أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ظل آخر للمدينة8














المزيد.....


ظل آخر للمدينة8


محمود شقير

الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 19:59
المحور: الادب والفن
    


بعد هزيمة حزيران 1967 عدت إلى الأماكن نفسها.
الأماكن التي كنت أجتازها أثناء التوجّه إلى القدس صحبة أبي. ولم أكن قادراً لأيام وأسابيع على استيعاب الحالة التي وصلنا إليها جراء الهزيمة. رحت أتأمل الأماكن التي عرفتها في الطفولة وأنا مندهش مما يجري في هذه البلاد.
على النقطة القصية من جبل المكبر، من جهة الغرب، يقع مبنى الكلية العربية التي خرّجت أجيالاً من المتعلمين الفلسطينيين (يستخدم مبنى الكلية الآن لنوم الطلبة الأجانب الملتحقين بدورات تدريبية، ولنوم القادمين الجدد من الطلبة اليهود تمهيداً لنقلهم إلى أماكن إقامة ثابتة. وتقوم بعض فتيات الليل الإسرائيليات في ساعات ما بعد المساء باستثمار الشارع الفرعي المحاذي للمبنى لبعض أنشطتهن الليلية). وعلى جهة اليمين، في اتجاه باب الخليل، تقع في منحدر تحت سور القدس، جورة العناب، التي عاش فيها جزءاً من طفولته وصباه الأديب الفلسطيني الراحل جبرا ابراهيم جبرا. الآن توجد دار للسينما هناك، دخلتها للمرة الأولى بعد عودتي من المنفى حينما ذهبت لمشاهدة فيلم "سجل اختفاء" للمخرج الفلسطيني إيليا سليمان. أعجبتني سخريته من بعض مظاهر السلوك المتخلف الذي ما زال يطبع حياتنا بطابعه.
أما بركة السلطان التي تقع قريباً من سور البلدة القديمة، فقد خصصها الإسرائيليون لإقامة مهرجانات الرقص والغناء. وغير بعيد من البركة، تمتد بنايات قديمة جرى تحويلها إلى بيت للضيافة اسمه "مشكنوت شأننيم" دخلته مرات عدة ومعي عدد من المثقفين الفلسطينيين، للمشاركة في حوارات مع مثقفين إسرائيليين مؤيدين للحقوق الوطنية الفلسطينية بهذا القدر أو ذاك.
بعد مشاهدة الفيلم الوثائقي "البيت" لعاموس غيتاي، الذي يتحدث عن بيت لآل الدجاني في القدس الغربية استولت السلطات الإسرائيلية عليه، ثم سلمته لأسرة من المهاجرين اليهود للسكن فيه، أذكر أن أحد المثقفين الإسرائيليين ممن شاهدوا الفيلم، أبدى إحساساً بالخجل لأنه يسكن بيتاً كان يملكه عرب فلسطينيون. امتد الحوار بيننا بسبب ما أثاره الفيلم من شجون، ثم لم تلبث تلك اللقاءات أن توقفت، ربما لأن أفق حل الصراع ما زال بعيداً، فلم أعد لزيارة مشكنوت شأننيم.
لدى خروجي من دار السينما تلك الليلة، مررت بحي تل بيوت الشرقية، حيث يقيم الصحافي الإسرائيلي يهودا ليطاني، الذي تعرفت إليه حينما جاء بعد عودتي إلى الوطن، لإجراء حوار معي، نشره في صحيفة هآرتس، ثم دعاني إلى بيته الذي لا يبعد من بيتي أكثر من ثلاثة كيلومترات. يهودا ليطاني صاحب مواقف نزيهة، وهو معارض للاحتلال. ذهبت إليه ومعي اثنان من الأصدقاء.
قال، بعد أن قدمنا إلى زوجته وابنته: عمّا قليل سيدخل هذا البيت جندي بملابسه العسكرية، قال: لا تستغربوا، إنه ابني الذي يقضي فترة الخدمة العسكرية في صفوف الجيش.
حينما وصل الابن جلس بيننا لحظات، ثم غاب قليلاً، وظهر من جديد في ملابس مدنية، وما لبث أن غادر البيت إلى سهرة في الخارج. ولم أبادر حتى هذه اللحظة إلى دعوة يهودا ليطاني وزوجته لزيارة بيتي، حتى لا أتعرض لنظرات اتهام من قريبتي أم الشهيد الذي قتله قناص إسرائيلي وهو في عز الشباب.
مكثنا في بيت يهودا ليطاني حتى الحادية عشرة ليلاً.
تحدثنا في السياسة، ولم يكن الحديث ممتعاً بسبب تعقيدات الوضع الذي خلقه الاحتلال، ثم غادرنا تل بيوت عائدين إلى بيوتنا.
كانت مستوطنة "أرمون هانتسيف" التي يقيم فيها مهاجرون جدد من يهود روسيا، تتمدد كالأخطبوط على يمين الشارع فوق أرضنا.
يتبع..



#محمود_شقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظل آخر للمدينة7
- ظل آخر للمدينة6
- ظل آخر للمدينة5
- ظل آخر للمدينة4
- ظل آخر للمدينة3
- ظل آخر للمدينة2
- ظل آخر للمدينة1
- عن نجوم أريحا لليانة بدر
- مرغريت أوبانك صديقة الأدب العربي
- بحر الحب والرغبات/ نص
- عن رواية يحيى يخلف: نجران تحت الصفر
- من قديمي الجديد: عندما تشيخ الذئاب.
- من قديمي الجديد: معين بسيسو ما زال معنا
- عن رواية الخاصرة الرخوة
- عن رواية سرير المشتاق لفاروق وادي
- من قديمي الجديد عن المسرح الفلسطيني/ مقالة
- عن سيرة الكاتب جميل السلحوت
- الشخصية الإشكالية في رواية خسوف بدر الدين لباسم خندقجي
- غسان حرب مناضل ومثقف واسع الأفق
- مشهد من رواية ظلال العائلة


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شقير - ظل آخر للمدينة8