سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 6614 - 2020 / 7 / 9 - 16:23
المحور:
الادب والفن
عادة أترك عينيَّ مفتوحتين وأنا في السرير
أنتظر رؤية أن يبلغ العالم منتهاه
أن يسقط دون أن يخلف رائحةً خلفه
فالعالم لا يشبه إمرأة غاضبة
تخلف عطرها، في غرفة العينين الجاحظتين،
عندما تترك البيت وتخرج إلى عراء عيون الآخرين
تدخل نزلاً بحثاً عن غرفةٍ بحجم سفينة
لتمارس إستيائها، في مطبخها الكبير، دون أن يسمعها أحد
وبعد أن تنتهي من تحطيم أفخم أطقم الصحون،
ترتدي معطفها وتخرج إلى البحر
لترمي زجاجة رسالة غضبها فيه
لأنها تجهل العنوان... ولأن العالم مازال عالقاً في مكان وجومه.
وأخيراً أتعب فأغلق عينيَّ...
وتتعب المرأة الغاضبة وتعود إلى غرفة النزل
والآن نمارس وحدتنا صامتين
في علبة لحوم العالم المعلبة.
في اليوم التالي، قبل إنتصاف النهار بقليل،
أعود لأفتح عينيَّ، وتترك المرأة غرفة النزل
فنجد علبة اللحم مركونة، في مكانها ذاته،
في مطبخ العالم...
الفارق بيننا هو أن المرأة خلفت عطرها في غرفة النزل،
بطريقة إستوقفت عامل النظافة للحظة،
قبل بدئه الكنس عن وجه العالم،
ليعود ويملأ عينيَّ وقلب المرأة بلحومٍ جديدة.
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟