسبة لعدم حضورهم في أروقة وزارة التربية ومناهجها الدراسية فهم هنا معذورون لأنهم لا يريدون ان يخلوا بشروط التحالف بينهم وبين البعثين الذي ينص على عدم عمل الحلفاء في الجبهة الوطنية التقدمية داخل صفوف الطلبة والجيش , ولايجوز حرق اللحاف من اجل برغوث – واللحاف هنا هو النضال المشترك بينهم وبين البعثيين ضد الأمبريالة والصهيونية , والبرغوث هو النضال من اجل تربية جنسية علمية بين الطلاب – حتى بالنسبة لأعضائهم ومناصريهم وملحقاتهم من المنظمات الاجتماعية لاوجود لأي فهم موحد لموضوع الحب والجنس وعلاقتهما ببعضهما , وقد ترك ذلك لاجتهادات الرفاق الخاصة . حيث تجد التباين العجيب فيما بينهم , فتجد المتزمتين جدا والذي يعتبر منهم مغازلة أخته اعتداء على الشرف والعرض , الى المتطرفين الذين يفصلون فصلا كليا بين الحب والجنس ويعيش حياته الجنسية بالطول والعرض متنقلا من زهرة الى زهرة (6) غير مكترث بتشكيل أسرة , فلا حاجة له للأطفال , فأطفال المجتمع أبناؤه وهو مسئول عنهم جميعا , وهكذا يصل بالنهاية الى أرذل العمر وحيدا حزينا منبوذا من المجتمع كالجمل الأجرب .
يؤسفني كثيرا ان أقول هنا بأن الرسول العربي الكريم أولى مسألة التربية الجنسية ( العلمية حسب معطيات العلم ذلك الزمن ) ما تستحقه أكثر من اليسار السوري الذي استلم الحكم بعد رحيل الرسول بأربعة عشر قرنا .
لم يجد الاسلام الأول أي غضاضة في أن يتحدث عن الأعضاء الجنسية ويذكرها بالاسم (( وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن الاما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن )) (7) في حين يتحاشى إعلامنا وصحفنا ذكر كلمة القضيب او البظر
جاء في القرآن الكريم أيضا (( نساءكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم )) (8) أما في السيرة النبوية فتجد سيلا من الأحاديث والروايات عن الرسول الكريم حول التربية الجنسية منها المسند بشكل جيد وقد يكن فيها بعض التحريف كالرواية التالية التي تقول ان للآية السابقة تتمة في حديث نبوي سببه ان رجلا مسلما تزوج بامرأة كانت مسيحية وأسلمت بعد وفاة زوجها , وعندما أراد زوجها الجديد أن يضاجعها وهي عارية ومن الخلف رفضت بشدة جريا على عادة مسيحية قديمة فشكاها الى الرسول فقال له – نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم , مقبلات مدبرات مستلقيات – وان كان هذا الحديث مشكوك بسنده , فهناك الكثير من الأحاديث النبوية المسندة والتي تصح في التربية الجنسية حتى هذه اللحظة , يروى ان الرسول قال لجابر بن عبد الله , فهلا تزوجت بكرا تضاحكك وتضاحكها وتلاعبك وتلاعبها (9)
(( ويبدو ان المتعة في الزواج كانت مرغوبة لدى المسلمين الأوائل . فأخبر ابن يامون , انه يُطلب من الزوج اذا أراد الجماع أن يمازح زوجته ويلاعبها بما هو مباح مثل الملامسة والمعانقة والقبلة في غير عينيها , وأما فيها فمؤد للفراق ... ولا يأتيها على غفلة لقوله صلعم – لايقعن أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة ليكن بينهما رسول , قيل وما الرسول ؟ قال : القبلة والكلام , وفي رواية اخرى , اذا جامع أحدكم فلا يتجرد تجرد الفرس أي الحمار , وليقدم التلطف والكلام والتقبيل , وحكمة ذلك ان المرأة تحب من الرجل ما يحب الرجل منها , فاذا أتاها على غفلة فقد يقضي حاجته قبل ان تقضي هي , فيؤدي ذلك الى تشويهها او إفساد دينها . والخير كله في السنة , وهي أن لايأتيها حتى يحادثها ويؤانسها ويضاجعها حتى يقبل على حاجته . ثم يقول :انه ورد ثواب عظيم فيمن يأتي اهله بالنية الصالحة بعد القبلة والملاعبة . فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلعم : - من اخذ بيد امرأته يراودها كتب له حسنة ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات , وان قبلها كتب الله له عشرين حسنة ومحا عنه عشرين سيئة ورفع له عشرين درجة وان أتاها كان له خيرا من الدنيا وما فيها - )) (10)
أكبر دليل على إدراك الإسلام الأول أهمية الجنس في المجتمع أكثر من إدراك يسارنا الحالي , هو زواج المتعة الذي أقره الرسول في الغزوات الأولى مثل غزوة خيبر وغيرها عملا بالآية الكريمة (( فما استمتعتم به منهن الى اجل مسمى فاتوهن أجورهن فريضة )) (11) هذا يعني ان الرسول الكريم كان يعرف ما للكبت الجنسي من أثر على معنويات المجاهدين , (( ثم نسخ , ثم أبيح ُثم نسخ , واستقر تحريمه الى يوم القيامة )) (12)
يؤسفني أيضا أن أقول في هذا البحث أن عائلة بورجوازية دمشقية عريقة ومتنورة قدمت تربية جنيسة واجتماعية لشبابنا يخدم فضية التقدم الاجتماعي أكثر من كل ما قدم اليسار السوري في هذا المجال الذي يدعي انه ممثل الطبقة العاملة وحلفاؤها من الطبقات الاجتماعية وهو يعمل لدفع عربة التقدم الاجتماعي الى الأمام في حين تضع البورجوازية العصي في دواليبها , تبدأ عطاءات تلك العائلة المختلفة عن عطاءات القائد الضرورة , من جدهم ابو خليل القباني ومسرحه المتميز , وتمر بالدكتور صبري القباني مؤسس أول مجلة صحية علمية اجتماعية عام 1956 تلك المجلة التي آلت على نفسها ان تقدم تربية جنسية علمية لكل الأعمار من الطفولة الى المراهقة الى الشيخوخة وللجنسين , وتطرقت الى أكثر القضايا حساسية لدى الشباب في الموضوع مثل العادة السرية والشذوذ الجنسي وحجم العضو التناسلي ودوره في العملية الجنسية , وكتاب الدكتور صبري المشهور – حياتنا الجنسية - مرجعا حقيقيا ولبنة أساسية في الثقافة الجنسية السورية – كما أنه لم يهمل دورالأطعمة التي تقوي الباه وعلاقة الغريزة الجنسية بالعواطف والمشاعر وأثر عدم اشباعها الجسدي والروحي على الشخصية , حتى انه أشار في احدى اجوبته صراحة الى انه يعتقد ان الكبت الجنسي لدى شبابنا له علاقة بهزيمة حزيران , ولقد اتهم من قبل الاسلاميين المتزمتين بانه كوهين آخر في جسم سوريا ولم يتراجع ولم يخف منهم , ومع ان دافع المجلة الأساسي كان وما يزال على عهد ابنه هو الربح ومضاعفة رأس المال , الا أننا نرحب بأي رأسمال يلعب هذا الدور التنويري الجريء الذي ألقى أحجارا في مستنقع التربية الجنسية الاسلامية المتزمته لشبابنا .
جاء في احد أعداد المجلة (( الى السادة القراء الذين توجهوا بأسئلتهم الجنسية حول الضعف الجنسي , وسرعة القذف .. وان درج أسماءهم فقط يتطلب عدة صفحات من هذه المجلة , ومع انني لا أهمل أي سؤال يردني , أحب ان اكرر لهم بان الأعداد الماضية من المجلة تحوي أبحاثا مفصلة يمكن الرجوع اليها . وكذلك ذكرنا في العدد الماضي بان مندوب المجلة العلمية في امريكا قد ترجم وكشف احدث الكتب العلمية التي تطرقت الى هذه المواضيع , وسننشرها تباعا في اعدادنا المقبلة اعتبارا من مطلع عام 1966 , فترقبوها لترووا ظمأكم الى المعرفة الجنسية )) (13)
كما جاء أيضا ,س : من
(( - افروديت الحب من حلب
- طالب المعرفة من الكويت
- ع . م . ح من عدن
- ح . ط من بغداد
- مواطن عراقي من الموصل
- أسد من بغداد
- شهواني من بغداد
- المهلب من الكويت
- الحائر الرياضي من دمشق
- عاشق بلا من جبلة
- حامضي لاقلوي من الحلة
- عاشق أحلام من الموصل
- ع . ح من الحلة
- عسكري من أربيل
- ص . ك من الموصل
- المعذب أبو العوادل من دمشق
يسألون عن طول العضو
ج – ذكرنا مرارا بأنه لا علاقة لطول العضو بتمتين الروابط الزوجية بين الزوجين ولا يعالج من يشكو قصر العضو الا اذا ترافق القصر بفقدان الصفات الثانوية المذكرة , كعدم نمو الشعر وبقاء الصوت حادا , أي لايعالج الا من كان عضوه دون العشرة سانتي , عندها يعطى زرقات البريموتوستون Primoteston عيار 100 ميلغرام كل خمسة عشر يوما إبرة بالعضل )) (14) .
أما ابن عمه الشاعر الكبير نزا قباني فلقد لعب دورا موازيا في سوريا على طريق تحرر المرأة الاجتماعي والجنسي , وأولى في أشعاره أهمية المشاعر والعواطف والأحاسيس نفس الأهمية التي أولاها للغريزة الجنسية الأصلية , وكان فيها من الجرأة ما جعله على قائمة المهدور دمهم من المتزمتين الاسلاميين على أقواله المتعددة في قصائده التي تجمع بين الإلحاد والإباحية حسب زعمهم في مثل :
صار عمري خمس عشرة
صرت أحلى ألف مرة
....
والذي كان سويا قد تدور
فتصور ...
....
قال ما قال فالقميص جحيم
فوق صدري والثوب يقطر نشوة
وروى لي عن ناهدي حكايا
فهما جدولا نبيذ وقهوة
...
من يعصى قلب امرأة يكفر
تقبيل فمها صلاة
عند نهديها يؤمن الإلحاد
يبارك وجه حمرتها المسيح
الله يرضى عنها لحبها له
الصبر وجه الله في عينيها
حيث يكون الحب يكون الله
أما اليسار السوري فقد وقف موقفا من نزار قباني فيه من الحماقة ما يكفي أيضا , وقد وصِف بانه شاعر التخنث والميوعة , وعد هو والمطرب عبد الحليم حافظ من المروجين للأخلاق البورجوازية العفنة بين شبابنا , وكان الفرز بين التقدمي والرجعي في الثانويات العامة والجامعة أيام نهوض اليسار في سوريا يجري استنادا إلى الشاعر والمطرب المفضل عند الفتى او الفتاة , فاذا كان من محبي أغاني عبد الحليم ومن المعجبين بأشعار نزار عد رجعيا , وان كان من محبي أغاني الشيخ امام ومن المعجبين بالشاعر محمود درويش عد تقدميا , علما بأن أغاني عبد الحليم جميعها سواء كانت كلماتها للشاعر نزار قباني ام لغيره كانت تنمي الحس والذوق وما زالت بشكل ايجابي لدى المراهقين أداء ولحنا وموسيقى .
في ختام الفصل الخامس والجزء الأول من الكتاب : لي وقفة مع اليسار السوري ومنهجه العام , باعتقادي ان اليسار السوري بشقيه الموالي والمعارض يعيش أزمة حقيقية تكمن بأصولية الجزء الأكبر من كوادره – تماما مثل أصولية الاسلاميين الذين يعودون الى دولة النبي الأولى التي فات زمانها ومكانها ويدعمون حججهم بالأحاديث النبوية والآيات القرآنية – مع ان من المفترض بداهة لكل يساري وعلماني ان تكون الأولوية عنده للوقائع وليست للنصوص , معطيات العصر تتطلب منا ان نقر بان العلاقات الرأسمالية معممة على هذا الكوكب , وقانونها الأساسي الربح من أي مصدر أتى , وكل شيئ يخضع في السوق لهذا القانون بما فيه مشاهدة المباريات الرياضية لكأس العالم , واذا كنا نود فعلا ان نعمل من أجل الطبقة العاملة وحلفاؤها من الطبقات المنتجة صانعة كل قيمة , فعلينا ان نقر بان عهد الانقلابات الثورية من اجل الوصول الى الاشتراكية . عهد تحويل المجتمعات من أعلى الى أسفل . من التحرر الاقتصادي الى التحرر الاجتماعي , ولى أوانه الى غير رجعه , وعلينا ان نقر أيضا بان الزمن في كل مكان بما فيه بلدنا هو للرأسمال الكبير , وان اليسار السوري بشقيه الموالي والمعارض عندما تحين اللحظة وهي آتية لاريب فيها لكي تستمد كل قوة سياسية وزنها من حجمها في المجتمع لا يمثل أكثر من 10 % في احسن الأحوال لأسباب لم تعد خافية على أحد , واذا أراد هذا اليسار أن يحتل جزءا من رصيف الشارع السوري حسب وصف الصديق (جورج صبرا) ويعمل على توسيعه , فعليه بالإقلاع عن التفكير بالسلطة والعمل داخل المجتمع من أسفل الى أعلى لخلق مجتمع مدني له فيه أحزاب وجمعيات ونواد تعمل من اجل نصرة الطبقات الشعبية وتخفف من استغلال الرأسمال لها . تعمل ايضا من أجل بث ثقافة علمية انسانية لا دور فيها للخرافات والأساطير المعشعشة في أذهان جماهيرنا ومن ضمنها موضوع بحثنا – التربية الجنسية - وهو يحتاج أولا الى انتاج نظري , أو على الأقل خطوط عريضة يتم الاتفاق عليها من قبل فصائل اليسار حول التربية الجنسية الملائمة للذكر والأنثى في كل مرحلة على حدة . مرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة , ومرحلة الزواج , ومرحلة الشيخوخة , ويجب ان تكون التربية الجنسية بالنسبة لليسار كالتربية الدينية بالنسبة لليمين . وهي معركة حقا بين الرجعيين والتقدميين, بين المتزمتين والمتنورين , بين أهل الظلمة وأهل النور , وليبدأ اليسار أولا بنفسه في تلك التربية ومن ثم يقدمها ضمن الحيز المتاح له في المجتمع من وسائل مهما كانت متواضعة كالصحف نصف العلنية له مثلا , وليحاول فرضها بما يؤهله نفوذه وبالتعاون بين الموالين والمعارضين ضمن مناهج التدريس التي تعد في وزارة التربية وضمن وسائل اعلام السلطة المرئية والمسموعة بدلا من الاعلانات التجارية التي تستعمل جسد المرأة لأغراض تجارية بحتة , وليجتمع أيضا على النضال من أجل الغاء المادة / 548 / من قانون العقوبات التي يسميها الموقع الالكتروني التابع لنساء سوريا بحق – حامية قتل النساء _ لأنها تسهل على الأخ قتل أخته اذا احبت وتزوجت بطريقة تخالف عاداته وتقاليده المتزمتة التي تتم تربيته عليها . ثم يفلت من العقاب كما جرى للمرحومة هدى أبو عسلة .
..........................................
هوامش
1- من كتاب : الدافع الجنسي : تأليف تيودور رايك , ترجمة ثائر ديب , صادر عن دار الحوار باللاذقية , ص 30
2- من كتاب : الحب بين الشهوة والأنا : تأليف تيودور رايك , ترجمة ثائر ديب
3- من مقابلة بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة آذار مع رئيس الوزراء عبد الرحمن خليفاوي , منشورة في مجلة المراة العربية – عدد خاص بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة آذار صار في آذار 1972
4- لا يظنن أحد من القراء أن الاختلاط في الريف كان عبارة عن خطة صادرة عن قيادة البعث من أجل تعميم الاختلاط في المدارس تبدأ بالريف وتنتهي بالمدينة , انه ببساطة كان نتيجة واقعية لعدم قدرة السلطة على افتتاح ثانويات منفصلة للجنسين و وحالما كان يكتمل النصاب القانوني للفتيات في أي مدرسة وأي صف كان يتم عزلهن فورا في شعب خاصة بهن .
5- في محاضرة للدكتور طيب تيزيني عن الوضع الاقتصادي الاجتماعي بداية عهد التحديث والتطوير في سوريا , ألقاها في المركز الثقافي العربي باللاذقية تحدث فيها بجرأة عن الدعارة في سوريا كجزء من مكونات الاقتصاد السوري والتي تشكل مصدر رزق لعائلات عديدة فيها وقد احتج البعثيون عليه بشدة عند التعقيب على المحاضرة
6- للانصاف نقول ان الشيوعيين السوريين كغيرهم من الشيوعيين في كل مكان لم يكن يتم التنقل عندهم من زهرة الى أخرى بدون موافقة الزهرة , أي لا وجود لأي غواية في تلك العلاقات بل بقبول الطرفين , ولم يعرف أبدا عنهم كذلك التمتع بالجنس لقاء أجر
7- سوزة النور الآية 31
8- سورة البقرة الآية 223
9- صحيح مسلم , دار الفكر , بيروت , المجلد الثاني ص 1090
10- من كتاب الثالوث المحرم , تأليف أبو علي ياسين , الطبعة السادسة , دار الكنوز الأدبية ص 79
11- الأية 24 من سورة النساء
12 – صحيح مسلم , الجزء الثاني ص 1022
13 – مجلة طبيبك , العدد 112 : السنة العاشرة , كانون اول 1965 ص 476
14- العدد المذكور سابقا ص 474
-----------------------------------
#كامل_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟