أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالامير آل حاوي - التعصب أولاً والعلماء ثانياً














المزيد.....

التعصب أولاً والعلماء ثانياً


عبدالامير آل حاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6612 - 2020 / 7 / 7 - 02:31
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


على مر العصور والحقب التاريخية التي مرت على الشعوب العربية كانت الحكومات بمختلف تسمياتها وعناوينها الأولية تشكل عبئاً ثقيلاُ على الدولة والشعب من خلال أستنزافها لخيرات الأمة وأموال البلاد والعباد والاستئثار بها دون وجه حق كأصحاب ملكية خاصة يتصرقون بها كيفما يحلو لهم وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد بل يتعدى الى قيام الخليفة أوالرئيس أو الملك مع بطانته من الوزراء بأعداد قوانين ودساتير تضمن لهم حق التصرف كيفما شاءوا بكل شيء بما فيها القيم والعادات الأجتماعية فبدلاً من بناء الأوطان وخدمة الناس حولوا بلدانهم الى خراب وشعوبهم الى عبيد يستثنى من ذلك الى حد ما الفترة من منتصف القرن الرابع الهجري الى منتصف القرن الخامس الهجري التي أمتازت بانتشار العلوم والمعرفة وأزدهار وتطور العمران وبناء المدن الكبيرة العامرة ولعل هذه الحقيقة أول من أشار اليها مؤسس علم الأجتماع الحديث الباحث والمؤرخ الكبير أبن خلدون (هو عبد الرحمن بن محمد أبو زيد ولي الدين الحضرمي الإشبيلي، وهو مؤرّخ تونسي المولد، أندلسي حضرمي الأصل) في مقولته التي أثارت حفيظة المتعصبين للقومية العربية "أن العرب إذا تغلبوا على الأوطان أسرع أليها الخراب" .
أن نظرة متفحصة سريعة للتاريخ العربي نستثني منها فترة صدر الأسلام الأولى نتلمس بشكل واضح حجم الأقتتال والأحتراب والتصفيات الجسدية المروعة والتنكيل بين أفراد الأسرة الواحدة من أجل انتزاع كرسي الحكم والسلطة والأستئثار بها ولو كان ذلك على بحر من الدماء وأكداس من الجماجم ....وبالرغم من تعاقب القرون والتطور المنقطع النظيروغير المسبوق لوسائل ونظم الحياة في مشارق ومغارب الأرض ألا أن الواقع العربي يختلف عن بلدان العالم فنادراً ما ترى وتسمع عن حاكم عربي تخلى عن المنصب وسلم مقاليد الحكم طوعاً نزولاً عند رغبة وأرادة الجماهير وخدمةً للمصلحة الوطنية بل لابد من أكراهه على ذلك بالقوة وبالوسائل المسلحة رغم الشعارات الديمقراطية الخالية من أي محتوى حقيقي والتي يغلفون بها أنظمة الحكم لدى البعض أو الصبغة الدينية والأنتساب للنبوة للبعض الأخر .
العرب مهووسين بالسيادة والقيادة باعتبارها رتبة ودرجة وهي تشريف لديهم لا تكليف فانشغلوا بالحرب والجيش والأمارة وتركوا لغيرهم العلوم والثقافة والأدب بأعتبارها وظائف أقل رتبة فتسيدها غير العرب من الأعاجم وبمراجعة سريعة لتاريخ الحضارة العربية تجد أن اعلام اللغة والأدب والفقه وكبار العلماء بالطب والرياضيات وغيرها من بلاد فارس وخوارزم وبخارى وعلى سبيل المثال لا الحصر(سيبويه ،الحسن بن الهيثم ،الرازي ،الخوارزمي ، أبن سينا ،الفارابي، أبن البيطار ،أبن المقفع)وتطول القائمة فحينما بين ذلك المؤرخ أبن خلدون في مقدمته شنت عليه حرب شعواء من قبل الكثير من الأقلام القومية المتعصبة ولا أعلم على ماذا يتعصبون فكتاب بعنوان(عروبة العلماء المنسوبين الى البلدان الأعجمية) لمؤلفه ناجي معلوف كرد وتفنيد لما أورده أبن خلدون حيث حاول جاهداً أثبات أن حمله العلم في الأسلام جلهم من العرب ومن القبائل الأصيلة وبعض الأسر أنتشرت في المشرق أثتاء القتح الأسلامي وبعده ...وضمن نفس السياق يقول الكاتب محمد حبيب المرزوقي (ابو يعرب) في كتابه الموسوم (الأعاجم ،كيف نفهم دورهم العلمي في الأسلام ) بحث فيه محاولاً أيجاد مخرج للأشكال الذي أثاره أبن خلدون في قولته الشهيرة والرأي للمرزوقي أن العلماء المسلمين في شتى العلوم والأداب هم من أصول عربية وليست أعجمية مبرراً ذلك على أن علوم الملة ترجع الى القرآن والسنة والتي ترجمت على شكل سلوك يومي للصحابة وتابعيهم حتى تحولت العلوم الناجمة عن ذلك كالفقه والتفسير واللغة وغيرها الى صنعة يحترفها الصحابة والتابعين وحينما تحولت هذه العلوم الى حرفة أصبحت لا تليق ياصحاب الرتب العليا وبذلك وطبقاً للتقسيمات الأجتماعية أصبح لدينا قادة وأمراء وملوك من العصبة القبلية العربية يليهم رتبة من أمتهن العلم والأدب وصولاً للحرفين أصحاب الصناعات البسيطة وعلى هذا الأساس لم يكن للموالي سبيل أخر للأرتقاء في السلم الأجتماعي غير طريق العلوم والادب وهذا هو تفصيل لرأي أبن خلدون فما الجديد في ذلك !!!.



#عبدالامير_آل_حاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الكردية وطموحات غير محدودة
- تحت رحمة الديون الخارجية
- الحر وكورونا والكهرباء
- تداعيات يومية
- أجيال في خطر
- كلمات
- كورونا وأشياء أخرى 2
- القعود على التل أسلم
- أنهم يقتلون الجياد2
- عقدة الانتماء
- حرب الحجاب
- خريف العمر
- الرقابة الفكرية
- مشكلة عراقية بأمتياز
- أوسعناهم شتماً وفازوا بالابل
- خير الكلام
- الاعمال بالنيات
- التسول المنظم
- توالي العمر
- يحدث في العراق


المزيد.....




- العثور على مركبة تحمل بقايا بشرية في بحيرة قد يحل لغز قضية ب ...
- وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان يدخل حيّز التنفيذ وعشرات ...
- احتفال غريب.. عيد الشكر في شيكاغو.. حديقة حيوانات تحيي الذكر ...
- طهران تعلن موقفها من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنا ...
- الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث في العودة إلى الجنوب
- بندقية جديدة للقوات الروسية الخاصة (فيديو)
- Neuralink المملوكة لماسك تبدأ تجربة جديدة لجهاز دماغي لمرضى ...
- بيان وزير الدفاع الأمريكي حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ول ...
- إسرائيل.. إعادة افتتاح مدارس في الجليل الأعلى حتى جنوب صفد
- روسيا.. نجاح اختبار منظومة للحماية من ضربات الطائرات المسيرة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالامير آل حاوي - التعصب أولاً والعلماء ثانياً